الى زينب جواد....الى زينبات -ژن، ژيان، آزادي-



بهار رضا
2025 / 8 / 31

لم تتبنَّ هيلاري كلينتون، زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق، الشعار "ژن، ژيان، آزادي" لأنها مؤمنة بالحرية، بل لأنها وجدت فيه غطاءً سياسيًا يُستخدم حين يناسب المصالح. هيلاري لا تملك قيم الحرية، بدليل صمتها التام عن فضائح زوجها، بيل كلينتون، الذي اعترف باستغلال منصبه وتحرشه الجنسي.
لم تُدنه يومًا، لا كزوجة، ولا كامرأة، بل دافعت عنه كسياسية تسعى لحماية نفوذها. لا تزال، حتى اليوم، تدعمه وتبرر أفعاله، رغم أنه متهم في عدة قضايا تحرش، نجا من معظمها بفضل دعمها، باستثناء قضيتين بارزتين:
- باولا جونز (Paula Jones – 1991):* اتهمت كلينتون بالتحرش بها عندما كان حاكمًا لأركنساس، بعد أن دعاها إلى غرفته، كشف عن نفسه، وطلب منها ممارسة الجنس الفموي. رُفعت دعوى قضائية ضده، وتمت تسويتها خارج المحكمة مقابل 850,000 دولار، دون اعتراف بالذنب.
مونيكا لوينسكي! القضية الأشهر في التاريخ السياسي الأمريكي، حيث اعترف كلينتون بأنه استغل منصبه لإجبار متدربة البيت الأبيض على ممارسة الجنس الفموي، ذلك بعد العثور على آثار من سائله المنوي على ثوبها الازرق .
بالإضافة إلى ذلك، كان محاميًا دافع عن مغتصب ، ورغم معرفته بذنبه، قال: "أنا محامٍ، وواجبي الدفاع. لا يهم إن كان مذنبًا."
هذه هي النماذج التي تتبنى اليوم قضايا المرأة وتتكلم باسمها، في مشهد مقلوب، يُستخدم فيه العدل كأداة نفوذ.

وعلى الرغم من أن المرأة في الجنوب لا تقل معاناة عن أختها في إقليم كردستان، إلا أن للأخيرة قصة من نوعٍ مختلف — قصة تُجسّد الغرابة والمرارة في آنٍ واحد.
ففي إقليم كردستان العراق ، تنتظر بعض النساء موعدًا أخيرًا مع الظلم... في مقبرة "ئارامكاى ژيان" مرقد الحياة وتعرف في العراق بمقبرة "المنبوذات"، المقبرة الوحيدة من نوعها في العالم، والمخصصة لنساء قُتلن بذريعة الشرف.
قبور بلا شاهد قبر، بلا وداع، بلا عزاء، وبلا آيات قرآنية، وكأن حياتهن لم تكن تستحق حتى الذكرى.
المرأة لا تُقاتل في معركة منفصلة، بل تتقاسم مع مجتمعها مرارة القهر، هي تدفع الثمن الأكبر. لا لأنها ضعيفة، بل لأن الجميع يسقط عليها خيباته
الحرية كلٌّ لا يتجزأ… إما أن تكون للجميع، أو لا تكون.
وإذا بقي إنسانٌ واحد غير حر، فستعكس عبوديته ظلالها على العالم بأسره.
أقترح عليك يا زينب كمحامية تؤمن بالحقوق ان تتبني قضية تلك النسوة وتحميلي حكومة الاقليم المسؤلية عمّا تسمى بجرائم الشرف، والغاء هذه المقبرة، ونقل رفات الضحايا الى مقابر رسمية من اجل اعادة الاعتبار للإنسان قبل اي اعتبار اخر...