مقابلة نحو الاشتراكية مع الرفيق عباس عبد الرحمن كادر تنظيم بغداد للحزب وعضو لجنة نشاطات 8 آذار—يوم المرأة العالمي



الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
2007 / 2 / 11

نحو الاشتراكية: بظل الظروف الكارثية التي يمر بها العراق وصراع قطبي الارهاب: دولة امريكا وبريطانيا وحلفاءهما من جهة وقوى الاسلام السياسي وميليشياته وعصاباته من كل الالوان والاشكال، من جهة اخرى، كيف تصف لنا اوضاع المجتمع بشكل عام واوضاع النساء بشكل خاص؟ ما هو مصير النساء في جنوب العراق ووسطه وشماله في ظل سلطة هذه الميليشيات الطائفية؟

الرفيق عباس: يمر المجتمع العراقي بظروف صعبة جدا فقد اقتلعت الحرب الامريكية _البريطانية الدولة وبالتالي كل اركان المجتمع المدني وهدمت بنيته التحتية. ان قطبي الارهاب العالمي المتمثل باميركا والاسلام السياسي جعلا العراق ساحة صراع لتصفية حساباتهما لهذا تزداد اوضاع الجماهير تدهورا وبشكل يومي. لقد جلبت اميركا كل شراذم التخلف المتمثلة بالعصابات الاسلامية والطائفية ونصبتها على رقاب الجماهير في العراق حيث لاتوجد حريات فردية. وعلى سبيل المثال فان المرأة تعاني مأساة كبيرة في ظل هذه الاوضاع المزرية؛ مصيرها مجهول، لا تستطيع الخروج بنفسها خوفا من بطش هذه العصابات والتي لا تتورع عن قتل النساء اذا ما خرجن دون حجاب اسلامي ناهيك عن سلب كل حقوقها الانسانية في التشريعات والقوانين التي وضعتها تلك الميليشيات الاسلامية والقومية وهذا تراه في كل انحاء العراق من جنوبه ووسطه وحتى شماله. فالاحزاب القومية الكردية هي الاخرى مدججين باسلحتهم ومصوبين فوهات بنادقهم على كل من يعصي اوامرهم وانظمتهم القبلية المعادية للنساء وللمساواة.

نحو الاشتراكية: اذن في هكذا اوضاع صعبة للنساء خصوصا حيث الظلم يحيط بهن من كل جانب وخاصة في المناطق التي اصبح الاسلام يحكم فيها بحد السيف و الارهاب اضافة الى القتل وانعدام الامن والارهاب العام للجماهير كيف تنظر الى يوم المرأة العالمي؟ ما هي رسالة حزبنا برأيك الى نساء العراق بهذه المناسبة؟

الرفيق عباس: رسالة حزبنا رغم الظروف الكارثية في العراق هي ان المرأة مساوية للرجل في كل المجالات. نحن نعتقد بان نضال المرأة ضروري وحاسم ضد قوى الاسلام السياسي والقوى القومية والعشائرية التي تريد لها التراجع والانكفاء والهزيمة والخوف. حزبنا ومن خلال نضاله من اجل الاشتراكية وانتصارها النهائي فانه يدافع عن مساواة المرأة مع الرجل في كل المجالات ومن اجل حصولها على اكثر ما يمكنها من الحقوق. ان حزبنا يعتقد بان المساواة بين البشر هي احدى المفاهيم المحورية التي يستند اليها حزبنا ان حزبنا يناضل من اجل مساواة المرأة بالرجل وهو يساند نضال المرأة الدائم والمستمر من اجل حقوقها وحريتها ورفاهها وسعادتها والتمتع بحياتها كانسان كامل الحقوق. مع حزبنا يقف الملايين من البشر المحب للمساواة، البشر العلماني والتمدن والمتحرر. وفي برنامجنا ”عالم افضل“ فان حزبنا يطالب ب:

1_الاعلان عن المساواة الكاملة وبدون قيد او شرط بين المراة والرجل في الحقوق المدنية والفردية والغاء كل القوانين المناقضة لتلك المساواة،
2_الضمان العاجل للمساواة التامة بين المراة والرجل في المشاركة في الحياة السياسية للمجتمع في مختلف الاصعدة .حق المرأة دون قيد او شرط في المشاركة بالانتخابات وفي كافة المستويات وان تتبوأ مختلف المناصب والمسؤوليات،
3_المساواة الكاملة في الحقوق والمكانة القانونية للمراة والرجل في الاسرة والغاء امتيازات الرجل كرب اسرة وتثبيت الحقوق والواجبات المتساوية والرجل فيما يتعلق برعاية الاطفال وتربيتهم،
4_المساواة التامة بين المراة والرجل في الميدان الاقتصادي والعمل المهني وشمول المراة بقوانين العمل والضمانات الاجتماعية،
5_الغاء كافة القوانين والمقررات والتقاليد والاعراف المقيدة والمتخلفة الاخلاقية والثقافية والخلقية المنافية لاستغلال المراة وارادتها المستقلة وشخصيتها باعتبارها مواطنة متساوية الحقوق بالمجتمع، هذا جانب مما يطالب به برنامجنا عالم افضل للمرأة. انني ادعو الى قراءة برنامجنا بالذهاب الى صفحة الانترنيت http://www.socialismnow.org والاطلاع على برنامجنا.

نحو الاشتراكية: هل بالامكان ان توضح للقراء ماهي رسالة يوم المرأة العالمي بنظرك؟ ما اهمية ان تحيى هذه الفعالية ؟

الرفيق عباس:ان رسالة يوم المرأة العالمي هو ان حقوق المرأة حقوق عالمية وليست حقوق محلية. ان حقوق المرأة ليست خاضعة لدين او طائفة او مذهب او عشيرة وانما للمرأة حقوق عالمية لكونها انسان. لقد ناضلت المرأة في كل انحاء العالم من اجل نيل حقوقها ولن ترجع المرأة الاف السنين للوراء لتبدأ من ”ثقافتها“ و“تراثها“. ان تبدأ من احدث الحقوق التي نالتها المرأة في امريكا او فرنسا او السويد او كندا. ان اعداء المساواة والاسلاميين والقوميين يسعون الى ترسيخ مذهب نسبية حقوق المرأة ( أي نسبيتها الى ثقافة الاسلام والعشائر الخ). اننا نفضح هذه النسبية ونعتبرها غطاء لقمع المرأة وابقاءها خاضعة وادامة عبوديتها واستلابها. ان هولاء يريدون اذلال المراة بفرضهم كل القوانين الرجعية البالية.
عندما تقف نساء العالم ومعهم كل الطبقة العاملة والاشتراكيين والشيوعيين وكل الاحرار والعلمانيين وقفة واحدة رافعين شعار لا للاسلام وقوانينه الرجعية ولا للعبودية المعاصرة وانتهاك حقوق المرأة فانا على ثقة بان ما من قوة تستطيع الوقوف ازاء حقوق المرأة الكاملة غير المنقوصة. نحن نتذكر قيادات الحركة النسوية في القرن الثامن عشر كيف كان نضالهن من اجل حصولهن على كافة حقوقهن الانسانية ومطالبتهن بالمساواة هو مشعل للحركة النسوية فيما بعد. لهذا ندعو المراة في كل انحاء العالم الى الالتفاف حول مطلب المساواة التامة ومناهضة الدين وتحريم تدخله في حياة المرأة والجماهير عموماً واعتباره شأنا شخصيا لا لاحد ان يفرضه على افراد المجتمع.

نحو الاشتراكية: برأيكم هل ان المساواة مطلب واقعي؟ يقول بعض ادعياء الاشتراكية واليسار ان حزبنا متطرف في طلبه للمساواة بين المرأة والرجل وان الوقت ليس وقتها الان. ماذا تقول لمن يسخر من مساواة المرأة والرجل ويعتبر انها امور ثانوية وغير اساسية؟

الرفيق عباس: ان المساواة بين البشر هي جوهر نضالنا الشيوعي. ان قمع المرأة واظطهادها هو سمة مميزة من سمات النظام الرأسمالي الحالي وليس فقط سمة للمجتمع الاسلامي زمن البربرية. صحيح ان الاسلام قد جسد قمع المرأة ودونيتها الاجتماعية والانسانية في قوانين اضفى عليها صفة الهية—أي ابدية، الا ان قمع وتحقير المرأة هو ممارسة تحدث اليوم ولها اهداف اليوم أي ترسيخ عبودية المرأة وتحويل نصف المجتمع الى عبيد من اجل سهولة اخضاعها وجني الارباح منه. ان احياء القيم الاسلامية والشرائع هي حاجة للنظام الرأسمالي اليوم تماما كما يسلبون انسانية العامل ويجعلونه مجرد الة بايديهم لتوفير الربح في جيوبهم. ان من يقول ان حرية المرأة ومساواتها الكاملة ليس وقتها او ان لا علاقة بالنضال الاشتراكي فهو او هي مشارك للاسلاميين في اذلال المرأة واحتقارها. علينا كاشتراكيين وعمال ونساء تحرريات توجيه النقد لهم ونقول لا حرية للمجتمع والمرأة مستعبدة وخاضعة.

نحو الاشتراكية: واضح من جوابك ان رسالة الاشتراكيين والشيوعيين في العراق بمناسبة يوم المرأة العالمي يجب ان تكون قوية ومدوية لانها رسالة مساواتية. ماهي خطواتكم في لجنة بغداد لتكريم هذا اليوم المهم وهل هناك فرصة لاقامة فعالية تجسد نضال المرأة من اجل المساواة والحرية والتمدن؟

الرفيق عباس: في لجنة بغداد سنقوم بالترويج لهذه المناسبة بشكل اجتماعي من خلال توزيع البوسترات وبيانات الحزب وكذلك التعريف بمطالب حزبنا من اجل حقوق المرأة ومساواتها للمجتمع من خلال عقد لقاءات تلفزيونية او اذاعية. ان اهم ما يمكن ان اوضحه هو ربطنا الوثيق بين نضالنا كاشتراكيين وعمال نطرح بديلنا الاشتراكي للمجتمع وبين نضال المرأة من اجل التحرر. ان درجة تحرر المرأة مرتبط باقتدار الاشتراكية وباقتدارنا في المجتمع.

نحو الاشتراكية: شكراً لكم على الاجابة.