همساتي : الرجل والمرأة في الحب والخضوع والاذلال !



ايليا أرومي كوكو
2025 / 9 / 10

تقول أحداهن : كان زوجي قاسيا جدآ لا يعرف الرحمة الي قلبه طريقا . كان يضربني كل مساء ويركلني برجليه وسط بكاء وصياح الاطفال وهو لا يبالي بهم قط . وعندما يشتاق لي يطلبني بود وحميمة متوسلا راجيا بعطف . وما ان ينال مني حتي يعود الي ما كان عليه برعونة اكثر وغلو .
في كل صباح وقبيل ذهابه الي عمله كان يسبني ويعير اهلي ويلعن اليوم الذي عرفني فيه مرددا ليت ذاك اليوم يمحى من سفر حياتي . لم أكن ابادله الكلام لا سلبا او ايجابا بل كنت اكتفي بالصمت والوذ بالبكاء والنحيب . كنت راضيا بقسمتي ونصيبي التعيس اتضرع الي الله أن يغير ويبدل حاله . حاولت مرارا وتكرارا مصليا ان يصلح الله حاله ويرده عن قسوته وجوره وسخريته مني وتحقيره لأهلي. لكنه ظل يتمادى في غيه وضلاله وافتراءاته مستعدا الي ما لا نهاية .
لكنه في وقت من الأوقات العصيبة مرض مرض الموت ولزم الفراش الأبيض لاسابيع كثيرة تراوحت الي اشهر بل امتدت وطالت لاكثر من العام . فقد الأمل في الحياة وكنا نرقب رحيله الفينة والآخرين وكان يقرأ عيوني انني سوف لن اندم اوحزن كثير برحيله . بل كان يتخيل انني اتمني زواله من الحياة . هذا مع العلم انني لست على ان كنت اتمني موته ام لا ! . لكن الشيطان بين الحين والاخر كان يهمس في اذني متي ينتحر هذا الكابوس فاعود والسنه . فيراودني بفكر ان اتركه يلاقي مصيره لوحده طلما سامني العذاب واضطهدني . لكنني في كل مرة كنت العن الشيطان وأعود الي صوابي واخاف الله فيه ومنه .
فكرت كثيرآ وكنت اتقطع الما انا اطبب واداوي جراح من ظل يجرحني ويخدش مشاعري دون سبب ومبرر غير مراعيا لانسانيتي . وفي آخر المطاف استطعت ان اهزم شياطيني واتغلب علي وساويس الانس والجن . بقيت معه لزمته في مرض وضعفه أطيب خاطره واخفف الام من قوي الباس علي عندما كان كامل الصحة والعافية . وكنت اعلل النفس الامارة بالسوء اقاومها بأن هذا هو قدرها ونصيبها في الحياة ولا مناص من قدر الله المكتوب .
وبحمد الله وعونه استطعت وتمكنت من اجتياز تجربتي المرة القاسية المؤلمة جدآ باقتدار ونجاح وتوفيق من الله .
تجاوز زوجي المرحلة الخطرة من المرض وهو الآن اخذ في التعافي والاستشفاء وقد تحسنت صحته كثيرا . ليس هذا فحسب بل تحسنت سلوكه وأسلوب كلامه معي كثيرا أيضآ . نعم
صار ييتلطفني يستعطفني ويتوود الي متغزلا بي كعهدي الأول به وما ان يراني وتتلاقي عيوننا يبتسم ويكاد ان يجهش بالبكاء كالاطفال فاستغفره الله فيطلب مني اسامح ظلمه وجوره وقسوته طالبا من ان انسي الليالي الموحشة واعدا بأنه سيعوضني عن سنين القسوة حبا مضاعفا وعن الليالي المرة كاسات المني والهناء .
فأقول له ملامحك يا حبيبي مهما قلبك علي قاسي برضو انت قدري انت حبي ونصيبي .. انا مسامحك ياحبيبي !