تمكين المرأة سياسياً في العراق



ذكرى زياد
2025 / 10 / 3

هنالك العديد من التحديات و الصعوبات التي تواجه المرأة العراقية, منها مشاكل الحرية في التعبير عن الذات و حرية الفكر و ذلك بسبب فرض اراء و قيود معينة لتحديد الفكر لدى المرأة و السيطرة عليها من خلال هذه الأفكار و اقناعها بالتنازل عن حقوقها و حريتها كانسان, و هذه الأفكار تشمل السيطرة و التلاعب الفكري من خلال الدين و العادات و التقاليد المخالفة لحقوق الانسان و التي عن طريقها يتم تطبيق قوانين تجرد المرأة من انسانيتها و حقوقها, هذه القوانين تصب في مصلحة معينة لأجل خدمة الافراد الذين يتحكمون بالسلطة.
يوجد العديد منى الضغوط التي تتعرض لها المرأة العراقية وهذه الضغوط هي ضغوط دينية, اجتماعية, ثقافية و سياسية أيضا. اذ نستطيع ان نقارن دور المرأة في العراق سابقا مع دورها حاليا, اذ نلاحظ ان دور المرأة و تأثريها اصبح اقل او شبه معدوم عما كانت عنه سابقا و ذلك بسبب نشر الفكر المعادي للمرأة و تجهيلها من خلال حرمانها من حقها في التعليم, القانون العراقي لا يمنع المرأة من التعليم و لكن في بعض المدن و النواحي يتم حرمان المرأة من التعليم بسبب التدخل العشائري في المنطقة و علية يجب التدخل القانوني في هذه الحالات. و أيضا يتم تطبيق هذه الأفكار المعادية عن طريق الاعلام و الأشخاص المتحكمون بالسلطة من خلال بثها و طرحها على العامة من الشعب و من ثم تكرارها بصورة مستمرة حتى يتم اقناعهم بالتنازل و التخلي عن حقوقهم.
بعد ان يقتنع العامة من الناس بهذه الأفكار الرجعية تبدأ نتيجتها بالظهور عن طريق ممارستها بالأمور اليومية في التعاملات, و وضع صورة محددة للمرأة سواء كانت طفلة صغيرة بالسن او امرأة بالغة. يتم هذا الفكر بالانتشار من خلال العائلة الواحدة, و من هنا تبدأ المشكلة في التفاقم و التشعب. نلاحظ الغالبية العظمى في المجتمع العراقي ينظر للمرأة بصورة ضعيفة و متدنية نوعا ما و انها غير قادرة على إدارة الكثير من الأمور و انها ليست افضل من الذكر مهما حاولت. المستوى الفكري و الاجتماعي و الثقافي للمرأة لا يقل أهمية عن الذكر و لا توجد أي فروقات بينهما, و ما يتم من هذه ممارسات هي تمييز ضد المرأة.
لخلق مرأة ضعيفة فكريا و غير قادرة على الإدارة و المساهمة في السياسة, تتم هذه الممارسات ضدها من سن صغيرة من خلال الاسرة كما ذكرت سابقا, اذ تلعب الأسرة دور مهم في انتاج الافراد و كيفية تعاملهم مع بعض. اذا كانت العائلة الواحدة تمارس هذه الأفكار هذا سوف يخلق صراع بين افرادها بدءا من تصرفات و معاملة الوالديين بتمييز بين ابناءهم الذكور و الاناث و إعطاء الأفضلية للذكور حتى و لو كانوا على خطأ, و الام التي تؤمن و تتبع هذه العقلية تمارسها اتجاه بناتها مما يخلق و يعزز الفكر الرجعي لبناتها أيضا من الصغر حتى تبدأ الطفلة بالاقتناع انهالا ضعيفة و غير قادرة على اتخاذ القرارات.
لحل هذه التحديات يجب الاهتمام بأصغر التفاصيل بدءا من اصغر فرد بالمجتمع وصولا الى المؤسسات الحكومية التي بدورها تساهم بالتأثير بشكل كبير وفعال في المجتمع, حيث يتم نشر الوعي بين افراد الشعب عن طريق الاعلام و تقبل حرية الفكر و التعبير وتفعيل القوانين التي تصب في مصلحة الافراد و الغاء القوانين التي تتعدى على حرية و حقوق الانسان, و عن طريقها يتم تفعيل هذه القوانين و تثقيف الافراد بمختلف الفئات العمرية بواسطة المدارس و الجامعات و المعاهد و دورات تعليمية, بهذه الطرق تصبح المرأة واعية و مثقفة و تقوم بالمساهمة في المجتمع بشكل كبير و تعرف ما لها و ما عليها من حقوق و واجبات.
عندما يتم تطبيق المساواة بين الرجل و المرأة في العراق, أي بالسماح للمرأة بالعمل بمختلف المجالات المتنوعة التي ترغب فيها مثلها مثل الرجل, من ضمنها السماح لها بالمشاركة في العملية السياسية و اعطاءها حقها بالمناصب المختلفة في البرلمان العراقي بواسطة القوانين الذي ذكرت سابقا, بهذا يخلق مجتمع واعي مساوي بالحقوق لكلا الجنسين و يخلق أجيال واعية حرة و متطورة, و كل هذا يتم بالمساهمة الكبيرة للمرأة فهي تلعب دور مهم في تنشئة و منهجية المجتمعات من خلال الاسرة و القيادة.