اليوم العالمي للفتاة 2025: شخصيتي والتغيير الذي أقوده



سرود محمود شاكر
2025 / 10 / 11

يُحتفل في الحادي عشر من أكتوبر/تشرين الأول من كل عام باليوم العالمي للفتاة، وهو مناسبة أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرارها رقم 66/170 في 19 ديسمبر 2011، للاعتراف بحقوق الفتيات والتحديات الفريدة التي يواجهنها عالميا. وفي عام 2025، يأتي الاحتفال تحت شعار: «شخصيتي، والتغيير الذي أقوده: الفتيات في الصفوف الأمامية للأزمات»، وهو موضوع صيغ بالتشاور مع الفتيات أنفسهن، ومنظماتهن، وشركاء الأمم المتحدة، ليبرز دورهن الريادي في مواجهة التحديات العالمية.

الفتيات: قائدات التغيير
في أنحاء العالم، تقود الفتيات التغيير بجرأة وإبداع. ينظمن مبادرات مجتمعية، يطالبن بالعدالة المناخية، يرفعن أصواتهن ضد العنف، ويرسمن ملامح مستقبل يعكس تطلعاتهن. لسن مجرد ضحايا للأزمات، بل صانعات حلول مبتكرة، يمتلكن رؤى وطاقات لا حدود لها. ومع ذلك، غالبًا ما تُهمل أصواتهن، ويُتجاهل دورهن، وتُهدر حقوقهن. يأتي هذا اليوم ليؤكد ضرورة الإصغاء إليهن والاستثمار في قدراتهن.

إرث إعلان بكين
يصادف عام 2025 الذكرى الثلاثين لإعلان ومنهاج عمل (بكين ) بيجين، الذي اعتمد في المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة عام 1995. يُعد هذا الإعلان المخطط الأكثر تقدما للنهوض بحقوق النساء والفتيات، وكان أول وثيقة دولية تشير صراحة إلى حقوق الفتيات. وبعد ثلاثة عقود، لا يزال هذا الإعلان مرجعا أساسيا لتحقيق المساواة بين الجنسين، مع التأكيد على أن تمكين الفتيات ليس مجرد حق، بل استثمار في مستقبل أكثر عدالة واستدامة.

تمكين الفتيات: استثمار في المستقبل
تتمتع الفتيات، وخاصة المراهقات، بحق أصيل في حياة آمنة، تعليم جيد، وصحة سليمة. عندما يتلقين الدعم خلال مرحلة المراهقة، يصبحن قادرات على تغيير العالم بوصفهن نساء عاملات، أمهات، رائدات أعمال، مرشدات، وقائدات. الاستثمار فيهن يعني ضمان حقوقهن اليوم، وبناء مستقبل يشارك فيه نصف البشرية بمساواة في مواجهة تحديات مثل تغير المناخ، النزاعات السياسية، النمو الاقتصادي، مكافحة الأمراض، والاستدامة البيئية.

تجاوز الحواجز
تواجه الفتيات تحديات كبيرة مثل القوالب النمطية، الإقصاء، والتمييز، خاصة الفتيات ذوات الإعاقة أو اللواتي يعشن في مجتمعات مهمشة. لكنهن يتحدين هذه الحواجز، فيصبحن رائدات أعمال، مبتكرات، وقائدات حركات عالمية. إنهن يبنين عالمًا يعبر عن هويتهن ويحقق طموحات الأجيال القادمة.

جدول أعمال 2030
يتماشى اليوم العالمي للفتاة مع أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، التي تشكل خريطة طريق لتحقيق التقدم المستدام. لا يمكن تحقيق العدالة، الإدماج، الاقتصادات المنصفة، أو حماية البيئة دون ضمان حقوق الفتيات عبر جميع الأهداف. فهن شريكات أساسيات في بناء عالم لا يترك أحدا خلف الركب.

دعوة للعمل
اليوم العالمي للفتاة 2025 هو دعوة للاعتراف بهوية الفتيات، الإصغاء إلى أصواتهن، ودعم طاقاتهن. إنه تذكير بأنهن لسن فقط في انتظار عالم أفضل، بل هن من يصنعنه. فلنعمل معًا لتمكينهن، لضمان أن تكون أصواتهن مسموعة، وحقوقهن محفوظة، وأحلامهن واقعًا.

المصادر:
- الأمم المتحدة: قرار الجمعية العامة 66/170.
- إعلان ومنهاج عمل بيجين، 1995.
- أهداف التنمية المستدامة، 2030.