|
|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
أشرف توفيق
!--a>
2025 / 10 / 24
(أن تقرر مصرية النضال في عهد الاستعمار، فهي تعرف حتما أنها ستصارع على جبهتين: جبهة أولى ضد المستعمر نفسه، وثانية ضد المجتمع المحافظ الذي يرفض أي ظهور للنساء في المجال العام وتلك كانت سيرة امرأة تدعى هدى شعراوي، صارت تعرف برائدة حركة تحرير النساء في مصر)
1- تعالب وثعابين عقد زواج هدى شعراوى
أسمها الحقيقي هدي محمد سلطان وعند أخرين(نور الهدي محمد سلطان) ولها اسم حركي تاريخي،رائدة الحركة النسائية فى مصر. أما النساء فيسمونها هدي هانم شعراوي.ولها اسم لا تحبه: أم محمد!! نادتها به (المطربة فاطمة سري،)
ولدت بالمنيا فى 23 يونيه 1879.وأبوها هو محمد سلطان قائمقام الحديو توفيق وخصم الزعيم عرابي؟!كان أبوها، محمد سلطان باشا من علية القوم؛ يترأس المجلس النيابي الأول في عهد الخديوي توفيق، سادس حكام مصرمن الأسرة العلوية.ولأنه كذلك،كانت هدى محظوظة فقريناتها آنذاك لم يكن يملكن أن يتابعن دراستهن.أما هو فقد استقدم من يعلمها في البيت؛اللغات،فن الخط،العزف على البيانو فلقد وفرت لها أسرتها نشأة كريمة وغنية وثرية فتعلمت الفرنسية والعربيةوقيل التركية ايضا،والموسيقى.ورغم ذلك كانت نسبة هدى لوالدها محمد سلطان سببًا لنقمة كبيرة فى حياتها وكان استدعاء اسم زوجها الشعراوى بدلا منه طوق نجاة!! فمن المعروف فى التاريخ المصرى الحديث أن محمد سلطان كان من بين من خانوا عرابى وتخلوا عنه فى مواجهته مع الإنجليز، فعل ذلك بعد أن تلقى أموالًا طائلة من الخديو توفيق، ليقوم بدفع رشاوى لعدد من العربان والقيادات العسكرية ليخونوا عرابى، ويتركوه وحده فى الميدان بلا غطاء. ولم تتوقف خيانة سلطان باشا عند هذا الحد،بل رافق جنود الاحتلال أثناء زحفهم على العاصمة،وكان تعيينه رئيسًا لمجلس النواب مكافأة له على ما قام به.ولم تتوقف مكافآت الخيانة عند هذا الحد، فقد عينه توفيق أيضًا مندوبًا ساميًا ملكيًا إلى جانب الجنرال «ولسلى» قائد الجيش الإنجليزى الذى احتل القاهرة، ومنحته بريطانيا بعد الاحتلال عدة نياشين تقديرًا لخدماته وأهداه توفيق جارية بيضاء جميلة هى السيدة إقبال هانم التى أنجبت له هدى. فأم هدى شعراوى جارية بيضاء جميلة (ألبانية) وهبها الخديوي إسماعيل لأبيها،فتزوجها تقديرالهبة الخديوى فأنجبت له (هدى) وأخيها (عمر) الذى أصبح (عمر سلطان باشا) .
لم يربط المصريون كعادتهم فى السهو والنسيان بين هدى وأبيها، نسوا ما فعله، ولم يطاردها أحد بماضيه، وقد ساعد على ذلك أنه توفى فى العام ١٨٨٤ بعد مولدها بما يقرب من الخمس سنوات،فلم يكن له دور فى حياتها، ولا ما أنجزته بعد ذلك. وحاولت هدى أن تبرئ أباها محمد سلطان من عار الخيانة الذى لحق به. فى مذكراتها تقول: توفى والدى المرحوم محمد سلطان باشا يوم ١٤ أغسطس ١٨٨٤ فى مدينة جراتس بالنمسا، كان قد سافر إلى هناك للاستشفاء،وكان يعانى من صدمتين عنيفتين أثرتا فى حالته الصحية إلى حد بعيد، لدرجة أن الأطباء لم يجدوا دواء لدائه إلا أن يسافر بحثًا عن العلاج. الصدمة الأول كانت وفاة ابنه إسماعيل، الذى كان يعقد عليه كل آماله فى المستقبل، فقد كان ذكيًا أكبر من عمره فى كل شىء، فى الوقت الذى كان عمر ابنه الثانى ضعيف البنية،والأمل فى حياته ضئيل جدًا. أما الصدمة الثانية، والتى دافعت بها هدى عن تاريخ والدها، فتقول عنها: كانت تلك المأساة التى أودت باستقلال البلاد إثر الحوادث العرابية، فقد ظهر له سوء نية الإنجليز بعد دخولهم مصر،حيث بدا واضحًا أنهم لن يفكروا فى الجلاء عنها.وكأنى بهدى كانت تريد أن تقول إن أباها ما ساعد الإنجليز وخان عرابى إلا للسعى نحواستقلال مصر،لكنه اكتشف أن الإنجليز جاءوا محتلين انتكست صحته،واعتلت نفسيته،فراحت حياته،فى محاولة للتبرئة أوللتأكيد أن أباها دفع ثمن سوء فهمه وربما تقديره.وتوفى أبيها وهى فى الثامنة من عمرها،ونشأت وسط أمها وأخيها كوصية الأب وكان (علي شعراوي) فى ذلك الوقت متزوج وابنه الأكبر(حسن)- أكبر من هدى بسبع سنوات- الذى أصبح كالعادة بين من يملكون الأرض والثروة(حسن شعراوي باشا). ويبدو أن علي شعراوى الذى كان يكبر هدي بثلاثين عاماً قد زار كيوبيد قلبه فأحب هدي وكتم حبه وعف..وبخاصة أنها كانت تناديه بير شعراوي وهى تعنى بالفرنسية (بابا شعراوي) إلا أن الأمور كانت تسير لصالحه فهو رجل طيب، يحبه الجميع, نظيف اليد، عف اللسان، مهيب الطلة، مستقيم السلوك من بدء حياته وحتى نهايتها.واستطاعت أم (هدي) أن تلمح فى عيناه ما لا يخفى فهو كريم معهم بما يزيد عما كان عليه الأمر فى حياة زوجها محمد سلطان،وهو ضعيف أمام تلك الفتاة الدلوعة الناضجة، كبيرة الجسد بحكم الثراء وجودة الغذاء ورفاهة الكساء. إنها كما يقول الفلاحين (زرع بدري) أنوثة قبل الأوان، وكانت هناك مجموعة من المصالح أرضه وأرضها،وضياغه وضياعها وكما يقولون :المصالح تتصالح!! والتقت الرغبات.بأن يتزوج (علي شعراوي) بـ (هدي سلطان) على عكس رغبة وإرادة هدي.
فقد كانت رغبة من أمه (شقيقه محمد سلطان) ورغبة من أم هدي نفسها فى أن يكون طفلاها: عمر وهدي فى كنف ورعاية (علي شعراوي) ليس بالوصاية فقد ولكن برابطة أقوى (الزواج)
عاشت هدى تحت وصاية ابن عمتها على شعراوى،وفى سن الثانية عشرة تزوجت منه، رغم أنه كان يكبرها بأربعين عامًا على الأقل، وكان متزوجًا ولديه ثلاث بنات، وأصبح اسمها هدى شعراوى.
كانت أمها «إقبال هانم» سابقة عصرها، فعندما عرض على الزواج من هدى، اشترطت عليه أن يكون عقد الزواج أحاديًا، أى لا يكون متزوجًا من أخرى،وإلا يعتبر العقد لاغيًا من تلقاء نفسه، فطلق زوجته الأولى وقد تهلل (علي شعراوي) حينما وجد أبوه حسن باشا شعراوي (الفلاح الذكي) الثرى (عمدة المطاهرة) مركز المنيا الذى لا يجلس أمامه إلا متهيباً لا يمانع فى هذا الزواج!! بل إن حسن باشا إنما جعلها وكأنها وصيته الأخيرة لأنه كان مريض فقد كان الرجل يكرر فى أيامه الأخيرة شيئين: ثقة محمد سلطان فيه وفى أهله حتى أنه جعل ابنه وصياً على أسرته وثروته دون أحد غيره رغم إن ثروة محمد سلطان وقتها كانت (اثنى عشر ألف فدان) وطبعاً غير الفكة!!أما الشئ الآخر فهو جميل (محمد سلطان) أبو هدي عليه فهو لا ينسى نفوذ شقيق زوجته ووقوفه معه حتى أصبح نائب المنيا فى برلمان 1866م. ثم كيف كانت له اليد الطوله فى وصول ابنه (علي شعراوي) نفسه ليصبح من بعده نائب المنيا فى برلمان 1881م؟! وتوافقت الأوضاع الأسرية. وتزوجت هدى من على تحت ضغط النساء والزن على الودان. ولم يكن تحول هدي سهلاً كان عليها أن تحول احترامها لحب، وبنوتها إلى زواج،وحياءها إلى علاقة زوجية ويقال أنه بعد سنتين من الزواج ضيق خلالها على شعراوي على هدي الخناق فى الخروج والزيارات ونقلها معه إلى الإقامة فى الريف، لكن بعد عامين اكتشفت هدى أن زوجها عاد إلى زوجته الأولى،فانفصلت عنه وهى لا تزال فى الرابعة عشرة، وقد ظل الانفصال سبع سنوات كاملة.ويقال فى ذلك أن عقد الزواج بينهما اشترطت فيه هدى شعراوى ألا يكون لها ضرة،سواء زوجة سابقة أو لاحقة فأن وجد فسخت عقدها واعتبر كان لم يكن) ولم يستطع على شعراوى أن يفى بالعقد،فبعد طلاقه لزوجته الأولى،عاد لها فى السر وبقى معهاوانجب !؟ وفى سنة 2002 أغرانى السيناريست محمد على فهمي بتحويل كتاب (حريم فى حياة الزعيم سعد زغلول- الثورة التي أيدها الحرملك) لمسلسل تلفزيوني، ووجدتها فرصة لتعلم السيناريو، وفرغنا من الكتاب كل مايخص علاقة سعد زغلول بهدى شعراوى واستعنا بمراجع أخرى أهمها مذكرات هدى شعراوى نفسها..وتقدمنا بخمس حلقات لقطاع الإنتاج بالتليفزيون.ولكنهم طلبوا نصف حلقات المسلسل فقدمنا بعد سهر وعمل 17 حلقة من (خمس نسخ) ولكن كان قرار لجنة النصوص الرفض من الأستاذ عبد المحسن حسين والسيدة بهية عمر، وقالا في تسبيب الرفض: (اعتمادنا نصوص غير محققة عن حياتها الخاصة وأمها مما يحط من كرامة المرأة وتناول حياتها الخاصة مع محمد الشعراوي زوجها وكيف تركها معلق سبع سنوات، لعقد زواج نص فيه على عدم رجوعه لزوجته الأولى بعد طلاقها وزواجه من هدى هانم..وقد أخل الشعراوي بنصوص العقد ورجع لزوجته الأولى بل أنجب منها ولدًا)، وتظلمنا وذهبنا بالتاريخ والنصوص،وقالوا سيتم البحث..وبعد أسبوع قالوا: (آسفين معلوماتكم سليمة بس لاتصلح للعرض)..واتفقنا على التغيير والتبديل رغم أن المسلسل تاريخي..وفجأة قال قسم الفيديو والتنفيذ بعد الاتصال بالمدينة الإعلامية: (هناك مسلسل عن هدى شعراوي لكاتب كبير حجزه خلاص ولم يكن الكاتب الكبير كتب شييء بعد سوى مختصر بالموضوع فى خمس صفحات..والباقي معروف عن مسلسل هدى شعراوي التليفزيونى؟! المهم وقتها وبدراسة موسعة تبين لى أن عقد الزواج هذا قد شغل الفقة فى مصر وقتها فمن رأى الشيخ محمد عبدة أن العقد يستمر صحيحا ويسقط الشرط الباطل فلا يجوز تقييدماسمحت به الشريعة واقره الدين،فللزوج الزواج مثنى وثلاث ورباع
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
|
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|