|
|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |

أشرف توفيق
!--a>
2025 / 10 / 28
2- الشعراوى وهدى ..غرام وإنتقام ..وفترة إنفصال طويلة
ولا يعرف هل كان الانفصال بالطلاق أم كانت فترة هدنة بعد أن فشلت التغيرات المتلاحقة بالصدمة والمفاجأة لجعل هدي عروس صالحة للزواج والغريب أن هذا الانفصال استمر سبع سنوات؟!
قضت هدي منها فى الاسكندرية معظم الوقت؟ أما الباقى فسافرت خلاله إلى تركيا.وفرنسا.للاستشفاء من الاكتئاب،وهناك خالج نفسها أن تنال المرأة المصرية شيئا من حقوق الفرنسيات لاحقا،حين عادت إلى مصر،سمحت لها إجادة اللغة الفرنسية بتكوين صداقات مع نساء يحملن همّ تحرير المرأة،أبرزهن واحدة تُدعى (أوجيني لوبران)
أما (علي شعراوي) فشغلته السياسة والوطن وقضايا كثيرة.ولظروف كثيرة عاد الود.فعادت هدي لزوجها.كان من هذه الظروف ترك علي شعراوي أمر الأرض لأخو هدي "عمر" فبارت وقل محصولها وكان منها وفاة زوجة على شعراوي الأولى نفسها أصل الأزمة أما الأكثر تأثيراً فهو هدي نفسها التى تغيرت فصارت أنضج وأضيف لكمال الجسم أناقة غريبة فى ما ترتديه.وملكت شخصيتها الإقناع بدلاً من الغضب والبكاء الذى عانى منه علي شعراوي فى البداية. ووافق علي شعراوي على كل شروطها للرجوع :السماح بالدخول والخروج والإقامة فى القاهرة ووضع ثروته كلها تحت تصرفها وكانت وقتها (تسعة ألاف فدان) وأن يكون لها نشاط اجتماعى كما له نشاط سياسي؟!كانت هدى متمردة،تقاوم حصار زوجها لها فى أدق وأصغر الأشياء.ففى مذكراتها تقول: كنت لا أستطيع تدخين سيجارة لتهدئة أعصابى،حتى لا يتسلل دخانها إلى حيث يجلس الرجال، فيعرفوا أنه دخان سيجارة السيدة حرمه، إلى هذا الحد التقاليد تحكم بالسجن على المرأة،وكنت لاأحتمل مثل هذا العذاب ولا أطيقه.وتقول: كنت إذا أردت زيارة صديقة أو قريبة منعنى من الخروج، وإذا زارتنى صديقة أو قريبة استجوبنى استجوابات كثيرة وملحة عما جرى بيننا من أحاديث، وكنت إذا لجأت إلى التسلية بالعزف على البيانو أرسل يطلب إلى أن أكف عن العزف لوجود ضيوف معه،وهكذا شعرت بأنه يقيد حريتى تقييدًا ظالمًا.فلم يكن زواج هدي شعراوي عسلاً كله إنما كان فيه الخلاف والبعد،والجفوةوترك البيت فإذا كان علي شعراوي قد أرخى اللجام لهدي.فإنه لم يتركه من يده.فقد كان الرجل بطبعه فلاح ومسلم متزمت وتروى عنه أقاصيص تجعله يلحق بركب العارفين بالله وكان أيضاً ثائراً استطاع أن يكون فى فترة قليلة أحد دعامات حزب الوفد. ويكفيه ما قاله عنه (عبد العزيز فهمي) : علي شعراوي من خيرة الوطنيين المخلصين،بل إنه من أخلص رجال مصر وأكثرهم حباً للوطن، وكان جريئاً فى الحق يقول ما يعتقد ويحافظ على كرامته لأقصى حد نقطة بداية هدى كانت فى النشاط الخيرى والاجتماعى تبلورت أمامها عندما كانت تصاحب زوجها على شعراوى فى رحلة استشفاء بأوروبا بعد أن عادت إليه، هناك احتكت بنساء أوروبيات، وعرفت بالامتيازات التى حصلت عليها المرأة هناك، وتعرفت على شخصيات مؤثرة فى المجتمع الأوروبى تنادى بتحرير المرأة.عندما عادت إلى مصر قررت أن تحذو حذو الأوروبيات. بدأت بتأسيس مجلة تصدرباللغة الفرنسيةأطلقت عليها اسم «الإجيبسيان»وفى العام ١٩١٥ وبأحد منتديات القاهرة ألقت أولى محاضراتها،والتى تناولت فيها بجرأة وشجاعة مقارنة بين أوضاع المرأة فى مصر وأوروبا، و فى العام 1920 وجدت هدى شعراوى نفسها رئيسة للجنة الوفد المركزية للسيدات.
وقد تعجب فى أن هدي شعراوي كانت لا تواجه زوجها مباشرة بما تريد من عمل أو نشاط وإنما تستعمل عبارة: صفية زغلول بتقترح: سعد باشا زغلول بيقول!! وكانت موافقته التزام حزبياً أكثر منها رضاء زوجي!..
بل إننا لا نعجب إذا عرفنا أن علي شعراوي كان معارضاً لخروج نساء الوفد فى ثورة 1919!! وعارض بشدة فى أن تكون لزوجته سكرتيرة ذات ثقافة فرنسية وجذورمسيحية (سيزا نبراوي) وقال لها:يا ستى شوفي واحدة ريفية!! وثار ثورة غريبة عليهما حينما أعلنت فى أحد اجتماعاتها إرسال (أحمد الصاوي محمد) ليتعلم فى السريون على نفقتها الخاصة لأنها شعرت أنه ظلم من النظم الموجودة بالجامعة. لم يكن معترضاً على الفعل وإنما على الشكل فهو على استعداد أن يرسل الصاوي ومعه خمسون للسريون على نفقته ولكن لماذا تفعلهما امرأة؟! وزوجته؟! إنها تقبض منه لتنفق على نشاطها أضعاف ثمن بعثة (الصاوى) فلماذا يظهر مالهاالخاص الآن!!وبعبارة زوج فلاح قال علي شعراوي:إشمعنا الصاوي
ماعندك البنات،بنات مصر كلها!! فتعاونت فى إرسال درية شفيق للسربون لتدرس الدكتوراة..هدي شعراوي استمرت فى عنادها حتى أنها عند زواج الصاوي،جعلت الزفاف فى بيتها واختارت له أجمل عروسة فى مصر (درية شفيق)وتم ذلك فى تكتم، لم يفضحه إلا جريدة الأهرام. ولم تكن هدي تملك خجل علي شعراوي فقامت بدور مؤثر من خلال (لجنة الوفد للسيدات) بجمع هذه التوقعات.وبالطبع وجدنا على العريضة أسماء إناث ونساء لم تتح لهن الظروف كتابة أسماءهن من قبل.كن ينظرن لأسمائهن مكتوبة وكأنهن يرونها لأول مرة. لها أثر وفعل ووضع سياسي ومصيري فى حياة أمتهم.ويذكر أن بعض الريفيات قلن لهدي شعراوي: إننا لا نعرف الكتابة لكننا نريد سعد وزملاؤه؟! وبينما كانت العريضة بها بعض بصمات ليدالرجال..كات هدي شعراوي تجمع النساء وتدربهن على كتابة الاسم. فهى لا تحب أن يرى الإنجليز المرأة المصرية مجرد بصمة!!
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
|
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|