|
|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
علي ابوحبله
!--a>
2025 / 11 / 12
بقلم المحامي علي أبو حبلة
مقدمة
في السنوات الأخيرة، تصاعدت في بعض الروايات الأدبية والصحفية التي تناولت المجتمع الفلسطيني صورة المرأة الفلسطينية على أنها كيان مقهور ومحروم من حقوقه، في محاولة لتسليط الضوء على ما يُسمّى بـ "القمع الذكوري والمجتمعي". ورغم الأبعاد الفنية والأدبية لهذه الروايات، فإنها غالبًا ما تتوافق مع الرؤية الغربية لقوانين ومبادئ مثل اتفاقية سيداو، أحيانًا إلى حد يتعارض مع القيم الدينية والموروث الثقافي للمجتمع الفلسطيني.
الحقيقة أن المرأة الفلسطينية تمتلك حقوقها كاملة وكرامتها محفوظة، وهي عنصر فاعل في الأسرة والمجتمع والنسيج الاجتماعي. الموروث الثقافي الفلسطيني، المرتبط بالقيم الإسلامية والتقاليد المحلية، يحافظ على كرامة المرأة والأسرة والمجتمع ككل.
الحقوق والحرية في الإسلام والموروث الفلسطيني
الإسلام منح المرأة مكانة رفيعة منذ أكثر من 1400 عام، مكفولًا لها الكرامة والمساواة في الحقوق مع الرجل.
1. كرامة الإنسان والمرأة: القرآن الكريم يؤكد على تكريم الإنسان ككل: "ولقد كرمنا بني آدم".
2. الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: تشمل الميراث، الملكية، العمل، والمشاركة المجتمعية.
3. المشاركة الأسرية: المرأة شريك متكامل في اتخاذ القرار داخل الأسرة، وليست مجرد تابع.
في فلسطين، تتكامل هذه المبادئ مع الموروث الاجتماعي العريق، حيث تلعب المرأة دورًا رئيسيًا في الحفاظ على الأسرة، وإدارة شؤونها، والمشاركة الفاعلة في العمل والتعليم والسياسة. القوانين الفلسطينية، وعلى رأسها قانون الأحوال الشخصية، تضمن حقوق المرأة في الزواج، الطلاق، النفقة، الحضانة، وتحدد سن الزواج لحمايتها من الاستغلال أو الزواج المبكر، بما يتماشى مع القيم الدينية والاجتماعية.
المرأة الفلسطينية في الواقع الاجتماعي والسياسي
المرأة الفلسطينية فاعلة وقيادية في المجتمع:
التعليم والعمل: تشغل المرأة الفلسطينية مراكز متقدمة في الجامعات، القطاع العام والخاص، ومؤسسات المجتمع المدني.
السياسة والمشاركة العامة: لها حضور فعّال في الانتخابات المحلية وصنع القرار الوطني والمجتمعي.
الأسرة والنسيج الاجتماعي: المجتمع الفلسطيني يحافظ على توازن الحقوق والواجبات بين الزوج والزوجة، بما يضمن حماية الأسرة وكرامة المرأة معًا.
تجاهل الروايات الأدبية للواقع الكامل
الكثير من الروايات الغربية أو الهجينة تصوّر المرأة الفلسطينية دائمًا كضحية مقهورة، متجاهلة حالات المرأة المعنّفة أو المسيطرة وتأثيرها على الأسرة والمجتمع. هذا التجاهل يعطي صورة أحادية عن الواقع ويغفل نتائج التصرفات السلبية على التنشئة الاجتماعية والنسيج الاجتماعي العام.
غالبًا ما تتسق هذه الروايات مع القوانين والهياكل الغربية الهجينة التي تشجع على تجاوز تعاليم الإسلام والموروث الثقافي الفلسطيني، وتفرض تصورًا عن حرية المرأة المطلقة خارج الإطار الأخلاقي والاجتماعي.
نقد الروايات الغربية والهجينة
الروايات التي تصور المرأة الفلسطينية ضحية دائمة للقمع تتجاهل التاريخ الحقيقي والموروث الثقافي والاجتماعي الفلسطيني، وتفرض تصورًا غربيًا عن الحرية المطلقة للمرأة، متجاهلة القيم الأسرية والدينية.
المجتمع الفلسطيني يحافظ على توازن دقيق بين حرية المرأة وحقوقها وواجباتها، ويعالج الحالات الفردية للمرأة المسيطرة أو المعنّفة وفق القانون والأعراف الاجتماعية، بعيدًا عن التعميمات المبالغ فيها.
وخلاصة القول إن المرأة الفلسطينية نموذج للتوازن بين الحرية، الكرامة، والالتزام الديني والاجتماعي. الموروث الثقافي والديني يحميها ويضمن مكانتها في الأسرة والمجتمع، مع احترام حقوقها القانونية والإنسانية.
على الرغم من وجود حالات فردية من العنف أو السيطرة، فهي ليست قاعدة عامة ولا تمثل الواقع الفلسطيني بأكمله.
أي نقد للروايات التي تركز على “قمع المرأة الفلسطينية” يجب أن يكون موضوعيًا، علميًا، ومتوازنًا، ويأخذ في الاعتبار المرأة المعنّفة أو المسيطرة وتأثيراتها على الأسرة والمجتمع، بعيدًا عن التأثر بالقيم الغربية والهجينة، ليعكس الحقيقة التاريخية والدينية والاجتماعية للمجتمع الفلسطيني، ويحتفي بدور المرأة الحقيقية في بناء الأسرة والوطن.
المراجع الأكاديمية والدينية
1. القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
2. قانون الأحوال الشخصية الفلسطيني، 2010.
3. دراسات مركز الأبحاث الفلسطيني حول مشاركة المرأة في التعليم والعمل والسياسة، 2022.
4. تقارير الأمم المتحدة حول حقوق المرأة في الأراضي الفلسطينية، 2023.
5. جمال الدين أبو الهيجا، المرأة في المجتمع الفلسطيني: تاريخ وموروث، 2019.
6. مركز الدراسات الاجتماعية الفلسطينية، العنف الأسري وأثر السيطرة الأسرية على الأسرة الفلسطينية، 2021.
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
|
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|