اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة(الاتحاد لإنهاء العنف الرقمي ضد النساء والفتيات)

المقدمة

يُعتبر اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، الذي يُحتفل به سنويا في 25 تشرين الثاني ، مناسبة عالمية مهمة لرفع الوعي حول انتهاكات حقوق الإنسان التي تتعرض لها النساء. يتم الاحتفاء بهذا اليوم تخليدا لذكرى الأخوات ميرابال الثلاثة، اللواتي اغتُلن في عام 1960 في جمهورية الدومينيكان بأمر من الديكتاتور رافاييل تروخيو. في عام 1993، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 48/104 الذي يتضمن الإعلان بشأن القضاء على العنف ضد المرأة. في عام 1999، حددت الجمعية يوم 25 تشرين الثاني كيوم دولي رسمي، داعيةً حكومات العالم إلى تنظيم فعاليات للتوعية والدعوة لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات.

يُعتبر اليوم بداية حملة "الـ16 يوما من النشاط"، التي تنظمها حملة الأمم المتحدة لإنهاء العنف ضد المرأة. في عام 2025، سيتناول اليوم الدولي سياقًا جديدا يتمثل في "العنف الرقمي" ضد النساء والفتيات، تحت شعار (الاتحاد لإنهاء العنف الرقمي ضد النساء والفتيات) مع هاشتاج #لا_مُبرّر "#NoExcuse". يأتي هذا التركيز في ظل تصاعد الوباء العالمي للعنف ضد النساء، حيث تُظهر الإحصائيات أن واحدة من كل ثلاث نساء تتعرض لعنف جسدي أو جنسي في حياتها. ويبرز العنف الرقمي كتهديد متزايد يهدف إلى إسكات النساء، خصوصا في مجالات مثل السياسة، والنشاط المدني، والصحافة.

~تعريف العنف الرقمي

العنف الرقمي هو شكل متطور من العنف القائم على أساس الجنس (الذكر -الأنثى )، يعتمد على أدوات التكنولوجيا الرقمية لاستهداف النساء والفتيات. يشمل هذا النوع من العنف:

- الاعتداءات المتعلقة بالصور، مثل مشاركة الصور الحميمة المعروفة بـ"الانتقام الإباحي"أو «تسريب الصور»..
- التنمر الإلكتروني والتهديدات عبر الإنترنت.
- التحرش والمضايقات عبر الإنترنت.
- الصور المفبركة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
- خطاب الكراهية والمعلومات المضللة على منصات التواصل.
- الملاحقة أو المراقبة عبر الإنترنت.
- الاستدراج والاستغلال الجنسي عبر الإنترنت.
- انتحال الهوية.
-نشر المعلومات الخاصة
-شبكات كارهات/كارهات النساء — مثل المانوسفير ومنتديات «إنسيل».
يؤدي هذا العنف الرقمي إلى عنف حقيقي، مثل الإكراه والعنف الجسدي. يعزز هذا العنف عوامل مثل ضعف التشريعات، وعدم مساءلة الشركات التكنولوجية، وغياب الدعم للضحايا.

~انتشار العنف الرقمي وإحصائياته

تشير الدراسات إلى أن العنف الرقمي منتشر بشكل واسع. وفقا لمسح عالمي للأمم المتحدة، تعرضت 38% من النساء لعنف إلكتروني، و85% منهن شهدن ذلك. وتظهر إحصائيات أخرى أن 73% من النساء تعرضن لأشكال مختلفة من العنف عبر الإنترنت. في حالة الصحفيات، أظهر مسح أن 73% منهن تعرضن لعنف إلكتروني.

بالإضافة إلى ذلك، تشير بيانات من دراسات نشرت في مجلات علمية إلى أن العنف المعتمد على التكنولوجيا يؤثر على النساء بشكل غير متناسب، مع تحديات في قياس ذلك بسبب تطور الأدوات الرقمية. تعاني النساء اللواتي يواجهن تمييزًا متعدداً من تأثيرات أكثر حدة، لكن لا تزال هناك فجوات كبيرة في الحماية القانونية.

~ التأثيرات والتحديات

ينتج عن العنف الرقمي آثار نفسية وجسدية طويلة الأمد، مثل الاكتئاب والقلق. يتطلب التعافي دعما كبيرا، وغالبا ما يؤدي إلى العنف الواقعي. تستهدف النساء بشكل رئيسي، لذلك يتطلب الأمر توعية مستمرة وتوفير موارد لدعمهن.

~توصيات

لمكافحة العنف الرقمي ضد المرأة بشكل فعال، يجب اتخاذ الإجراءات التالية:

سن قوانين وسياسات شاملة:يجب على الدول سن قوانين وسياسات شاملة تجرم جميع أشكال العنف الرقمي ضد المرأة، وتوفر الحماية للضحايا، وتفرض عقوبات رادعة على مرتكبي هذه الجرائم .
تعزيز التعليم والتوعية:يجب على الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات التعليمية تنفيذ برامج تعليمية وتوعوية تهدف إلى رفع مستوى الوعي حول مشكلة العنف الرقمي ضد المرأة، وتثقيف الجمهور حول كيفية الوقاية منه والإبلاغ عنه .
تمكين النساء والفتيات:يجب دعم برامج تمكين النساء والفتيات التي تهدف إلى تزويدهن بالمهارات والمعرفة اللازمة لاستخدام التكنولوجيا الرقمية بأمان ومسؤولية، وحماية أنفسهن من العنف عبر الإنترنت .
تعزيز التعاون بين القطاعات:يجب تعزيز التعاون بين الحكومات والمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان وشركات التكنولوجيا ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني لمكافحة العنف الرقمي ضد المرأة بشكل فعال .

~ الخاتمة

يمثل اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة في 2025 نقطة تحول حاسمة لمواجهة العنف الرقمي. من خلال التعاون بين الحكومات والشركات والمجتمع، يمكن القضاء على هذا الوباء، منطلقين من الالتزامات الدولية السابقة. ينبغي أن يكون الفضاء الرقمي مكانا امنا للجميع، دون تهاون في مواجهة الإساءة.