من 8 مارس إلى 25 نوفمبر: نموذج المرأة التقدمية والانتصار على العنف المنهجي!



نظام مير محمدي
2025 / 11 / 26

الجذور الأيديولوجية للعنف
إن ٢٥ نوفمبر، اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، ليس مجرد يوم للرثاء على الضحايا فحسب، بل هو يوم للتركيز على الجذور السياسية والأيديولوجية لهذا العنف. ففي إيران، تحوّل العنف ضد المرأة إلى ممارسة قانونية ومنهجية يتم تطبيقها من خلال المؤسسات والقوانين والسياسات الحكومية. ومن هذا المنطلق، فإن الكفاح من أجل القضاء على العنف، لا ينفصل عن الكفاح من أجل الحصول على الحرية والمساواة الجوهرية.
تمثل خطابات السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة (٨ مارس)، في الواقع خطة عملية وأيديولوجية لمواجهة جذور هذا العنف، أي الأصولية الدينية والديكتاتورية المعادية للمرأة. فهي تقدم في هذه الرسائل، المرأة لا كضحية، بل كقوة تحرير ورائدة للتغيير، وهذه الرؤية توسع عمق ونطاق نضال ٢٥ نوفمبر.

الديكتاتورية الدينية، مصنع إنتاج العنف
العنف ضد المرأة، عندما يفرض ويطبق من قبل السلطة الحاكمة، هو سلب لأي حق في الاختيار والإرادة والكرامة الإنسانية. لطالما أكدت السيدة رجوي في خطاباتها على أن ولاية الفقيه هي عدو المرأة وأن نظرة هذا النظام للمرأة تنتمي إلى العهود الغابرة.
• تَسليعُ المرأة وسلب الاستقلال: تعتبر السيدة رجوي في رسائلها أن شرط المساواة هو التخلي عن النظرة الرجعية والتسليعية للمرأة. هذه النظرة الرجعية تعتبر المرأة كائناً من الدرجة الثانية وتختزل دورها في التدبير المنزلي والإنجاب فحسب. هذا التقييد القانوني والأيديولوجي هو بحد ذاته أكبر أنواع العنف النفسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يفتح الطريق أمام أنواع العنف الأخرى.
• تَرْسيخُ التمييز في القانون: تشير خطابات المقاومة مراراً وتكراراً إلى القوانين التي رسّخت التمييز؛ بدءاً من الحجاب القسري كرمز للشمولية، وصولاً إلى عدم المساواة في الدية والميراث وحق الخروج من البلاد. هذه القوانين هي ضمان لاستمرار ممارسة العنف اليومي من قبل الأجهزة الحكومية ومؤسسة الأسرة.

المرأة رائدة التحرير؛ نموذج التغلب على الاضطهاد
يركز محتوى خطاب السيدة رجوي في اليوم العالمي للمرأة على أهمية القيادة النسائية في المقاومة. هذه القيادة ليست مجرد هدف تنظيمي، بل هي حل جوهري للقضاء على العنف:
1. المرأة كقوة تغيير: تؤمن السيدة رجوي بأن «النساء هن قوة التغيير» وأن «هزيمة نظام ولاية الفقيه تتحقق على يد النساء الرائدات.» هذا النهج يرتقي بالمرأة من موقع الضحية (الذي يركز عليه ٢٥ نوفمبر) إلى موقع خالقة الحرية. وعندما تتولى النساء قيادة الحركة، فإن جميع المبادئ الفكرية للنظام المعادية للمرأة، التي هي مصدر العنف، يتم تحديها فعلياً.
2. تحرير المرأة شرط لتحرير المجتمع: بناءً على هذه الرؤية، «تحرير المرأة هو شرط لتحرير الرجل.» هذه العبارة تحوّل مفهوم العنف (٢٥ نوفمبر) من مجرد مشكلة جندرية إلى أزمة وطنية وديمقراطية، وتضمن التضامن الوطني في النضال ضد الاضطهاد.
3. نموذج المقاومة: النساء الموجودات في معاقل الانتفاضة داخل إيران، أو اللاتي يقفن في صف الإعدام في سجون الديكتاتورية ويُصررن على السعي للحرية، هن مثال ساطع على المرأة التقدمية. هذا الصمود يقف تماماً في مواجهة العنف والقمع، ويدل على أن الاستسلام والتعب واليأس هي عوامل تزيد من جرأة العدو.

الخلاصة: المساواة السياسية، نهاية العنف المؤسسي
إن رسالة السيدة رجوي في اليوم العالمي للمرأة لا تدين العنف فحسب، بل تقدم أيضاً بديلاً ديمقراطياً يوضح طريق إنهاء هذا العنف بشكل دائم. واستناداً إلى الخطة العشرية التي قدمتها السيدة مريم رجوي:
• المشاركة النشطة والمتساوية للمرأة في القيادة السياسية، هي ضرورة للديمقراطية.
• الهدف هو إقامة جمهورية ديمقراطية تقوم على الفصل بين الدين والدولة والمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
في الختام، يمكن الاستنتاج بأن الاحتفال بـ ٢٥ نوفمبر في ظل النضال الإيراني، سيكون قاصراً وناقصاً دون الاعتراف بالدور الريادي لنساء مثل مريم رجوي والنساء المقاومات في الداخل. إن الكفاح من أجل المساواة السياسية (٨ مارس)، هو الطريق العملي والمضمون الوحيد للقضاء على العنف المؤسسي والحكومي (٢٥ نوفمبر).