علامات جوهرية فى كتاب -النسوية التى فجرت الحرملك-



أشرف توفيق
2025 / 12 / 10

لأن لا أحد..أهتم،ولا عقب،ولاعرض، ولا لخص ،
كتابى الممتع عن النسوية المصرية،وهوكتاب ظهر2021وطبع طبعةجديدة فى 2023 فلقد قررت أن افعلها أتحدث عنه وأدعوكم لقراءته وبخاصة جمعبات وحركات المرأة الجديدة فى العالم العربى..وأنا حريف تلخيص كتب وفى مجلة "عيون" لخصت كتب السادات:(من مذكراته فى السجن لقصته مع الثورة حتى كتابه "البحث عن الذات") فقد كانت صاحبتها، ومديرة التحرير فيها "عائشة ابو النور" ابنه أحد الضباط الاحرار وهو "عبد المحسن ابو النور"،وكانت درويشة فى حب الثوار؟ وكانت تتدخل بقلمها فتمحو آى لغو عن الضباط الاحرار،وقد محت ماكتبته بأن السادات كان بالحرس الحديدى للملك فاروق؟! وقالت لى (سلمى شلاش) الروائية السورية التى كانت مشاركة بالمال والكتابة فى المجلة عن الكتب التى عرضتها وكتبت عنها :
( برشة.. انت معجبانى فى "الكتابة على الكتابة"..استاذ أشرف ) ؟!

ولم أفهم تماما حتى جأت نهايات التسعينات وافهمنى إياها أنيس منصور فى ندوة له بمعرض الكتاب،قال فيها( النقد الأدبى نوع من الكتابة على الكتابة ،فلو لم يوجد النص الأدبى ماوجد النقد الأدبى.فالنقد الأدبى كتب عن نجيب محفوظ فرفعه فى الثلاثية لسابع سماء،وهبط ب لحد الكفر فى اولاد حارتنا.ولكن يبقى النص الأدبى سابق ومهيمن على النقد الذى هو تالياً عليه ومستمدا منه. فالناقد كالنحلة لايفرز ولا يبدع إلا على اعمال الآخرين.) وقال أنيس فى ندوته أيضا( فى الصحافة نمارس الكتابة على الكتابة طول الوقت وذلك عند عرض وتلخيص الكتب فى الصفحات الثقافية،فهناك كتب غالية جدا،وهناك كتب طويلة للغاية وهناك كتب سمع عنها الناس وتشوقوا لها كألف ليلة وليلة والأغانى للأصفهانى
وبالتالى على الصحافة أن تعرض لها وتسهل للقارىء الثقافة والتسلية معا ) ثم قال الكتابة عن الكتابة أكثر واطول من الكتابة الأصلية فعن كتاب"فى الشعر الجاهلى– لطه حسين"كتب 17 كتاب ضده ومعه،وعن مسرحية "زيارة السيدة العجوز" كتبت الأف المقالات فى النقد وعلم النفس كان منها 14 مقالة لى...


كانت النسوية ملح على جرح ، جرح المرأة. نعم فجرت النسوية عزلة النساء وخصوصية النساء فلقد فجرت الحرملك وفضحت كل شيىء ؟!

وفى الحقيقة تعد مسألة حقوق المرأة أحد القضايا الرئيسية الهامة تحت مظلة حقوق الإنسان وعلى مدى سنوات طويلة ناضلت النساء لللمناداة بحقوقهن ونبذ التمييز ضدهن،وتعددت الحركات والأيديولوجيات التي هتفت لحقوق المراة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفي هذا السياق نشأت المدرسة النسوية في الفكر واستمرت على مدار ثلاثة أجيال تعمل على تحقيق هذا الهدف،وظهرت العديد من المدارس الفكرية الفرعية التي حاولت تنقيح النسوية والتعديل عليها بما يتناسب مع المراحل الزمنية والأطر الثقافبة والجغرافية،فنجد أن الفكر النسوي خضع في كل مرحلة لمزيد من التحديث، ولا يزال- إلى وقتنا الحاضر- يشهد المزيد من التطوير المستمر،مع تغير مساحات الحركة للفكر النسوي بالتزامن مع التطور التكنلوجي الحديث،وظهور ما اعتبره العديد من النشطاء موجة رابعة للنسوية "النسوية الالكترونية" وبالتالي فقد اختلفت الحركات المنادية بحقوق المرأة حول نطاق وطبيعة هذه الحقوق باختلاف الإطار الزمني والثقافي والجغرافي. "النسوية" على ذلك تكون هى المقابل العربيّ للمصطلح الانجليزيّ Feminism ويشير إلى الفكر الّذي يعتقد أنّ مكانة المرأة أدنى من تلك الّتي يتمتّع بها الرّجل في المجتمعات الّتي تضع كلا الجانبين ضمن تصنيفات اقتصاديّة أو ثقافيّة مختلفة (فالمرأة في نظر النّسويين لا تعامل بقدم المساواة.ولا تحصل على حقوقها في مجتمعاتٍ تنظّم شؤونها وتحدّد أولويّاتها وفق رؤية الرّجل واهتماماته،لا لشيئ سوى أنّها امرأة وبالتالى تصبح المرأة كلّ شيئ لا يميّز الرّجل.ويمكن القول إن الكلام على نسويةٍ إسلاميَّةٍ يعود إلى حركات المطالبة بحقوق المرأة في العالمين العربي والإسلامي فى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ففي التأريخ للحركة النِّسوية العربيَّة فالبدايات تعود إلى عام 1909عندما نشرت ملك حفني ناصيف مجموعةَ مقالاتٍ عدَّها كثيرون علاماتٍ فارقةً في تاريخ المرأة تحت عنوان:"نسائيات" على صفحات الجريدة التَّابعة لحزب الأمَّة الوطني وفي عام 1923استُخدم مصطلح النَّسوية بالحزب النِّسائي المصري ومن يرحع إلى الكتابات التي أرّخت لهذه الحركة يتبيَّن جهود روَّادٍ منهم قاسم أمين وسعد زغلول ورائدات:منهن هدى شعراوي،ونازلى فاضل وأسست فاطمة نعمت راشد الحزب النسائي المصري في 1942،كما كانت درية شفيق قد بدأت في تحرير مجلة "المرأة الجديدة" عام 1936 ثم أسست مجلة بنت النيل في 1945 ثم اتحاد بنت النيل عام 1948وتكرر مشهد المسيرات النسائية بعدما أصبح هناك إدراك للقوة الاحتجاجية الجماعية للنساء مثل المسيرة التي قادتها درية شفيق برفقة 1500سيدة والتي اقتحمت البرلمان المصري في فبراير عام 1951 للمطالبة بحقوق النساء السياسية، وكذلك المسيرة النسائية الكبرى التي نظمت في نوفمبر 1951 ل "دعم المقاومة الشعبية في منطقة القناة" وشاركت فيها العديد من النساء والنسويات آنذاك (مثل درية شفيق وسيزا النبراوي وانجي أفلاطون)

وتطورَّت النِّسوية فى العالم كله من حركةٍ سياسيّةٍ تنادي بالمساواة بين المرأة والرَّجل في الحقوق إلى فلسفة لها رؤيتها فى الوجود والمعرفة والقيم والمجتمع وهذا ما جعل روجيه غارودي يرى أنَّها (ليست حكراً على النساء وحدهن،بل هي فلسفة للجنسين معاً) أي لكلِّ من يؤمن بمبادىء هذه الفلسفة ويناضل من أجلها فكراً وقولاً وعملاً.فالنِّسوية بدأت حركةً سياسيَّةً اجتماعيَّةً ترى أنَّ النّظام المجتمعي السائد نظامٌ أبويٌّ - ذكوريٌّ، يتخذ الرَّجل فيه دور"المركز"والمرأة فيه لها الدَّور الثانوي الآخر المساعد فدعت إلى مساواة الجنسين سياسيّاً واقتصادياً واجتماعياً ونيل المرأة الحقوق التي يتمتع بها الرَّجل.ثم تطوَّرت هذه الحركة السِّياسيَّة إلى حركةٍ عقديَّةٍ لها رؤاها إلى الوجود وقضاياه؛وهي رؤى تنطلق من التّجربة النِّسوية الخاصًّة البيولوجيَّة والمجتمعيًّة: الأمومة على سبيل المثال،وهي بوصفها هذا حركةٌ عقديَّةٌ للرِّجال والنِّساء معاً فالحركة النِّسوية الأولى طالبت، في القرن التِّاسع عشر،بالمساواة الاجتماعية والقانونيّة بين الرَّجل والمرأة،ولم تكن تُسمَّى، آنذاك،بالحركة النِّسوية وإنَّما كانت حركةً مطلبيَّةً.اما الحركة النِّسوية الثانية استمدَّت أفكارها من كتابين:كتاب كيت ميليت عن"السِّياسات الجنسيَّة" وكتاب فردريك أنغلز (أصل العائلة والملكية الخاصّة) وجاء فيهما أن النِّظام الأبوي (البطريركي) قام على سيطرة الرَّجل على الأسرة واضطهاده للمرأة وأنًّ هذا النِّظام ليس النِّظام الوحيد الذي عرفه التاريخ الإنساني،فقد سبقه النِّظام الأمومي الذي كانت فيه الملكيّة جماعيّةً والنّسب يعود إلى الأم ثم حدث التطوُّر الخطير،فتمَّ الانتقال إلى النِّظام الأبوي؛حيث الملكيَّة خاصَّةٌ والنَّسب يعود إلى الأب،وفيه تمَّت الهزيمة التاريخيَّة للنّساء،إذ ظهر شكل العائلة الأبويّة حيث الزِّواج الآحادي،وهوآحاديٌّ للمرأة فيكون دور المرأة زوجةً تنجب الأبناء وتعمل في المنزل في المدينة، أو في المنزل والحقل في الرِّيف وفُرضت عليها العفّة كي يضمن الرّجل أنَّ من تلدهم هم أولاده الذين يرثونه.حدث هذا نتيجة تغيُّر موقع كلٍّ من الرَّجل والمرأة في البنية المجتمعية ودور كل منهما في هذه البنية، فالرَّجل هو الأقوى فسيطر وغدت سيطرته سياسة حكمت جميع المجتمعات البشريَّة.وقد رأت الحركة النِّسويّة أنَ هذا النِّظام الذي تشكّل نتيجة تطوُّرٍ مجتمعيٍّ يمكن أن يتغيَّر نتيجة تطوُّرٍ مجتمعيٍّ آخرَ، وهي تعمل من أجل حصول هذا التطوُّر الذي يغيِّر النظام الأبوي إلى نظام آخر يتمُّ فيه إلغاء الأسرة الأبوية التي تقوم على ركيزةٍ مادِّيةٍ هي عدم المساواة بين الزَّوج والزَّوجة فالزَّوج يقوم بالعمل المنتج والزوجة تقوم بالأعمال المنزلية المجانية وهنا ظهرت عدة تنظيرات للنسوية (فالحركة النِّسوية الماركسيَّة) ترى أن الرأسمالية والملكية الخاصَّة هما مما أدَّى إلى هزيمة النِّساء وهيمنة الرجال،أما (الحركة النِّسوية الليبرالية) فطالبت بأن يوفِّر النِّظام الرأسمالي الفرص والحقوق نفسها للنساء،والرِّجال بطريق سنِّ القوانين القاضية بذلك وتشكيل القوى الضّاغطة من أجل نيل المرأة حقوقها.)وقد دعت فرجينيا وولف (1882 - 1941)النِّساء إلى العمل من أجل تأسيس هويِّة خاصَّة بهنّ،وتحرير قدراتهن الإبداعيَّة والتعبير عن تجاربهنّ الشخصيَّة الخاصَّة.ثم ظهر مايعرف بالحركة النسوية الجديدة،وهي ترى أن العالم يعرف«المقهوراتٍ وهنَّ المرأة وشعوب العالم الثَّالث» ومن يقهرهن هو الرَّجل الأبيض،ولهذا لا بدّ من السَّعي للتخلّص من سلطة هذا الرجل الظالم. وتطوَّرت رؤى هذه الحركة، فغدت تدعو إلى مناهضة كلِّ تمييزٍ واضطهادٍ،على أيِّ أساسٍ: عرقيٍّ أوطبقيٍّ أوجنسيٍّ.،ويمكن تصنيف النِّسوية العربيَّة الإسلاميَّة كما هي عليه في الأقطار العربية والإسلاميَّة، في ثلاثة تيَّارات:
1-نسويّةٌ إسلامية مستغربةٌ (تنسب للغرب): وهي حركةٌ نسويَّةٌ تتَّبع النِّسويَّة الغربيَّة،وترتبط بمبادئها ورؤاها،وقد وُصفت هذه الحركة بالتبعيَّة لهذا التيَّار أو ذاك من تيَّارات النِّسوية الغربيَّة. تقول «زهراء علي» في هذا الشَّأن:إنّ النِّسوية الغربيِّة«ككل الحقائق السِّياسيَّة، عندما تُفهم بطريقةٍ جازمةٍ،دوغمائيةٍ تملك النَّزعة لتصبح أداةً ايديولوجيةً.عرفناها هكذا خلال الفترة الاستعماريَّة عندما كانت النِّسوية تستخدم لتساعد الهدف الاستعماري والسيطرة الغربيَّة على الأراضي الإسلامية ويرى الإسلاميون أن هذا الاتِّجاه « مرفوض وتمس أفكاره الهوية الإسلاميَّة نفسها"
2- نسويَّةٌ إسلامية توفيقيةٌ،وهي حركةٌ نسويةٌ تحاول التّوفيق بين مبادىء النِّسوية الغربيِّة والمبادىء الإسلاميَّة ؛وهي تفعل ذلك، كما يبدو، نظراً إلى أنَ أيّ حركةِ مطالبةٍ بحقوق المرأة،في مجتمعٍ إسلامي،لا تسوِّغ مطالبها بمبادئ ورؤى إسلاميّة تحكم على نفسها بالإخفاق.وهذه الحركة انتقائيَّةٌ تنتقي من مبادىء النِّسويات الغربيَّة،ومن المبادىء الإسلاميَّة ما تراه مناسباً لها،وتحاول التَّوفيق بين ما تنتقيه، ما شكَّل اتجاهاً تصفه دلال البزري بقولها:«ورثت النِّسوية الإسلاميَّة كلّ مفاعيل اندفاعة النّسوية الغربيّة، لكنّها تنكّرت لها، وقالت:إنه الإسلام.
3- النَّسوية الإسلاميَّة،وهي حركةٌ تعمل على «متابعة قضيَّة حقوق المرأة،عبر تطبيق الشَّرع الإسلامي بشكلٍ كاملٍ وشاملٍ لكافة قضايا المجتمع،بمافيها قضيةالمرأة والناشطات في التيارات الإسلامية يتبَّنين رأياً يؤكِّد تكامل الأدوار بين الرَّجل والمرأةوتحاول هذه الحركة أن تعيد النَّظر في «القراءة الأبويّة - الذكوريَّة» للإسلام التي سمحت باضطهاد النِّساء على ضوء الشِّرع الإسلامي.تقول زينب أنور،المديرة التنفيذية لجماعة «أخوات في الإسلام»، وهي منظمة ماليزية تعمل من أجل حقوق المرأة في إطار العمل الإسلامي:«في مجتمعاتنا،الرِّجال يمتلكون السلطة وهم يقرِّرون ما ينبغي أن يعنيه الإسلام، وكيف يمكننا أن نطيع هذا المفهوم المعيَّن في الإسلام المشكلة تتمثَّل، في رأي هذه الحركة في سيطرة «السُّلطة الذكورية» على فهم النُّصوص الدِّينيَّة وتطبيقها في الواقع،وليس في هذه النُّصوص نفسها.لهذا لا بدَّ من إعادة قراءة هذه النُّصوص يرى النَّاشطون،في هذا التّيار،أنَّ نصوص الدِّين الإسلامي توفَّر الحياة الطَّيبة لكلِّ من الذكر والأنثى،من دون أيّ تمييزٍ بينهما،وهذه الحياةحقٌّ لمن يعمل صالحاً منهما،وهو مؤمن،فالعمل الصالح،الصَّادر عن المؤمن هو المعيار.

واوجدت الحركة النسوية نوع من الكتابات عرف بالأدب النسائى/أو النثوى.وتقول د. هدى وصفى وكان يجب أن تكتب هذة النسوية افكارها فى اعمال سردية،فكما يقول أنيس منصور فى كتابه "الأظافر الطويلة" (المرأة تكتب لتقول لا على القيود البالية،ولا لطغيان الرجل،ولا لاستبداد الرجولة ثم يجب أن تقول لا لضعف الأنوثة ! وسمى انيس منصور هذا الاتجاه الأدبي بأدب الأظافر الطويلة – أدب الخربشة ويمكن تقسيم الكتابات العربيّة النّسويّة إلى ثلاثة مراحل وفق ما يرى د. حسين المناصرة،مستعيرًا هذا التّوزيع من(رامان سلدنوجوليا كريستيفا) في حديثهما عن أطوار الكتابة النّسويّة الغربيّة، وهي:
- كتابة المرأة بوعي قلم الذّكورة في عصور ما قبل النّهضة، ومثالها الخنساء، وليلى الأخيليّة ،ورابعة العدويّة وولاّدة بنت المستكفي.
- كتابة الأنثى الباحثة عن التّحرّر والمساواة،ومثاله معظم رائدات النّهضة والكثير من الرّوائيّات والشّاعرات ما بين الحربين العالميّتين الأولى والثّانية ،حيث برزت كتابة المرأة معاناتها الذّاتية ومطالبتها ببعض حقوقها برومانسيّة ”مؤدّبة“ غير متمرّدة أوثائرة تشبه فيها كتابات الرجال.
- الكتابات النّسويّة العربيّة المحاربة للسّلطة الأبويّة،والّتي لم تبلغ مستوى الكتابات الغربيّة في التّطرّف،ومثالها كتابات كوليت خوري، ونوال السّعداوي، وغادة السّمان،وسحر خليفة، ،وفاطمة المرنيسى.

ويرى"جورج طرابيشي" أنَّ العالم هو المركز في رواية الرَّجل والذات هي المركز في رواية المرأة،وترى نوال السعداوي أنَّ أدب المرأة يتميَّز بأن مخيلته أكثر حيويَّةً وخصوبةً وحركيةً مما هو عليه أدب الرجل،ويقول عفيف فراج: تتحرك المرأة في عالم الرَّجل،إذ تتمرَّد ضدَّه ثم تعود إليه وينتقد الكاتبة التي تطلب الحرية الجنسيَّة لبطلتها من دون حسبان الواقع الاجتماعي وقد تكون رواية «أنا أحيا» لليلى بعلبكي التي تعدُّ، من منظور بعض النَّقاد من بواكير الأدب النِّسوي، خير مثالٍ على ما يذهب إليه فرَّاج فشخصيَّتها الرئيسيَّة تثور ضدَّ الرَّجل،لكنَّها تعود إليه، وتجد أنَّ الإنجاب هو ما يحقِّق ذاتها،ويعطي حياتها الجدوى،وهذه التجربة، كما هو واضح تجربةٌ نسويةٌ حياتيةٌ خاصَّةٌ وصادقةٌ،وليست تجربةً مفتعلةً ومن التّسميات الطّريفة التي تشير إلى خصائص هذا الأدب نذكر ما ظهر بالسويد تحت تسمية«أدب الملائكة والسَّكاكين»وسمّاه «إحسان عبد القدُّوس»«أدب الرُّوج والمانكير»إذ رأى فيه أدباً صوتيّاً وشكليَّا. وكما يقول أشرف توفيق فى كتابه "اعترافات نساء أديبات" (في الماضي كان الرجال يحدقون في صدر المرأة ، ثم تحول نظرهم إلى سيقانها بعد أن كشفت الموضة مفاتن الركبة، وجاء الوقت الذي يهتم به الرجل بكتابة المرأة..الوقت الذي يتوارى فيه الجسد ويبرز العمق فأنا رجل يرى جمال المرأة في رحلتها مع الورق،الإبداع عندي دليل جمال،دعينى اغازل قلمك الجاف سيدتى)

وتدعو هيلين سيكسو المرأة إلى أن تكتب نفسَها،فتقول:«اكتبي نفسَك يجب أن تسمعي صوت جسدك، فذلك وحده هو الذي يفجِّر المصادر الهائلة للاَّشعور».وتقول في موضعٍ آخرَ:«إذ تكتب المرأة نفسَها بوساطة خطاب النساء،فإنها تعود إلى الجسد،وتصبح اللغة وثيقة الارتباط بالنَّوع الجنسي»
ودخلت د.نوال السعداوي للنسوية بقوة واصبحت(البيونير) بكتابها “المرأة والجنس” 1972 وهو من أشهر أعمالها،باعتباره مواجهة مبكرة في وجه عادات المجتمع وقيوده.فكان الكتاب سببًا في فصلها من وزارة الصحة.وفيه تتحدث نوال السعداوي- عبر معالجة أدبية وعلمية وطبيّة - عن جسد المرأة ومفهوم “العفّة” التي أُلصقت بالجسد الأنثوي حصراً، باعتبارها إنسانة من درجة ثانية وتعتبر أنّ مشكلة المجتمع العربي تكمن في الموروث الثقافي الذي لا يرى في الأنثى سوى “جسد”، من دون انتباه الى عقلها وكيانها وإبداعها.لقد نقلت السعداوي عبر هذا الكتاب التقدمي حقيقة المجتمع الريفي من خلال تقديم صورة “الداية” و”قطرات الدم” و”فخر الأب” و”أنواع الغشاء” وأمور أخرى كثيرة شغلت بال كثير من الأسر، ووصلت في أحيان الى حد قتل الفتيات لمجرّد أنّها لم تنزف في ليلة الدخلة. ومن خلال هذه الشواهد، قدّمت السعداوي طرحا جديا لمفهوم الدمج المجتمعي من خلال المساواة بين الرجل والمرأة .واعتبره الغرب إنتفاضة مصرية جديدة للمرأة تشبة مظاهرات النساء فى ثورة 1919..