قدسية مدينة الغاء لحياتها



نساء الانتفاضة
2025 / 12 / 23

يقول الخبر:

(لجنة قدسية كربلاء تدين “فعالية مشينة” نظمتها مديرية التربية للفتيات).

مديرية تربية للبنات، تنظم فعالية للسباق في احدى الساحات، تقوم لجنة "قدسية كربلاء" بإدانة الفعالية، و"تطالب المسؤولين في محافظة كربلاء، ولا سيما أعضاء مجلس المحافظة وأعضاء مجلس النواب عن المحافظة، بالقيام بدورهم وبيان موقفهم تجاه هذا الحدث، الذي عدّته دخيلاً على ثقافة كربلاء الدينية والعشائرية".

تقول "لجنة القدسية" مبررة ادانتها بأنها ليست ضد الرياضة للفتيات، لكنها ضد تصوير هذه الفعالية، وظهور صور الفتيات بأوضاع "غير لائقة وخادشة للحياء"، وهو تبرير قذر جدا، فهو لا يريد مشاهدة المرأة بكل الأحوال، انه يريد عزلها تماما عن المجتمع، فالمرأة في نظر الإسلاميين "شيء سيء يجب اخفاؤه".

كربلاء ليست مدينة مثالية من حيث الخدمات او جودة الحياة، فهي تعاني أيضا من نقص الخدمات، صحيح هي أفضل من بعض مدن الوسط والجنوب، لكنها ليست بتلك المثالية مثلما يصورها البعض. اتخذها رجال الدين أحد مراكزهم المهمة، وقد حولوا كل شيء فيها الى "مقدس"، لا يمكن نقدها بأي شكل من الاشكال.

تلك المدن اكتسبت قداستها تاريخيا من عمل رجال الدين، فعلى مر التاريخ وهم ينتجون الخرافات والقصص الخيالية ويعيدون انتاجها في كل مرة، وينشروها بين أوساط الناس، لزيادة فعل التجهيل الذي يسمح لهم بالمزيد من الهيمنة على المجتمع، لهذا هم يراقبون بشكل دقيق أي ممارسة او فعالية تجري لا تلائم سياستهم، فيسارعون بالإدانة او المعاقبة، فهل يتصور أحد انهم شكلوا لجنة أطلقوا عليها تسمية "لجنة قدسية كربلاء"، وهي تعني انهم ماضون في اسلمة المدينة بالقوة.

كربلاء مدينة طبيعية حالها حال بقية المدن، يسكنها مجتمع يتفاعل مع الحياة، لديه حاجات ومن حقه ان يشارك في أي حراك اجتماعي او يقيم اية فعالية، لا يجب لجمه او تقييده او خنق حرية تعبيره بحجة ان مدين-ته "مقدسة"، هذا وهم يروجه رجال الدين لفرض سيطرة تامة على الناس، ويجب على الناس ان تفهم وتعي ذلك؛ يجب إزالة كلمات "الاشرف، المقدسة، المنورة، المكرمة" من تسميات المدن، حتى تعيش حياة طبيعية، القداسة تعني موت المجتمع، الغاء الحياة. قداسة المدن بنظافتها وجمالها العمراني وحياة ناسها المرفهة وتعليمها وصحتها وخدماتها، هذه هي القداسة الحقيقية للمدن.

طارق فتحي