|
|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
محمد بسام العمري
!--a>
2025 / 12 / 26
تتناول هذه السلسلة البحثية الموسّعة في حلقتين دور المرأة ومكانتها عبر العصور، مع تحليل عميق للتحوّلات الفكرية والاجتماعية والسياسية التي رافقت نضالها نحو الحرية والمساواة. وتمزج السلسلة بين التاريخ والعلوم الاجتماعية والشهادات الميدانية والدراسات السياسية الحديثة.
المكانة الاجتماعية للمرأة في الحضارات القديمة
يقول المؤرخ البريطاني جون برادلي في كتابه “Women of Antiquity”:
"لم تكن مكانة المرأة ثابتة عبر التاريخ، بل oscillated بين السلطة واللاسلطة؛ ففي حين اعتلت العرش في مصر، كانت تُعتبر ملكية قابلة للبيع في بعض الحضارات الشرق أوسطية المبكرة."
في مصر القديمة كانت المرأة قادرة على توقيع العقود وتوريث الممتلكات.
في اليونان القديمة تم حصرها داخل البيت وكانت الحقوق السياسية حكرًا على الرجال.
في روما ظهرت أولى ملامح “الوصاية القانونية” التي حدّت من حرية المرأة رغم مشاركتها الاقتصادية.
المرأة العربية قبل الإسلام
يُجمع المؤرخون على أن المجتمع الجاهلي كان يمارس تمييزًا واضحًا ضد المرأة، يتراوح بين حرمانها من الميراث إلى وأد البنات.
قدّمت الباحثة مارغريت ستيوارت دراسة عام 2009 حول “البنية القبلية العربية”، وخلصت إلى:
"التعامل مع النساء كان مرتبطًا بالوظيفة القبلية، لا بالمنظور الأخلاقي أو الديني، ولذلك جاءت التشريعات اللاحقة لتعيد بناء مكانة المرأة لاكتشاف قيمتها الاجتماعية."
التحوّل الجزئي في العصور الوسطى
في أوروبا، خضعت المرأة لسلطة الكنيسة التي نظمت حياتها بالكامل.
في العالم الإسلامي، حصلت المرأة على حقوق واضحة: الملكية، الإرث، المشاركة في التجارة، التعليم.
تذكر المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه:
"لم تشهد المرأة في الشرق الإسلامي حرمانًا مطلقًا من التعليم أو العمل، بل وجدت نماذج نسوية رائدة سبقت نساء أوروبا بقرون."
الثورة الصناعية وتحوّل الأدوار
تشير دراسة جامعة هارفارد (2016) بعنوان “Women and Labor Transformation” إلى أن:
دخول النساء المصانع في القرن الـ19 غيّر نظرة المجتمعات إلى “المرأة العاملة”.
الاقتصاد الحديث كان أول عامل اجتماعي يدفع نحو إعادة تقييم قيمة عمل المرأة.
أصبحت المرأة عنصرًا في الإنتاج وليس في الرعاية المنزلية فقط.
ظهرت بوادر النقابات النسوية الأولى في بريطانيا وفرنسا.
القرن العشرون: بداية الموجات النسوية
الموجة النسوية الأولى (حقوق التصويت)
بدأت في الولايات المتحدة وبريطانيا.
حصلت المرأة على حق التصويت بدءًا من 1918.
تقول الناشطة الأمريكية سوزان أنتوني:
“المرأة التي لا تصوّت تُسلم مستقبلها لغيرها، ولذلك كان الانتخاب أول نوافذ الحرية.”
الموجة الثانية (التحرر الاجتماعي)
ركزت على:
حرية الجسد.
الحرية الإنجابية.
رفض النظرة النمطية.
الموجة الثالثة (العدالة الاجتماعية والاقتصادية)
ظهرت بعد 1990، وركزت على:
المساواة في الأجور.
التمكين السياسي.
مواجهة التحرش والعنف.
دراسات علمية حديثة حول دور المرأة
دراسة: البنك الدولي (2021)
وجود المرأة في مواقع اتخاذ القرار الاقتصادي يرفع الناتج المحلي للدول بنسبة تتراوح بين 6% و13%.
دراسة: الأمم المتحدة (2023)
الدول التي تعتمد سياسات المساواة الجندرية تنخفض فيها معدلات العنف الأسري بنسبة 27%.
دراسة: معهد Gallup (2022)
الشركات التي يعمل فيها عدد أكبر من النساء في المناصب القيادية تحقق أرباحًا أعلى بنسبة 21%.
شهادات سياسية معاصرة
أنجيلا ميركل – المستشارة الألمانية السابقة
“القوة ليست حكرًا على الرجال. هي مسؤولية، وعندما تتحملها امرأة تغيّر شكل السلطة ذاتها.”
ميشيل أوباما
“تعليم الفتاة هو أقوى سلاح لتغيير العالم.”
الأمم المتحدة – هيئة UN Women
“تمكين المرأة ليس نشاطًا اجتماعيًا، بل هو سياسة اقتصادية وسياسية واجتماعية شاملة.”
تقييم المرحلة الحديثة – إيجابيات وسلبيات
الإيجابيات
ارتفاع مستوى التعليم بين النساء (%92 في بعض الدول العربية وفق الإحصاءات الحديثة).
زيادة نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل.
وصول المرأة إلى رئاسة الدول والحكومات والبرلمانات.
ارتفاع وعي المجتمع بضرورة حماية المرأة من العنف.
السلبيات
فجوة الأجور بين الجنسين ما تزال قائمة.
ارتفاع نسب التحرش في بعض المجتمعات.
وجود مجتمعات ما تزال تؤمن “بالدور التقليدي القسري” للمرأة.
ضعف التمثيل السياسي الحقيقي رغم التحسّن الشكلي.
قدّمت هذه الحلقة الأولى تمهيدًا نظريًا وتاريخيًا وعلميًا لفهم مسيرة المرأة من الماضي العميق إلى العصر الحديث. أما الحلقة الثانية فسوف تتناول:
المرأة في السياسات الحديثة (دراسة تحليلية تفصيلية).
المرأة والاقتصاد الرقمي والعولمة.
التحديات النفسية والاجتماعية للمرأة الحديثة.
شهادات من الأمم المتحدة ومنظمات دولية.
نقد الحركة النسوية وإعادة تقييم إيجابياتها وسلبياتها.
رؤية مستقبلية: إلى أين تتجه المرأة خلال العقود القادمة؟
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
|
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|