بعد أربع سنوات من الاحتلال والقمع يستمر النضال - بيان منظمة حرية المرأة بمناسبة يوم المرأة العالمي



ينار محمد
2007 / 3 / 7

فقدت نساء العراق وخلال سنوات أربعة من الاحتلال معظم مكتسبات نضالهن في القرن العشرين من حقوق وحريات. إذ تحول العراق من مجتمع عصري لنساء مثقفات وعاملات إلى مناطق متقاتلة ومنقسمة على بعضها يتحكم بها أبطال الحرب الطائفية والعرقية، والذين لا يتفقون سوى على إلغاء النساء من الساحة الاجتماعية. سُحقت مصائر ملايين النساء ما بين الماكنة العسكرية الأمريكية المدمرة من جهة، وأنماط متنوعة من الخلافة/الحكم الاسلامي من جهة أخرى، ومما يدفع المرأة إلى الاستحالة إلى أشكال سوداء عديمة الأهمية والإرادة.
بعد أربع سنوات من "فرض الديمقراطية" على العراق، أصبحت الاغتصابات الجماعية المنظّمة بالضد من النساء في مراكز ومعتقلات الشرطة جزءاً روتينياً من التحقيق والاستجواب. كما وان هذه الممارسة أصبحت شكلا قبيحاً آخر للجرائم الطائفية، حيث أصبح التعدّي الجنسي على نساء الطائفة الأخرى يعد عقوبةً ونصراً سياسياً.
أعلنت على الملأ عذابات عبير، صابرين وواجدة، والتي انتهت وعبرت؛ إلا انه يستمر مسلسل الاعتداءات والتعذيب على مئات النساء الأخريات داخل المعتقلات؛ واللواتي يضربن ويغتصبن ويتم تصوير هذه العمليات الوحشية ضدهم لإمتاع الطغم الوحشية الذكورية في قوات الأمن والاحتلال.
إن حروب الإبادة الطائفية والنسوية قد فرضت الصمت والشلل والهلع على ملايين من العراقيات. وفي الآن نفسه، اطلق الاحتلال حريات وأيادي الإسلاميين في فرض التشريعات المعادية للمرأة وذلك لإبعاد أية احتمالات لحقوق دستورية مدنية تدافع عن المرأة. وبذلك تُترك النساء عرضة للأعراف الدينية والعشائرية والطائفية؛ وكل ذلك مما لا يقل فداحة عن ارتكاب جرائم بحق الإنسانية وبالضد من أجيال من النساء اللواتي يعتقدن انهن مواطنات في ظل قانون ودستور يحميهن.
في أزمنة جديدة لفقر مدقع ومزمن للناس في العراق، يتم إهداء شركات النفط الاجنبية عقوداً مجزية بارباح لسنوات طويلة وبذلك يتم حرمان 25 مليون من العراقيين من ثروة وموارد مهمة في أحلك الظروف؛ وفي نفس الوقت يطرح حوار حول اقتسام جزء طفيف من الأرباح على أسس قومية وطائفية، وهي قسمة تُمارس بشكل ينجح بتأجيج المزيد من الصراعات القومية والطائفية.
وقع خيار قوات الاحتلال بالدعم والتقوية على أعداء النساء والحريات في العراق. وقد وصلت مساعيهم في إضعاف وسحق النساء إلى مستويات غير مسبوقة في البربرية والوحشية. وبالرغم من كل ذلك، يزداد النساء والرجال التحرريون في العراق إصراراً على تنظيم صفوفهم ومقاومة هذا الكم الهائل من الانتهاكات. ويتصاعد النضال من أجل تحقيق الحرية والمساواة ومن اجل نظام علماني وغير قومي، وتمثيل آمال وتطلعات النساء والشباب والعمال وتحقيق إرادتها .
تدعو منظمة حرية المرأة وبمناسبة يوم المرأة العالمي الجماهير للالتفاف حول المنظمة ودعمها لإنهاء عهود الظلام المفروضة على نساء العراق من قبل النظام العالمي الجديد وقوى الإرهاب الديني والطائفي. فلنعلن انتهاء زمن الصمت والسحق والأسى على ما فقدناه. ولنتقدم ونعمل يداً واحدة تدعمها جبهة عالمية تحررية لإنهاء الاحتلال وبناء البديل التحرري المساواتي في العراق.
ويظل يستمر النضال من أجل الحرية والمساواة.

ينـار محــمد
رئيـسة منــظمة حــرية المــرأة في الـــعراق
1 آذار - 2007