تحية للمراة في يومها التاريخي - لماذا 8 آذار ؟



سندس سالم النجار
2007 / 3 / 8

تحية للمراة في يومها التاريخي - لماذا 8 آذار ؟
انه ليوم عظيم وتاريخ خالد , انه الرمز الذي بالفعل يشد من عزيمة النساء في نضالهن ْ نحو المساواة مع الرجل في الحقوق والواجبات التي تنص عليها المبادئ الاساسية لحقوق الانسان . ان تحرر المرأة ونيل حقوقها مقياس حقيقي لتحرر المجتمع وتقدمه , ويرتبط ارتباطا وثيقا بالسياسة والثقافة والاقتصاد وصحة وحياة المجتمع ككل ومنظومة الافكار والمفاهيم والقيم السائدة في كل المجتمعات ..
تمر ايام وتاتي ايام وتمر سنين وتاتي سنين وهكذا تصاحبها اعياد ومناسبات يحتفل بها العالم ويُسعد الجميع الاّ ابناء شعبي ووطني العزيز لا يعرف ولا يحتفل او يستقبل غير المفخخات ويودع الاعزاء من البراعم والشباب والامهات والاخوات والحبيبات ,, لا يعرف غير المعانات والدموع في ظل اجواء عصيبة من التعصب الطائفي والارهاب المتخلف المجرم , وفي ظل المنعطف السياسي الراهن الذي تفوح منه حدة وخطورة الصراع الدائر على الساحة العراقية بين قوى التقدم والديمقراطية وبين قوى الظلام والاستبداد جاهدة لعرقلة عجلة التقدم والازدهار وارجاع العراق الى عصور ما قبل التاريخ ...
ان مسيرة وتحرر المرأة مرتبط ارتباطا وثيقا وعضويا بتحرر المجتمع من انظمة الظلام والتوجهات الرجعية , ومن المستحيل بلوغ التحرر الحقيقي دون امتلاك الوسائل والقوى الفعالة لتحقيق الثورة التشريعية والقانونية في سبيل تحقيق المساواة التامة بين الجنسين في مبدأ المواطنة والعمل والعيش الكريم . و استمرار القهر والتمييز والقتل الذي ما زالت تمارسه القوى الرجعية والاستبدادية على المرأة العراقية ـ لا يزيدها الاّ اصرارا على مواصلة النضال والعمل والتحرر لنيل كافة حقوقها لان تحررها عامل حاسم في تحرر المجتمع .
مما تجدر به الاشارة ان نشاط المرأة ومساهمتها في المجالات الثقافية والاقتصادية والسياسية والاعلامية والابداعية والتربوية قد طور المرأة وفتح امامها افاقا فسيحة للعمل والعلم والسياسة وغيرها , وفي هذه المناسبة نناشد احزابنا الوطنية والمنظمات الانسانية ومنظمات المجتمع المدني والبرلمان العراقي اعادة النظر في المبادئ والقوانين التي تخص المرأة العراقية وتعيق عملها ومساهماتها ونشاطاتها وابداعاتها مع الرجل في كافة الميادين , وان يصدر قانون موحد للاحوال الشخصية للاسرة العراقية وبالذات المرأة تتويجا لنضالها الدؤوب ...
ان عيد المرأة العالمي يوم 8 آذار لم يأتي كمنحة او هدية من الامم المتحدة وانما هو نتيجة لمثابرة وصبر لا متناهيين لنساء العالم اجمع . فقد اتحدت النساء في كل العالم في النضال من اجل اثبات حقوقهن ومساواتهن مع الرجل بالرغم من التقسيم الجغرافي والعرقي والقومي والحضاري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي للعالم ..
هذا اليوم هو قصة كفاح طويلة طويلة للمرأة كصائغة التاريخ الانساني , حيث امتدت جذور هذا الكفاح لقرون طويلة في الحضارة الاغريقية والفرنسية والفارسية من اجل مشاركة فعالة في بناء وتقدم مجتمع مزدهر ..
لماذا تم اختيار هذا التاريخ بالذات ( 8 آذار )؟
حقيقة ان فكرة يوم العالمي للمرأة تبلورت في بداية القرن الماضي مع التطور العلمي والتكنولوجي ومع الانفجار السكاني ومع الافكار الراديكالية .
ففي عام 1909 اعلن الحزب الاشتراكي الامريكي لاول مرة ان يكون يوم 28 شباط كيوم احتفالي للمرأة في امريكا .
في عام 1910 اجتمعت عدة احزاب اشتراكية اوروبية وعالمية في كوبنهاكن العاصمة الدانماركية وقررت ان يحدد يوما للاحتفاء بالمراة وعيدا لها ضمن اطار النشاط الاممي لمشاركة معاناة المرأة ودعم الحركات النسائية العالمية وقد وقعت على الاتفاقية 100 امرأة من 17 دولة والتي ضمت لاول مرة 3 نساء من البرلمان الفنلندي ولم يحدد في هذا الاجتماع يوما محدد كعيد للمرأة العالمي .
عام 1911 نتيجة للاتفاقية الموقعة في كوبنهاكن بين الاحزاب الاشتراكية في السنة الماضية فقد حدد يوم 19 آذار عيدا للمرأة في كل من النمسا والمانيا وسويسرا بعد قيام تظاهرات ومسيرات دعما للمرأة في المطالبة بحقوقها في الانتخابات وفي المشاركة في مختلف الوثائق ضد التمييز بين الجنسين .
وفي يوم 25 آذار شب حريق في معمل في مدينة نيويورك بفعل متعمد قضى على حياة 140 امرأة عاملة فيه وكان معظمهنْ من النساء اليهوديات والايطاليات المهاجرات , هذا العمل اقدمت عليه عصابات صاحب العمل لقمع النساء المضربات عن الطعام بهدف تحقيق مطالبهن ْ
عام 1914 حيث اجواء الحرب العالمية الاولى والتي ادت الى مقتل 2 مليون من الجنود الروس , خرجن َ النساء الروسيات في تظاهرة كبيرة عمت روسيا القيصرية ( تحت شعار الخبز والسلام للجميع ) والمطالبة بالحقوق الانتخابية ومشاركة المرأة الى جانب الرجل في اعادة البناء , حيث تم اختيار يوم الاحد 23 شباط حسب التقويم الروسي 8 آذار في التقويم المستخدم في باقي انحاء العالم يوما عالميا للمرأة ..
تحية اجلال لكافة المناضلات والمناضلين في سبيل حرية الانسان
تحية واعتبار للمرأة العراقية المظلومة والمرأة الايزيدية والكوردية والاوروبية وكل نساء العالم في عيدهن التاريخي الاغر 8 آذار ..
تعالوا ايها الاخوات والاخوة لنبني عراقا يسوده السلام والامان والمحبة والوئام !! عراقا ينضوي تحت راية التحرر والتجدد والعلمانية والانفتاح نحو عالم الانسانية , عالم السعادة والحياة الحرة الكريمة كباقي العالمين ... !!!