منحتموه جائزة؟.. أنا أيضاً



فاديا سعد
2007 / 3 / 10

لا شيء يحدث الزلزال فينا بعد أن تم إيجاز روح المرأة والرجل إلى المختصر المفيد: "الجنس" سوى أمر مهم. حدث كبير. معجزة خارقة، قصة مبدعة، أغنية قنبلة، وفلم أنيق.

فلم أسرار البنات. قام بهذه الخطوة أحدث الزلزال الذي أتحدث عنه.
رأيته؟ شاهدته؟ أنصت إلى الصوت الصادق من دواخلك الإنسانية؟ رأيته مشكلة وحل؟

بما أني لست من رواد السينما أو مشاهدة ساعات طويلة للتلفاز فقد رأيت هذا الفلم حديثاً وكان يترافق وحدث هام: يوم المرأة العالمي. واختصر ما يجب أن يقال.

شاب تعدى تلويح اليد من النافذة، أو إرسال ورقة صغيرة خطّ عليها كلمتا حب. فتاة تعدت الطفولة لكنها لم تتعداها.

هي مشكلة الجسد في العالم العربي، عندما يعلن عن حضوره قبل أن ينضج العقل، و الخبرة في الحياة، إبرة مغناطيسية تحدد الاتجاهات.

هي مشكلة الآباء والأمهات حين يعتقدون أنهم يقدمون لأبنائهم أفضل ما حصلوا هم عليه، و يفاجئون.

هي مشكلة الطبيب الذي يعاقب الطفلة على طفولتها، بجرم أكبر من ذنبها: ختانها، انطلاقاً من ثقافة الاستباحة.

جريمة يقوم بها طبيب متزمت، وهي أكبر من ذنبها، حينما يعتقد أن إصلاح خطأها، يحلّ ببتر ما خلقه الله في جسدها لتكون كاملة: أنثى. انطلاقاً من العجز بالحلول الإنسانية.

جريمة يقوم بها، أكبر من ذنب الفتاة ذات السبعة عشر عاماً، حين يفترض أن خطأه صواب، و خطأ الآخرين جريمة. انطلاقاً من ثقافة العنف.

جريمة من يعتقد أنه المؤمن الوحيد على وجه الكرة الأرضية، وإيمان الآخرين ناقص. من ثقافة إنكار الآخر.

لا بد من إعطاء طاقم الفلم جائزة غير جائزة الأوسكار الهوليودية. جائزة تخص بلداننا العربية. جائزة تخص نصرة الجرأة، لمن يطرح مشكلة حساسة في مجتمع مسكون بالأزمات، و طرح هذه المشكلة ضمن رؤية إنسانية.

إني أدعو الفتيات لمشاهدة الفلم. يحميهن من نزوة لحظة، وتحمل أعبائها مدى الحياة، في مجتمع ليس لديه مخطط لحل، سوى مزيد من القهر النفسي، في نفس الوقت، يضع كل أنواع الإغراء أمام أعينهن، وعند ذلة ما، يحاسبهن حساب قاس من غير رحمة.

يكوّن لديهن رؤية حقيقية عن تقدير أجسادهن وتخطي المراهقة بسلام.

أدعو الأقنية الفضائية لإعادة عرضه وأن لا يملّوا من تكراره.

إنه يقطع الطريق على الدعوة إلى عفة مزيفة، ترافقها آلاف العروض من الإغراء. يقطع الطريق على بعض الدجالين من بعض المرجعيات الدينية. يقطع الطريق على قناصي الطفولة، والتلاعب بأرواحهم.

لكنه أيضاً سيقطع الطريق على مراهقة الشاب العربي. لكن ما همّي فليثوروا على أجسادهم بطريقة خلاقة، ومبدعة، أو ليساهموا بإيجاد منظومة أخلاقية إنسانية جديدة، أو يتحملوا مسؤولية أفعالهم على الطريقة التقليدية..