سلاما إلى من أحببتها



هشيار بنافي
2007 / 3 / 12

ألف تحية ليوم(عيد) المظلومة، أمي و حبيبتي و أختي و ابنتي ..
ألف تحية ليوم المرأة، المسحوقة من قبل ابنها و زوجها و أخيها و أبيها، الرجل الذي طغى و تجبر و استبد من خلال نظام حكمه القاهر العنيف باسم السياسة و الدين و الاقتصاد و.... . ذلك المارق الأفاق الذي تآمر على عرش الربة الخالقة بكل خسة و دناءة لكي يصبح الناطق باسم اله لا وجود له إلا في مخيلته المريضة و لكي ينوب عن قوى الكون بأكاذيب و خرافات مدونة في كتب عتيقة على شكل قوانين و قيم ما زالت نافذة المفعول، و لا تتبدل أبدا إلى يوم الدين.
المفردات التي شوهت شكل الحياة صيغت كلها في حقبة حكمه الجائر ليتحول نعمة العقل إلى نقمة و عذاب، نحسد الحيوانات لعدم امتلاكها لها، و كافة الأطر و النظم التي تحد من حرية الفرد و المجموعة باسم مراعاة الآخرين اللذين هم في الحقيقة ليسوا إلا أقلية طفيلّية كسيحة تنبذ العمل و الكفاح و تحسن استخدام المكائد و أنواع الحيل، لكي تطفوا على سطح المجتمع كبقعة زيت قذرة على سطح مياه عذبة رقراق. إن حكم ( السادة ) لوث الحياة بما فيها من مباهج و ملذات و سعادة، و الخاسر الأكبر هي ألام التي تعودت و منذ عصور على رؤية الصليب على ظهر ابنها المفدى، بدلا من عرسه وسط روض الجنان.
منذ أن نطق ملك بابل جملته الأولى و (طرز) بها المسلّة و المرأة أسيرة و خادمة في البيوت، تبيع عرضها لعبيد الله ! و عبيد عبيده راضية مرضية! كمومس شريفة! في بيوت الطاعة الزوجية! تلك المواخير التي يشرف عليها القوادون (القوامون) كسجون شخصية، يحق للسجان التسيد كأي دكتاتور سادي على شرفه (( المرأة )) باسم الأخلاق و الناموس المأخوذ من كهنة الإسرائيليين، عبيد العجول و توابيت عروش الأرباب، المخلوق من نسج الخيال كلوح محفوظ، و على ربة العهد الأقدم حمل الصخور كحمالة للحطب و الأشواك إلى يوم يبعثون، ليشفع لها إبنها العاق عندئذ و يقرر دخولها السعير من دونه!.
أية ذرية أنجبتها المرأة الأمة؟ جرذان ملئت بها فيافي الارض يخافون من ضلالهم و مستقبلهم على كف عفريت نكرة بعشرات الأسماء!، عدى النعوت و الصفات، كلها رموز للعبودية و الخضوع، و الاتكال بخسة و خنوع و رهبة، و ابتهال تطلب الخلود لنفس محبطة بروح شرير منبعث من دعارة غرف النوم و أزقة مدن الرقيق و سوح الردى كسموم فتاكة يطلقونها دهاقنة المجد المزور، اصحاب الحضارات الأبوية الماجنة.
كثيرا ما نتعجب من عقلية الإرهابيين الذاهبين إلى الموت باختيارهم و لا نعلم بأننا جميعا كأولئك السفهاء مختارين للموت البطيء و أنصاف الحياة تاركين المجد و السؤدد لقلة حاكمة بمسميات شتى و ما دورنا إلا ترديد خزعبلاتهم السمجة لتترسب في أدمغتنا كمبادئ لا نحيد عنها! مرتضين بفتات موائدهم التي هي من خيرنا و كدنا و عرقنا.
لا تنتهي هذه المسرحية الخائبة إلا بتهشيم عرش الرجل و كنس جميع موروثاته بحرث أديم حضارته لتهل علينا عهد المرأة المباركة وريثة عروش جداتها العظيمات، لندخل جميعا إلى فردوسها و نجرع كؤوس اللذة و الحب و البراءة و عشق الكائنات، دون رقيب أو حسيب أو كلاب، سوف تأتينا عندئذ المدد من ربة الكون العظيم و ترضعنا حليب الخلود و إكسير الحياة .

برلين
8.3.2007