و للرجال عليهن درجة



ليلي عادل
2007 / 3 / 16

ها هي ضيفة عماد الخفاجي في حلقة من برنامجه برج بابل ...سميرة جعفر ..المتشحة بالسواد ..الملتزمة بزي ذوات العقل الناقص و الدين الناقص ..المؤمنة بأن كل ما فيها عورة ..لذا هي تغطي كل ما فيها حتى عقلها ...و هي تحتل موقع في برلماننا العتيد ..ثمثل من خلاله كل النساء العراقيات ..المحجبات منه و السافرات ..من خلال منصبها كرئيسة لجنة المرأة و الأسرة ...الخ ..من التسميات و الألقاب و المناصب التي ابتكرتها ديمقراطيتنا الجديدة ...كي تدافع عن حقوقنا نحن الجنس الضعيف ..نحن المغلوب على امرنا ,ها هي فارستنا التي تتحمل اكثر من طاقتها لتنتزع لنا حقوقنا و تطالب لنا بالمساواة و التحرر و الحق الكامل في الحياة ..و هناك مسلمة تقول فاقد الشيء لا يمنحه ..فكيف يمكن لمن امتثلت لأوامر ربانية تضعها في درجة ثانية بعد سيدها الرجل و كادت تلك الأرادة العظمى ان تأمرها بالسجود لهذا السيد لو لا رغبة الرب الأسثئثار بسجود الأنسان لذاته ...كيف لواحدة مثلها ان تلبي طموحات واحدة مثلي ..كيف يمكن لواحدة مثلي ان تطمئن على نيلها حقوقها بالأعتماد على واحدة مثلها ...فها هي تقتدي بالتجربة الأمريكية في فصل الجنسين في المدارس الأبتدائية و تؤيد تطبيقها على أطفالنا المساكين ..و ها هي ترفض ان تعترف بالواقع العراقي اليوم و ما يتم فيه من فرض الحجاب و الفصل العنصري في كل المرافق الحكومية من مدارس و معاهد وزارات, و على يد رجالات الدولة العتيدة و نسائها المؤمنات و لا يزعجها ان يكون النموذج النسوي الوحيد الذي يمثل تضحيات العراقيات و نضالهن ما هو الا نموذج يشبهها ..المرأة المؤمنة الملتزمة بالزي الشرعي ..و يشطب على آلاف من النساء اللوات كن ينتمين الى احزاب ليبرالية ..ضحين بأنفسهن و بأزواجهن او ابنائهن من اجل الوصول الى عراق يفخرن به و يتنعم به ابنائهن ...و يتم تجاهلهن لأنهن يعتبرن في نظر امثال السيدة سميرة و اولياء امرها ..سافرات كافرات خارجات عن العرف و التقليد ..متحررات مخالفات امر رب يفرق بين امرأة و رجل و يجعل للأخير عليها درجة ...
ان امثال هذه السيدة و التي تطالب اليوم متأخرة بأن يكون التعليم الزامي و لا ادري اين كانت طوال السنوات الماضية حيث اني لا اذكر زمنا لم يكن فيه التعليم الزاميا ...لكن ربما هو ليس كذلك اليوم بفضل حكم اسيادها المعممين لبلد طالما كانت نسبة الأناث الملتحقات في المدارس و الكليات فيه تفوق اعداد الذكور ..و التفوق فيه غالبا ما كان من نصيب الأناث كذلك ..و طالما كانت هناك مدارس و حتى ثانويات مختلطة يرتادها الطلاب بعيدا عن الأحساس بفروقات بين الجنسين تلك التي يزرعها و يغذيها الدين و التقليد ..و كم من صداقات استمرت بين زملاء المدارس و الكليات حتى تطورت لتصبح صداقات بين عوائل تدوم و تستمر و تتطور..
ها هي تضع اللوم في تخلف المجتمع و بالأخص رجالات البرلمان على عاتق امهاتهن ..و كأن هؤلاء لا آباء لهم و كأن الأب هو ضيف عابر لا يؤثر في اولادة ..و بالطبع لم يذكر تأثير الدين بنظرة المجتع ككل, و الرجل البرلماني خاصة للمرأة ,تلك النظرة الدونية و اعتبارها مجرد اكمال عدد و ايفاء نسبة فرضتها عليهم الديمقراطية الدخيلة ...و انا اعذر عماد الذي كان على وشك المجازفة و التطرق لهذه النقطة و التي كانت ستؤدي به الى عواقب وخيمة ...
أخيرا ان اليأس يملأني من نساء البرلمان قبل رجاله بعد ان كانت هناك بعض الوجوه الواعدة بفكر تحرري و جرأة في المطالبه بالحق لكن صرخة واحدة من رئيس الرلمان اخرست الجميع و اجبرتهم على التخلي عن كل شيء حتى كراماتهم ...مقابل ماذا ؟؟؟