سعيدة الشهيدة ...ميلودة حازب ... زيت لوسيور حقق مالم تستطعه هيئة الانصاف والمصالحة



مليكة طيطان
2007 / 3 / 17

صحيفة مغربية فرونكفونية لا أستحضر اسمها الآن , أعتقد أن خطها التحريري يهتم بأنثوي خاص جدا والأمر يتعلق بنساء المغرب الآخر والاهتمام أو الخط هو الجمال والتزيين والجواهر الثمينة والمزيفة وآخر صيحات الموضة في علم الإزياء والحلاقة
دأبت هذه المجلة أو الصحيفة على تنظيم مهرجان سنوي يصادف احتفاء العالم بعيد المرأة في اليوم الثامن من كل شهر مارس ...عمر المهرجان يصل سنته العاشرة وقع اختيارهم على تسمية تستحق التأمل وستحين فرصة تشريحها في سياق هذا المقال ...إنه لقب أو مصطلح ( خميسة )...تمهل أيها الحوار المتمدن لكي أوظف يدي الاثنين...أبسطهما أمامك وأخاطبك بالتالي ....خمسة وخميس على نسائنا وصحيفتنا وزيتنا
بتنسيق وتمويل مع زيت مائدة مشهور يتم تنظيم المهرجان من ألفه إلى استعراض نساء المجتمع المغربي المخملي نساء المغرب الآخر لأحدث ما تبرعت وتفتقت به عبقرية الموضة في عالم الأزياء والتجميل ، لا ننس أيضا ذلك المشهد الوميض الزائف بفعل الاصرار على تناول واستحضار وتجادب لا أقول لغة موليير لأن الجل إلم أقل الكل لا يفهمن لغة الثقافة والفكر وتجديد الفكر لنفس النسق اللغوي أي الفرنكفوني ...بل الفرنسية الهجينة التي تتوزع في البارات ومعارض الأزياء وصالونات الحلاقة
أما تقنيات المهرجان أو مناولات اشتغاله فتبدأ بتباري يقال بأن المواطن يشترك فيه من خلال التصويت عبر الرسائل الهاتفية ...وهانحن أمام الابداع النفعي البهيمي ولا بأس في المغرب ثمة مثل مشهور يصدق على الحالة أيها السادة ....( من لحيته ألقم له)... أما مؤسسة الاتصالات المستفيدة من العائدات المادية فهي الشركة بنت الدولة التي تم تمريرها لا أدري لمن ؟؟؟؟
يقول أرباب خميسة والله أعلم أن الاحتفاء بتخليد الذكرى أي عيد المرأة العالمي تود أن تكرم فيه خمس نساء برعن وتميزن في الرقص والغناء والطرب والرياضة والابداع الأدبي والثقافي وصولا إلى الاشتغال الحقوقي والجمعوي ....من بين 25 سيدة يتم انتقاء خمس نساء واحدة عن كل مجال ...والله أعلم الجميع لا يدري كيف تسقط الخمسة على منصة التتويج ، هكذا تردد بعض النساء المقصيات حتى من استدعاء للحفل ..؟؟؟؟
أما أنا فلا يهمني الحفل من قريب ولا من بعيد ولا أجد نفسي مرتاحة في ردهات عرس لا أنتمي فيه سواء لأهل العريس أو أهل العروس .....والأمر الغريب الذي أثار انتباهي هذه الدورة يتمثل في إضافة نقلة لا أدري هل هي نوعية أو كارثية لمهرجان هذه السنة ....هذه الترقيعة أو الاضافة مفادها أن يكرم أصحاب العرس ( خميسة) صنف آخر من النساء ....نساء بصيغة النضال النسائي في المغرب ...نساء البعد الزمني المعلوم ...زمن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في المغرب ...اختارت خميسة أن توزع النساء العشر على أجيال تشكل القضية أي النضال النسائي وبالتالي نساء المغرب الاستثنائيات ...وقع الاختيار على مناضلة فقيدة مخضرمة حضرت كتابة المغرب في أبجدياته المتمثلة في الحركة الوطنية أي مع الاستعمار ، ستواصل في نفس الدرب حينما سيحصل التغيير أي الاستقلال ، نعم سيحصل التغيير ...تغيير مقبضة المنجل فقط على حد تعبير شهيد الوطن عمر بنجلون ، الفقيدة ثريا السقاط لا تسع هذه الصفحة البعض من تفاصيل مسيرتها كما لا تسع قاعات قصر المؤتمر قامتها ، أما الشخصية النسائية الثانية فتنتمي لجيل طاق للتغيير بصيغة فكر غريب عن دار المغرب والمغاربة ...هم شباب السبعينات الحالمين بثورة الطبقة الطلائعية من عمال وفلاحين ، شباب تكبد مشاق استعارة التفصيلة الانسانية القائلة بتحقيق الثورة الاشتراكية في المغرب بتعاون مع القوى الماركسية الأممية والطبقة العاملة العالمية .......هدفهم النهائي هو تشييد الاشتراكية في العالم أجمع عبر الثورة العالمية وبناء مجتمع بدون طبقات ....لم يعتبروا أنفسهم منظمة ثورية مغربية بل الفرع المغربي لمنظمة ثورية أممية هي الثيار الماركسي الأممي ....آه يا أيها النهج الديمقراطي ويا أيها القلم الصحفي ( المناضل ة )معذرة إن أنا تجرأت ورددت جزءا من خطاب حلمكم ...هاهي سعيدة المنبهي تكرم في قصر المؤتمرات ومع سيدات المجتمع المخملي ، فمن تكلم بلسان الشهيدة التي أدت ضريبة نضالكم شباب السبعينات ؟؟؟ ....وبما أن الشيء بالشيء يذكر سألغي من أجندة تأملي هذا القوم المسمى الماركسيون المنحرفون ، فعلى كل حال نساء الفصيلة مررن أيضا من هناك ...تم استعراضهن فمن من القراء ينفي الأمر ؟؟؟
كالزئبق يتملص مني كلام الاستطراد هذا فأنسى المسافة التي تفصل بيني وبين الحدث الأعجوبة ، أطمح منكم أيها السادة أن تعتبروني قارئة للحدث تبعا لوجهة نظر ترى ضرورة الإشارة إلىاللون الأبيض بالأبيض والأسود بالأسود على اعتبار أن قيم أي كائن ما سواء فردا أو جماعة ، حزبا أو جمعية أو نقابة أقول قيم ليس فيها الأبيض والأسود هكذا تعلمنا في فصول مدرسة اسمها النضال كانت لحظتها أنظارنا تشرئب إلى الجميل ...فيالها من ذكريات فطرية سادجنة كنا فيها في وضعية التحام الشيخ بالمريد ....أتمنى أن تعتبروني ناقلة للحدث وهذه وجهة نظر بدون تحيز أو متعلقات ذاتية ما دمت لا مجال لحزب أو نقابة أو جمعية في ساحة اهتمامي البسيط
أي والله تكرم سعيدة الشهيدة التي أسلمت الروح لربها بعد معارك خاضتها في المعتقلات السرية والعلنية ، سعيدة شهيدة أعتقد أن خيط تفكيرها مازال مرتبط بفصيل يساري جذري في المغرب ...أنا غير مؤهلة للشرح والتحليل والتشريح لبنات فكر هؤلاء الاستثنائيين ، لكن تبقى سعيدة الشهيدة رمزا للنضال النسائي في العالم كله ....أي والله تكرم سعيدة مع سيدة اسمها ميلودة حازب ...برلمانية أعتقد ، حريم البرلمان برمته يحتاج إلى وقفة ...حريم رجال الأحزاب بمختلف مواقعها المفتعلة في الأصل والفصل أقول حريمهم زفوا في هودج مغشوش إلى القبة المعلومة ، هكذا ياربنا تم التحايل على الدستور، وهذه اللحظة التي ترتب فيها المقاولات الأحزاب للذي سيأتي من درب الانتخابات هاهن الحريم في وضعية نفسية يعلم الله بعمق غورها بفعل العتبة التي استثنت أرائكهمن
أي والله سعيدة الشهيدة مع ميلودة حازب وهل النقيضان يلتقيان وينسجمان ويتعانقان وبالتالي يتوددان لبعضهما البعض ؟؟؟....أي تعبير هذا وهل تصدق أن تكرم سعيدة صاحبة الطموح المختزل في الاشتراكية التي ترتبط أساسا بنضالات البرولتاريا الأممية ...سعيدة كما دأبت ياأيها النهج الديمقراطي ومن يسير في منحاكم تنتمي إلى الفكر الذي يعتبر الطبقة العاملة في المغرب ليست مجرد طبقة اجتماعية وطنية بل هي أساسا طبقة اجتماعية أممية ، هذا كلام ليس من عندي بل هو عصارة فكركم وأنا الآن في وضعية النقل مادمت قارئة لمشهد سريالي أثار انتباهي ليس إلا
ميلودة هل هي مؤهلة من أجل استيعاب مسافة تفكير الشهيدة ورفاقها ؟؟؟ هذا من جهة ...من جهة أخرى وتبعا لقاموس طي صفحة الماضي أي القفز على زمن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في المغرب ، هذه المنابر الحقوقية اتفقت واختلفت بنفس الرصيد أو القاموس اللغوي تتكلم ...هي مقاربات كونية لكل من توفرت له شروط معالجة هذه الملفات ...سعيدة رمز للضحايا موضوع الكلام
السيدة ميلودة هي نتيجة أو بالأحرى هي مؤشر على أن الجلاد أيضا مازال يتنزه في دروب الشأن العام الوطني ...هل يجادل إثنان في حقيقة الآليات المساعدة لطاحونة الرعب أو عمالقة الشر ، اختزلوا السياسة في صناعة أحزاب على المقاس ، هل تتذكرون بأنها اتخذت أسماء شتى قبل صناعة ما يسمى بزمن التغيير ؟؟؟ هل تتذكرون الاسم الأكثر تداولا ...الأحزاب الادارية ...، هل تتذكرون الهجمة الشرسة التي كانت تنخرط فيها هذه الطفيليات من أجل تمثين سوط الجلاد ؟؟؟ هل تتذكرون إبداعهم في خلق الاشاعة والنفخ فيها من أجل تمكينها من الانتشار ..هكذا تلصق بالسعيدة ورفاق سعيدة عنوة بأنهم خصوم الوطن الكلام عن زمن الجلد والجلادين ومعهمالمبايعون انتهى والآن دور اسم المهرجان ( خميسة ) ...من قاد القوم إلى اختيار الاسم ؟؟؟ هل الصدفة لعبت دورها أم أن المسألة مغرضة ترمي إلى حصر النساء في خانة الخصوصي جدا جدا المشفوع بالنظرة التحقيرية والدونية للمرأة على اعتبار أن أفقها الفكري لا يتجاوز أيضا التخريفات والشعودة ولو من قعر المتخلف من الموروث ، خميسة في المخيال الشعبي كما تعلمون تعبير ايمائي أو ملموس باليدين كمعتقد متخلف يصد العين والحسد من أن تلحق الأدى بالفرد ....خميسة ترجمت في الحلي وفي أثاث البيت ...درءا للحسد تلصق خميسة صغيرة من الذهب أو الفضة في شعيرات المولود تتدلى على جبهته وتلازمه حتى يحين موعد الحلاقة الأولى ....وهل ملصقات المهرجان ومنذ ميلاده لم توظف خميسة في وضعيات مختلفة ؟؟؟ ...من تجرأ وركن المرأة والمخلفات الأسطورية من شعودة وتعاويد في نفس المستوى ؟؟؟
أيضا أن يتكلف زيت المائدة بتمويل المهرجان فالقضية غير بريئة تماما ...الزيت يرمز للطبخ ...للمطبخ ...للشأن الخاص الضيق المناط للمرأة وكأن لسان حال هؤلاء يقول ...أيتها النساء مجالكن هو المطبخ والمنزل والانجاب واتركوا الفضاء العام فهو حكر على الرجل فقط
أتوج هذه التخريجات بالتالي : بعض من الاختلاف تناقلته وسائل الاعلام ، مفاده أن البعض من مكونات من يهتم بمعالجة الملف المعلوم سواء مكون رسمي أو حقوقي مازال في نقطة ولا الظالين ...متشبتون بمقاربات يرفضها الآخر نستحضر منها الحقيقة غير المنقوصة ...المساءلة ...إبعاد أبطال إليادة الشر سواء من كان عن قرب أو من طبل وزمر ...بمعنى أكثر دقة هو اختلاف لم تحسم فيه هيئة الانصاف والمصالحة رغم أن رئيسها صرح بقولة جديرة بالانتباه لأنها في نظري هي الصواب ....سيتلاشون ويضمحلون بشكل إرادي ...لكن رغم هذا الاعتبار الصادر عنك أيها الأخ المناضل بنزكري هاهو زيت لوسيور يحقق ما لم تستطع تحقيقه هيئة الانصاف والمصالحة