1303مسامير جاسم المطير



جاسم المطير
2007 / 4 / 21

رسالة إلى الشاعرة وئام ملا سلمان .. رقم (2) ..!
ليس بالأمر الغريب أن نسمع آراء بعض الرجال أو حتى نقرأ لبعض الكتاب أنهم لا يثقون بقدرة المرأة على مشاركة الرجل أو مساواته بإنتاج الأعمال الإبداعية فذلك ناتج عن سيكولوجية ذكرية ، مفادها أن أفضل مبادئ الحياة هي أن لا تفكر المرأة إلا في تكريس وقتها لخدمة الرجل معويا وجنسيا ..!!
بالمصادفة سمعتُ يوم أمس حديثا بين صديقين كانا يتناقشان حول القاصة العراقية ( هدية حسين ) كان احدهما يقول أنها تكتب باسمها لكن الكاتب الحقيقي لقصصها ورواياتها هو زوجها ( عبد الستار ناصر ) . وقد ذكرني حديثهما بإدعاءات سابقة لبعض ( الحساد ) من الرجال حين ( أفتى ) أحدهم ذات يوم بأن الكاتب الحقيقي لرواية ( ذاكرة الجسد ) للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي هو الشاعر العراقي ( سعدي يوسف ) وذلك بهدف التشكيك بمقدرتها الإبداعية، فمنذ صدور روايتها ( ذاكرة الجسد ) عام 1993 وعلامات الاستفهام تلاحقها، مُشككة في كتابتها للرواية ، فأحيانا يتّهمونها بسرقتها من الكاتب المرحوم مالك حداد الذي أهدته إيّاها في تقديمها. والبعض ينسب الرواية للشاعر العراقي سعدي يوسف ، الذي لم يفصح صراحة في لقاءاته الصحفية عن كل الحقيقة أو تأكيد أن مستغانمي هي كاتبة روايتها واكتفى بالتلميح فقط . .! وهناك رجاء النقاش من اجتهد لعقد مقارنة بين رواية " ذاكرة الجسد " ورواية " وليمة لأعشاب البحر " للكاتب السوري حيدر حيدر، والهدف هو إنكار إبداع أحلام مستغانمي للرواية وتبعيتها لما يبدعه( الرجل ). .!
الشاعرة الكويتية سعاد الصباح تعرضت هي الأخرى لحملة تشهير واتّهام بأن الشاعر نزار قبّاني هو الذي يكتب لها القصائد ، والبعض يقسم بأنّه رأى مسوّدات القصائد بخط يد نزار. أنهالت عليها الاتهامات خصوصا من كتاب عراقيين بعدما أنشدت في مهرجانات المربد قصائد لا أريد التطرق لمضمونها لكن نزار قباني مات - رحمة الله عليه - وظلت هي تكتب الشعر ..!
هناك أمثلة كثيرة عربية وعالمية تحمل من الأكاذيب التي يطلقها رجال ونساء لتقليل قدرة المرأة على الإبداع لأنهم مثل ملايين البشر من الجهلة الذين يعتقدون أن المرأة لا تصلح إلا للفراش والمطبخ ولا شك أن الأفلام المصرية قد ساهمت كثيرا في ترويج هذا الواقع الذي رسخ في أذهان الناس العرب بان ( الفنانة ) هي الإنسانة التي تتحدث عن فيلمها الأخير وزوجها المقبل ..! وحتى يوم أمس شاهدت وسمعتُ ما قالته الشابة شذى حسون ، نجمة ستار أكاديمي ، في لقائها مع الشرقية بأنها تنتظر مبادرة الرجل الفنان كاظم الساهر ليأخذ بيدها إلى طريق الفن ..!
أعني هنا أنه يوجد نساء مبدعات لا يثقن بأنفسهن أيضا ويشعرن بحاجة دائمة إلى رجل ليدخلن طريق الإبداع . ومن النساء من يعتقدن أن الله خلقهن جميلات لكنهن بحاجة إلى ( رجل ) يزيدها جمالا ولذلك نجد الآن كل المجلات العربية النسائية وكل المواقع النسائية الانترنيتية تركز في صفحاتها على " ثقافة " صبغ الأظافر ولون الفساتين وتسريحات الشعر وموديلات الأحذية والاستمتاع بقصص " الخناقات " بين الأزواج والزوجات وقصص الشتائم المتبادلة بين الجارات ..!
انتهى في الشهر الماضي يوم المرأة العالمي 2007 كما انتهت كل أيام المرأة في السنوات الماضية. تكلمنا كثيراً وتمنينا للمرأة أياماً أكثر إشراقاً، ومع ذلك لم يتغير وضع المرأة كثيراً ولا تزال سلسلة من المعوقات تعترض طريق تطورها. الأمر إذاً يتطلب من جميع النساء ، أولا وأخيرا ، أن يتوقفن قليلاً ويدرسن كل معوقات الحياة السياسية والثقافية والتربوية على حدة ويقمن بعملية تفكيكها من أجل فهم مسبباتها ويضعن الخطط الكفيلة بالتغلب عليها.
*********************
• مسمار الكلام :
• أقول هنا أن الله يكون في عون الشاعرة والكاتبة والرسامة حين يكون من الصعب عليها أن تختار أحسن الناس ( من النساء والرجال ) ليكونوا أصدقاء لها ..!
************************
بصرة لاهاي في 14 – 4 – 2007