علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ - 11



صلاح الدين محسن
2007 / 5 / 6

ان الأقليات التي اجتمعت في زيوريخ 4 أقسام - منها قسم رابع مضاف أثناء انعقاد المؤتمر :
القسم الأول : أقليات تشكو الاضطهاد بسبب الدين .. وهي أقليات متنوعة الأديان – مسيحية ، يهودية ، صابئة ، بهائية (( غابت عن الحضور ولا ندري السبب )) ، ولكن الاضطهاد الديني الواقع عليها ليس متنوع المصادر ، وانما مصدر هذا الاضطهاد واحد ، بمعني أن دينا واحدا هو الذي يضطهد كل تلك الأديان ، وليس الاضطهاد بسبب سؤ سلوك من بعض أفراد هذا الدين كما يزعم البعض ، ولا سؤ فهم للدين ، ولا سؤ تطبيق للدين .. كلا .. وانما وقائع مراحل تاريخ هذا الدين منذ بدايته ، ونصوصه المقدسة عند أهله ( كتابه وسنتة - والفقه أيضا -) يحكمان ويوصيان بضرورة وفرضية هذا الاضطهاد كفرض ، فهذا الدين بفرض علي من يعتنقوه فرض دينهم علي أصحاب الأديان الأخري فرضا واما أن يتركوا دياناتهم ويعتنقوه أو يدفعوا غرامة – اتاوة – وهم أذلاء منبوذون محتقرون صاغرون ! والا فالحرب ونهب أموالهم وسبي واغتصاب نسائهم وبيع أولادهم بسوق العبيد ..
القسم الثاني من الأقليات : أقليات تشكو الاضطهاد العرقي ..
وأقليات دينية اسلامية تشكو من أغلبيات اسلامية مثلها ! شيعة يشكون من اضطهاد سنة أو سنة يشكون من اضطهاد شيعة ! أي أن الاسلام ليس وحسب يضطهد الأديان الأخري وانما يضطهد نفسه ويضطهد بعضه أيضا !
القسم الثالث : أقليات من الأعراق والأجناس : تشكو من أغلبيات عرقية مختلفة عنها .. كالأكراد يشكون من اضطهاد العرب لهم والأمازيغ الذين يشكون اضطهاد العرب المتعربين لهم . وجنوب السودان يشكو من شماله العربي –المتعورب بمعني أصح - !
وهناك أقلية عرقية لم يحضر لها ممثل لشدة البطش والخوف ، ولاتقاء مزيد من البطش فيما لو علا صوت تلك الأقلية في مؤتمر دولي .. فالنوبيون في السودان ومصر يشكون الاضطهاد ، ولكنهم لا يقوون علي الجهر بالشكوي في الخارج ومن يجرؤ علي الشكوي منهم فقد ينبري له واحد من نفس الأقلية ليكذبه اما خوفا عليهم من مزيد من الاضطهاد من قبل السلطة بسبب الشكوي بالخارج ! واما خيانة منه لقضية وآلام شعبه لكونه يعمل في خدمة السلطة ضد أهله .. ! وفي مؤتمر سابق حضر من قبل وتكلم عن مظالم النوبيين الأديب النوبي المصري " حجاج أدول " ولكنه غاب عن الحضور في ذاك المؤتمر .. ولعله لم يسلم في المرة السابقة من الهجوم عليه و الاساءة اليه سواء من النظام القامع لحقوق الانسان والأقليات عموما ، أو من الخوفي أو الخونة النوبيين أنفسهم !
عرفنا أن كافة المضطهدين دينيا بالشرق الأوسط وشمال افريقيا الذين علت أصواتهم بالمؤتمر انما يقف خلف اضطهادهم دين واحد ولا غيره وهو : الدين الحنيف – الشديد الحنافة .. !
فمن يقف وراء اضطهاد الأعراق والأجناس .. ؟
في رأينا لو كان هناك تسامحا دينيا بتلك المنطقة .. لما كان هناك ثمة وجود يذكر للاضطهاد أو التطهير العرقي..
واللاتسامح الديني الذي يقود للاضطهاد والتطهير العرقي البشع ، مصدره دين واحد لا غيره ، وهو نفس الدين الذي جاءت الأقليات الدينية الي هذا المؤتمر لتشكو منه ومن فظائع أفعاله النكراء اللاانسانية ..هو نفسه هذا الدين الذئب الذي يعقر أصحاب الأديان الأخري ، ويوسوس لعقر الأقليات من الأجناس والأعراق الأخري وينفث كما النفاثات في العقد (!) موحيا باضطهاد الأقليات العرقية ..
القسم الرابع : المرأة
وكذلك الحال بالنسبة للمرأة التي أدرجت في قائمة حساب وبيان المؤتمر ، دون سابقاعداد .. فان مشكلتها واضطهادها ومعاناتها وتكبيلها بالحجاب والنقاب دون الرجل والدعوة الي حبسها في البيت دون الرجل وعدم الخروج بغير اذنه ، واعتبارها نجسة تفسد الصلاة والوضؤ شأنها شأن الكلب والحمار والغائط ! ، وتصغيرها بنصف ميراث ونصف شهادة ، وحق الزوج في الزواج عليها دون حقها في الزواج عليه ! واعتبارها ناقصة عقل ودين واعتبار عقلها ليس في رأسها وانما في فرجها ! .. كل تلك البذاءات واللاانسانيات والمظالم في حق المرأة– وغيرها ، الكثير - انما يقف وراءها بالأساس دين واحد .. هو نفس الدين المتسبب في عذاب وشقاء الأقليات الثلاث السابق ذكرها : الدبين الحنيف ، الشديد الحنافة .. (!)
أي أن كل الأقليات التي حضرت المؤنمر لترفع شكاواها وآلامها من الاضطهاد الواقع عليها ، كل أنواع تلك الأقليات ومعه المرأة ، انما مصدر اضطهادها في الحقيقة هو مصدر واحد ذو وجهين ، ممكن أن تقول : العروبة ودينها - اسلامها –
وممكن أن تقول : الاسلام وعروبته .. !
.. نعم كل مشاكل وقلاقل ومآسي تلك الأقليات والمرأة– بل والأغلبيات أيضا ، بتلك المنطقة ، في حقيقة الأمر - انما يقف وراء اضطهادها وشقائها : الاسلام والعروبة ..
وهذا ما حثنا من قبل الي الدعوة لانشاء جمعية باسم " جمعية التحرير الثقافي للشعوب ضحايا العروبة " ونشرنا تلك الدعوة كمقال بالمواقع التي ننشر بها مقالاتنا ومنها الحوار المتمدن : http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=87646
ونص الدعوة لمن يتعذر عليه الوصول اليها عن طريق الرابط أعلاه :
جمعية التحرير الثقافي للشعوب ضحايا العروبة
صلاح الدين محسن
[email protected]
الحوار المتمدن - العدد: 1815 - 2007 / 2 / 3

(الي الأخوة المثقفين الأحرار بتلك الشعوب ، ندعوكم لتأسيس هذه الجمعية وبيانها المقترح كالآتي ) :

نحن المثقفين الأحرار أبناء الشعوب الناطقة بالعربية ، و الممتدة من العراق حتي المغرب ، أدركنا أن سر تخلف بلادنا وتأخر شعوبنا عن النهضة الحديثة عامة بما في ذلك حقوق الانسان والحريات ..انما يرجع الي عقيدة قديمة حملتها الينا وفرضتها علي أجدادنا أمة غير متحضرة جاء رجالها المسلحون بالسيوف من الصحراء كما الجراد ، وفي غفلة من غفلات الزمن وغفوة من غفوات التاريخ فرضواعلي أجدادنا وبلادنا لغة أمتهم غير المتحضرة منذ 1400 عام مضي ..
وقد أيقنا تمام اليقين نحن مثقفي تلك الدول وأبناء تلك الشعوب ، وبصفة المثقفين الأحرار في كل أمة وفي كل عصر هم عقل وضمير أوطانهم وشعوبهم .. أن تلك العقيدة التي نبتت ببلاد صحراء جرداء و من أمة غير ذات حضارة .. تخالف وتناهض تعليماتها وتشاريعها كل علوم العصر الحديث .. وأن بلادنا وشعوبنا من المستحيل لها أن تنهض في ظل وجود عقيدة يقول كتابها المقدس أن الأرض لا تدور ، وأنها محور الكون (!) ، وأن الشمس عندما تغرب انما تغطس في بئر من الطين – في عين حمئة – (!) ، وأن المرأة التي هي نصف كل مجتمع وصانعة كل الرجال لا يحق لها سوي نصف الميراث ، وشهادتها لا تزيد عن نصف شهادة الرجل الذي ولدته و حضنته وربته وعلمته وجعلت منه رجلا ..(!) ، وأن علي المرأة ألا تبرح بيتها .. (!) .. ، وأن البنوك التي هي عصب الاقتصاد الحديث و قلب وشريان الحياة في عصرنا : هي حرام تبغضه وتجرمه تلك العقيدة (!) ..،
وأن علاج البشر يكون بوسائل هي غاية في الجهل والبدائية فيها من الاضرار ومن القسوة دون الفائدة بينما عصرنا هو عصر العلاج بأشعة الليزر والطب الحديث البالغ التقدم (!)
نعم .. لقد أدركنا وأيقننا نحن المثقفين بتلك الدول والشعوب بأن عقيدة بذاك الحال لا يمكن مع وجودها أن ترتقي شعوبنا ولا أن تتقدم بلادنا خطوة واحدة للأمام ..
كما أدركنا نحن المثقفي الأحرار بتلك الدول .. ، أن تلك العقيدة العاهة ترتبط تماما بلغة فرضت كما العقيدة علي شعوبنا فرضا وبالسيف ، وأن العقيدة تقدس تلك اللغة ، وانه لا فكاك بينهما ، ولا فكاك لنا من احداهما دون الخلاص منهما معا ..
ومن هنا رأينا أنه لا سبيل لنهوض بلادنا وشعوبنا وتقدمها الا بالآتي :
أولا : التحرر والتطهر من تلك العقيدة ولغتها وجهالاتها البدوية العتيقة ..
ثانيا : لا بد من اعادة كل شعب من شعوبنا الي لغة أجداده واعادة هويته التي سلبها منه المحتل البدوي الصحراوي لقطع دابر تلك العقيدة المتخلفة الجالبة للتخلف ..
ثالثا : لأننا لا نسعي لعزل شعوبنا وبلادنا عن بعضها البعض ولا نقبل ذلك وانما نسعي و نحرص علي وجود رابط عصري وحضاري بينها .. لذا نري ونشدد علي ضرورة تدريس احدي اللغات الحية العالمية الأولي في وقت واحد بكل تلك البلاد كلغة ثانية ، ولغة دواوين ، تدرس بجانب اللغة القومية لكل دولة ، من دور الحضانة وحتي الجامعة .. لخلق جيل جديد من تلك الشعوب – من العراق للمغرب – تربط بينه لغة حية عالمية واحدة - لا لغة جهل وتجهيل مقدس ! – ومن هنا يتكون رابط مشترك بين تلك الشعوب وبعضها من ناحية وفي نفس الوقت هو رابط بينها وبين العالم المتحضر والحضارة الحديثة من ناحية أخري بما يمكنها من النهوض واللحاق ببلاد العالم المتحضرة ..
ولأجل تحقيق ذلك رأينا الآتي :
1 - انشاء قناة فضائية يكون هدفها :
( أ ) تخصيص وقت يوميا لتبصير وتوعية شعوبنا بحقيقة تلك العقيدة وكيف تم نشرها وفرضها بالسيف ، والجرائم التي ارتكبت في حق أجدادهم علي أيادي البدو الغزاة ، وكيف تحولت بعد فرضها علي أجدادهم بالقهر والاكراه الي : وراثة وعار يورثه جيل لجيل حتي وصل اليهم ذاك الميراث العار ، االبغيض والمعوق للنهوض والمعطل لكل محاولات التحضر والتمدن .. !
( ب ) تخصيص أوقات يومية لتدريس اللغات القومية لكل من تلك الشعوب
( ج ) تخصيص أوقات يومية لتدريس اللغة الحية الأولي - التي يتفق عليها .
2 - عمل مؤتمر ومهرجان سنوي لقيادات مثقفي تلك الشعوب لأجل :
مناقشة ووضع برنامج التنفيذ ، والمتابعة ، وعرض أنشطة فنون وآداب تلك الشعوب وتجارب نضالها في سبيل التحرر الثقافي ..
وأخيرا : نظرا للدور الكبير الذي تقوم به تلك العقيدة البدوية في نشر الارهاب الذ طال – وسيطول - الجميع بكافة أرجاء الكرة الأرضية – بالاضافة لترويعها لأمان شعوبنا والاطاحة بأمن بلادنا حيث جعلت تلك العقيدة من بلادنا وكرا ومنطلقا ومفرخة للارهاب والارهابيين علي مستوي العالم - ..
من هنا : فاننا نناشد الدول والشعوب المتحضرة بالشرق والغرب : اليابان والصين وروسيا والهند ، ودول أوربا وأمريكا .. مساندتنا لأجل تحقيق التحرر الثقافي لدولنا وشعوبنا .. ففي خلاصنا خلاص للعالم من الارهاب واقرار للأمن والسلام العالمي .
توقيعات :
عن مصر الفرعونية :
عن بلاد الأمازيغ – من ليبيا الي المغرب – :
عن أهالي النوبة بمصر و السودان :
عن السودان :
عن الفينيقيين والعبرانيين بدول بلاد الشام :
عن السوريان والآثوريين والكلدان بالعراق وسوريا ولبنان :
عن أكراد وتركمان سوريا والعراق ولبنان :
عن المثقفين الأحرار بباقي الدول الناطقة بالعربية – و العرب أصلا –
======
الي الأخوة المثقفين الأحرار من أبناء تلك الشعوب : يمكن الترجمة للانجليزية والفرنسية – لمن يتطوع بذلك - وجمع التوقيعات والنشر بمختلف المواقع الممكنة باللغتين .وان كنا قد أغفلنا ذكر طائفة من الطوائف فمعذرة و يمكن اضافتها .