الحب هو الضحية... الدين هو الجاني



احسان جواد كاظم
2007 / 5 / 10

لقد قيل الكثير عن اسباب عملية الرجم الهمجية التي تعرضت لها دعاء زهرة بعشيقة. تحدث البعض عن خروجها على ملّة اهلها وآخرون تحدثوا عن علاقة حب هي في حكم مجتمعاتنا خطيئة كبرى بحق الدين والتقاليد ورجولة ذكور القبيلة.
التطرف كان سيد الموقف. فهو حالة وبائية تصبغ بسوادها عقول البشر وافئدتهم, يشعلها قانون الفعل ورد الفعل ويغذيها التأثير المتبادل... فالرجم كعقاب ليس من العقيدة الايزدية بل انه عقوبة مستوردة من الاسلام الذي ورثها عن شريعة موسى المتزمتة.
كانت دعاء وحبيبها مكبلين باغلال الدين.. كل يحمل اصفاده, فطغيان الاسلمة منعته من التنازل هو الرجل المسلم للارتباط حتى بمن يحب, لاسباب استعلائية لعقدة الديانة الاكبر ازاء ديانتها كديانة اقلية غير تبشيرية, وذكورية المجتمع حتمت تنازلها بطيبة خاطر المرأة العاشقة لأجل من تحب. فدفعت ثمن جرأتها وتجرأها غاليا.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل كان قتل دعاء تدعيما لاركان الدين الايزدي ام تهديما لاركان الدين الاسلامي؟... فهي لم تسلم(ان اسلمت حقا) الا لانها احبت مسلما وكانت تبغي ازالة المانع امام حبهم وهو اختلاف الانتماء الديني, وليس لأنها اقتنعت بهذا الدين.
لايمكن بأي حال من الاحوال توجيه اللوم للعاشقين, فهما ابنان شرعيان لافكار وقيم هذا المجتمع اللقيطة. ولقيطة لانه هذه القيم وليدة الماضي السحيق وليست وليدة الحاضر. يتشبث بها مجتمع معاصر مكبل. فتخلى حبيبها عنها وهي خضعت لقرار اعدامها ببراءة القانع.
من اغرب ماقرأت عن الحادثة , ان احدهم غطى سيقان دعاء التي انكشفت وهي تحاول دفع احجار الحقد عنها. هل حاول ان يسترها حياءا وهي التي ترجم حتى الموت, ام حفاظا على مشاعر راجميها الشبقية من التأثر بما يرون؟ ما أكذب هكذا مجتمع يتفرج على قتل وردة يانعة ويدعي الورع والشرف والصلاح!!!
الدين والتعصب هما سبب جريمتي قتلها وقتل عمال ايزديين ابرياء عائدين من عملهم.
القاتل واحد. هو مجاهدي الديانتين, كل انتصر لدينه, لكن الذي قتل هو الحب ممثلا بدعاء وبالعمال الايزديين في سعيهم لتأمين قوت من يحبون.
وكان ابو العلاء المعري محقا فيما قال : ان الشرائع القت بيننا احنا........... وعلمتنا افانين العداوات