إلى بشرى وسناء وخديجة ...مع أمنياتي



رشيد كرمه
2007 / 5 / 12

إلى بشرى الحكيم
إلى سناء صالح - 1 -
بين القديمِ والجديدِ .............................................. تتأرجحُ أسماؤنا ............. بين الآلامِ والأحلامِ.......................................... تتأرجحُ ذاكرتُنا ........ بيني وبينكَ ........ صمتٌ... صمت,,,,,, الشاعرة المبدعة ( خديجة السعدي *)
كنت قد وعدت زملائي ورفاق الدرب الطويل الذي سيفضي حتما الى طريق الشعب المنير , الزاهي بالحب والحرية والسعادة ان أكتب عن كتاب وصل الى مكتبة النادي العراقي في مدينة بوروس – السويدية لإمرأة إيرانية ( جميلة كديور ) ترجمة ( سرمد الطائي ) الكتاب من إصدار دار الفكر المعاصر بيروت | لبنان .
الإسم الذي إختارته المؤلفة لكتابها هو ( المرأة ) غير ان المترجم إقترح له إسم أحد فصوله لما وجد فيه من دلالة أبلغ تلتقي ورسالة الكتاب ألا وهو : الجهة الأخرى مـن الجدار ( رؤية من وراء جدار الحياة إلى تأريخ المرأة )
ولقد وقع إختيار الناشر على عبارة رؤية مـن وراء جُدر, لتكون العنوان الشارح لعنوان الكتاب الرئيسي ( المرأة ) وذلك لكثافة الجدر التي حاولت المؤلفة إختراقها وتعددها , وقد وافقته المؤلفة على هذا الإختيار .
يحتوي الكتاب على مقدمة مهمة للمترجم ومقدمة تمهيدية للمؤلفة وفي ص 23 تتناول المؤلفة موضوعا لازال في تقديري هو الأهم في مجمل حياة المرأة والرجل على حد سواء حيث جاء العنوان ( سلطة الإستبداد : قراءة في ثقافتنا الشعبية ) حيث حاولت من خلال هذا المدخل الولوج في تفاصبل غاية في التشابك حيث تحتل الحكم والأمثال جزءً مهما من الوعي الإجتماعي ـ الثقافي ـ التأريخي , ومن هنا لابد من ضرورة الإهتمام بالثقافة الشعبية والتي يكون فيها الفرد دور العامل الأرأس في أي مشروع للتنمية .
في ص31 تذكر ( جميلة كديور ) :
إن المجتمع يتشكل من أفراده , وهؤلاء ليـسوا بعديمي التأثير على حركة المؤسسات الإجتماعية المختلفة , وكما يقول ول ديورانت : حيث ان بلداننا تتكون منا نحن ’ فإن قوانينها وأحكامها سنت وفقاًلطباعنا ’ ومواقفها هـي نتيجة لعيوبنا أو فضائلنا ولكن في مقياس أكبر ** ..
وفي ضوء هذا لابد مـن مراجعة الإفتراض الذي يجعل تدخل العامل الخارجي سببا ً وحيداً نفسر على أسـاسـه سوء أوضاعنا , فنبحث في الذات والطباع والسلوك هذه المرة عن معوقات التنمية وعوامل الضعف ومناشئ الإستبداد السياسي .
ولابد من الإشارة إلى ان الكاتبة ذكرت في هذا المفصل : تتطلب عملية التقدم بما هي عليه من سعة وشمول تحولا يطال الجميع ( التشديد مني ) وإذا آمنا بإن العقلية التي تشكلت منذ البدء في ظل القهر السلطوي لا تتلائم مع مشروع التنمية الإجتماعية فإن الخطوة الأولى في معالجة ذلك قد تحققت .
لقد أوردت المؤلفة في هذا السياق بعض الإستشهادات التأريخية أورد هنا جزء مهم كون ان إيران مرت في نفس الظروف التي إجتاحت المنطقة ومنها العراق الذي خضع هو الآخر ( ولايزال ) للكثير من الإفرازات الإجتماـ ثقافية السلبية منها والإيجابية الضلالية منها والتنويرية .
إكتسبت الشخصية الإيرانية طيلة الفترة التأريخية المنصرمة خصائص وسمات لحقتها جراء عوامل طبيعية وجغرافية متجذرة وفي إطار نكسات تأريخية, لم يمكنها التخلص من آثارها برغم كـل المحاولات التي تمت في هـذا المجال .
وتقدم المؤلفة هذه الواقعة التأريخية على سبيل المثال وبإمكاننا سحب أو مطابقة الوقائع الكثيرة في مجتمعاتنا حيث تذكر :
أقدم محمد خان القاجاري على إقتلاع 000 100 مئة ألف عين من أبناء الشعب , حيث يقول ( سرجان ملكم ) أضحت كرمان*** مدينة للمكفوفين , وقد كان ذنب هذه المدينة أنها خضعت عاما واحدا ًلحكومة ( شاه زادة رشيد و لطف علي خان ) فواجهوا بلاءً سماويا ًتمثل بالظلمة والسفاكين , فهل ـ وهذا تساؤل من الكتاب الإيرانيين والمؤلفة فهل ننتظر من شعب كهذا إعتماد الصدق والصراحة والشهامة ؟
ولم تقتصر هذه الظروف على عهد محمد خـان القاجاري حيث زخـر التأريخ الإيراني بنظائر ذلك وعلى هذا الأساس فإته لايمكن للشعب هذا أن يتحلى بالصراحة والإخلاص .
كتب حسن الصدر وهو من الكتاب والمثقفين الإيرانيين المعاصرين في إحدى الصحف الإيرانية المهمة ( بهمن ) العدد 26 إستنتاجا مهما لما ذكر آنفا ًقد يفيدنا الى من هم خارج المساحة الجغرافية الإيرانية : إذا تصرفت مـع الإيراني بهذه الطريقة فإنه يلجأ إلى الكـذب ..
تتناول المؤلفة ثلاثة مستويات للتحليل ’ تحليل العوامل التي ساعدت على ظهور الإستبداد في المجتمع الإيراني عبر الرجوع الى الثقافة الشعبية في ثلاثة مجالات مختلفة :
العائلة ( خاصة سلطة الرجل الأبوية فيها )
المجـتمـع .
السلطـة ( علاقة الشعب بالنخبة الحاكمة )
ثمة قضايا مهمة ومشتركة عند الشعوب الإسلامية تتطرق اليها مؤلفة هذا الكتاب تمهد لتكامل المجتمع الإستبدادي : الإيمان المطلق بالغيب من قبيل عقيدة القضاء والقدر , فقدان الثقة , عدم الأمـان , إنعدام الأمـن , الرياء والنـفاق والتمـلق ,,إلخ
وختاما لهذا الجزء لابد من تعريف بالمؤلفة , تمكنت الدكتورة جميلة كديور من إحراز نجاح كبير في الإنتخابات البرلمانية الإيرانية ممثلة للعاصمة طهران ضمن قوائم التيار الإصلاحي ولعل مايضفي قدرا أكبر من الإثارة على شخصيتها هو وضعها العائلي حيث ان زوجها هو وزير الثقافة والإرشاد الدكتور عطاء الله مهاجراني المثير للجدل وهي كذلك شقيقة الدكتور الشيخ محسن كديور , وللدكتورة كديور مؤلفات أخرى في الشأنين الثقافي والأستراتيجيا السياسية كما صدر لها كتاب جدير بالقراءة ( تحول الخطـاب السياسي الـشيعي فـي إيران ) وهو عبارة عـن رسالتها لنـيل درجة الدكتوراه .
وحول ترجة الكتاب من الإيرانية الى اللغة العربية يقول المترجم ( سرمد الطائي ) :قديما إتهم الجاحظ أعمال الترجمة التي عاصرها بالإخفاق في النقل الأمـين للنـص , حيث قال في كتاب الحيوان ( إن الترجمـان لا يؤدي ما قاله الحكيم على خصائص معانيه وحقائق مذاهبه ودقائق إختصاراته )
وبتقديري الشخصي فان المترجم نجح في ترجمة غير تقليدية بعيدا عن الترجمة الحرفية التي تحمل معها طابعا فارسيا ينفر منه ذوق القارئ العربي ****
الهوامش
ـــــــــــــــ
* خديجة عبد الحسين السعدي
كنت التقيها كل بوم ولأكثر من مرة امام دارها او في طريقها الى المدرسة أو بصحبة أمها التي رحلت عنا قبل فترة أو بصحبة شقيقتها ( الشهيدة عاليا ) كانت خديجة تحمل لنا زادا عراقيا عندما كنت أعمل مساعدا للمرحوم والدها أثناء العطلة الصيقية وبطلب من رفيق العمر شقيقها ( الشهيد عبد الزهرة ) فاليك ايتها الرائعة شوقي ومحبتي الأخوية والى السنوات الأربعين وواحد الذين تأرجحت بها مع ذكريات ستة عشر عاما في حارتنا لازالت تتواصل مع الآلام والآحلام .
خديجة السعدي شاعرة من العراق والمقاطع الشعرية من ديوانها أزهار الفجر ,, فسلام عليك وعلى الدربونة والزقاق و التأريخ وعلى من علمك حب الوطن والناس وسلام على عائلتك وعلى شقيقتي ( وجيهة ) التي سألتني عنها يوم تحادثنا هاتفيا ً بعد طول غياب وسلام على العباسية الشرقية التي حملتها معي أينما حللت طيلة عمري البالغة سبع وخمسون عاما , سبع وخمسون علقما ولا زلت متطلعا للأمل و طامعا في كأس من الدوندرمة ( الأزبري ) كالتي يصنعها العم عبد الحسين ...
** ول ديورانت ( مدخـل إلى تأريخ الحضارة ) ص 177
*** كرمان مدينة إيرانية تقع في جنوب شرق إيران
**** نص ماذكره مترجم الكتاب ص13 السطر الخامس
وللموضوع صلة ,,,يتبع