دقيقة صمت وحداد علي تخلفنا الثقافي!



إلهام لطيفي
2007 / 5 / 20

عندما تقتل امرأة علی ما يسمي شرف العائله دون ان تقاوم ولو للحظه واحده امام الموت التی يسلب اعز شی منها و هی حیاتها و حينما يقلب الوالد التراب علی فلذه کبده او يشحذ اخ السكين ليغسل ما هوعارعليه بدماء الحب وهو مومن فی عمله و عندما تبقی طفلة صغيره شقیه وصمت بالعاريحير القدر بها ، يندهش الانسان انذاك فلماذا تلک الفتاه لا تقاوم و ذلک الوالد لا يرفق؛ وتلك الطفلة الصغيرة تثقل علي اكتاف السعادة ؛ اذن فلابد من شی يحث هذه علي القبول ويجعل ذلك مومن بعمله اللانساني والشنيع مئه في المئة ويأذن للسعادة ان تحرم تلك الطفلة البريئة من طيبها؟!!!!!!!!!

إنها كارثة وآلاف االاميال مافوق الكارثة !!!!! و كثيرا ما الاندهاش يثيرنا الي التحليل و يقودنا الي طرح اسئلة علي انفسنا فلا سبيل لنا سواء ذلك وتحديث معلوماتنا لحل هولاء الكوارث.
نعم فاذا احد يسئل منا كفتيات عربيات هل نقف امام الاعراف الاجتماعيه المنسوخه فربما نجيب علي ذلك بسهوله و بالاجابة الايجايه لكن اذ اردنا تحليل هذه الكارثة الواقعي فلابد ان نضع انفسنا تاره فی مکان الفتاة التي تقتل و تارة فی مکان والدها التي يشفي بقتلها؛ لذلك اذ اردنا ان نخط لذلك نسخه علاج دون اي محايدة فلابد ان لا نکيل بمکيال واحد عن انفسنا و عن تلک الاناس التی بقوا متخلفين وجهلا وهم یعیشیون الفقرالثقافي والاقتصادي الی اقسی الدرجات ولنسمح لانفسنا ان لا نري جميع الناس كما نري انفسنا وظروفنا وعقولنا وروئيتنا الي الظواهر والاحداث.

.... ان سكوت الفتاه وتسليمها لقدر رسمته لها الاعراف الاجتماعية و الذي كثيرا ما يشكل هذالعرف هم الرجال هوعبوديه المرأة و رقها في مجتمعاتنا الذكورية و وضع قيود الذل عليها التي يودي الي سلب اي حق منها حتي الذي وهبت به في بدايه الوجود وقبولها بتلك العبودية ؛ كما ان جريمة الشرف وغسل العار والتي يكون وسام الشرف للوالد او اي أحد من الاقرباء هو نتيجة ضغوط الاعراف الاجتماعيه المنسوخة علي هولاء الاقرباء؛ نعم فان الفتاة وان قاومت امام الموت فلابد ان تخضع لها لانها و اذ فرت من ذلك كيف تهرب من العرف الاجتماعي الذي يضغط علي كينونيتها وهولاءالاقرباء و ان تجاهلوا الجريمة لم يستطيوا الحياه في تحت
ظل المجتمعات العرفية
.


فلنتصور الفتيات العربيات القرويات التي يعشن اقسي الحالات المعيشة ونضع انفسنا مكانهن فكيف يستطعن ان يقنعن اهلهن بان الحب ليس شي اكتسابي بل شي ذاتي يغلي في وجودهن وهن خاضعات لجميع ما يامرهن به الرجل اذن فلم تكن عندهن ذلك القدرة العقليه والفكريه للاقناع ولم تكن عند اهلهن ذلك الوعي للاستيعاب انهم جهلاء جمعيا والأجهل والاضعف من هولاء هم......؟ !

الحب أم العرف، أيهما الاقوي؟
فتاة عربيه ك«نجات» وآلالاف التي ذبحن وقتلن وصمت الدهرعلي قتلهن، تعلمن الخضوع امام لقوانین العبودیه منذ طفولتهن كما عليهن ان يکافحن ما هو حقيقی وذاتی فی وجودهن ويصبحن خاضعات لقوانین لم يکن لهن سهما فی وضعها؛ فان الحب قد یولد ويلهث فی وجودهن لکنما لم یکن فی قاموس مجتمعاتهن ما يسمي بالحب للأنثي فلذلک يواجهن اشکالیات فكرية كثيرة؛ ان تلك الفتيات يصارعن انفسهن فهل يخضعن لما ينبض فی وجودهن والتي ينبع من شعور حقيقي في ذواتهن او يحترمن ما دبج فی قاموس مجتمعاتهن بحبردموي؟

نعم فان تلك الفتيات يعلمن جيدا ان تلك الاعراف المنسوخة تضغط علي اقرباءهن كاعز الناس اليهن.......

انه صراع عقلی وفکری و عاطفی بکل ما تحمل الکلمه من معناها صعب جدا ان الانسان یجهل ما یسری فی دمه او يخالف قوانين اجتماعيه لا معين له ولا لاهله غيرها.


نعم ان الفتاة العربية بصفه انها انسانها تحمل فی وجودها ما وهبها الله و هو الحب فانه لیس شی اعتباری کی تستطیع ان تزیله وتقتله بسهوله بل هو شی غریزی کون فی وجود الانسان سواءا کان رجلا ام امرأة .

اذن فاي فتاه تقتل وتخضع لهذا النوع من الموت تحمل رساله في لاهلها ومجتمعها القاسي فهي تصرخ عند قتلها :فان نفس الحب الذي تستطيع الفتاه ان تحب به شابا تستطيع ان تضحي من خلاله لا قرباءها واهلها لكي لا تضغط عليهم اعرافهم المقدسه الباليه!فلاشي اقوي من الحب في هذه العالم والعالم كله بني علي نظام الحب.


فان المئات کنجات تقتل وتدفن وتذبح فی کل یوم لا فی الاهواز فقط بل فی جمیع البلدان العربیه لکنما لا زلنا نرضخ فی زمن العبودیه و الجهل و لا يستیقظ احد منا من هذه الغفله في زمن لا يستطيع الانسان ان يلحق ركب العالم وتعلی امرأة فی نقطه من نقاط العالم وتعلق اوسمه الشرف علی صدرها و تدفن الاخری لکی تعلق اوسمه الشرف علی اکتاف ذويها ؛ انه زمن اللانسانيه ولم يکن زمن التطور البشری ان کانت حتی امراه واحده علی وجه الارض تهان و تقتل ؛

.......فنحن الذي نقرأ تلك الروايات و نصغي وندهش من قساوتها ونمر عنها كانها لم تحدث فلنعلن دقيقه صمت حداد لاعلی تخلفنا الثقافی فقط بل علي انفسنا وجميع مثقينا الذي لايستطيعون نقذ مجتمعاتهم وانفسهم من تلك التخلف ويضعفون في اباده الاعراف المنسوخة.