صورة المرأة في الفضائيات العربية



جاسم الصغير
2007 / 6 / 10

منذ ان عرف الانسان العربي وشهد انطلاق عمل الفضائيات من خلال منظومة الستلايت ورؤية البرامج والدراما التي تبغي التعبير عن واقع او ظواهر او حالات معينة من خلال الشاشة برزت الحاجة الشديدة الى وجود المراة في ثنايا عمل هذه الفضائيات وراينا استقطاب الكثير من هذه الفضائيات لوجود المرأة ومن خلال مختلف البرامج التي تبث من خلال هذه الفضائيات ولقد كان مؤملا من هذه الفضائيات كنوافذ كبيرة وهائلة الامكانيات والمؤهلات تدشين سياسة تقدمية ترفع من شأن المرأة وان تبرز الوجه البهي والواقع الذي يفترض ان يكون اويليق بالانسان عموما والمرأة خاصة باعتبارها قد عانت من استلابات كبيرة على مر تاريخها الانساني والوجودي وان يكون عمل هذه الفضائيات كأداة تثقيفية ترفع من شأن وكيان المرأة وذلك لميزة وجود هذه الفضائيات ودخولها الى كل بيت ووصولها الى المرأة وهي في منزلها وهذه ميزة كبيرة من ميزات هذه الفضائيات الا ان واقع الحال ومع الاسف الشديد هو العكس تماما حيث راينا جميعا ان نوعية البرامج التي تبث من خلال هذه الفضائيات هوعموما ذو طابع سلبي تجاه المرأة ويساهم بشكل كبير في تأبين صورة مشوهة عن المرأة وجودا وكينونة فالمرأة ومن خلال نوعية البرامج التي تبث هي المرأة التي تفتقر الى الوعي والارادة ولاتستطيع ان تفعل شيئا تجاه المسائل والمشاكل التي تجابهه وتعاني منها وهي مستكينة تماما امامها وهي ايضا تلك المرأة التي نراها تبحث عن الموضة وعن الاكسسورات وعالم الازياء وكل الاشياء الشكلية والسطحية وقشور الحضارة غير معنية بالجانب الداخلي الذي يمثل العمق والثقافة والتي هي المعين الحقيقي لبناء شخصية معنوية قوية ومؤثرة ان سياسة الكثير من الفضائيات العربية هي معادية للمرأة من حيث التوجهات التي تحكم عمل هذه الفضائيات وكلنا يعرف ان معظم هذه الفضائيات يعود ملكيتها الى شخصيات سياسية ومالية متنفذه في بلدانها ومعظم هذه الشخصيات تتسم بالفراغ المعرفي والثقافي ولايرون الحياة الاالجانب الاستهلاكي و من زاوية رصيدهم المالي وثرواتهم الطائلة وهي تعكس بنية تكوينهم الثقافي والسياسي وكيفية رؤيتهم لمظاهر الحياة ولقد انعكس ذلك سلبا على عمل واهداف هذه الفضائيات فالذي يفتح التلفزيون على أي قناة سيرى مشهدا متكررا في كل هذه الفضائيات سواء كان البرنامج الذي يبث اخبارا فنية او مسلسلا او اغاني مبتذلة والمشهد الثابت هو فتيات في عمر الورود يبرز الجانب الكبير من اجسادهن ويتصرفن بصورة كبرة من الميوعة وبالشكل الذي يبرز ايحاءات جنسية للمشاهد ويبدو واضحا من ذلك التاثير الغريزي المقصود من القائمين على اعمال هذه الفضائيات حتى اصبحت هذه السلوكيات والتوجهات هي امر يحكم عمل العديد من القنوات الفضائية العربية التي تمارس عملها اليوم ويرى المشاهد العربي بثها في كل يوم ان البث الفضائي وعبر شبكة الستلايت وانتشارها في كل ارجاء العالم العربي كان يفترض به ان يكون عامل ايجابي يساهم في رفع شأن المراة وتنويرها وتوسيع افقها كي تستطيع ان تكون عاملا مؤثرا في المجتمع تساهم الى جانب الرجل في التاثير الايجابي في الاحداث ان العالم اليوم هو غير عالم الامس عالم اليوم يتسم بالحركية الكبيرة وهو عصر الصورة ولذلك هو يحتاج الى مجتمع عالي المعرفة والثقافة للمراة وللرجل ايضا فكيف نستيع ان نواكب هذه التطورات وسياستنا الاعلامية مازالت متخلفة ولاتنظر الى المراة ومايشكل اكثر من النصف الاخر تلك النظرة الدونية التي تجعلنا نتخلف اكثر الى الوراء ان المراة هي النوع الاخر الذي يشكل وجود المجتمع وهي مجموعة من الاحاسيس والمشاعر الانسانية التي تستحق الاحترام وهي كينونة ووجود له اهميته ومساحته والحيز الكبيرالذي ان احسن تثقيفه والاهتمام بوجوده سيثمر عطاؤه في كل ثنايا المجتمع ومن هنا نشدد على نقد الصورة السلبية التي تبرزها الكثير من الفضائيات العربية وضرورة تشخيص ذلك كي يتم معالجة ذلك وجعل مقابل هذه الصورة السلبية صورة ايجابية للمرأة التي تشعر بالثقة التامة بالنفس وبفعل الوعي الذي تتمتع به والارادة التي تصاحب هذا الوعي ولذلك ان تعتمد هذه الفضائيات برامج تبرز الوجه المشرق للمراة وتضحياتها وتاثيرها الايجابي في المجتمع وانجازاتها المعرفية في كل شؤون الحياة من اجل موازنة الصورة في اذهان هذا الجيل الذي نسي تماما المرأة المعطاءة ولايعرف غير المراة المغناجة ويعرف اسماء فنانات خليعات كثيرات ولايعرف شخصيات تقدمية ومثقفة كهدى شعراوي او سهى بشارة اوغيرها من النساء اللواتي شكلن وحققن انجازات كبيرة سابقا في تاريخ الانسانية فياايها القائمون على رسم سياسات عمل الفضائيات رفقا باجيالنا وانصفوا نسائنا وهي مسؤولية اخلاقية قبل ان تكون مسؤولية قانونية 0