المرأة العربية ضحية الإرهاب ومنتجته!

فلورنس غزلان
fozmon@yahoo.fr

2007 / 12 / 12

منذ أيام ، طالعتنا الصحف العالمية والعربية بنبأ الحكم على من أُطلق عليها في بريطانيا ( شاعرة الإرهاب ) ، حكماً بالسجن لمدة تسعة أشهر مع وقف التنفيذ من محكمة ( أولد بيلي) اللندنية...تصف الشاعرة نفسها بأنها مجرد ( غريبة تنتظر الشـــهادة)!
هذه الشابة تملك مكتبة من المواد المتعلقة بالتطرف الديني ، قامت بجمعها لخدمة التطرف والحض عليه كما تنتمي لحركة إرهابية تسمى ( طريق الجهاد)، تعمل على دعم تنظيم القاعدة ...وتكتب هذه الفتاة قصائد تدعو لما تسميه الاستشهاد والذهاب للموت من أجل عدالة السماء!.....وفي أحد أبيات شعرها تقول: ( الرغبة في داخلي تزداد يوماً بعد يوم، وثانية بعد أخرى في الذهاب إلى الشهادة....).
هنا يقف المرء ذاهلاً...وهو يرى فتاة بعمر الورد تعتقد أن الموت الانتحاري وتفجير الذات بأبرياء ينتمون لبلد تعيش فيه ، تأكل من خيراته وتتعلم في مدارسه رعاها واهتم بها وبمن حولها ...تعتقد أنها لو قتلت هؤلاء الكفار..لذهبت شهيدة وطارت كملاك ...وتحولت لحورية من حوريات الجنة ونعمت بالخلود!!!.
إنها واحدة من كثيرات سبقنها، ليس بعيدا عن الذاكرة السيدة ساجدة الريشاوي العراقية، التي حاولت تفجير نفسها بحفل زفاف في أحد فنادق عمان...وما لا ننساه كاسم لمع والتصق بذاكرتنا، البلجيكية معتنقة الإسلام" مورييل ديوك" حين فخخت نفسها في العراق لتقتل الأبرياء من النساء والأطفال في أسواق وتجمعات بغداد المجذومة بالعنف والإرهاب....الأسماء عديدة والحوادث المشابهة كثيرة...
قصدت من هذه الافتتاحية الدخول في صلب الموضوع، الذي يهمني أولا وقبل كل شيء كامرأة وثانيا وهو الأهم.......
.لماذا المرأة بالذات؟ ...وهي الأنثى الأم والأخت والزوجة..هي مصدر العطاء وصانعة الحياة ...كيف يتحول مع يمنح الحياة ويحسها في أحشائه لقنبلة قاتلة للحياة وحارمة منها ؟ لماذا يمكن تجنيدها وكيف ؟..ما الذي تتحلى به المرأة الإرهابية وتختلف به عن الأخرى؟...كيف تتحول لمنتج للإرهاب...رغم أنها على الغالب من يحصد عواقبه الوخيمة؟ثم ماهي العوامل المجتمعية والبيئية المشجعة على وجود مثل هذه الظاهرة ونموها؟أهمها يأتي كالتالي :ــ

ــ الدول العربية والإسلامية عامة جلها دول تنعدم فيها الحريات العامة، وتحكمها نظم ديكتاتورية استبدادية شمولية..تحاصر المواطن وتعيق تطور الحياة بكل أشكالها وحواملها، كما أن هذه الأنظمة ساعدت وتساعد على نشوء الحركات السلفية ثم تراجع الفكر المتنور أو تطور وإصلاح الفكر الديني ، رغم أنها تاريخيا سواء في مصر أو سورية ــ على سبيل المثال لا الحصر ــ حاولت استقطاب الإسلام السياسي واحتضانه، وحين انقلب عليها سعت لضربه بقوة والبطش به، لكنها أوجدت لنفسها حلفاء جدد قامت بتبنيهم وتسخيرهم لسياساتها، وتجنيدهم لخدمتها، على الرغم من أن مثل هذه الحركات أكثر راديكالية وسلفية ومغرقة في استعادة النصوص القديمة وعودة المجتمع لعصور الظلام وإغلاق العقل دون التطور الديني أو نقد مسيرته وإعادة النظر بما ارتكبه بحق الدين أولا ، ثم بحق الإنسان العربي والمسلم في مجتمعاته ثانيا والمرأة بشكل خاص، لهذا وجدت هذه الحركات ضالتها في المرأة كما وجدت بعض النساء منفذا له أبعاده الكبيرة النفسية والمجتمعية في استقطابها.
ــ وجود بؤر وأوكار تسمى المدارس والمعاهد الدينية وجل المدارس الحكومية أيضاً، المنتشرة كالفطر بدعم وتشجيع الحكومات القائمة تحت مسميات وذرائع مختلفة لكنها جميعا تستخدم الدين ستارا ومن خلاله تمرر أفكارا وأهدافا تبني وتهيء لتربية أجيال من التكفيريين والإرهابيين، وبالطبع المرأة ضحية من ضحاياها، خاصة حين نعلم أن معظم هذه المدارس تدار بأيدي نسائية مدربة ومؤهلة لهذه الأغراض، ويكفينا إلقاء نظرة سريعة على جموع الفتيات والمعلمات الخارجات من هذه المدارس ، أو محاولة إدارة حوار مع بعض القائمين على العملية التربوية فيها لنقع على ما يثير الاستغراب ويبعث على الدهشة ، بل يصيبنا بخيبة تدفعنا للتساؤل عن إمكانية الوقت والجهد ، الذي نحتاجه لتغيير مثل هذه الثقافات وإعادة تأهيلها اجتماعيا وفكريا وتخليصها من براثن ومخالب هذا الفكر المتخلف والموبوء. فكيف يمكن لمربية أو معلمة في مدرسة أن تنتج إمرأة إرهابية، وتشجع وتورث الإرهاب وفكره؟ ...يكفي للمعلمة أن تمرر جملة هنا وأخرى هناك تمتدح فيها بعض الانتحاريين بحجة الجهاد والنضال الوطني ضد الأعداء ومن أجل تحرير الأرض والأوطان المحتلة..فحين تزرع بالطفل أن الموت المُختار يعني الشهادة والخلود حتى ينقاد الطفل أو الطفلة لهذا الخطاب ويتبناه...باعتبار أن ما يقوله المعلم عامة مقدس ومحط مصداقية وإيمان... فحين أسمع من ابنة أخي ... على سبيل المثال... وعمرها لا يتجاوز العاشرة آنذاك، أن معلمتها تحضها على ارتداء الحجاب وتغطية رأسها، وتشرح ناصحة والدتها حين تحضر لاصطحابها من المدرسة مدى خوفها عليها وحبها في هدايتها!! وأن مثل هذه الأم تشجع الابنة على الاستمرار في ارتكاب المعصية!! وتُفهم الصغيرة بشكل موارب أن كل شعرة برأس المرأة المكشوف ستصبح قضيبا من نار سيحرقها في الآخرة ولن تجد من ينقذها!!، وتعود الصغيرة للمنزل محملة بالخوف والرعب من الآخرة، ولو لم تجد هذه الصغيرة أجوبة مقنعة وواضحة من أهل بيتها لصارت ضحية لهذه التربية، التي تربي طوابيرا وأجيالا من المحكومين بالرعب الإلهي والخوف من الغد ورؤيته كظلام دامس وتفضيله الموت على الحياة، فأي أفق وتفتح سيجد الطفل أو الطفلة في مثل هذا الجو؟
هل لي أن أقص عليكم حكاية الطفل الذي أحضرته معلمتان لغرفة الإدارة وحملتاه بين أيديهن وفتحت إحداهن فمه وأمسكت بلسانه وشدته بين حدي المقص مهددة إياه بقطع لسانه ...لمجرد انه قال لزميلته...وبكل ما يحمله من براءة الأطفال ( أحبك)...لأن الحب ممنوع ...والحب تابو ويبعث على الانحلال الخلقي !!! وعليها أن تربيه على الحقد والكراهية لزميلته ولكل جنس حواء!!!!هذا في المدارس الحكومية فما بالك الدينية... ليقف بعضكم أمام خروج التلميذات الصغيرات من بنات الابتدائية ولا أقول الثانوية أو الجامعة..كيف تضع ابنة العاشرة غطاء فوق رأسها غطاء يخفي معالم وجهها البريء وتعجز عن ترتيبه أو تقويم وضعه...تصل أطرافه حتى ركبتيها..ويغطى جسدها بثوب أو مريول طويل تعجز حياله عن الجري واللهو كطفلة ، يقيد حركتها مما يجعلها مرتبكة ويزيد من عزلتها وانكماشها، معظم هذه المدارس تديره قبيسياتنا الجديدات المدعومات حكوميا والمرتبطات مع رجال في أعلى الهرم...دون أن ننسى مدارس ومعاهد حزب الله ، التي تشترط الحجاب على كل فتاة تريد الانتساب لمدرسة من مدارسه.. يشرف عليها ويقدم خدماته الجليلة لها، مما يدفع الفقراء وبناتهم إلى الالتزام بسياسة الحزب والتصفيق له ...ويتاح له بذلك غسل أدمغة الأجيال وتسخير المرأة اللبنانية لتمرير سياساته.. والمتبع في العراق أشد وأكثر بلاء ، حيث تتعرض وتعرضت مرارا وتكرارا فتيات الجامعة في البصرة خاصة للقتل والسحل والحرق والرمي بأقذع الشتائم والضرب بالخيزرانات من رجالات الحرص الديني والأخلاقي ..من رجال المهدي وبدر ...سيستاني وحكيم وصدر ولم ننس بعد ما فعلته فرق ( جماعة المجاهدين ) التي عملت تقتيلاً بالمرأة التي تظهر دون حجاب أو من تسير وحدها في الشارع دون ( محرم ) يرافقها!!..ناهيك لما تعرضت له المرأة في بعقوبة والفلوجة على أيدي رجالات القاعدة...وحال المرأة الجزائرية وما لاقته على أيدي ( المجاهدين) من خطف واغتصاب وقتل وعدون واستخدامها كموضوع جنسي كرقيق أو كجارية سبية لأمير الجماعة وأصحابه وخادمة لهم في كل أغراض الخدمة، وقد ظهرت بعض الشاهدات في عدة برامج حية تكشف مدى البشاعة والفظاظة والإزدراء ، الذي مورس بحق المرأة في الجزائر...لكن السلطة هناك والمرأة الجزائرية وللحق، كانت أكثر مواجهة وأشرس في مقارعة هذه الظاهرة نسبة لغيرها من الدول العربية الأخرى.وقد خرجت بشكل متواصل مظاهرات نسائية وأنشئت منظمات وجمعيات لهذا الغرض منددة وحاشدة ومدعومة حكوميا لمقارعة هذا الإرهاب والوقوف بوجهه.
ــ الصعوبات الحياتية والمعاشية ذات البعد الاقتصادي أولا ثم الاجتماعي ثانيا...كالفقر والبطالة، انعدام فرص العمل ،الجهل والانحطاط الفكري والثقافي، لأن الثقافة والقراءة غدت ترفا حيال تردي الأوضاع الاقتصادية وحيال النظرة للثقافة والسياسة وكأن أصحابها ومتعاطيها مجرمين بحق السلطة، وإن أرادوا التثقف فعليهم بثقافة أحادية التوجه ...فعندما تُحتَكر الثقافة والسياسة وتُجَّير وتكرس لخدمة النظام ...ويشترى القلم فمصداقية الكاتب تصبح بخبر كان ، وضميره يقاس بالدولار وبمقدار ما يطنب ويمدح ويمتهن نفسه وكرامته لذوي السلطة، وبمقدار ما يكيل للمغاير والناقد من حقد وكراهية يجانب معها الصواب والمنطق ، الذي وضعه على الرف منذ امتهن تجارة الموالاة... بكل تأكيد هذه الأوضاع تنعكس على المرأة فإما أن تستقطبها أجهزة الأنظمة وحزبها القيادي صاحب السلطة ، أو أنها ترتدي ثوب الأسلمة وتختار الأسهل والمسالم خاصة أن التردي المجتمعي لا يقبل بمن تتمرد وتظهر رفضا لما هو سائد...فتجد ضالتها في الحركات السلفية...فهي من جهة تعلن رفضها للسائد ومن جهة تمنحها دورا يعزز من كيانها أو يقربها من أحدهم...أو يغطي على تهميشها وضعفها في مقارعة الخطأ وتغيير وضعها للأفضل...وباعتقادي أن لهذا أبعاده النفسية والمجتمعية والشخصية ...، التي تدفعها للانخراط في مثل هذه الحركات الراديكالية ، في الوقت الذي ينظر فيه للمرأة المثقفة والمُسَيسَة... مُستَرجلة ومخيفة ومعزولة أحيانا!...ولهذا تعود المرأة للتلطي بالإسلام حماية لها والتمسك بطرق وأساليب جدتها خوفا من العنوسة والعزل والوحدة الاجتماعية... ومن هنا تكبر مساحة أسلمة المرأة وتتسع دائرتها ...ويكبر تعداد المحجبات ...لأن الحجاب يمكنه أن يخفي عيوب الفقر، أو عيوب الأنوثة ..أو حرية الحركة الاجتماعية، لهذا ليست كل محجبة اختارت الحجاب عن قناعة تامة أو نتيجة لإيمان فعلي عميق وثقافة معمقة ...وجلهن ضحية هذه المدارس وهذا الفكر وضحية الأوضاع الاجتماعية والعادات المتخلفة التي تزيد وتكرس وتعتمد وطأة الدين ، بل تتناسخ معه وتتلاقح ..وتتخذ منه بردعة وغطاء...تحميها قوانين عفا عليها الزمن دون أن تُعَدَل أو تتطور بما يواكب الحضارة ويواكب العلم وموقع المرأة ودورها في المجتمع.
ــ انعدام المكافحة الحقيقية المدروسة من قبل الحكومات العربية الرسمية للإرهاب الواقع على المرأة، كضحية له أو كمساهِمة في تكريسه وتنميته وتوريثه لأبنائها ولأجيال المستقبل، وذلك لأنه مصدر من مصادر قوتها وثبوتها وغالبا ما تكون الدولة ذاتها منتجة له بأشكال مختلفة وتحت مسميات متنوعة ، تُغَذيه سراً مستخدمة إياه كذريعة وواجهة شرعية لها أو وسيلة تحارب به أعداءها السياسيين داخلا وخارجا، وما انتشار الفكر الظلامي والحرب المجتمعي على المرأة المتحررة في الشارع والجامعة والوظيفة دون أن تجد هذه الظاهرة أدنى حركة فاعلة تجند لها طاقات حكومية لمحاربتها والقضاء عليها ، كما أنها لا تؤهل دوائر الشرطة أو المباحث الجنائية بكيفية محاربة الإرهاب ضد المرأة،... فعلى سبيل المثال ...ما يتم في مدن سورية من حوادث اعتداء بالأسيد على طالبات الجامعة مرتديات الجينز...أو حالات الاغتصاب لبعض الطالبات المتأخرات في دروسهن أو العائدات من سهرة أو زيارة ما
ناهيك عن جرائم الشرف وتخلف قانون العقوبات وقانون الأحوال الشخصية، الذي يمنح كل الحق للذكور...ويجرد المرأة من إنسانيتها...ويمتهن كرامتها وأنوثتها...ولا يعاقب قاتلها بينما يعاقبها لو قتلت مغتصبها...ويسمح له بالزواج منها ( للستر)!!وهذا باعتقادي نوع من أنواع الإرهاب ضد المرأة ...عدا عن الإرهاب الذي يرتكب بحقها أثناء الحروب الأهلية وغير الأهلية فهي أول من تُغتَصَب وتُرَمَل وتُحرم من أبنائها
كما أنها نقطة الضعف الاجتماعية في البذاءات المتصدرة لثقافتنا الذكورية...فهذا ابن الع...وأخو الش...لأنها بعرف المجتمعات ككل تبقى رمزاً لشرف الرجل ورمزاً لإبراز فحولته وعندها وفوق جسدها يكمن السر ...لأنها موضوع الرغبة وموضوع الحب وموضوع التكاثر والتوالد كما موضوع العار والإغراء...ولهذا فحكما هي موضوع الإرهاب أيضا ...ويمكن للرجل باسم الحب أن يجندها....فساجدة الريشاوي قامت بما أراده ورسمه زوجها...والكثيرات دخلن سلك الأيديولوجية الدينية انطلاقا من إعجابهن بهذه الشخصية أو تلك من زرقاوي وابن لادن وغيره، وكيف لنا أن نفسر ما قالته الشاعرة السورية ابنة البعث وما كالته من مديح وإعجاب بابن لادن وهي عضوة مجلس الشعب لأكثر من دورة ...وأقصد السيدة ابنة العلمانية البعثية( ابتسام الصمادي)حين وقفت في المركز الثقافي لمدينة درعا تتغنى ببطولات ابن لادن وتعتبره رمزها في مقارعة أمريكا!!، فراحت تطالب بتزويجها من ابن لادن قائلة:ـــ
أنا لا أفاوض بالخفاء وبالعلن
أين الرجال..وأين حاملة الكفن؟
عز الرجال...فما من معتصم يوافي
ولا صلاح الدين وافى
من يوافيني إذن؟
عز الرجال
فزوجوني بابن لادن
سأعيش تحت خيامه
وأنا نؤوم للضحى
أصحو على فجر الصلاة....
متطرفون نعم
ونأكل كيد من يهفو على سلم مباع ( بالدولر)....الخ
من قصيدتها العصماء في ديوان .(.بكامل ياسمينها)
تفخر ابنة الثورة بابن لادن وترى فيه صلاح دينها...ومعتصمها المنقذ...هكذا تربي ثورات البعث بناتها ومناضلاتها..هكذا تصبح ابنة مجلس الشعب صاحب الباع في تثقيف الناس وغسل أدمغتهم لصالح النظام ...معتبرة كل مقارعة لأمريكا حتى لو كانت إرهابية تقتل المرأة والطفل ...تهتك العرض وتحرق الزرع والضرع عبارة عن موقف نضالي يستحق الاحترام وتختاره عريسا للهنا ... وحال المرأة العراقية و ( ماجداتها ) أيام صدام حسين ليست بأفضل منها في سورية فالمصدر والمعلم والمربي واحد ...والطرق المتبعة أيضا واحدة..مع الأسف لأن مبديء حزب البعث في لاعمق لا علاقة لها بما مارسوه باسمها... فهنيئا لمنتج البعث ..إن استمر في وضع الرأس في رمال الحياة وتغطية العيون معتقدا بهذا أنه يصون نفسه ويحمي سلطته... هنيئا ...وكيف لا نقف حيارى.. كيف لا نصاب بالوجع وبالسكتة القلبية الدماغية حيال هذا التردي وحيال هذا الانحطاط الفكري وهذا التثقيف الهزيل المرضي...
هنا نسأل ، هل لدى المرأة مرتكبة الإرهاب وليست ضحيته صفات مختلفة أو دوافع تجعل منها إرهابية؟
ربما يكون الرجل هو معظم الأوقات سيد الموقف، فهو إما الحبيب أو الزوج أو الأخ أو ابن العم أو الصديق ، أو الرمز للرجولة والمقاومة كما سبق وذكرنا حسب وجهة نظر وثقافة المتلقية ومدى استيعابها وأهليتها للمحاكمة العقلية، ثم يأتي فيما بعد دورها الشخصي أي قدرتها الشخصية وامتلاكها لذاتها..فإن كانت هزيلة ومرتبكة وتتعرض شخصيتها وكرامتها للانتهاك أو هشة ومعزولة وتعيش وحدة أو صدمة ما...أو فشلا دراسيا أو فشلا مجتمعيا...فتجد ضالتها في مثل هذه الحركات التي تستوعبها وتعمل جاهدة على تجنيد المرأة لما في ذلك من خدمة لمصالحها...فالمرأة تستطيع عبور الحواجز والمرور بأماكن تصعب على الرجل، كما أنها تحصل على شهادة مقاوِمة ومناطِحة للواقع ولو كان متطرفاً...وتثبت من خلاله أنها أسوة بالرجل وتستطيع بالتالي أن تقوم بما يقوم به من ( بطولات)!!...وهنا تصل لمساواة من نوع مختلف لكنه يرضي غرورها ويفي ببعض الرضا النفسي عن الذات ، وأحياناً تصل لدى البعض كحالة من يحقق رغبة جنسية ولذة ما ...انقلبت من ممارسة الحياة ورغباتها الفعلية إلى هوسها وإسقاطها على الموت والدم وقتل الآخر وتجد لهذا مبرراته الأيديولوجية التي تقنعها بأنها على صواب !، في بعض الحالات الموجودة في الغرب ...تبرز بعض الظواهر كردود فعل على بعض الممارسات العنصرية الفردية تجاه الجاليات العربية أو المسلمة، تدفع بعض النساء كما الرجال للتطرف ...أي الرد على التطرف بتطرف أكبر وهذا ناتج عن ضعف في الأفق والثقافة والإمكانية الفردية أو البيئية الأسرية غالبا في مقارعة الواقع وشق الطريق السليم ومحاربة الخطأ، وخاصة أن الفرد هنا موجود في بلاد تحترم الإنسان وقوانينه وتحمي المواطن ...ومهما وجدت بعض الحالات...فبرأيي تبقى شاذة، وإمكانية محاصرتها والأخذ بالحق أمام القانون ممكنة بل مؤكدة، لكنها هنا تُستَغل حين تتلقفها أيدي الحركات السلفية وتبني عليها وتستقطب ضحاياها...كما تجد هذه الحركات في هشاشة بعض النساء الغربيات ممن يعتبرن ضحايا لأسر مفتتة أو اغتراب مجتمعي وانعزال في شق طريق اجتماعي طبيعي وعجز عن اتخاذ صداقات أو تعيش في ضياع وضحية للمخدرات وغيرها، فتتم معالجتها ومد اليد لها بحجة الإنسانية ثم تقاد بعدها بسهولة... أو تقع ضحية حب أحد المنتمين لهذ ه الحركات وتتلقفها بعض المعاهد الدينية والمساجد التي تضفي تغطية على ما يمارسه البعض فيها...لتستقطب مثل هؤلاء الفتيات من أمثال ميرييل ديوك البلجيكية وغيرها من نساء إسبانيا وبريطانيا وهولندا وغيرها من معتنقات الإسلام، ثم يرمى بهن إلى أتون الإرهاب...
الموضوع باعتقادي يحتاج لبحث أطول وأدق، لكني حاولت أن أعطيه بعض حقه، وأن أُلم بأهم النقاط الواجب توضيحها...راجية أن تكون لنا جولات أخرى في هذا المجال.



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة