تحية إكبار وتقدير للكاتبة والشاعرة بلقيس حميد حسن في دفاعها الثابت عن حرية وحقوق المرأة

كاظم حبيب
khabib@t-online.de

2008 / 1 / 18

دأبت الكاتبة والشاعرة السيدة بلقيس حميد حسن على المشاركة النشيطة في الكتابة ومعالجة القضايا الحساسة والحيوية بروح الجرأة والدراية والوضوح في الموقف واستخدام لغة شفافة همها جلب انتباه القارئات والقراء إلى القضايا التي تعالجها بهدوء ومسئولية عالية وعاطفة حميمة تثير إعجاب الكثير من الناس. وقد وضعت الأخت الفاضلة السيدة حميد نصب عينيها المشاركة الفعالة والحيوية في الدفاع عن حرية وحقوق المرأة في الدول العربية حيث يهيمن الذكور على كل شيء وغير مستعدين عن التنازل عن جزء مما هو مستحوذ عليه منهم للمرأة ولا فسح المجال لولوج المرأة إلى المواقع التي يمكن أن تنافسهم فيها أو تصبح نداً لهم.
لا شك في أن القضية التي تعالجها السيدة حسن لا تعود إلى أمزجة الرجال وتصرفاتهم فحسب , بل هي نتاج مجموعة من العوامل غير الغائبة عن وعي ومعرفة الكاتبة , إذ ترتبط أساساً بطبيعة المجتمع الذي نعيش فيه وتخلفه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتقاليد والعادات الموروثة والأمية الواسعة التي تزيد عن 65 % في بعض الدول العربية , إضافة زيف وتشوه الوعي الديني الذي يهيمن على عقول وأفئدة الكثير من الناس نتيجة النشاط غير العقلاني وغير المتنور من جانب الكثير من المؤسسات الدينية وشيوخ الدين في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وفي الدول العربية على نحو خاص , وكذلك في العراق. وهذا الوعي المزيف والمشوه لا يتحكم بسلوك الرجال وحدهم , بل يتحكم بسلوك نسبة عالية جداً من النسوة أيضاً , مما يزيد من صعوبة النضال من أجل حرية وحقوق المرأة.
تنشر السيدة بلقيس حسن مقالاتها ذات الوجهة الأدبية والمعالجة الإنسانية الجادة لقضايا المجتمع والنقد الصارم للظواهر السلبية الحادة التي تعاني منها المرأة والتجاوزات الفظة على حريتها وحقوقها وكرامتها والاغتيالات التي تفاقمت في الفترة الأخيرة أو أحكام القتل بحقها وقطع الرأس بالسيف في موقع إيلاف الإلكتروني الذي لا يوفر الحماية لكتابه من الإساءات , بل يزيد الأمر سوءاً حين لا يقبل تحمل مسئولية من يسيء إلى كتابه حين يؤكد بأنه غير مسئول عما ينشر من تعليقات من جناب القراء , وهم في الغالب الأعم من الذكور. وهكذا لم يوفر موقع إيلاف الحماية المناسبة للسيدة حميد مما جعلها تتعرض إلى كتابات شرسة شديدة اللهجة والإساءة وتبتعد كلية عن روح النقد البناء والحريص على تطوير وإغناء ما يكتب وسمعة الموقع ذاته , رغم وجود بعض من كتب مساندا للسيدة حسن.. ليس هناك من يستطيع أن يمنع أي إنسان عن ممارسة النقد ويحرمه من حق التعليق على آراء الآخرين , فهذا حق مطلق , ولكن هناك خطاً فاصلاً# لا بد من ملاحظته بين النقد وبين الإساءة , بين الرغبة في التحسين أو الرفض من جهة والتجريح الشخصي من جهة أخرى.
من المفروض أن يمارس موقع إيلاف أحد أمرين :
إما أن يمنع نشر الشتائم والإساءات التي يجوز القبول بها لأنها تخضع لمحاسبة القضاء , أو أن يتحمل مسئولية ما ينشر في إيلاف من تجاوزات على الكتاب تسيء لأدب الكتابة والخلق الإنساني السليم.
أما الاحتمال الثالث فمتروك للكتاب أنفسهم في أن يواصلوا الكتابة في الموقع ويتحملوا ما ينشأ عن ذلك من عواقب أو أن يكفوا عن الكتابة والنشر في الموقع.
أشعر بضرورة أن تفكر السيدة بلقيس بمواقع نشر مقالاتها بحيث تبتعد عن أولئك الذين لا هم لهم غير الإساءة لها ولا يمارسون الكتابة ويتحدثون عن الأساليب الموضوعية والعلمية ولا يكتبون ما يبرهن على علميتهم وموضوعيتهم ولا يملكون ما تملكه من كفاءة ومقدرة كتابية ووعي بالمسئولية حول ما تكتب من موضوعات تمس القضايا المركزية في المجتمع العراقي والمجتمعات العربية.
أحي جلدها وقدرتها على التحمل لأنها تكتب في قضايا عامة تستحق كل تضحية , وهي تستند في تحملها إلى بيت الشعر العربي القائل:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل
16/1/2008 كاظم حبيب



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة