خواطر نسائية في منتدى معاً

حنان منادرة

2004 / 8 / 6

وجدت حاجة ماسة للخروج من حياتي المملة، واكمال عطائي". "دورة الاثراء الادبي منحتني القوة لاعادة ترتيب افكاري، والقدرة على صقل شخصيتي وشخصية بناتي". "بدأت اعي اهمية كياني كامرأة، واني املك حق التعبير عن ذاتي دون خوف".

هذه العبارات المؤثرة كتبت باقلام النساء اللواتي شاركن في حفل تخريج دورة الاثراء في الادب القصصي بارشاد الاخصائية في ادب الاطفال، دنيس اسعد، والذي عقد في مقهى بالناصرة في 17 شباط (فبراير). وجاءت الدورة ضمن فعاليات المنتدى النسائي لجمعية معاً، وامتدت على 13 لقاء اسبوعي في مقر الجمعية بالناصرة.

وليست المشاركات في الدورة باديبات او شاعرات، بل جميعهن زوجات عمال وامهات. وقد ابدين استعدادا دائما وحرصا على المشاركة الفعالة في النقاش والكتابة. كما دأبن على المشاركة في سلسلة من المحاضرات التثقيفية والتربوية التي نظّمها المنتدى.

سامية ناصر خطيب، مسؤولة المنتدى النسائي لمعاً، قالت في كلمتها امام النساء ان نتائج الدورة "فاقت كل التوقعات"، واضافة: "لقد هدفنا من هذه الدورة الكشف عن قدراتكن الادبية، ليس لكي تصبحن اديبات، بل لتستطيع كل منكن التعبير عن ذاتها بالكتابة، وطرح افكارها ومناقشة كافة الآراء والمعايير البالية التي فرضها المجتمع عليها".

واثنت الاخصائية دنيس اسعد التي ركّزت الدورة، بشكل خاص على اللقاء الاستثنائي الذي جمع بين نساء ينتمين لطوائف دينية مختلفة، الامر الذي لم تعهده في أي مكان آخر سوى في منتدى معاً. وقد خيم هذا الجو في الحفل ايضا، وبرزت اهمية العلاقات الجديدة التي بلورتها اللقاءات بين النساء اللواتي اكدن شعورهن بانهن مجموعة واحدة موحدة تسعى لتوسيع دائرة منتدى معاً النسائي.

وكان اكثر الجوانب اثارة في اللقاء الختامي، الفقرة التي قدمت فيها النساء مقاطع ادبية مما كتبته اقلامهن، وعبرن فيها عن التغييرات التي احدثتها الدورة في حياتهن. وكان من ذلك قصة قصيرة بعنوان "امواج بلا شاطئ" كتبتها سمية، وهي صحافية وام لثلاثة شاركت في الدورة.

احدى المشاركات، عايدة وهي ام لاربعة اطفال، قالت: "ان اكثر ما دفعني للمشاركة في الدورة هو حاجتي الماسة للتغيير في حياتي الروتينية، لاجدد نشاطي ومتابعة عطائي كأم وزوجة. كما انني لمست تغييرا في قراءتي للنصوص الادبية، الامر الذي زاد من ثقتي بنفسي وامكانيتي التعبير عن رأيي دون خوف".

وقالت زميلتها مارغريت، وهي ام لثلاثة اطفال: "علمتني الدورة ان على كل امرأة ان تطور نفسها، وتقوّي ثقتها بذاتها لتصبح كالشجرة قادرة على العطاء. من جهة اخرى احدثت الدورة بلبلة في افكاري، الامر الذي دفعني للنظر للامور بنظرة نقدية، مما جعلني اكثر قدرة على ارشاد ومساندة عائلتي". ولعطاف، الام لاربعة اطفال، كانت الدورة "مصدرا وفر لها الدعم النفسي"، كما تقول، "وهو الامر الذي طالما بحثت عنه، الامر الذي جعلني اكثر قدرة على صقل شخصيتي وشخصية بناتي".

في ختام اللقاء تم تكريم المشاركات بتوزيع شهادات تقديرية لمساهمتهن الفعالة في انجاح اولى فعاليات المنتدى في الناصرة. واعلنت سامية ناصر خطيب ان نهاية دورة الاثراء ستكون بداية لدورات اخرى، ستفتح ابوابها امام كافة النساء الراغبات في التطور والتغيير.



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة