هموم نسائية

حنان محمد السعيد
hanan.hikal13@gmail.com

2011 / 5 / 26

في آستراحة العمل تجد النساء العاملات الفرصة مُهيٌئة لبث شجونهن ومتاعبهن وما يلاقينه من مشاكل يومية.

تتراوح أعمارهن ما بين العشرين والأربعين وتتفاوت أعمار أطفالهن ما بين رضيع ومراهق ، تختلف ألوانهن وحظوظهن من الجمال والمنصب ، تختلف جنسياتهن العربية ومستوياتهن الإجتماعية والمادية ولكن .. تتشابه شكاواهن وحكاياتهن فما يحملنه من أعباء يؤثر فيهن ويسبب لهن الكثير من القلق والحزن، فبالرغم من مجهودات المنظمات المدافعة عن حقوق النساء العربيات لسنوات وعقود وبالرغم من التغيرات التي لا يمكن إنكارها والتي طرأت على تفكير المرأة وثقافتها في العصر الحالي وأرتقاء مستواها التعليمي والوظيفي ، إلا أن ذلك لم يصحبه تغير إيجابي حقيقي في شخصية الرجل العربي وموروثاته والحقوق التي يدٌعيها ويقرٌه عليها المجتمع من حوله ، والنتيجة أن تضاعفت مسؤوليات المرأة مقابل حصول الرجل على حريات أكبر ومسؤوليات أقل ، وأصابته درجة من الإزدواجية في تصرفاته ومفاهيمه تحتاج لدراسة وعلاج، فبينما هو لا يجد أي غضاضة في تقبل ما تنفقه زوجته على المنزل بل يجد أن ذلك شئ طبيعي وأنها تعمل ومن واجبها أن تنفق من دخلها حتى لو كان دخله غير كافي لإحتياجات المنزل والأسرة وكان عملها هذا ضروري لإستمرار الحياة وليس مجرد شغلا لوقت فراغها، تجده يشعر بالضيق الشديد في حالة تعرض لموقف يتضح فيه للأخرين أن الزوجة تتحمل العبئ المادي الأكبر وتجده يتعالى على المهام والأعمال المنزلية ويعتبرها تنتقص من رجولته ، وقد يرفض الكثير منهم المساعدة في رعاية الأبناء بحجة أن هذه أعمال نسائية بحتة لا يجب أن يتورط هو فيها.

باختصار تنازل أدم عن مسؤولياته ولم يتنازل عن حقوقه ، وتقبلت حواء المزيد من المسؤوليات ودفعت الثمن من راحتها وأعصابها وحياتها ، وبينما ترتفع طموحاتها وتزداد تطلعاتها لحياة أفضل لها ولأبنائها تزداد لامبالاته وتقتصر أحلامه على الحصول على أكبر درجات الراحة والرفاهية الشخصية ، فهو يريدها عاملة صباحا تتحمل الأعباء المادية ، وربة منزل في المساء تقوم برعاية المنزل والأطفال وحبيبة ليلا لتدليله وتنفيذ رغباته ، ودون أن تحصل هي على أدني تقدير أو تفهٌم لإحتياجتها أو الشعور بما تتحمله وتكنه من أحاسيس تؤرٌقها وترهقها.

ولأن عملي يفرض على متابعة أزواج من كافة الجنسيات ، أجد نفسي لا أستطيع تجنب عقد مقارنة ما بين الزوج الغربي والزوج الشرقي في تعاطفه مع زوجته ورعايته لها ، فبينما يشد الغربي على يد زوجته ولا يفارقها في كافة مراحل الحمل ويصر على التواجد إلى جوارها وقت الوضع ، تجد الشرقي لا يهتم إلا بنوع المولود وحساب المستشفى ، ولا أنسي سيدة كانت بحاجة للدماء وطلبت من زوجها التبرع لها فتعلل بأنه سيذهب للعمل لأخذ الإذن بالتواجد الى جوار زوجته ، بينما هي أمسكت يدي وهمست لي .."لن يأتي لا تتعبي نفسك" ولم يخيب هو ظنها فلم نراه مرة أخرى وحتى خروجها سالمة من المستشفى!

فهل يمكن أن يتخلص الشرقي من أنانيته ويتحمل مسؤولياته قبل أن يطفح الكيل بحواء؟



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة