المراءة في لوحة سريالية!!

بروين زين العابدين
parwin-berwari@hotmail.com

2013 / 9 / 17

سأحمل لوحة حياتي كحقيبة سفر.. ألوانها الداكنة تعبر عن الزمن المظلم وقد تفسر وتعبر عن كل كبيرة وصغيرة كالأمواج وهي تتلاطم عند نهايات أفق المراكب المسافرة على خطوط المسيرة لحياة لم تجد لها مستقر عند ضفاف الأنهر وسواحل البحر,والوانها الفاتحة تعَبّر عن هامش فَرَحٍ وسعادة لم تكتَمل بعد !! نعم ولَوحَتي لاتُحددها أُطُر كباقي اللوحات تُحاكي الكثير من المسافات عبر الأحراش وتُلامِس الأشواك ومجاهيل الغابات دون أن ترهب وحدة صاحبة اللوحة وهي ماضيةٌ في السير ولن تتراجع عن القضية باحثة عن قاضٍ يُشهَدُ له بالعدالة عند القضاء حيث ميزان الحق ليفصل في الامر بإحقاق الحقوق وليحكم على سارق الأحلام وزاني الافكار بحق الاُنثى التي خُلقَت من ضلع أعوجٍ ذلك الإنسان الذي خُلِقَ من تُراب
ولا يعلم ذلك الإنسان بأن المرأة هي الأسمى حيث لم تخلق من الطين كما خلق الذكر فكان الصراع خفياً بين ( هو ) و( هي ) حتى تَرَسَخّت الى مفاهيم وقوانين تسلطية
تشمئز منها روح البشر لتصحو أسيرةً لمفهوم القَوّامين على النساء من جنس الذكر
ومع كل مراحل التأريخ البشري بل والعناد الذكري أصبحت هذه الإنسانة الرقيقة والبريئة فريسة لغرائزه دون ان يراعي شيئاً من الحقوق ليدمى في نفسها الكثير من الجروح الغائرة ، حيث جروح الأشواك والخناجر دوائها في الأسواق وحانات الذئاب البشرية ينتشر وهو وفير وعبر الأيام هل يمكن أن تندمل تلك الجروح ولا
تبقى لها أي أثر . أرفع إليك يا قاضي الحق رغم انك ايضا من فصيل الذكور دعوى تلك المظلومة لتحكم لها يا سيدي حيث القصاص مما لحق بها من ظلم على يد من ينتمي الى صنفك من أبناء البشر، أرجوك لا تحتار أيها القاضي من هذه القضية التي تتداخل فصولها أمامك حيث ألوان تلك اللوحة ، وهي ليست لوحة رسمت بالأنامل في هذا اليوم بل جاءت عبر التأريخ والآلام وعناد الذكر. نعم سيدي القاضي .. وهي الأنثى تبدأ بهذه العبارة لتنقل أمام مقامكم كل ما في هذه اللوحة من ألوان وخطوط تنتشر، فهي دائماً الأنثى وهو الذكر ، وهي عند القلب تتألم لتنفجر بركاناً لعرض وقراءة ما حل بها من سلطات رجل جعل من نفسه إلهاً باسم الزواج وقدسيته ، وهل القدسية لطين أم لمن هي من ضلع
البشر؟؟ كل رجائي أن لا تنتحر وتذل العدالة في مقام الحق ؟ ومتى أجد قانوناً تتحقق فيه العدالة بمساندة حقوقي المهضومة وأنا من البشر ؟
وهي تمضي في مجلس القاضي ليمنع سلب ووأد حريتها من قبضة رجل رفضت ان تكون لعبة طائعة بين مَخالبه لُقمةً سائغةً بين أنياب نزواته في غياب الحب والأحساس
وإلى متى تبقي هي الضحية لحزمة من التقاليد البالية والعادات الواهية التي لابد ان تغتال وتدفن في مقابر جماعية بعيدة عن الحياة ، وتكون مفاتيح الحياة هي المساواة وحرية وإحترام الرأي والعقل النير لتنتشر السعادة والمحبة والمودة ولا يبقىى للتمييز بين الجنسين أي أثر وهو من أخطر الأمراض التي تدمر بنية بني البشر والأمل في العدالة لوضع نهاية لقسوَة الذكر .
اختر رمز مشاعر





https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة