قصص نساء يهوديات معنفات

توفيق أبو شومر

2014 / 5 / 8

عنوان الكتاب
 توفيق أبو شومر
قصص نساء يهوديات معنفات
دراسة حديثة عن واقع المرأة اليهودية الأكثر قهرا وتعنيفا في العالم أجمع.
  
 
 
 
 
الغلاف الخارجي
" أشكرك اللهم أنك لم تخلقني امرأة" من أدعية صلاة الصبح شحريت
يجب على الرجل ألا يسير بين امرأتين، أو بين كلبين، أو بين خنزيرين! من أقوال كبير حاخامي السفارديم عوفاديا يوسيف
"ممنوع سير النساء على هذا الجانب من الرصيف" يافطة معلقة في شارع بمدينة بيت شيمش في القدس
"مَن يعلم ابنته التوراة، يعلمها الفجور، والأفضل أن تحرق التوراة على أن تنقل للمرأة" من التلمود
 
 
 
 
 
كتاب نساء يهوديات
لم أتوقع أن يحتوي أرشيفي طوال سنوات من الترجمات من الإعلام الإسرائيلي على ملفاتٍ كافية لتأليف كتاب عن المرأة في الدين اليهودي، وعندما قمتُ بفرز ملفات المرأة في الدين اليهودي، وجدتها تحتوي على معطيات وأفكارٍ تصلح أن تُصنَّف في أكثر من كتابٍ واحد.
المرأة اليهودية ليست هي المرأة الإسرائيلية، فالمرأة اليهودية تعبيرٌ سأستخدمه في الكتاب للدلالة على المرأة الملتزمة بالشريعة اليهودية الحريدية، هي مخلوق خادم للرجل، مخلوق وظيفي  لإنجاب الأطفال  وإمتاع الرجل وخدمته، فهي صورة عن المرأة المقهورة في أساطير الشعوب الحربية الذكورية البائدة، في الهند والصين وإفريقيا وأسيا وأوروبا في عصورها المظلمة، فهي دفيئة لتكثير الشعب اليهودي، وقد رسخ النبي موسى هذه الأسطورة القديمة عن المرأة الوظيفية المخلوقة فقط للإنجاب، فهي متاعٌ وميراث، وظهر ذلك جليا  في تشريع (بيت مخلوع النعل) في التوراة:
" إذا سكن إخوةٌ معا، ومات واحدٌ منهما، وليس له ابن، فلا تصر امرأة الميت لرجل أجنبي، أخو زوجها يدخل عليها، ويتخذها زوجة، ويسمى المولود البكر باسم أخيه الميت، حتى لا يُمحى اسمه من إسرائيل، وإذا رفض أخو الزوج الميت أن يتزوج امرأة أخيه فتنادي المرأةُ شيوخَ إسرائيل وتقول لهم:
لقد رفض أن يقيم نسلا لأخيه، فيستدعيه شيوخُ إسرائيل، فإذا أصرَّ على رفض الزواج تتقدم امرأة أخيه أمامهم وتخلع نعليه من رجليه وتبصق في وجهه وتصرخ: هذا جزاء من لا يعمر بيت أخيه، فيصبح اسمه (مخلوع النعل)" سفر التثنية  آية 5/6  .
هذا الطقس ما يزال يمارس عند الحارديم حتى اليوم ويسمى (حالوتسا) وهو طقس يُهان فيه الرجل إذا لم يعتبر المرأة متاعا للعائلة . واحتفظ الحارديم في إسرائيل حتى اليوم بهذا الطقس، كما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت:
"طقس حالوتسا هو احتفال يقوم فيه شقيق الميت الذي لم ينجب أطفالا بالتحلل من واجبه بزواج امرأة أخيه.
ويكون الاحتفال بخلع حذائه ويلوح به ، فتصبح الأرملة حرة بعدئذ، تتزوج من تشاء.
وهناك قصة لامرأة بلغت الستين من العمر ، أرادت أن تسجل زواجها بعد موت زوجها منذ أربع سنوات، وكانت قد طلقت من زوجها الثاني ، فاكتشف كاتب المحكمة الدينية  بأنها لم تنفذ طقس حالوتسا، بعد موت زوجها الأول  الذي لم ينجب ،لذا فإنها أخطأت في زواجها الثاني. فليس هناك تاريخ صلاحية للحالوتسا!!
فإذا رغبت في الزواج للمرة الثانية فلا بد من تنفيذ طقس الحالوتسا  ، حتى لو بعد موت زوجها بأربعين عاما  هل تصدق ذلك ؟
إن أخ الزوج المتوفى مصاب بالسكر وقد بترت قدماه من الركبتين ، ويقتضي طقس الحالوتسا أن يلبس الرجال حذاء ويسير بضعة خطوات ، فكيف سيتمكن الرجل المقطوع الساقين أن يلبس الحذاء ويسير  ؟
كان مفروضا ألا يطبق الطقس على هذه الحالة ، فالمرأة وقعت في ورطة ، غير أن قاضي المحكمة الدينية وجد حلا ، فأثبت بأن الرجل مقطوع الرجلين ليس مريضا فقط ، بل هو عنين حسب الطبيب. وفي كل عام تُنفذ  15- 20  امرأة طقس الحالوتسا ، وهذا عدد كبير ، إن هذا  الاحتفال إذلال لها ولعائلتها .
ويجب الإشارة إلى أن هناك نساء انتظرن سنوات لإقامة شعيرة الحالوتسا ، وذلك حتى يبلغ أخو الزوج الميت ثلاث عشرة سنة . وفي أسوأ الحالات فإن الزوجة قد تتعرض للاغتصاب من ذوي الفقيد .ويمكن حل هذه المشكلة  بكتابة جملة في عقد الزواج ( كاتوبا)  تقول : " إذا مات الزوج بدون إنجاب فلا يسري طقس الحالوتسا" !يديعوت 15/10/2009 تحقيق رفقة لبوفتش
إن المرأة أيضا متاعٌ من أمتعة الرجل، أوردته التوراة ضمن ملكية الرجل في أحدى الوصايا العشرة:"لا تشتهِ بيتَ قريبك، لا تشتهِ امرأة قريبك.... ولا ثوره ولا حماره" سفر الخروج20/17 "
فهي إذن عقارٌ من العقارات أو أحد من الممتلكات.
لم يقتصر اعتبار المرأة عند الحارديم(المتزمتن دينيا) دفيئة لتكثير بني إسرائيل وإنجاب الأبناء الذكور، وعقارا مملوكا للرجل، بل تم تسخير النساء ليُستخدمن (فخ عسل) أي استخدام النساء (طُعما) لاصطياد أعداء بني إسرائيل، حتى ولو كان الأمر بتفريط المرأة في عفافها، فقد أفتى كبار الحاخامين بجواز استخدام النساء الجميلات كطعوم لاصطياد الأعداء، مع منحهن مرتبة عالية في الدين اليهودي، بعد أن تخضع للشروط التي سنها فقهاء الحارديم، بأن تُطلَّق أولا من زوجها، على أن تتزوجه مرة أخرى،ثم أن تقبل بعد استخدامها كطعم ألا تتزوج أحدا من طائفة الكوهانيم المطهرين، لأنهم لا يتزوجون المطلقات كما جاء في هذا التقرير الذي حدد حالتين استخدمتْ فيهما المرأة اليهودية طُعما وفخا:
[[أباح الحاخام آري شافيت لليهوديات ممارسة الجنس مع الأغيار لغرض الحصول على معلومات استخبارية، واستخدام شرك العسل للإيقاع بالأعداء واعتبر هذه الفعلة عملا شرعيا يجيزه الدين اليهودي!
وجاءت هذه الفتوى في دراسة وفتاوى للحاخام نظمها مركز تسومت غير الربحي ونشرتها صحيفة تهومن الإلكترونية.
وناقش الحاخام إغواء الأجانب باستخدام نساء يهوديات، وهذا السلاح تم تطبيقه على مردخاي فعنونو الذي أباح أسرار مفاعل ديمونا ، فقد تمكنت فتاة من إغوائه بالجنس وإعادته إلى إسرائيل للمحاكمة.
وأشارت التقارير بأن هذا السلاح طبق أيضا في حوادث اغتيال كثيرة آخرها حادثة دُبي، وربطتْ الفتوى بين هذه الأحداث وقصة أستير التي مارست الجنس مع ملك فارس أحشويرش لإنقاذ اليهود في فارس من عقوبة الموت، وياعيل زوجة هيبر الكنعاني التي قتلته باستخدام فخ العسل، ولهذا فإن ممارسة الجنس مع الأغيار، ليس أمرا مذموما ، بل هو واجب وطني وديني، ويُفضل أن يستخدم لهذا الشرك الفتيات غير المتزوجات، ويمكن استخدام المتزوجات إذا لم يوجد غيرهن!
وإذا كانت (الفخ) متزوجة، فعلى زوجها أن يطلقها حتى لا يقام عليها حد الزنى، ثم يتزوجها من جديد بعد أن تكمل مهمتها، وإذا لم يستطع الزوج أن يطلقها بسبب الظروف، فيجب أن يقوم بذلك بعد أن تنتهي من مهمتها!ويجب أن تعلم النساء المستخدمات في شرك العسل اللاتي يقمن بدور فالنتين بأنهن لا يستطعن الزواج بالحاخامين.وأشار الحاخام إلى أن هؤلاء النساء يرقين إلى مرتبة عليا في الشريعة اليهودية.
وصف  الحاخام إسرائيل رونسن رئيس معهد تسومت، ومحرر صحيفة تهومن هذه الفتوى بأنها فتوى جريئة وهامة]] يديعوت 4/10/2010"
أعدتْ الباحثةُ الإسرائيلية دانييلا رايخ ، وهي باحثة في جامعة حيفا، رسالة ماجستير حول شرك العسل الذي استخدمته الصهيونية للإيقاع بجنود الحلفاء البريطانيين والأستراليين قبل تأسيس إسرائيل، ويتكون هذا الشرك من آلاف الفتيات اليهوديات بإشراف الوكالة اليهودية:
" نظَّمت الحركة الصهيونية في عهد الانتداب البريطاني فتيات يقدر عددهن بالآلاف، تتراوح أعمارهن ما بين 18-24 للترفيه عن الجنود البريطانيين، وجيوش الحلفاء، ممن ينزلون على شواطئ إسرائيل خلال الحرب العالمية الثانية ويُقدر عددهم أكثر من مائة ألف جندي، لغرض كسب تأييدهم للحركة الصهيونية، وانضممن إلى النوادي الليلية في تل أبيب،وقد افتُتحت عيادة خاصة لعلاجهم من الأمراض الجنسية، وكانت الدائرة السياسية في الوكالة اليهودية هي التي تتولى هذا الملف، فكانت الفتيات اليهوديات يتقدمن بطلبٍ مصحوبا بثلاث صور تُفحص من قبل جهاز المخابرات البريطاني.
طاردت منظمة الإيتسل والليحي والهاغاناه عام 1945 كثيرا من فتيات شرك العسل، وقتلوا عددا منهن بتهمة إعطاء معلومات للبريطانيين عن مقاتلي هذه التنظيمات، بعد أن قُتلت واحدة منهن وهي كاديا مزراحي عام 1947 بتهمة الوشاية بالمقاتلين اليهود للبوليس البريطاني، وانتهت هذه الظاهرة" هارتس 11/4/2004          
                                   أما النوع الثاني من النساء فهو المرأة الإسرائيلية، المرأة التي أبرزها الإعلام كصورة تجميلية تكميلية لدولة إسرائيل، وهي الصورة التي يراها العالم أجمع للمرأة في إسرائيل، فهي تكمل صورة إسرائيل الدولة الحضارية الديمقراطية(واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط) كما تَدَّعي !
الدولة  التي تساوي في الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة، وقد وُظفت المرأة الإسرائيلية المتحررة الحضارية أحسن توظيف في مقابل الصورة التي كان يسوقها الإعلامُ الإسرائيلي في كل أنحاء العالم،للمرأة العربية المقهورة المقموعة، لإقناع العالم بأن المرأة الإسرائيلية الحضارية  تعكس وجه إسرائيل الحضارية، إسرائيل تعيش اليوم  وسط (مجموعات ) من العرب يقتلون نساءهم على خلفية اتهامهن بالمس بشرف العائلة، وهذه الصورة بالطبع تعزز إيمان دول العالم بحق إسرائيل، الدولة الحضارية  الديمقراطية في (أرض الميعاد)، أرض اللبن والعسل!
لذلك قامت إسرائيل منذ تأسيسها بتعميم صورة المرأة الإسرائيلية كنموذج حضاري، فدمجت النساء في جيشها، وأبرزتْ صورة المرأة الإسرائيلية الحضارية في كل قطاعات الدولة، وهي تقوم بكل المهمات بلا ضوابط أو قيود بينها وبين الرجل، مع الإبقاء على الستائر الكثيفة مُسدلة لتحجب صورة المرأة اليهودية المقهورة، بل والأكثر قهرا في كل دول العالم.
ولتعزيز صورة المرأة الإسرائيلية الحضارية، فقد عمَّمت إسرائيل الصورة على المناطق الفلسطينية المحتلة، واستخدمت المجندات الإسرائيليات في عمليات المداهمة لبيوت الفلسطينيين، في الاستجواب والتدقيق على الحواجز، وذلك لغرض تعزيز صورة المرأة الإسرائيلية المساوية للرجل، ولإرسال رسالة للفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال تقول: إن احتلال إسرائيل لأرضهم هو احتلال حضاري!
وقام الإعلام الإسرائيلي بدور مميز في ذلك، عندما كان يُبرز صور المجندات حتى وهن يَصطفْن على الشواطئ بلباس البحر، ويحملن في الوقت نفسه بندقية العوزي، وكانت تلك الصورة من أكثر الصور إثارة للانتباه في موقع اليوتيوب في أواخر عام 2012 .
وما أزال أذكر أن إسرائيل نجحت في توظيف المرأة الإسرائيلية لتجميل صورة الاحتلال، فقد كانت النساء الإسرائيليات المتحررات في ألبستهن يقمن بالتفتيش في المطارات، ويستجوبن القادمين ويمنحنهم تأشيرات الدخول، فقد كانت النساء الإسرائيليات هن الأكثرية في مطار بن غريون عندما زرتُ أهلي للمرأة الأولى في سبعينيات القرن الماضي قادما من  مطار نيقوسيا إلى مطار بن غريون.
ولا يجب أن يغيبَ أبرزُ نموذج حضاري للمرأة الإسرائيلية في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي،وهو المرأة الكيبوتسية الطلائعية المتحررة، عندما استَحدثتْ إسرائيل نظام (الكيبوتسات) كنظام اشتراكي جديد لجذب أنظار العالم إلى دولة إسرائيل الاشتراكية، رائدة أروع نظام للحياة الجديدة، وهو نظام الكيبوتس، حيث يتوافق عدد كبير من الإسرائيليين على حياة مشتركة تقوم على المساواة في العمل والإنتاج بين الذكر والأنثى، وتفرض على الجميع أن يحيوا حياة مشتركة، تتمرد على نظام الحياة المعتاد في الدول الأخرى،فألغى الكيبوتس نظام الأسرة المستقلة في البيوت والمدن، واستبدل الكيبوتس هذا النظام بنظام الحياة ( الجماعية) أي الكيبوتس،  حيث يعيش الجميع مع الجميع، فلا استقلال للأسرة، فالأطفال ينزعون من آبائهم منذ ولادتهم ، يصبحون ملكا للكيبوتس ، ويربون في دفيئات داخل الكيبوتسات تربية مشتركة يُشرف عليها نظام الكيبوتس!
ولعل أهم ما في موضوع الكيبوتس هو المرأة الإسرائيلية التي وُظِّفتْ أيضا لإنجاح هذا النظام الدعائي، في صورة جديدة غير دينية، مما أسهم في جلب المهاجرين إلى إسرائيل، فقد كانت المرأة الكيبوتسية إحدى أهم المغريات التي استخدمت لتحقيق هذا الغرض، فقد تم الاعتداء على أبرز حقوقها كأم، عندما كان يُنزع منها طفلها ليربى وينام ويتعلم بعيدا عنها، وكانت تُمنح نظير ذلك ساعات قليلة في اليوم لرؤية ابنها  وإرضاعه، ولم يُبرز الإعلامُ الصورة السيئة للمرأة التي يُنزع منها طفلها، ويُربّى بعيدا عنها!
                                           كل الصورة السابقة للمرأة الإسرائيلية نجحت في تغييب صورة المرأة اليهودية المقهورة، أو المرأة المتدينة، أو الحريدية، نسبة إلى طائفة الحارديم الدينية، وهذا التعبير سوف أستخدمه في الكتاب، للدلالة على الصورة الأخرى المختفية في إسرائيل عن العالم، صورة المرأة الحريدية اليهودية.
المرأة الحريدية هي امرأة مقهورة ومقموعة أكثر بكثير من نظيرتها في الأديان الأخرى، ولا نخطئ إذا قلنا إنها الأكثر اضطهادا في العالم.
وقد تمكنتُ من الحصول على مجموعة من القصص، التي كانتْ تظهر في زوايا أخيرة في بعض الصحف الإسرائيلية، ثم تختفي منها بسرعة!!
وأرجو ألا يفهم من كتابي أنني أُبرِّرُ ما تتعرض له المرأة الفلسطينية والعربية من قمع واضطهاد وقتل وحرمان من الحقوق بمختلف الأشكال والألوان، عندما أسرد مسلسلات القمع والاضطهاد للنساء اليهوديات الحريديات، فهدفي الرئيس هو أن نغوص في ثنايا هذا المجتمع لنكشف أسراره، ونتعلم من فسيفسائه، ونستقى العبر والدروس النافعة، ونتمكن من بلورة سلاح نضالي ضد ادعاءات إسرائيل بأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وأن نكشف وجهها الحقيقي الذي ظلّ مختفيا خلف الأصباغ والماكياجات العديدة التي اعتادت إسرائيل أن تصبغ بها وجهها!
وكل أمنياتي أن يتمكن آخرون من الولوج إلى خبايا هذا المجتمع، ليحاولوا معرفته من الداخل، ولاسيما أننا نحن الفلسطينيين أقربُ الناس إلى هذه المجتمع، فما تزال الكتابات الفلسطينية عن تفاصيل  الفسيفساء العرقية الإسرائيلية قليلة جدا، على الرغم من ارتباطنا بالحبل الصري الإسرائيلي منذ عقود طويلة، وعلى الرغم من ذلك فإننا لم نتمكن من تأسيس مراكز وأبحاث مختصة في فسيفساء إسرائيل، بدلا من انشغالنا بقضايا الصراع الحزبي والسياسي ، التي اعتقدنا خطأ بأنها أهم الموضوعات التي يجب أن نعرفها.
غزة في 1/1/2014
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المرأة في الأسطورة وفي  الدين اليهودي
"المرأة(حواء) هي التي أغوت آدم ليأكل من ثمار الشجرة المحرمة، لذا فهي أم الخطيئة"
من التلمود
" بإمكان الرجل بيع ابنته إذا افتقر" سفر الخروج 21/7
" كل من يستمع لنصيحة زوجته مصيره جهنم" سفر الملوك الأول
"المرأة صورة مشوهة من الرجل ببتر القضيب" من التلمود
 هل ظلت المرأة في الأساطير القديمة هي الصورة التي استخدمها فقهاء الدين اليهودي وطبقوها على المرأة اليهودية الحريدية؟
للإجابة على السؤال يجب أن نذكر بعض صور النساء في الأساطير القديمة، كما وردت في كتاب تاريخ الحضارة لول ديورانت:
[[ من المعروف أن سكان غانا الجديدة وجزر سليمان وفيجي كانوا يشنقون المرأة، أو يتركون لها حرية الانتحار طوعا،  عند وفاة زوجها لتدفن معه، لكي تقوم على خدمته في الدار الآخرة "
" كان الأب يضرب ابنته ليلة زفافها إلى عريسها، ثم يعطي زوجها السوط لكي يضربها هو الآخر، لكي تعتاد الطاعة والولاء"
" في كالدونيا كانت النساء ينمن في حظيرة الحيوانات، ولا ينمن في البيت مع الرجل"
" في جزيرة فيجي كان لا يُسمح للنساء بدخول المعابد لأنهن أقذر من الكلاب"
" ثمن العروس عند قبائل الهوتونوت ثورٌ أو بقرة، وعند قبيلة كرو ثلاث بقرات وشاه"
" يشتري الصينيون واليابانيون والهنود واليهود القدماء زوجاتهم من آبائهن، نظير دفع ثمن التربية"
" كان الصوماليون القدماء يزينون العروس فوق ظهر حصان ويطوفون بها كالبضاعة لمن يدفع ثمنا أعلى"
" في بريطانيا الجديدة كانوا يحجزون البنات خمس سنوات في أكواخ تحرسها العجائز، لا يخرجن ولا يراهن إلا الآباء"
" حسب قانون حمورابي ؛ للرجل أن يُطلق زوجته، ويرد لها صداقها، قائلا:
لستِ زوجتي، أما إذا قالت هي :
 أنت لستَ زوجي.. فيجب قتلها، وإذا أهملت الزوجةُ واجباتها فعلى زوجها أن يلقيها في الماء"
" يقول هيرودوت: إذا افتقر الرجلُ، فيقوم بعرض بناته للدعارة"
 " يتم الزواج عند الهنود القدماء باغتصاب العروس من أهلها، وكان تعدد الزوجات شائعا، وهو مجالٌ للفخر، وهناك قصة (دوفاري) التي تزوجت خمسة إخوة، وشرط الزواج أن يكونوا إخوة، بقيت هذه العادة في جزيرة سيلان حتى عام 1859م  جزء3/28
" يقول خطيب أثينا ديموستين الخليلات لصحة أجسامنا، والعاهرات للذة، والزوجات ليلدن لنا الأبناء"(جزء7/80)"
" في أثينا سمح بتعدد الزوجات بعد أن قضت الحروب على عدد كبير من الذكور بعد الحملة التي وقعت على صقلية سنة 415ق.م، ولم تجد النساء أزواجا، فأباح القانون الزواج باثنتين، واستجاب للقانون الفيلسوف سقراط ويوربيدز]] جزء 7/115 " كتاب تاريخ الحضارة  لول ديورانت دار الجيل بيروت"
 
إذا حاولنا أن ننسب الديانة اليهودية إلى كتاب التوراة الذي يحتوي على الأسفار الخمسة(التكوين والخروج واللاويين والعدد والتثنية) فلا يمكننا أن نعطي التفسير الصحيح للديانة اليهودية، فالديانة اليهودية الممارسة على الأرض عند طوائف الحارديم تتجاهل التوراة المكتوبة ، وتعتمد التلمود كمصدر رئيس للقوانين والتشريعات، ويقول كثيرون ومنهم ول ديورانت في مرجعه السابق جزء14/11 :
[[رجال الدين في المعابد والمدارس الفلسطينية والبابلية، هم الذين ألفوا أسفار الشريعة  المعروفة بالتلمود بجزأيه الفلسطيني والبابلي وكانوا يقولون: لم يترك موسى شريعة مكتوبة(التوراة) فقط، بل ترك شريعة شفوية تلقاها التلاميذ عن المعلمين، وثار الجدل بين الفريسين والصدوقيين على مسألة :
هل هذه الشريعة منزلة من الله يجب طاعتها؟
ولما اندثرت طائفة الصدوقيين عام 70م قبل جميع اليهود تفسير الفريسين بأنها واجبة وملزمة لليهود، وأضافوها للأسفار الخمسة في التوراة، فظلت (الإضافات التلمودية)هي أركان الإيمان باليهودية، وجمَّعوا هذه الشريعة التي صارت تسمى (المشناه) ثم وضعت الجماراه لتفسير المشناه وروايات المشناه والجماراه هي التي ألفت التلمود الفلسطيني، وبقي التلمود البابلي هو الأصعب. وظلت المشناة نصوصا شرعية (هالخاه)، أما الجماراه فقسموها إلى قسمين هالخاه وهاغاداه أي قصص]] (جزء 14/11)
إذن فإن الشريعة المعتمدة في الدين اليهودي في معظم قضايا الحياة ، ومنها قضايا النساء ليست من الشريعة المكتوبة( التوراة)، ولكنها من الشريعة الشفوية (التلمود) غير المكتوب، لذا فإنني أرى أنها استمرار لصورة المرأة في أساطير الشعوب القديمة ،صورة ول ديورانت في مرجعه الكبير، وبالمناسبة فإن معظم المجتمعات في العالم غير اليهودية ظلت أسيرة لقصص النساء في الأساطير القديمة.
نسبة النساء اليهوديات في إسرائيل
 ولكي نفهم نسبة المرأة اليهودية من مجموع نساء إسرائيل، علينا أن نشير إلى إحصائيات طوائف الحارديم المتزمتين دينيا،فالطوائف الحريدية  لم تعد تشكل نسبة ضئيلة في المجتمع الإسرائيلي،كما كانت في بداية تأسيس إسرائيل عندما رفضتْ طوائفُ حريدية عديدة العودة إلى إسرائيل، لأن تأسيس دولة إسرائيل- من وجهة نظرهم- ظلَّ يخالف الشريعة ويُعرقل قدوم الماشيح المنتظر ،على الرغم من وجود طوائفَ أخرى من الحارديم، وأبرزها  التيار الديني الصهيوني، والتيار المسيحاني الصهيوني  أوجبت العودة إلى إسرائيل،  حتى وصلت نسبة الحارديم المتزمتين في المجتمع الإسرائيلي في ألفيتنا الثالثة إلى أكثر من الربع وفق الإحصاءات التالية:
[[بلغ عدد الحاريديم في إسرائيل ما بين عام 2002-2007   637000 حريدي  وفق الدراسة التي أجراها معهد (شكيما) الذي يساعد الحاريديم على الالتحاق بالجامعات وشمل الاستطلاع 500 فرد من الحاريديم ورئيس المعهد هو شاي كوهن  .وتبلغ نسبتهم الإجمالية 8،8% من مجموع السكان في إسرائيل  منهم:
233000  تبلغ أعمارهم من 20- 64  منهم 118000 رجل، وبلغت نسبتهم في الجيش 19,9%
(جورسلم بوست 20/8/2009]]
ليست هذه الإحصائية دليلا صادقا على النسبة الحقيقية للحارديم في إسرائيل، فقد ظلت الإحصاءات تؤكد تنامي نسبتهم في المجتمع الإسرائيلي ، ولا سيما فإن تيارات حريدية عديدة لا يقبلون التعاون مع معاهد ومراكز الدراسات والأبحاث، ويرفضون أية توجيهات من الحكومة أو من المؤسسات غير الحكومية وهم لا يسجلون أنفسهم في سجلات التأمين الاجتماعي وغيرها من المؤسسات الأخرى، مثل تيار ناطوري كارتا ، وتولدوت أهارون، وعيدا حارديم وغيرها من التيارات الأصولية الحريدية، فقد أورد مكتب الإحصاء الحكومي ، وهو الجهة الرسمية في إسرائيل إحصائية عام 2010 ، إحصاءً يُظهر النسب المئوية التالية:
[[أصدر مكتب الإحصاء الحكومي  آخر إحصائية عن تشكيلة المجتمع الإسرائيلي .
42% من يهود إسرائيل ممن هم فوق 20 عاما يعرفون أنفسهم بأنهم علمانيون.
25 % من اليهود صنفوا أنفسهم بأنهم متدينون وليسوا متزمتين دينيا
8% من اليهود يعرفون أنفسهم بأنهم حارديم]]     جورسلم بوست18/5/2010 ]]
 يجب أن نلاحظ بأن من صنفوا أنفسهم بأنهم ليسوا متزمتين دينيا، هم في الغالب ينتمون إلى طائفة الحارديم، يطبقون الشريعة ويلتزمون بها وبخاصة طقوس النساء اليهوديات الحريديات، وأكبر دليل على ذلك ما أوردته صحيفة هارتس عن النسبة المئوية في جيش الدفاع، والتي تشير بوضوح إلى القفزة الكبيرة لنسبة الحارديم في المجتمع الإسرائيلي.
[[كانت نسبة الحارديم في الجيش عام 1990 3% ، وبلغت نسبتهم عام 2007    32% اعتمادا على نسبة المسجلين من مدارس اليشيفات الدينية ]].هارتس 16/9/2010
 وأكدت هذه الحقيقة وكالة أسوشيتد برس التي أوردت تحقيقا حول الحارديم عام 2011:
[[بلغت نسبة مواليد الحارديم في العام الماضي 30% من مجموع مواليد إسرائيل ، كما أن نسبة المواليد في الأسرة الحريدية تبلغ عشرة مواليد]]يديعوت أحرونوت 8/2/2011
وقد وصف كثير من الكتاب الإسرائيليين اليساريين هذا التحول في المجتمع الإسرائيلي، من مجتمع عالماني إلى مجتمع حريدي أصولي، بأنه انقلاب!
وقد ساووا بين هذا الانقلاب في المجتمع الإسرائيلي والانقلاب الديني في إيران، فقال الكاتب اليساري نحميا شراسلر:
[[ اليهودية ليست ديانة تبشيرية، ولكنها تبشيرية داخلية لخدمة أغراض اللتوانيين والحاسيديم من حركة حباد ، فهم يرغبون في تحويل إسرائيل كلها إلى الحريدية، يريدون تطبيق الشريعة شريعة التوراة، وليس القوانين الوضعية.
هم يختلفون عن الثورة الإيرانية التي قامت بالأسلحة والقوة، فثورة الحارديم مخملية، رأسمالها الميزانيات النقدية التي يصحبها الابتسامات وكلمات الوعظ الطيبة، غير أن الغاية هي تحويل إسرائيل إلى دولة دينية.]] هارتس 4/8/2009
                                   أما الكاتب غدعون ليفي فهو يشير بوضوح إلى الزحف والانقلاب الحريدي في المجتمع الإسرائيلي، فتحت عنوان ؛إسرائيل دولة الشريعة الدينية قال:
[[إن إسرائيل عام 2009 أقرب إلى طهران منها إلى ستوكهولم ، ويبدو الأمر جليا من لحظة الميلاد وحتى الموت ؛ يظهر في تقاليد الختان ودفن الموتى، ويظهر أيضا في طقوس تأسيس الدولة حتى بناء آخر البؤر الاستيطانية غير الشرعية في الضفة الغربية !
يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا ونعترف بذلك ! فإسرائيل دولة دينية، والتيار الديني ليس جديدا ، بل بدأ مع وجودنا هنا، فهو مبني على عقيدة جدنا إبراهيم الذي اشترى مغارة الماكفيلا في الخليل ، وهكذا نحن اليوم في الخليل !أما العلمانيون فهم يتماثلون مع المتدينين في تعبيراتهم التي يستخدمونها في علاقتهم بأرض إسرائيل ( أرض الميعاد) !
وما يزال الإشكالُ قائما في تعريف ( اليهودية) فهل هي دين أم قومية ؟!!
ولا توجد في العالم عادة تقديس الدين في المناسبات كما هو الحالُ في إسرائيل !
فلا يوجد عندنا زواج أو طلاق مدني ، ولا توجد مقابر للعلمانيين، وهناك قانون العودة ، وتعريف اليهودي ، كلها مصطلحات دينية. فالمازوزاه على كل أبوابنا، وما تزال تقاليد عيد البيسح والخروج والمجاعة والكارثة والطاعون وطقوس المولود الأول وموته هي الطقوس الدينية السائدة !
67% منا يصومون يوم كيبور ، وهو يوم غريب في نظر الغربيين !
ونوقف الحافلات والقطارات يوم السبت، ونتبع نظام الكاشروت في طعامنا، بالإضافة لقضية المصاعد الكهربية في الفنادق والمستشفيات وحرمة تشغيلها يوم السبت !يضاف إلى ما سبق احتفالنا ببار متزفا لكل صبي في كل بيت في البيسح ، وصلاة القاديش.إن حكماء التوراه هم الذين يقررون سياسة إسرائيل  ومصيرها، فبسحرهم وتعاويذهم يتغلغلون في وسطنا، ثم ندعي بأننا علمانيون... إنهم يكذبون على أنفسهم وعلى الآخرين باعتبارنا شعب الله المختار!!
الحقيقة هي أن عددا كبيرا من العلمانيين هم [ تقليديون] أي أنهم متدينون، ولكن بنسبة قليلة !دعونا نعترف بأننا نعيش في بلد ديني ، له شرعيات دينية، دعونا نزيل عنه غطاء العلمانية التي ندعيها !إن إسرائيل ليست كما تعتقدون، وليست هي التي نزعمها لأنفسنا ولغيرنا من دول العالم !]]هارتس 10/12/ 2009
صرخ  البرفسور زئيف دغاني رئيس المدرسة العليا في هرتسيليا قائلا: السلطة القادمة ستكون للمحكمة الحاخامية الدينية وليس للمحكمة العليا المدنية، ما يحدث في إسرائيل يشبه ما حدث في أفغانستان وإيران، إسرائيل لن تكون ديمقراطية بل دينية، ويحذر في النهاية من أن 78% من السكان في إسرائيل سيكونون إما حارديم متدينين أو عربا.
[[قال د. زئيف دغاني رئيس المدرسة العليا في هرتسيليا:
هاهو الزحف الحريدي يسير وفق الخطوات التالية:الفصل بين الرجال والنساء في الحافلات العامة،لا أطعمة غير كوشير تُباع في المحلات،تقليص الحريات في التحرك والسير، العلمانيون سيصبحون أقلية صغيرة،ستتأثر الحياة العامة  بالتقاليد الأصولية،سيصبح التعليم دينيا،جميعنا سمعنا الحاخام عوفاديا يوسيف يقول:
" خلق الجنتل (الأغيار) فقط ليخدمونا"وفي المستقبل سنردد جمعينا هذه الأقوال.
قال د. دانيال هرتمان رئيس معهد شالوم في القدس:
ستصبح إسرائيل دولة شريعة دينية، ولا مجال فيها لمعتنقي الديمقراطية، فهل ستبقى عقيدة الديمقراطية؟
وهل ستعطى الحرية لمعارضي الحارديم؟
وهل ستبقى الكنيست؟ أم أن الكلمة العليا ستكون للحاخامية الأصولية، وليس للمحكمة العليا؟
ماذا سيحدث في يوم السبت؟ بالطبع ستغلق كل محلات الترفيه أبوابها!
 لا أرغب في إثارة الرعب، غير أن دولة الشريعة ليست ديمقراطية، إنها دولة أخرى، آمل أن يُفيق الناس!
 فهل سمعتم عن أفغانستان وإيران ، إنها هنا! يقول البرفسور دان بن دافيد رئيس مركز السياسات الاجتماعية:سيصل عدد الطلاب الحارديم والعرب عام 2040 إلى 78% من عدد الطلاب في إسرائيل، هذه حقيقة وليست نبوءة.]] يدعوت 1/11/2010 تحقيق عنات فسبن
                                               ما سبق يُشير إلى أن المرأة اليهودية الحريدية المقهورة باسم الهلاخاه أو الشريعة الدينية ليست استثناء وشذوذا، كما اعتاد الإعلامُ الإسرائيلي أن يصورها، بل هي واقعٌ تسير نحو التأصيل في المجتمع الإسرائيلي، ولم تعد المرأة الحريدية مغيبة عن الأحداث كما كانت في القرن الماضي، بل أصبحت تُرسخ وجودها وتفرض إرادتها حتى على المرأة الإسرائيلية المتحررة، فقد غادرت المرأة الحريدية زاوية الصمت وعدم الاكتراث بالمرأة الإسرائيلية المتحررة، لتتحول هي، ومعها جماعة الطوائف الحريدية، إلى مطاردة النساء الإسرائيليات العلمانيات المتحررات في شوارع القدس وتل أبيب، يطالبونهن بالعفاف والحشمة.
أشارت إحدى الحاخامات البارزات في أمريكا إلى مآسي المرأة الحريدية اليهودية وطالبت بالثورة على مظاهر قمع النساء في إسرائيل:
[[قالت الحاخام جولي شونفلد، وهي أعلى رتبة دينية لامرأة يهودية ، وهي نائبة رئيس مجلس الحاخامات الدولي ، وهي مسؤولة عن 1600 حاخام  من التيار المحافظ ، وقد توجتها  مجلة نيوز ويك ضمن أكثر خمسين شخصية مؤثرة  من بين حاخامي أمريكا، وهي تبلغ من العمر ستة وأربعين عاما، وهي من حركة ماسوراتي  قالت:
لقد اختطف الحارديم اليهودية، فلماذا لا تحتج اليهوديات العلمانيات، يجب إيقاف الحارديم، إنهم يفعلون أشياء تثير السخط حين يُلبسون أطفالهم ملابس المساقين للإعدام في الهولوكوست احتجاجا، وحين يضطهدون النساء في بيت شيمش، من إجراءات الطلاق. من الصعب أن يحافظ اليهودي على يهوديته في إسرائيل.إن إسرائيل تخسر دعم الشباب الراغبين في الهجرة إليها. ]]يديعوت 18/2/2012
ظهرتْ كرد فعل لمظاهر قمع النساء في إسرائيل، حركاتٌ نسائية تطالب بوقف العربدة الحريدية النسائية، ولم تتبلور هذه الدعوات لتصبح حركة نسائية كبيرة بعد، بل ظلت في إطار محدود:
[[ظهرت صور نساء عاريات في شوارع كريات يوفل الحريدية في طريق هداسا عين كارم بالقدس ففي يوم السبت، فوجئ الحارديم بوجودها، ولم يتمكنوا من إزالتها حتى لا ينتهكوا السبت، وقد كتب أسفلها:( المجد للنساء) ومن المعتقد بأن العلمانيين هم الذين رسموها ردا على قمع النساء في المجتمع الحريدي. يديعوت]] 11/2/2012 تحقيق كوبي نحشوني
 
مآسي النساء في بيت شيمش بالقدس
                                جاءت أحداث مدينة بيت شيمش يوم 25/12/2011 ، كاشفة النقاب عن احتقار وقمع النساء اليهوديات في إسرائيل، وكبداية لفضح الممارسات القمعية ضد النساء ، فلم تعد قضية قمع النساء هي التهمة العالمية التي تُلصق في العادة بالعرب والشعوب الأخرى، فقد جاءتْ أحداث مدينة بيت شيمش ، لكي تؤكد بأن قمع النساء في إسرائيل هو الأقسى، والأكثر خطورة.
 بيت شيمش  مدينة في القدس يسكنها أكثر من ثمانين ألف ساكن ينحدرون من أعراق وأجناس مختلفة، أسست المدينة عام 1950 على أيدي المهاجرين اليهود من بلغاريا، ثم التحق بهم مجموعات من يهود كردستان والمغرب وإيران  ممن يطلق عليهم مصطلح (السفارديم).
 المدينة تُعَدُّ  إحدى أكثر مدن إسرائيل دلالة على أنها تمثل كل الإسرائيليين، لما تحويه من جماعات مختلفة، وهي كذلك مثالٌ على ما يجري في كل إسرائيل من صراع بين (بقايا) اليساريين الإسرائيليين، وبين الأصولية الحريدية اليهودية، والتي تتضخم بسرعة فائقة، فالمدينة تضم اليوم أعدادا كبيرة من الحارديم المتطرفين من عدة طوائف وعلى رأسها مجموعات الحاسيديم، مثل:حركة غور وباداتس وساطمر وحباد، ثم حركات ناطوري كارتا وعيدا حارادي وتولدوت أهارون.
 أصبح تأثير الحاخامين في المدينة أشد تأثيرا من كل السياسيين، وقادة الأجهزة الأمنية.
كانت شرارة الأحداث التي جرتْ في هذا اليوم في الظاهر، بسبب الفتاة الصغيرة ذات ثمانية أعوام (نعامة مارغوليس) التي تسكن بيت شيمش، عندما بصق في وجهها سائق متزمت من الحارديم  وهي تسير نحو مدرستها ( أوروت بنوت) لأنها تلبس لباسا غير محتشم( البنطلون)، ظل الحدث يُرعب الفتاة إلى أن غادرتُ الأسرةُ  بيت شيمش يوم2/7/2013 لتسكن في مكان آخر.
  لم يكن هذا الحدث سوى بداية علنية لظاهرة كبت النساء  وقمعهن واستثنائهن من الحياة العامة، فقد اعتادت مجموعات الحارديم أن تًُعربد في المدينة  وتزيل كل اللوحات الإعلانية التي تحتوي على صور النساء، وتفرض الإغلاق على محلات بيع ملابس النساء، وتفرض الفصل في محلات السوبرماركت، وتدمر محلات بيع الأيس كريم الفاجرة، لأنها تظهر ألسنة النساء، فقد نقل الإعلام الإسرائيلي الخبر التالي:
[[سينظم عشرات الآلاف مظاهرات حاشدة في بيت شيمش بالقدس للتظاهر ضد استثناء النساء وقهرهن من قبل مجموعات الحارديم في المدينة، وستبدأ المظاهرة أمام مدرسة أوروت بنوت التي شهدت مظاهر عنف ضد النساء. الطفلة نعامة هي من أسرة مهاجرة من أمريكا صارتْ رمزا للمظاهرات بعد أن تعرضت من قبل سائق سيارة حريدي للبصاق عليها وهي في طريقها للمدرسة بحجة عدم الاحتشام! وحين سئل السائق عن فعلته قال:" كل فتاة لا تلتزم بالتوراة، تستحق البصاق، حتى ولو كان عمرها سبع سنوات"
والغريب أن نعاما وأمها هداسا تعتبران من طائفة الحارديم، فأمها تلبس غطاء الرأس للمتزوجات وفساتين بأكمام طويلة، هاجرت من شيكاغو 1983]] صحيفة هارتس 27/12/2011
المرأة نجاسة عند الحارديم
                                     كثيرات من النساء المتدينات أنفسهن يخشين السير في حي مائة شعاريم بالقدس،حتى وهن يعتبرن أنفسهن متدينات حريديات،لأنهن سيتعرضن للإهانة والبصاق، حتى وهن يلبسن لباسا محتشما، ففي الحي ترتع مجموعات من فرق العفاف الحريدية التي تتلقى أوامرها من حاخاميها المتشددين، وتقوم الفرق بمطاردة النساء ، وتقتحم عليهن حتى بيوتهن بتهمة الإخلال بالشرف، وقد أوردت صحيفة يديعوت خبرا يقول:
[[وجهت تهمة التحرش والإهانة والبصاق في وجه امرأة من حي مائة شعاريم، ضد الحريدي زئيف فرانك الذي بصق عليها لأنها غير محتشمة وقال لها (فاجرة) ، وكان قد ألقي القبض على شخص آخر اسمه شلومو فوشس قبل أيام بصق في وجه امرأة أخرى.]]يديعوت 9/1/2012
رش امرأة برذاذ الفلفل
يشارك كبار الحاخامين في هذه الأفعال أيضا ضد النساء، ولا يكتفون بتحريض أتباعهم فقط، فقد أقدم حاخام بارز في تيار (عيدا حارادي) وهي من التيارات الدينية المتزمتة على رش عيني إحدى النساء برذاذ الفلفل الحار، لأنها لم تسر في الرصيف المخصص للنساء في الشارع العام:
[[اعتقلت قوات الشرطة الحاخام يوئيل كروس  بسبب  اعتدائه على امرأة في حي مائة شعاريم ، بسبب طلبه منها أن تسير في الجانب الآخر من الشارع المخصص للنساء ، وعندما رفضت قام بنثر رذاذ حارق في وجهها ، فاستدعت الشرطة .وقال حاخام طائفة عيدا (شموئيل بابانهايم) : " هاهي الشرطة تدمر آخر الجسور مع المجتمع الحريدي باعتقال يوئيل كروس مدير عمليات جماعة عيدا حارادي]] يديعوت 26/10/2009
إلقاء الحجارة على النساء
[[ألقى ثلاثة حارديم الصخور والحجارة على امرأة غير حريدية، وهي تستعد لإنزال ابنتها من السيارة، وحطموا زجاج السيارة في بيت شيمش في القدس، وكان الحارديم يصيحون فيها: أيتها الفاجرة البسي لبسا محتشما .]]هارتس 21/6/2012
إرهاب باستخدام اليافطات
استعمل المتزمتون الحارديم اليافطات أيضا في تخويف النساء، وإرغامهن على السير في أرصفة خاصة بهن حتى لا يختلطن بالرجال:
[[علق الحارديم في بيت شيمش يافطة تقول:
" ممنوع سير النساء على هذا الجانب من الرصيف  في شارع غازون،قالت إحدى النساء المشتكيات للشرطة: المدينة يحكمها الحارديم، وهذا تمهيد لسفك الدم، فقد رموني بالحجارة]]يديعوت 5/7/2012
 وأوردت الصحيفة نفسها  بعد شهر تقريبا هذا التحقيق:
[[بعد مرور عام على استثناء النساء في بيت شيمش، وعلى الرغم من وعود نتنياهو بأن يزيل كل ما من شأنه أن يستثني النساء، إلا أن الأمور لم تتغير في بيت شيمش ، فهناك إشارات غير قانونية تأمر النساء بلبس قمصان ذات أكمام طويلة، وعدم لبس السراويل الضيقة، وتطلب منهن ألا يسرن بجوار الكنيس.
 وقالت نل فيليب:قدمتُ شكوى للبلدية وللشرطة بشأن استثناء النساء، غير أنهم أجابوني، بعدم وجود أدلة، وكتبت إيرز لشوفسكي من مركز إسرائيل الديني رسالة لرئيس بلدية بيت شيمش موشيه أبو طبول، وللمستشار ميكي، حول إزالة الإعلانات التي فيها صور النساء من شوارع المدينة، غير أنه لم يتخذ أي إجراء. ]]يديعوت 7/8/2012 تحقيق موشيه هيلر
دراسة حول المعنفات
                       هناك دراسات عديدة عن مظاهر قمع النساء الحريديات في إسرائيل، وهناك أيضا معاهد وجمعيات نسائية تختص برصد ظواهر العنف الموجه ضدهن:
[[تعتزم د. مالي بيتون المختصة بالعلاج الطبيعي تقديم بحث لجامعة بار إيلان يوم 20 الجاري حول المعنفات في المجتمع الديني والحريدي.
 واستخدمت في الاستطلاع 88 امرأة معنفة من المتدينات والحاريديات وجرى مقابلتهن من قبل نساء يلبسن الزي الديني مثلهن، حتى لا يرفضن الحديث بصراحة.
وأشار البحث إلى أن هناك نساء كثيرات يجري تعنيفهن وضربهن بدون أن يسجل ذلك ، وهناك رجال يجبرون نساءهم على غسل أياديهم عدة مرات في اليوم مع إهانتهن والسخرية منهن، كما أن هناك عنفا جسديا بدون علامات ظاهرة.
 قالت بعض المستطلعات بأنهن يفضلن الضرب على الإهانات النفسية، والتعذيب النفسي وممارسة الجنس بلا رغبة منهن .أشارت الباحثة إلى أن للفقر أثرا في ازدياد ظاهرة العنف في المجتمع الحريدي ، بالإضافة إلى أن الحارديم يخشون أن يتحدث الآخرون عنهم، لذا فإنهم لا يصرحون بمشاكلهم]] يديعوت 16/6/2012 تحقيق تالي فركش
قمع النساء في تل أبيب
لم يقتصر قمع النساء على أحياء القدس وأحياء المتدينين في مستوطنة موديعين عيليت وبيتار عيليت وغيرها، بل امتد القمعُ ليشمل مدينة تل أبيب، وبخاصة إعلانات النساء في شوارع تل أبيب فأقدم الحارديم على (حردنة)لوحات الإعلانات، أي إزالة صور النساء من يافطات الإعلانات في الشوارع وعلى الحافلات:
[[يتابع الحاخام نفتالي ليوبرت عضو مجلس بلدي تل أبيب لوحات إعلانات البلدية غير المحتشمة ، وقد نجح في فرض رؤاه على المجلس، فقد اتصل  المستشار القانوني للبلدية عوزي سلمان  بمصممي اللوحات الإعلانية وطالبهم بأخذ موافقة من المجلس الاستشاري البلدي قبل تعليق اللوحات الإعلانية  من الآن فصاعدا .وقال الحاخام ليوبرت: " إنه موضوع خطير يمس إحساس وشعور المواطنين وليس الحارديم فقط ، وهو يسيء إلى المرأة نفسها]] يديعوت 9/12/2009
سياسيون يقمعون النساء
لم يقتصر كره النساء على الحارديم غير المنضوين للسياسة، فقد وصل كره النساء واحتقارهن إلى أعضاء الكنيست  من الحزب الحريدي يهدوت هتوراة مثل إسرائيل إيخلر الذي طُرد من جلسة الكنيست:
[[أمرت رئيس لجنة المرأة في الكنيست تسبي هروفتش عضو الكنيست إسرائيل إيخلر من حزب يهودوت هتوراه بالخروج من الجلسة ،لأنه وصف أحد الإصلاحيين بأنه كاره لإسرائيل وهو أسوأ أعدائها، لأنه يدعو إلى المساواة بين النساء والرجال . والحاخام الإصلاحي صاحب الورقة هو غلعاد كاريف  الذي قدم ورقة عمل للجنة عن استثناء النساء وقمعهن من قبل الحارديم في إسرائيل وقال:إن تصرفات إيخلر مخجلة، وعليه أن يقرر من يكره، العرب، أم الإصلاحيين أم النساء؟]] يديعوت 5/3/2012
الصراع بين الدين والدولة وأثره على النساء
 إن الصراع بين الدين والدولة في إسرائيل، يجعلنا نميز بين قسمي المرأة في إسرائيل، المرأة الإسرائيلية (الطلائعية) والمرأة الحريدية الأصولية.
لقد كانت المرأة الإسرائيلية الطلائعية في بداية تأسيس إسرائيل، من أهم بواعث الإعجاب بالدولة الجديدة كما أسلفتُ، فقد كانت المرأة الطلائعية اليهودية، وهي امرأة الكيبوتس، شعارَ إسرائيل كدولةٍ متحضرة، تُنافس دول أوروبا وأمريكا، وكانت الكيبوتسات مزارا عالميا  للراغبين في اقتباس تجربة العيش المشترك والعمل المشترك، الذي يتساوى فيه الرجالُ والنساء.
كانت نساءُ الكيبوتسات لا يعرفن الكثير عن تعاليم الشريعة( الهلاخاه) اليهودية، ولم يكنَّ يلتزمن بطقوس الزواج والطلاق والطهارة والغذاء، فقد كانت النساءُ الإسرائيليات الأوائل، يعشن عصر التحرر من كل التقاليد والعادات، ويُشاركن الرجال في كل الأعمال.
وكُن أيضا يستخدمن كدفيئات لولادة جيل الصابرا، وهو جيل الجيش والمؤسسات العسكرية الأخرى، وكُنَّ بهذا صورة مُعدَّلة عن صورة المرأة اليهودية الحريدية، كانت الصورة إعلامية أكثر من كونها صورة حقيقية لمبدأ إشتراكي جديد، لأن ما بقي من الكيبوتسات يعيش  اليوم في غرفة الإنعاش!
 فهل كانت بروز صورة المرأة الكيبوتسية الطلائعية يعود إلى ضعف نفوذ الأصولية الدينية اليهودية في بداية تأسيس الدولة؟
أم أنه كان تكتيكا من تكتيكات الحركة الصهيونية؟
أم أنه يعود إلى حاجة الدولة الوليدة إلى الرجال والنساء  لتأسيس جيش الدفاع؟
أم يعود إلى مؤسسي إسرائيل الأوائل ممن اعتنقوا الفكر التنويري، وكانوا ينظرون إلى الدين اليهودي كعربة توصلهم إلى أرض الميعاد، فجعلوه شعارا عاطفيا ، أكثر من اعتباره مرتكزا لتأسيس دولة دينية أصولية؟
إن إجابات الأسئلة السابقة لم تََحسِم بعدُ تحوُّلَ المرأة الإسرائيلية، من المرأة الطلائعية العلمانية المتحررة، إلى المرأة اليهودية الحريدية الأصولية.
                ولإلقاء ضوء أكبر على الموضوع يجب أن نعود إلى قصة الطوائف الحريدية في إسرائيل المسؤولة اليوم عن معظم حالات قمع النساء.
ظلَّ معظم الحارديم من التيار المسيحاني، المتمثل في حزب الأغودات الديني يرفضون الهجرة لإسرائيل، لأن عقيدتهم تشير إلى أن استعجالَ الهجرة  سيُعطِّل مجيء الماشيح المنتظر، ويؤخر الخلاص النهائي، الذي يتمثل في عودة كل اليهود إلى أرض الميعاد.
ومن المعروف أيضا أن أوضاع النساء في أي مجتمع من المجتمعات  تخضع للتطورات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، كذا فإن طريقة معاملة النساء في أي بلد من البلدان، يعتبر مقياسا صحيحا للحكم على أسلوب الحياة في البلد، ويعتبر مؤشرا دقيقا على مستوى تقدمه الفكري والثقافي.
 كثيرون يُرجعون بداية التغييرات في الحياة الاجتماعية في إسرائيل إلى ما يسمى بالانقلاب الديني في القرن الماضي، عام 1977  عندما استولى حزب الليكود اليميني على الحكم لأول مرة، وانتقل حزب المفدال الديني الصهيوني، من مغردٍ ضمن جوقة حزب العمل اليساري، إلى لاعب رئيس وسط الأحزاب الدينية الحريدية، التي شرعت في المشاركة السياسية في إسرائيل، وقد تمرد الحزب الديني الصهيوني(المفدال) وريث حزب مزراحي( المركز الروحي) في منتصف سبعينيات القرن الماضي على استعماله كعربة موصلة إلى تأسيس الدولة،ليصبح منافسا على الزعامة السياسية والثقافية والدينية، ثم ها هو يتحول اليوم إلى مرحلة العداء السافر للصهيونية، ويعود إلى مبادئه الرئيسة، كحزب يسعى لتأسيس إسرائيل الكبرى في أرض الميعاد وعاصمتها يورشالايم كعاصمة أبدية للشعب اليهودي، ولأجل تحقيق هذه الغاية تحوَّل المفدال من حركة عقدية دينية ، إلى حركة استيطانية، وأصبح أكبر حركة استيطانية في التاريخ المعاصر، بعد أن أسس تيار( غوش إيمونيم) أو كتلة الإيمان، التي ترفع شعار استيطان كل أرض الميعاد، وأفرز بعد فترة وجيزة الجناح الاستيطاني النشط حركة ( يشع) الاستيطانية الكبرى بمؤسساتها الضخمة وجماهيرها الانتخابية.
             [[ظهرت غوش إيمونيم كحركة استيطانية ، وبرز أثرها بعد الانقلاب اليميني الذي أطاح بالمقولات الصهيونية مثل ( جيل الصابرا) فحلّ محله [ جيل الاستيطان] ، وانتقل مركز الحركة إلى المستوطنات  وظهر في حركة غوش إيمونيم تياران هما :
القوميون الراديكاليون ، وهم لا يؤدون الفرائض الدينية وفق الهلاخاه، وأنصار يشيفوت مركز هاحاخام وهم الأكثر التزاما بالهلاخاه ، وهم المؤسسون لغوش إيمونيم]](كتاب الصراع في إسرائيل لتوفيق أبو شومر صفحة 52 ).
 ليس من قبيل المبالغة القول: إن الحركة الاستيطانية الأصولية الحريدية ، وهي الأقوى والأوسع نفوذا في المستوطنات، حلَّت محل الحركة الصهيونية بأسرها، واستولت على شعاراتها، وهي تتولى اليوم صياغة أولويات المجتمع الإسرائيلي بأسره، وتتولى أيضا صياغة المرأة الإسرائيلية الحريدية الجديدة.
 دفيئات أصولية حريدية                                       
 تقع قضايا النساء على رأس أوليات الصياغة الجديدة لدولة الاستيطان، بعد أن اكتفى اليساريون بما حصلوا عليه من مميزات، وظلوا لا يفضلون السكن في المستوطنات، وفضلوا الاعتزال في المدن الكبرى في غيتوهات خاصة بهم، وهاهم يدافعون اليوم عما بقي لهم من أحياء داخل المدن الكبيرة نفسها بعد غزو الحارديم لمعاقلهم،  فقد ترك اليساريون  أكثر المستوطنات ، مما أتاح للحارديم تأسيس  دفيئات أصولية دينية خاصة بهم، واستعملوا الاستيطان بشقيه ، المستوطنات الخاضعة للمخططات البلدية، والمستوطنات العشوائية لتأسيس تجمعات حريدية خاصة بهم، بالإضافة إلى الأحياء الحريدية الكبيرة التي أسست في المدن الكبرى، كحي بني براك في تل أبيب ، وحي مائة شعاريم  وهارنوف  وغيئولا وبيت شيمش في القدس، وهم يعتبرون الامتزاج بين اليهودي واليهودي الآخر من غير طوائفهم إثما دينيا، لذا فقد فرضوا نظام حياتهم على معظم سكان التجمعات التي يسكنونها، وكان أبرز مظاهر هذا الفرض واضحا جليا على النظام الأسري، وبخاصة المرأة.
المرأة في عقائد الحارديم
يجب أن نشير إلى أن هناك اتفاقا بين معظم العقائد الحريدية على موضوعاتٍ رئيسة بشأن المرأة اليهودية المقهورة، يمكن أن نجد ملف المرأة اليهودية في هذه المقتطفات من الكتب والصحف والمقالات والقصص المنشورة:
[[النساء في الشريعة اليهودية، لسن مستضعفات يأتين في مرتبة بعد  الذكور فقط، بل إنهن مدنسات، يجلبن الإثم للمتدينين، فالنساء، لا يملكن حق الطلاق، ولا يحق لهن رئاسة الرجال في أي مجال من المجالات، ولا يُحسبن ضمن نصاب الصلاة، ولا يحق لهن عند طوائف حريدية كثيرة تعلم التوراة والتلمود،ولا يُعترف بشهادتهن في المحكمة الحاخامية الدينية، ولا يُسمح لهن  بلبس شال الصلاة والتفلين(أربطة جلدية تحفظ تحتها الوصايا العشرة، وتلف حول ساعد اليد في الصلوات اليومية)]]من كتاب راشيل بيال " المرأة والشريعة اليهودية 1984  Women and Jewish law
هذا كتاب آخر يشير إلى منزلة المرأة في العقيدة الحريدية اليهودية، ويحدِّد بالضبط منزلة المرأة في العقيدة الحريدية،وهذه العقيدة هي النظام المتبع عند كثيرٍ من الطوائف الحريدية وأبرزها معظم الأحزاب المنبثقة عن تيار الحاسيديم المواجه لتيار الليتوانيين:
[[المرأة في الدين اليهودي صورة مشوهة من الرجل ببتر القضيب، يمنع عليها تعلم التوراة. ففي التلمود:مَن يعلم ابنته التوراة، يعلمها الفجور، والأفضل أن تحرق التوراة على أن تنقل للمرأة، المرأة ملك لأبيها وزوجها، يستطيع الأب بيع ابنته، فقد سلم إبراهيم زوجته لفرعون لينال عطاءه" سفر التكوين 10/15 "
"إذا كان في إسرائيل من يريد تزويج ابنته من الأغيار فليحكم عليها بالموت، وهو يستحق الرجم لأنه ارتكب خطيئة ، ولتحرق المرأة ، فأي امرأة تعطي نفسها لأجنبي تصبح زانية  وملوثة للأبد، يجب ألا تجلس النساء والرجال على مائدة الطعام، بل يخدمنهم على المائدة، الطلاق يجب أن يكون بيد الرجل، عقوبة الزانية المتزوجة والخاطبة الرجم ، وتُرجم إذا لم تثبت عذريتها ليلة الدخلة، وتجبر الزوجة إذا توفي زوجها أن تتزوج أخاه إذا لم يكن لها أطفال.المرأة نجسة إذا كانت في العادة الشهرية، وكل ما تلمسه نجس أو تجلس عليه، كان موسى يمنع النساء من دخول المعبد إذا ولدت أربعين يوما إذا كان المولود ذكرا، وثمانين يوما إذا كانت المولدة أنثى.لا يتزوج الكهنة المطلقات أو الخادمات أو الأسيرات أو من دخلن السجن ، وينبغي تقصي نسب كل امرأة تتزوج حاخاما لإثبات نقاء نسبها!!]] كتاب اليهودية والغيرية لألبيرتو دانزول مطبعة الأوائل 2004 ترجمة د. ماري شهرستان.
                                         أشار كثيرٌ من الباحثين والكتاب والصحفيين إلى بعض مظاهر القمع الموجه للمرأة اليهودية، وإلى منزلتها أيضا في عقيدة الحارديم ،فأشار عضو الكنيست السابق يوسي سريد لأبرز قضايا امتهان حقوق النساء في الدين اليهودي قائلا:
[[ إذا سقط رجلٌ وامرأة في نهر، فالإنقاذ يكون للرجل أولا قبل المرأة، فهو الذي يُحيي الشريعة، أما المرأة فمخلوقة للبيت"
وفي الصلوات اليومية الثلاثة يشكر المصلي ربه لأنه لم يخلقه امرأة: Thanks a god Who has not made me a Woman كما أن التحدث للنساء كثيرا يعتبر زنا، مصيره جهنم!!
 جلوس المرأة في البيت شرف لها، فكل زوجة يجب أن تغسل وجه زوجها وقدميه، وتجهز له فراشه، وكل من تُحجم عن فعل ذلك تعاقب بالضرب بالسوط، أو بمنع الطعام عنها حتى ترضخ
 على المرأة أن تُلبي شهوات زوجها متى أراد، وإذا تمردت فله الحق في طلاقها]]
                            ويشير الكاتب في مقاله إلى ما هو أبشع  في التمييز ضد النساء عند الحارديم المتطرفين ،فهي عندهم مخلوق نجس، تماثل الكلب والخنزير، ويقول الكاتب:
[[ منذ خمس سنوات قال الحاخام عوفاديا يوسيف في موعظته الأسبوعية معتمدا على ما ورد في كتاب تعاليم الشريعة (شولحان عاروخ):
يجب على الرجل ألا يسير بين امرأتين، أو بين كلبين، أو بين خنزيرين!!]]هارتس 31/12/2011 من مقال ليوسي ساريد.
                                     الأنثى في الشريعة الشفوية اليهودية عند أكثر الطوائف الحريدية، مخلوق لخدمة الرجل، فهي [أداة] للإنجاب، ولا يمكنها أن تقترب من الرجل، ولا يمكن للرجل أن يمسها  عندما تكون في العادة الشهرية، ويجب عليها أن تقضي فتراتٍ  طهارة في حمام التطهير (المكفا) مدة أسبوع أو أكثر ، لتراجع حاخام الحمام الطقسي، المكلف بمنح المرأة رخصة بالطهارة  من العادة الشهرية...! 
                                          كذا فإن المرأة التي تلد ذكرا تظل ( نجسة) أربعة وأربعين يوما، لا يحق لها أن تلمس كلَّ ما يحيط بها، ولا يجوز لها حتى الجلوس على مقاعد الرجال، وإذا كان المولود أنثي فتظل نجسة ضعف المدة السابقة أي؛ ثمانية وثمانين يوما!
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
مظاهر قمع المرأة اليهودية
نساء الحائط
نساء الحائط الغربي هن جماعة نسائية تنتمي إلى حركات دينية إصلاحية، مقرها الرئيس في أمريكا، وهي تطالب بأن يكون لها الحق في الدعاء والصلاة عند الحائط الغربي، حائط البراق (المبكى)، يحظر الحارديم على النساء لبس شال الصلاة والأربطة الجلدية التي تلف على اليد اليسرى وتحتوي على مقاطع من التوراة وتسمى(التفلين)، لأن ملابس وأدوات الصلاة فقط للذكور، فالأنثى لا يحق لها أن تلبسها حتى لا تُدنِّسها، ولا يجوز لها أن تتلو بصوتها(العورة) الأدعية عند الحائط.
تمكن الحارديم من وضع لوائح بمساعدة حاخام الحائط شموئيل رابينوفتش تقضي بسجن أية امرأة تنتهك هذا العرف الديني، لذا فقد  أقدمت جمعية نساء الحائط على الثورة على هذا التقليد القمعي الموجه مباشرة للنساء، فقررن تكثيف الزيارة للحائط كنوع من التمرد على قمع النساء واحتقارهن، ومن المعلوم أن الحاخام عوفاديا يوسيف، حاخام طائفة السفارديم،  يشارك في هذا ترسيخ القمع ضد النساء:
[[قال الحاخام عوفاديا في موعظته يوم الأحد واصفا جماعة النساء اللاتي يغطين أكتافهن بشالات الصلاة ويذهبن للدعاء بجوار الحائط :
 " إنها جماعة غبية لا تسعى لرضا الله ، بل لتحقيق المساواة بين الرجال والنساء ، إن المرأة ملزمة بدعاء قيدوش ، ويمكنها أن تحقق ذلك بسماعها الأدعية من أفواه الرجال، أو ترديد ما يقوله الرجال ، هناك نساء يلبسن التاليت والتفلين ، فالتفلين محظور للنساء ، هن غبيات وهن نساء شاذات ، يجب إدانة هذه الحركة والتحذير منها " !قالت رئيسة الجماعة( WoW ) عنات هوفمان : من العيب على معلم بارز وعظيم أن يوجه الاتهام للنساء وثورتهن ، يجب أن يكون معلمو التوراة حذرين في أقوالهم .وشرعت نساء الحائط منذ سنة ونصف بمناسبة مرور عشرين عاما على انطلاق نشاطهن، أن يصلين بجوار الحائط .قال حاخام الجدار شموئيل رابينوفتش: إن ما يقمن به هو استفزاز يؤذي مشاعر الرجال ]] يدعوت 10/11/2009
فائدة:
( صلاة القاديش ، هي أدعية تتلى على كأس النبيذ الفضي قبل شربه يوم السبت  أو في الأعياد أو في احتفالات بات وبار متزفا ،وتتلى على طعام (الشيلا) الذي يلي النبيذ ).
اعتقال امرأة في ساحة الحائط لأنها تلبس شال الصلاة
[[طردت الشرطة ومسؤولو الحائط جماعة من النساء، واعتقلوا واحدة لأنها تلبس شال الصلاة ، وهن يتلون أجزاء من التوراة عند الحائط ،اعتقلت (فرنكل) أثناء سيرها نحو جسر روبنسن ورُحَِّلت إلى شرطة بوابة يافا حيث تجمهرت النساء يهتفن، مما دفع الشرطة لإخلاء سبيلها. وقال الحاخام فيلكا سوت من كنيس منهاتن: من السخافة أن تقوم الدولة التي تدعي الديموقراطية بمنع النساء من الدعاء ، وهو ما يفسر نفور العلمانيين في إسرائيل من الدين ونظرتهم السلبية له قالت عنات هوفمان رئيس جمعية(نساء الحائط):
أصبح منع النساء من الصلاة تخلفا ورجعية.وقال حاخام الجدار شموئيل رابينوفتش: "إن فعلتهن تعتبر انتهاكا لقدسية المكان، لقد أحضرن مهاجرات لافتعال نزاع في المكان المقدس ، كما أن هناك دوافع سياسية لأفعالهن]] جورسلم 19/11/2009
 
ديسكو أم حائط بسبب صلاة النساء!!
قال أحد الحارديم لامرأة من نساء الحائط:
أنتِ نازية.... إن الجدار يبدو كملهي ديسكو بما فيه من مكبرات صوت وأغان:
[[اعتقلت نوفرات فرنكل لأنها كانت تلبس شال الصلاة وتحمل التوراة ،  وجرى الاعتقال منذ أيام ، واليوم اعتقلت امرأة أخرى لأنها تضع على رأسها القبعة والشال وهذه الأدوات مخصصة فقط للرجال،  وقالت الشرطة بأن المرأة كانت تلبس رداء أسود وأبيض كالذي يستعمله الرجال وصاح بها الحاريديم :
(نازية)  اذهبي للصلاة في كنيسة المسيحيين ! قالت عنات هوفمان مسؤولة جمعية (نساء الحائط):
الكتب المقدسة ليست عنصرية، ولا شيء في اليهودية ينص على أن هناك ألبسة خاصة بالرجال ، إنها الأصولية المتطرفة .وكانت المحكمة العليا قد قضت بأن نساء الحائط لا يمكنهن إقامة الصلوات والأدعية عند الحائط .
وصف الحاخام المعتدل بيرتس رودمان احتجاز المرأة بأنه يشبه ما كان يجري في الاتحاد السوفيتي منذ أربعين عاما ، فقد كان كل من يلبس شال الصلاة ويحمل التوراة في الشارع العام في موسكو يُلقى عليه القبض]] يدعوت 27/12/.2009
قام الحارديم أيضا برجم نساء الحائط  بالكراسي:
[[قالت عنات هوفمان رئيس منظمة (نساء الحائط الغربي) بأن بعض الرجال ألقوا الكراسي على المصليات في الجدار أثناء ترديدهن للأدعية، وألقي القبض على رجلين واقتيدا للاستجواب .
وقع الاعتداء صباح أمس الثلاثاء.قال رئيس حركة ماسوراتي يزهار هاس:
تحول الجدار الغربي إلى كنيس، الرجال يعاملون النساء كدنس، وحاخام الجدار يفعل ما يفرضه عليه الحارديم]] يدعوت 17/ 3/2010
 لم يكتفِ المتزمتون الحارديم باستخدام الأقوال والرجم بالكراسي بل إنهم انتقلوا لخنق امرأة من نساء الحائط :
[[تعرضت (نوى راز) وهي متدينة من طائفة الإصلاحيين لاعتداء رجل حريدي في محطة حافلات بئر السبع ، بعد أن شاهد على ذراعها تفلين الصلاة الموشوم بخاتم نساء الحائط الغربي
وقام بلكمها ومحاولة خنقها . طالب المركز الديني من شرطة بئر السبع اعتبار فعلة هذا الرجل جريمة.
ومن المعروف بأن نساء الحائط تعرضن للضرب بالكراسي وهن يؤدين الصلوات عند الحائط.
وقال مسؤولة جمعية نساء الحائط عنات هوفمان:
إن تهديد النساء وعزلهن هو جزء من جو العنف المتصاعد في المجتمع الإسرائيلي ضد المرأة]] يدعوت 22/5/2010.
 
 
الإكراه الديني واضطهاد النساء
قالت الحاخام جولي شنفيلد 44 سنة وهي حاخام انتخبت في أكتوبر 2008 لرئاسة المجلس الحاخامي لليهود المحافظين في أمريكا، وأشرفت على 1600 حاخام حول العالم:
[[ أنا مستاءة من حردنة إسرائيل، فقد أصبح الحارديم يحكمون الشؤون الدينية، وهذا أمر خطير للتيارات الدينية الأخرى غير الحريدية، وهذا يسيء لإسرائيل ، ولا بد من التفريق بين المتدينين والسياسيين.
وأجابت عن سؤال : ماذا تقصدين بالإكراه الديني؟
الإكراه الديني يظهر حينما تعتقل امرأة لأنها ارتدت شال الصلاة عند الحائط الغربي، إن الإكراه والاضطهاد الديني حقيقة خلال تاريخنا الطويل في الدول المعادية لنا، وكان يجب ألا يحدث في إسرائيل، فقد ضمن إعلان استقلال إسرائيل الحريات الدينية للجميع، في الاعتقاد والتعليم والثقافة، كما أن الحائط ليس ملكا لتيار ديني بعينه، هناك تمييز واضح ضد النساء.لقد قدمت حركة ماسوراتي المحافظة حلولا شرعية ، غير أن التمييز الجندري واضح ضد المرأة، وماسوراتي لا تتلقى دعما من الدولة، وهي ركيزة من ركائز اليهودية في العالم المعاصر]]يدعوت 12/6/2010  صوفيا هرشفيلد.
صوت المرأة عورة
[[حضرت إحدى الحاخامات من طائفة الإصلاحيين اليهود في أمريكا الشمالية للصلاة في الحائط الغربي(البراق) وكانت ضمن وفد من نساء الحائط المكلفات بتنظيم الرحلات النسائية ، وحضرتْ ضمن مجموعة للمشاركة في مؤتمر اليهود الأمريكيين،كانت تلبس شال الصلاة والقبعة حين أخذت تُردد الأدعية بصوت عالٍ ، مما دفع أحد الرجال للصراخ عليها:
اخفضي صوتك الخليع ، صوت المرأة عورة]] هارتس 26/2/2009 .
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
قمع النساء في الجيش
ممنوع التحاق النساء بالجيش!                                      
ظل جيشُ الدفاع الإسرائيلي يُسوِّق (المجندات) كفتيات طلائعيات ،يشاركن الرجل في كل القطاعات العسكرية، ويتساوين مع الرجال في الحقوق والواجبات، وكان ذلك مدعاة لإقبال الفتيات على الانخراط في الجيش، كما أن ذلك كان يهدف في المركز الأول لجذب أعداد كبيرة من المهاجرات اليهوديات من الدول الأوروبية إلى قطاعات الجيش ، ولاسيما من دول الاتحاد السوفيتي السابق، بالإضافة إلى أن النساء الطلائعيات ونساء الكيبوتسات يُعتبرن أيضا محفزات للهجرة من كل دول العالم.
يضاف إلى ما سبق، أنَّ استخدام المجندات في الجيش الإسرائيلي يُعضد الدعاية الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي، ليس حضاريا فقط، بل إنه من أكثر جيوش العالم التزاما بالأخلاق والقوانين!
                   أفتى حاخام الجيش الأكبر أفيحاي رونسكي بتحريم دخول النساء قطاعات الجيش وكتائبه المحاربة، على الرغم من أن أفيحاي رونسكي هو حاخام جيش الدفاع الأكبر، وهو نفسه يتقاضى مرتبه من الجيش، وتعمل زوجته في قطاعات الجيش أيضا:
[[أفتى حاخام جيش الدفاع  أفيحاي رونسكي  بعدم جواز دخول النساء في جيش الدفاع، في مؤتمر عقد منذ أسبوعين حضرته عشرات النساء المجندات، وأضاف : إن العمل الشرعي للمرأة هو فقط في المجال الوطني المدني.قالت بعض النساء: لستُ مندهشة من أقواله، غير أن دهشتي كانت بسبب تصريحاته أمامنا نحن المجندات المتدينات، كما أن زوجته كانت مجندة تعمل ضمن شركة في وحدته العسكرية]]  هارتس 2/7/2009  تحقيق أنشيل بفر.
طالب كثيرون، منهم أعضاء كنيست وسياسيون  بإقصائه عن منصبه، لأنه اعتدى على أهم صرح في المجتمع الإسرائيلي ، وهو جيش الدفاع:
[[طالب عضو الكنيست أوفير بينس بطرد حاخام جيش الدفاع  أفيحاي رونسكي على خلفية تصريحاته في ندوة حضرتها مجندات متدينات ، حول تحريم دخول المرأة جيش الدفاع، وأنه يفضل أن يلتحقن بالوظائف المدنية.
قال أوفير بينس : إنه تخطى كل الحدود ، أطالب  رئيس أركان جيش الدفاع غابي أشكنازي بطرده من منصبه .
قال عضو الكنيست من كاديما أورت زارتس :
إن أقوال الحاخام أقوال ظلامية بدائية ، وليس له مكان في جيش الدفاع ، فقد أدلى بأقواله وهو يرتدي زي جيش الدفاع.مع العلم بأن معظم حاخامات الجيش السابقين كانوا يشاطرونه الرأي ، ولكنهم لم يصرحوا بآرائهم علنا]]     هارتس 3/7/2009
من المعلوم أن ربع المجندات يعملن كسكرتيرات في الجيش وفي مناصب ثانوية، كما أشارت صحيفة الجورسلم بوست:
[[صرحت اللواء (أورنا باربيافي) نائبة رئيس هيئة الأركان لشؤون القوى البشرية في جيش الدفاع بأن هناك فكرة خاطئة مفادها أن هناك ما يكفي الجيش من العناصر البشرية.
يجب أن نكون دائما مستعدين لحرب تالية في كل الظروف لإحراز النصر، بحيث لا يكون هناك شك في الانتصار.وبمناسبة يوم المرأة في الثامن من مارس فإن أورنا تتفهم رغبة كثير النساء في شغل وظائف عسكرية عملية، وليس مجرد خدمة سنتين ككاتبات في الجيش.وأشارت إلى أن نسبة العاملات ككاتبات بلغت في السنوات السابقة 25% أما في هذه الأيام فقد نقصت النسبة لتصبح 12% فقط  وقالت:لقد خلقنا للنساء فرص عمل أخرى ومنحناهن أعمالا عسكرية أخرى.
90% من قطاعات الجيش مفتوحة للنساء ، وكانت نسبة القطاعات المفتوحة للنساء منذ 15 عاما 73%  فقط ، فالنساء يدخلن كل القطاعات حتى الوحدات المقاتلة، وهن لسن مقاتلات في سلاح الجو فقط و لهن أدوار في القيادة أيضا ، هناك 23 امرأة سيحصلن على رتبة عقيد في الصيف القادم .
أشادت أورنا بجهود الجيش في الحد من ظاهرة تسرب النساء بادعاء أنهن متدينات، فقد تم ضبط مئات من الفتيات ممن كن يتظاهرن بالتدين ، وتم رفض 1200 حالة من حالات التهرب بادعاء التدين، فالتقينا بهن وعالجنا مشاكلهن .وليس من اللائق أن تعمل بناتي في الجيش ، في الوقت الذي تتهرب فيه أخريات من الجيش]] جورسلم بوست 5/3/2010 تحقيق بن هارتمان
صوت المجندات عورة
                         بعد الفتوى السابقة من قبل الحاخام الأكبر للجيش أقدم المجندون الحارديم على الخطوة التالية في موضوع اضطهاد النساء في الجيش بوسائل مختلفة، أما بادعاء أن أصوات النساء عورة، وإما لأنهن مدنسات، وإما لأنهن يختلطن بالرجال في الجيش، وأصبح للجيش الإسرائيلي ولاءان، أحدهما للحاخامين والثاني للقادة العسكريين، أما الولاء للحاخامين، فهو الولاء الرئيس الذي ينبغي الالتزامُ به، حتى ولو أدى ذلك إلى السجن العسكري:
[[فقد انسحب مائة جندي ينتمون إلى كتيبة المشاة في نهاية هذا الشهر من اجتماع عسكري عندما شرعتْ امرأة في الغناء ، لأن الدين اليهودي يُحرم أن يسمع الرجال غناء النساء، وهذا بالطبع لا يقنع العلمانيين، بأنه يجب احترام حساسية الجنود الدينية. وصف قائد الكتيبة اللواء إيلي شيرمنستر ما حدث وقال:
هذه الظاهرة تثير القلق لأنها لا تحترم قوانين جيش الدفاع، وهي تعزز خروج الجنود عن الانضباط، وهي المرة الأولى التي تحدث في الجيش]]يدعوت 30/3/2009 تحقيق الحاخام ليفي براكمان
          فرض الجنود الحارديم نظام حياتهم على الجيش، فأرغموا الجيش على أن يُقدّم لهم طعام كوشير خاص بهم، وألا يقوم الجيش بأي نشاط يوم السبت، وأن يعفيهم من لبس ملابس الجيش الكاملة، بأن يسمح لهم بلبس الكيبا على رؤوسهم، وألا يخدموا في السرايا والفرق المختلطة بين النساء والرجال، وكذلك يجب أن يُمنح الجندي الحريدي فترة لأداء الصلوات وتلاوة الأدعية الدينية، لم يكتفوا بكل تلك المميزات؛ انتقلوا إلى الخطوة التالية، فكانت النساء، هن الضحايا في الجيش،فصار غناء النساء في الجيش خطيئة يقود إلى التمرد والعصيان، فقد امتثل كثير من الجنود الحارديم لحاخاميهم، وتمردوا على ضباطهم العسكريين، وخرجوا من الاحتفالات بسبب غناء النساء:
[[خرج ضباط وجنود حاريديم من عدة احتفالات عسكرية بدون إذن لمجرد سماعهم صوت النساء.
وكان الحدث الأهم هو خروجهم عندما أنشدت مجندة النشيد الوطني.قال مسؤول التثقيف في الجيش العميد إيلي شارمستر:ما يحدث في الجيش يثير القلق لأنه يخل بالوحدة والالتزام]] هارتس 23/6/2009
السجن أفضل من سماع صوت المرأة
أصدر حاخامون حريديون فتوى للجنود والضباط الحارديم ،ممن ينسحبون من احتفالات وحداتهم العسكرية بسبب عدم رغبتهم في سماع صوت النساء، تقضي الفتوى بتفضيل السجن على سماع صوت النساء:
[[طالب الحاخام السفاردي مردخاي إلياهو جنود جيش الدفاع من الحاريديم أن يختاروا السجن  على  سماع غناء النساء وارتكاب إثم السماع .
وكان الحاخام السفاردي البارز والمؤثر السابق مردخاي إلياهو يجيب على سؤال أحد الجنود حول الموضوع:
كيف يتصرف الجنود الحاريديم عندما يأمرهم الضباط بالانصياع للأوامر والبقاء عندما تغني النساء؟
أجاب الحاخام إلياهو :
يقول التلمود: من الأفضل لك أن تُسجن متجاهلا الأوامر، على سماع صوت غناء النساء، ونشر الخبر في صحيفة معاريف ،وكان مكتب رئيس أركان جيش الدفاع  قد أصدر أمرا بمنع الجنود من الانسحاب من الاجتماعات حين سماع صوت المرأة ، وقال:  هذه ظاهرة شاذة تلحق الضرر بالانضباط العسكري ]] جورسلم 7/7/2009
ضعوا أصابعكم في آذانكم عند غناء النساء
أفتى حاخام آخر فتوى غريبة أخرى ، وهي فتوى وردت في الأساطير الرومانية القديمة،في رواية الإلياذة والأوديسه،وهي تدعو المجندين إلى وضع أصابعهم في آذانهم عندما يسمعون أصوات النساء للهروب من الخطيئة والدنس:
[[حذر الحاخام الأكبر السابق مردخاي إلياهو من ظاهرة التحرر التي تجتاح المعسكر الديني الصهيوني ، ووبخ الحاخاميين الذين يخضعون ويتذللون للنساء.وقال يجب مراعاة قواعد العفة في الشريعة. وأفتى بأن على الجنود الراغبين في ألا يسجنوا في الجيش عندما يخرجون بسبب صوت غناء النساء، أن يضعوا أصابعهم في آذانهم حتى لا يُسجنوا .إن الاستماع إلى كلمات وخطب النساء وهن يستعملن أيديهن  حرام شرعا !لا يجب على الجنود أن يطيعوا أوامر قادتهم إذا خالفوا الشريعة، فاليوم يتسامحون مع الغناء، وغدا يتعرين أمامهم ]] يديعوت 8/7/2009
الطرد والموت أفضل من سماع غناء النساء
لم يقتصر تحريض الحاخامين على التمرد على أوامر الجيش، بل امتد ليصل إلى أقصى حد حين دعا حاخامون بارزون إلى تفضيل السجن والطرد والموت على سماع صوت النساء.
[[اجتمع عدد من حاخامي التيار الديني الصهيوني للاحتجاج على قرار رئيس هيئة الأركان بحظر خروج الجنود عندما تغني النساء، وأبلغ الحاخام إلياكيم ليفانون طلابه بأنه يعتزم الاستقالة من رئاسة يشيفا ألون موريه.
وضم الاجتماع رئيس حاخامية الجيش رافي بيرتس، وطلب إلياكيم من رافي بيرتس الاستقالة.وكان قد قال للجنود" عليكم تفضيل الطرد من الجيش والسجن وحتى الموت على سماع غناء النساء]].هارتس 16/1/2012
 
احتجاج ضباط يساريين على قمع المرأة في الجيش
                                              كان من نتيجة الاضطهاد الممارس ضد المجندات في الجيش أن أصدر عدد من ضباط الجيش ورقة موقعة منهم تحث على إنصاف النساء في قطاعات الجيش المختلفة، لأن بعض الضباط الحارديم يرغمون المجندات على الانزواء في غرف بعيدة عن المجندين، ولا يقدمون طلبات ترقية لهن حتى لا يرأسن الرجال:
[[قدم 19 جنرالا في جيش الاحتياط الإسرائيلي17/11/2011 مذكرة لوزير الدفاع إيهود باراك ولقائد الجيش بيني غانتس طالبوا فيها بالتدخل ومنع المساس بخدمة المجندات، وتحجيم الخدمة العسكرية النسائية نتيجة مطالبات متصاعدة من جنود متدينين.ويحذر هؤلاء من عواقب فرض معايير سلوكية دينية على كل الجنود والمجندات. وتطالب مجموعة الجنرالات بوقف التطرف الديني داخل الجيش الإسرائيلي ويعدونه خطرا داهما على المؤسسة العسكرية وعلى إسرائيل كلها.
يشار إلى أن تحذيرا مشابها سبق أن صدر العام الماضي عن رئيس شعبة القوى البشرية في الجيش الجنرال آفي زامير عبر رسالة وجهها لقائد الجيش وتحدث فيها عن تزايد معارضة جنود متدينين للمشاركة في فعاليات تسمع فيها أصوات نساء مغنيات أو في تدريبات تتم يوم السبت، يوم الراحة لليهود.وكشف مطلع الأسبوع عن أن 100 مجندة إسرائيلية احتججن على إرغامهن من قبل ضباط متدينين على البقاء داخل أمكنة مغلقة بعيدا عن الجنود.
وتُحمِّل المعلقة نوعمي دروم قيادة الجيش المسؤولية بسبب صمتها المتواصل إزاء ظاهرة إقصاء واضطهاد المجندات مقابل استمالة المتدينين الأصوليين واجتذاب شبابهم للخدمة العسكرية.
وتتهم دروم في مقال نشرته "هآرتس" الجيش بالتضحية بالمجندات من أجل استرضاء الأوساط المتدينة، قائلة: إن ما يشهده الجيش يعكس حالة التطرف الديني السريع داخل المجتمع الإسرائيلي.
وتتابع القول:هذا يتجلى بالفصل بين الرجال والنساء في الحافلات وفي أرصفة الشوارع. وتؤكد أن تغلغل هذه المعايير الظلامية في أوساط جيش الشعب العلماني يعني تدهورا خطيرا، ودعت إلى المحافظة على الإجماع الذي تحظى به المؤسسة العسكرية]]يديعوت 25/11/2011
منع النساء من تشييع جثامين الأهل
                       لم تقتصر مظاهر قمع النساء على صوت المرأة في الجيش، أو في مشاركتها في القطاعات العسكرية، فالنساء ممنوعات من تشييع جثامين الأهل والأقارب في المقابر كما ورد في الصحيفة :
 [[حظر الحاخام حاييم عدني، حاخام مستوطنة إلياكيم في شمال هشارون، على النساء المشاركة في الجنازات وفق الشريعة، فمنعهن أن يقتربن من المقبرة مع الأزواج ، وسمح لهن الدخول بعد انصراف الرجال، وقال الحاخام:الشياطين تبتهج عندما تحضر النساء الجنازات]] يديعوت 16/3/2009
وقد رفض حاخامٌ آخر أن يسمح لابنة أحد المتوفين أن تؤبنه قبل دفنه لأنها امرأة:
[[الفتاة ( باتيا) لا تنسى يوم وفاة والدها ، حين ذهبت لتشيعه في مقبرة مجدل هعيمك، لن تنسى أنها مُنعت من إظهار حزنها على أبيها، وحدث ذلك بحضور الحاخام ورئيس المجلس الديني يعقوب عمار، الذي قال لها :
أنت امرأة لا ينبغي أن تتكلمي، فحديث المرأة يدنس الميت،وقد أكَّد الحاخام عمار القصة السابقة وقال:
حكماء الرجال يتبعون مبادئ الحاخام شمعون بار يوحاي حيث قال: ستحدث أمورٌ مفجعة، إذا أبَّنَتْ النساءُ الأموات على المقابر أمام الرجال كما أن الشياطين تفرح عندما تؤبن النساءُ الرجالَ على المقابر، فإذا رغبتْ هي  في إراحة والدها ، عليها أن تصمت، نحن نفعل ما فيه الخير لشعب إسرائيل.
طلبت باتيا أن تلقى كلمة التأبين على روح والدها ، فصعدت المنصة، وبسرعة البرق طلب منها الحاخام أن تنزل.فهي تقول: أصبتُ بالذهول فأنا أرغب في تأبين والدي، حاول الحاضرون أن يقنعوا الحاخام غير أنه قال:
 أنت امرأة، لا ينبغي أن تتكلمي حاولت الإمساك بالميكروفون ، غير أنه أغلق عليَّ الطريق، لم أصدق ما يحدث كان الحاخام ديكتاتورا قال: وفقا للشرع فإن حديث المرأة يُدنِّس الميت.
قال أحد أقارب باتيا:من أين جاء الحاخام بهذه الأقوال، هل نحن نعيش في إيران ؟
قالت باتيا وهي تبكي:طلبت أن أسير بجوار جثة والدي، أن المسه للمرة الأخيرة ، غير أن الحاخام منعني وقال:ارجعي الرجال يسيرون أولا ثم النساء.
كل جريمتي أنني أردت أن أقول لوالدي : وداعا.
قال الحاخام: إن الشياطين تفرح عندما تؤبن النساءُ الرجال على المقابر، فإذا رغبتْ هي  في إراحة والدها ، عليها أن تصمت، نحن نفعل ما فيه الخير لشعب إسرائيل]] يدعوت 29/3/2009  تحقيق شارون أوفير
تحريم تلاوة النساء للصلاة
[[أفتى الحاخام (إيال إكرم) المفتي الشرعي في جيش الدفاع بالتعاون مع عدد من الحاخامين الحاريديم بمنع إحدى مجندات كتيبة الناحال الأصولية من تلاوة صلاة القاديش  على روح جدتها في الكنيس،  وقد طُردتْ من الكنيس لأنها امرأة ]] صحيفة جورسلم بوست 22/5/2009.
 
      
 
 
 
 
 
 
 
 
 
سياسيون يشاركون في قمع النساء اليهوديات
امتد تأثير دعوات الحاخامين ليشمل بعض أعضاء كنيست وسياسيين، لم يحتجوا على أقوال الحاخامين ، ولم يُنكروها، بل إنهم سعوا لإيجاد صيغ توفيقية غريبة!!
[[بدأ عضو الكنيست  زفلون أورليف من حزب البيت اليهودي حملة توفيق لجعل طلاب بني عكيفا المتدينين يحضرون احتفال الجيش بدون أن ينسحبوا بسبب غناء الفتيات !ومن الاقتراحات التوفيقية أن تغني الفتيات بصوت منخفض أغاني تراثية!! وقال :
 ليس صوابا أن يقاطع طلاب بني عكيفا الاحتفال]]  يديعوت 2/3/2010
         لم يقتصر قمع النساء على الحارديم، وإنما امتد ليشمل زعماء الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة نتنياهو، فقد انتقلوا من إبداع صيغ توفيقية بين المتدينين والنساء الإسرائيليات، إلى تنفيذ القمع والاضطهاد للنساء، وذلك عندما منع منظمو المؤتمر صحفيتين اثنتين من صحيفة يديعوت أحرونوت من دخول مؤتمر، يشارك فيه الحارديم، خضوعا لتعاليمهم. فقد أورد الصحفي عمري إفرايم الخبر التالي:
[[عقدتْ  صحيفة هموديع، وهي صحيفة حريدية للأحزاب الأصولية، مؤتمرا اقتصاديا بالتعاون مع بلدية القدس والوكالة اليهودية ، وحضر المؤتمر وزراء وأعضاء كنيست، منهم وزير المالية يوفال شتاينتس ووزير الدفاع إيهود باراك، بالإضافة إلى رئيس بلدية القدس نير بركات، وقام حراس المؤتمر بمنع دخول النساء  إلى المؤتمر، وحظروا الدخول على صحفيتين  تعملان لصحيفة يديعوت أحرونوت، وهما مكلفتان بتغطية المؤتمر ، لأنهما امرأتان (نجستان)!]]هارتس 12/7/2011 تحقيق عميرة هاس
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
فرض مواصفات على ألبسة النساء
                                        تختلف الطوائف الحريدية في مواصفاتها لألبسة النساء، ويتراوح الاختلاف بين بعض التسهيلات التي تمنحها بعض طوائف الحارديم، مثل التيار الديني الوطني الصهيوني، وهو تيار الليتوانيين، وبين التيارات الحريدية المتزمتة على شاكلة تيار عيدا حارادي وناطوري كارتا وتولدوت أهارون، وطوائف الحاسيديم المتعددة، فالمرأة في التيار الديني اللتواني تجبر على ارتداء الباروكة، إذا كانت متزوجة، أو أن تضع غطاءً على شعرها، مع الالتزام بالفساتين ذات الأكمام الطويلة، بينما تحظر الطوائف الحريدية المتزمتة على نسائها لبس البنطال أو كشف الساقين، أو السير بلا غطاء للشعر، ويصل الأمر بطائفة عيدا حارادي إلى إلزام النساء بزي يشبه تماما زي  النساء الطالبانيات(نسبة إلى حركة طالبان في أفغانستان) اللاتي يختفين بالكامل تحت نقاب كثيف، يُخفي كل تفاصيل المرأة، ونشرت صحيفة يديعوت وهارتس صورا لهؤلاء النسوة، وهن يسرن في شوارع القدس، وأسمتهن ( النساء الطالبانيات) وقد أشارت الصحيفة إلى توزيع كُتيِّبات تشرح ألبسة النساء الحلال، وقامت جماعة العفة الحريدية المختصة بمتابعة حركات النساء بتوزيع مطويات:
[[وزعت جماعة العفة الحريدية في بيت شيمش بالقرب من القدس  مطويات ورقية، وضعتها في صناديق بريد السكان.كانت المطوية بعنوان : تعليمات للنساء، وكان السؤال الأول في المطوية:
أنت لا ترغبين في أن تؤذي غيرك ؟
أنت إذن مواطنة صالحة !
 ومن التعليمات:
ربط الشعر- الرقبة يجب ألا تظهر من مختلف زواياها- يجب أن يكون القميص واسعا وغير مزود بسحاب ، ويجب إغلاقه حتى الرقبة - ويجب أن تكون الأكمام طويلة بحيث لا يُكشف الذراع أثناء الحركة،وكل تحذير في المطوية مصحوب برسم توضيحي .ومن فقرات المطوية: إن دخول الحي يلزم الداخلين باحترام شعور الساكنين وعدم إيذائهم.يجب أن تغطي الملابس كل ما يجب تغطيته.
القمصان الضيقة والسراويل الضيقة لباس فاجر .
وفي إحدى الصفحات بعنوان  [ أدعية البنت اليهودية] منها :
الملابس المحتشمة والمتواضعة تجعلك ابنة ملوك إسرائيل وترفع مقدارك، فكيف ترضى ابنة الملوك أن تكون رخيصة مبتذلة مثل العاهرات؟!قال أحد أعضاء المجلس البلدي ( شالوم ليرنر) :هؤلاء المتطرفون هم من فئة العاطلين .إن الحاريديم المعتدلين لا يناصرونهم يقولون عنهم:إنهم يسيئون لنا.
قد كانوا يوزعون مطويات مكتوبة بخط اليد، وهم اليوم يوزعونها مطبوعة طباعة أنيقة ملونة، يجب عزلهم.
قال زعيم التيار الديني الصهيوني في مجلس بيت شيمش:
إن العلمانيين والمتدينين قرروا عدم ترك هؤلاء يفعلون ما يريدون، يجب الحد من نشاطهم، وقد أسسنا يشيفا جديدة في بيت شيمش، سوف تستوعب العائلات ، ومن المتوقع أن تضم مائة عائلة من المهاجرين الجدد]] يديعوت 21/6/2009 .
لم ينسَ الحارديم وضع تحذيرات في الأسواق العامة مثل (سوق نتانيا)، تفرض على النساء لباس الحشمة مثل:
[[احتشمي في لباسك في السوق.قال أحد المواطنين أشعر بأنني أعيش في إيران]]  يديعوت 10/6/2012
فتوى غريبة بشأن لباس المرأة
من المعلوم أن الألبسة الحريدية للرجال والنساء، لا بد أن تكون كوشيرا أي حلالا، فيُمنع على الحارديم شراء النسيج المختلط من أكثر من مادة، فيجب ألا يختلط القطن بالصوف والألياف البلاستيكية الأخرى، وهناك أختام ورخص للمحلات التي تبيع الألبسة الكوشير، وكلها بالتأكيد تحصل على أختام الحاخامين، بعد أن تدفع نظير الأختام مبالغ لكي يُسمح لها ببيع منتجاتها للحارديم، وها هو الحاخام زلبرشتاين يفتى هذه الفتوى العجيبة:
[[أجاب الحاخام يتسحاق زلبرشتاين عن سؤال لفتاة:
 كيف يمكنني أن أرتدي ملابس العفة الطويلة، فأنا متدينة، بينما يمنعني والداي من ارتداء الملابس الطويلة التي تغطي القدمين، لأنهما علمانيان؟يجيب الحاخام قائلا:
 اجرحي رجليك لتتمكني من لبس الملابس الطويلة ولتتجنبي الخطيئة!]] يديعوت 5/7/2011 تحقيق آري غلهار
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
جماعة العفة الحريدية لقمع النساء
هي فرقة تابعة للتيارات الحريدية، تقوم مقام الشرطة، لأن الحارديم يعتبرون الشرطة جهازا مدنسا تابعا لدولة إسرائيل، وهم لا يتعاملون معها، ويرفضون تدخلها في شؤونهم.
لم يقتصر دور جماعة العفة الحريدية على توزيع مطويات بمواصفات ألبسة النساء، كما سبق، بل إن للجماعة شرطتَها الخاصة التابعة مباشرة للحاخامين، وهي تنشط  في الأحياء الحريدية، و تُداهم بيوت المشكوك في أنهم ليسوا ملتزمين بتعاليم الشريعة، وفق تعاليم الطوائف الحريدية المتشددة، فهم شرطة دينية في الأحياء الحريدية الكبيرة، يفرضون مواصفاتهم على جميع السكان، وهم يتقاضون الرشاوى الإجبارية من المواطنين، بحجة أنهم يجمعونها لطوائفهم، ويعتدون على مَن لا يمتثل لرغباتهم بالضرب، وحتى برش حامض الكبريتيك المُركَّز الحارق على وجوه الفتيات لهدف إرغامهن على الرحيل:
[[تعرضت امراة( س) من سكان القدس لاعتداء أربعة ملثمين حارديم كسروا يدها اليمنى وسحقوا رجلها اليسرى، وجرحوها في وجهها داخل منزلها ووثقوا الاعتداء بهواتفهم، واستعملوا قضيبا حديديا. وقالوا لها:إنك تسيئين إلى جيرانك!
 المُعتدَى عليها متدينة عمرها سبعون عاما هاجرت لإسرائيل من أمريكا منذ عشرين عاما،لها ولدان ، واحد يعيش معها والثاني في أمريكا.
وأشارت تحقيقات الشرطة إلى أن المعتدين هم من فرقة العفة الحريدية الأصولية، وهي تتهم المرأة بأنها تستقبل نساء غير يهوديات في منزلها وتعمل في التبشير، على الرغم من أنها تُدرِّس لهن الدين اليهودي.
وسألها المعتدون عن أشرطة الفيديو والكمبيوتر ، وصادروا كمبيوترها الشخصي وهاتفها، ولم يكن الاعتداء لغرض السرقة!
 وكانت أحدى الفتيات وعمرها 14 سنة قد تعرضت للتشويه عندما سكب واحدٌ من فريق العفة حامض الكبريتيك على وجهها ورجلها وبطنها بتاريخ 5/6/2008]] يديعوت 29/2/2012 تحقيق يارون دورون
فرض الحجاب والنقاب
تعتبر شبكة معيان أو النبع هي من أكبر شبكات التعليم في إسرائيل، وهي تابعة للحركة السفاردية شاس، وهي معفاة من الالتزام بقواعد التعليم الحكومي في إسرائيل، ويحصل طلابها على إعفاءات من الجيش، وتعمل فيها عدد كبير من النساء، مما دعا المسؤولين إلى إلزام النساء بالحجاب وتغطية الشعر:
[[أصدر المدير العام لشبكة ( معيان) يوآب بن زور وهي شبكة تعليم شاس التي يدرس فيها عشرات آلاف الطلاب قرارا بفرض [ غطاء الرأس الكامل] على كل العاملات في المؤسسة، وتتلقى الشبكة الدعم من الحكومة.قالت إحدى العاملات: إن هذا التعميم يثير غضبنا، وهو تعميم شاذ، لقد هددونا بالفصل إن لم نلبس غطاء الشعر الكامل. هل نحن في إيران، أو في عهد حماس؟ لقد تحولنا إلى خمانئستان.]] يديعوت أحرونوت 6/5/2009
 
 
مُنقَّبات في شوارع القدس
لم يكتفِ الحارديم وجماعة العفة بفرض الحجاب، بل توسعوا في الأمر لدرجة ظهور نساء منقبات في شوارع القدس، وتمكنت الصحف الإسرائيلية من رصد هذه الظاهرة عام 2010-2011 ففي هذه الفترة ظهرت بوضوح قضايا قمع النساء، لأن معظم الصحف الإسرائيلية أبرزت هذه الظاهرة للمرة الأولى، ولم تغض النظر عنها ، كما كان الأمر فيما مضى، ويعود السبب في ذلك، إلى ازدياد نفوذ الحارديم بسبب توالدهم الكثيف، ودخولهم الحلبة السياسية، كما أنهم أصبحوا يهددون اليساريين أنفسهم ويهاجمون أماكن تواجدهم ويحاصرونهم بفرض نظام الكوشير في المطاعم، والأهم أنهم يقطعون الطرق يوم السبت، حتى يمنعوا اليساريين من السير ويرغموهم على بيع منازلهم، وممتلكاتهم في الأحياء الأصولية الحريدية.
 النقاب الجديد ليس ظاهرة فردية ، بل إنها ظاهرة واسعة الانتشار في الطائفة الحريدية، لها مدارسها وأطرها الاجتماعية، والمنقبات لا يتنقبن في الشوارع العامة فقط، بل في منازلهن أيضا، وهن لا يُجالسن إخوتهن الذكور وآبائهن أيضا:
[[فتيات صغيرات تتراوح أعمارهم ما بين السادسة والعاشرة ، يسرن منقبات في شوارع بيت شيمش في القدس، يدرسن في مدارس خاصة بطائفتهن. يُشاهدن وهن يسرن في الشوارع يلبسن النقاب الأسود ويغطين كل أجسادهن. وكان السائرون يتحرشون بهن قائلين:" انتحاريات" ( أنت تُخفين وجهك لأنك قبيحة)!
 وبعضهم يبصق عليهن وآخرون يلتقطون لهن الصور. والحقيقة أن النساء الطالبانيات ، متدينات جديدات، وهن جزء من تيار التطرف الديني السائد اليوم في المجتمع الإسرائيلي.ويشجع هذه الظاهرة حاخامون بارزون، كما يقول والد إحدى المنقبات : ابنتي سعيدة بنقابها، وأنا أتبع تقاليد الحشمة، لأن جسد المرأة يُثير الشهوة عند الرجال. ولكن ماذا عن  الطفلة التي لا يتجاوز عمرها ست سنوات؟ قال:" هناك رجال ينظرون إليهن بشهوة أيضا، ويجب على المرأة أن تتعلم النقاب في صغرها"! طالب المجلس الوطني للطفولة من وزارة التربية والشؤون الاجتماعية أن تبحث هذه الظاهرة لتتأكد من عدم الإساءة للطفولة، على الرغم من عدم تدخل المجلس في أنماط الألبسة، كما يقول مدير المركز يتسحاق كادمان.
 إن هذه الطائفة الطالبانية هي إحدى الطوائف المتزمتة في إسرائيل، أسست منذ ستة أعوام، عندما شرعت بعض النساء الحارديات في المطالبة بالحشمة، ومحاربة الأزياء النسائية غير المحتشمة، مما أفزر ظاهرة النقاب.
 يشجع حاخامو طائفة (باداتس) الحريدية، وحاخامو طائفة عيدا حارادي هذه الظاهرة ، وعلى رأسهم حاخام عيدا حارادي يتسحاق توفا وس، لذلك تحولت النساء من كشف الوجوه إلى لبس النقاب الكامل الذي يغطي الجسد والوجه، منذ ثلاث سنوات.بدأت الظاهرة بثلاث نساء، ثم تضاعف العدد ليصل اليوم إلى مائة امرأة تلبس النقاب الكامل، في بيت شيمش.
للطائفة أربع مدارس ، ويبلغ عدد النساء الملتحقات بالمدارس خمسمائة فتاة في بيت شيمش والقدس.
ومن المعروف بأن عصر عبودية اليهود للفرعون قد جعلتهم لا يغيرون ثيابهم ، وصار الأمر تقليدا، غير أن أحد رجال الأعمال علق على ذلك قائلا:" لماذا لا يتحدثن بلغة الييدش القديمة، لغة الآباء والأجداد ، ويعملن نفس الأعمال التي كان الآباء والأجداد يعملون بها؟ وهن أيضا يضعن النقاب حتى في البيت، ويُحظر عليهن الجلوس مع إخوتهن الرجال!! ]]يدعوت 7/2/2011  تحقيق عكيفا نوفك
 
ما بعد النقاب، مخروط كرتوني
واصل الصحفي كوبي نحشوني المتخصص في الأصولية اليهودية والكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت  رصد ظاهرة النقاب وما بعد النقاب، أي وضع مخروط ورقي فوق الرأس وحول الجسد، لإخفاء تفاصيل الوجه والجسد، حتى لا يميز المُشاهدُ هيكلَ المرأة، ولا يعرف هل هي امرأةٌ  أم صندوق متحرك؟ وهي تكثيف للقصة السابقة التي حققها الكاتب عكيفا نوفك في بيت شيمش، ليؤكد بأنها ظاهرة تتوسع في القدس ومستوطنات الحارديم، بالإضافة إلى أنها تعتبر قضية وطنية غريبة في المجتمع الإسرائيلي، وهو يُؤكد ما أثبتناه في الكتاب أن المرأة ليست سوى أداة للإنجاب فقط، لدرجة أن الشاب موضوع القصة التالية، قد تزوج اثنتين بدون أن يكون تعددُ الزوجات مسموحا في الشريعة اليهودية وفق روايته:
[[انتشرت ظاهرة النساء المنقبات، لابسات العباءات السود في بيت شيمش وحي مائة شعاريم بالقدس، وهن طائفة يتبعن الأصول التقليدية التي كانت سائدة منذ عقود في المجتمع اليهودي، يضعن حول الرقبة والصدر وشاحا كثيفا، ويغطين وجوههن بالكامل، كما تفعل المسلمات الطالبانيات في أفغانستان، ويأتمرن بأمر الحاخامين.هن يفرضن على بناتهن القاصرات اللباس نفسه، ويمنعنهن من الذهاب إلى المدارس، ويمنعنهن من كشف وجوههن حتى أمام آبائهن.فضلا عن ذلك فهن يمنعن أزواجهن من ممارسة الجنس معهن إلا في ظروف خاصة.وهن يرغمن بناتهن على الزواج في سن مبكرة، وكذلك أولادهن.
 يدعين بأنهن يُكرسن أنفسهن من أجل خلاص اليهود النهائي، وهن إما حريديات متطرفات، وإما علمانيات انضممن لهذه الطائفة.وهن يلدن في البيت، حفاظا على الحشمة، حتى وإن كان المولود في خطر، وقد نقل أحد المواليد في حالة الخطر إلى المستشفى ضد رغبة والدته الطالبانية، وقامت امرأتان من الطائفة بتزويج الابن بغير رغبته ، فقرر طلاق زوجته بعد إتمام المراسم بأيام ، وأقدم على الزواج من واحدة أخرى، على الرغم من عدم جواز الجمع بين زوجتين في الشريعة اليهودية .يُتّهم الحاخام أهارون رومبلر بأنه يساعد هذه الطائفة، غير أنه أنكر ذلك فزوجته وبناته لا يتنقبن. تجمع بالأمس عدد من المتظاهرين أمام منزله للاحتجاج على هذه الظاهرة، وتلقى تهديدات بالموت.
 وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة ظهرت في  طائفة عيدا حاريدي، إلا أن عددا من حاخامي هذه الحركة الأصولية أعلنوا رفضهم لهذه الظاهرة التي تهدد النظام الأسري اليهودي.لم تكتف النساء الطالبانيات بالنقاب، بل وضعن فوق رؤوسهن أنبوبا ليخفي تفاصيل الوجه.]] يديعوت 30/11/2011  تحقيق كوبي نحشوني
زي المضيفات في شركة إلعال
                          شملت الحروب التي يشنها الحارديم على النساء شركة طيران [العال] ويعود السبب لزي المضيفات في شركة العال، فالمرأة اليهودية يجب أن تخضع لمواصفات اللباس الشرعي المحتشم، وإلا فإن الحاخامين سيلجأون كالعادة إلى سلاحهم الاقتصادي، وهو مقاطعة الشركة اقتصاديا، عندما يمنعون أتباعهم من شراء تذاكر السفر من شركة إلعال ، لأنها شركة غير كوشير:
[[ دعا الحاخام الحريدي غولد نوف إلى مقاطعة شركة العال وبخاصة في موسم أعياد البيسح ، ودعا لتخصيص رحلات حلال للحاريديم وحدهم ، فهم يعترضون على عرض الأفلام الخليعة في الطائرات ، وعلى زي المضيفات غير المحتشم .
وطالب الحاريديم بالسفر عبر الرحلات الدولية الأخرى ، وليس عبر شركة العال]] ( يديعوت 16/3/2009).
اللباس  المدرسي المحتشم
[[علق حاخام بيت يام البارز يعقوب روجزا بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد على ألبسة الطالبات قائلا:  إنه غير مسرور بلباسهن غير المحتشم. وأشار بأن بعضهن يأتي إلى المدرسة وكأنهن ذاهبات إلى الشاطئ ، وقال:
إن المشكلة تبدأ عند الكبار، فهم يلبسون كذلك وفق صرعة الموديلات، فعندما تسألهم عن أسماء أبطالهم، يذكرون لك لسوء الحظ اسم عارضة  أزياء أو مغنٍ!
إن التعليم والتربية يبدأ منذ الصغر  سأخاطب رجال التعليم في محاضرتي التالية حول كيفية غرس القيم والحفاظ على الحشمة .
من المعروف بأن الحاخام يعقوب روجزا  من الحاخامين الإصلاحيين المتفتحين ، وهو معروف بآرائه التقدمية.]]يديعوت 3/9/2009
حرب على مواد التجميل
شملت التعليمات حظرا على استخدام أدوات التجميل، حتى أن الحارديم ظلوا يقاطعون محلات السوبر ماركت الكبرى التي تبيع مواد التجميل، وقد أرغم الحارديم محلات نيو فارم المشهورة بإزالة كل أدوات التجميل من محلاتها، كضمان لبقائها في الحي الحريدي (بني براك) بالقرب من تل أبيب، وكضمان لمنحها شهادة الكوشير، وبخاصة أنها تغلق أبوابها يوم السبت، وإلا ستتعرض الشركة لمقاطعة الحارديم، ومن المعروف أن حي بني براك لا يسكنه سوى الحارديم:
[[ حي بني براك من أكثر أحياء العالم اكتظاظا بالسكان وفيه أكثر غلاة الحارديم في العالم .
في هذا الوسط يقع مجمع تجاري (نيوفارم)  الذي يملكه رامي شافيت ، وكان المجمع قد افتتح منذ ستة أشهر . وقد تجمع فيه عشرات الحارديم يوم السبت الماضي يطالبون بإغلاقه  ويعود السبب إلى احتوائه على مستحضرات التجميل والعطور المثيرة للشباب !قال رئيس المحكمة الدينية الحاخام الحريدي مائير ألتمان: " لدينا من المشكلات ما يكفي ، فلا تصبوا الملح على الجرح : اتركوا المكان من أجلنا !!
 ويقع المجمع التجاري ملاصقا للمعهد الديني للفتيات،قال أحدهم : الناس لا يرغبون في أن ترى بناتهم مستحضرات التجميل والعطور! قالت المتحدثة باسم المجمع دانييلا رزنباخ :
لقد أزلنا من الرفوف مستحضرات التجميل إلى ركن خلف المجمع ، ولا نبيع إلا البضائع التي يستهلكها الحاريديم ، كما أننا نفيد القطاع الحريدي تجاريا ، وقد حضر حاخام يافا وتل أبيب الأكبر يسرائيل مائير لاو حفل افتتاح المجمع ، وكذلك فإن فروعنا وفروع ماشبير جميعها تغلق يوم السبت .
ووفق نشرة الحاريديم الإلكترونية ، فإن المتظاهرين هم من أتباع الحاخام شموئيل وزنر والحاخام نسيم كارليتس  ولهما نفوذ كبير في الأوساط الدينية في بني براك ]]جورسلم 9/12/2009.
الحاريديات وأدوات التجميل
امتدتْ الحرب التي يشنونها على النساء، باعتبار المرأة هي إبليس التي تُغوي الرجال، إلى محاربة كل المظاهر التي تهدف لإخراج المرأة من دورها كشريك في بناء المجتمع، لتتحوَّل إلى  صيغة المرأة الوظيفية المخصصة فقط للإنجاب وخدمة الرجل، ولم يكتفِ الحاخامون بفرض منع بيع مواد التجميل في الأماكن التي يسيطرون عليها، بل امتد لمطاردة مواد التجميل وجعلها موضوعا دراسيا له منح خاصة أيضا، فمواد التجميل تُعرقل خطتهم وتهدد مشروعهم المسمى، المرأة اليهودية الوظيفية:
[[أعلن المعهد الديني دارشي راحيل عن منحة دراسية شهرية بمقدار ألف شيكل لكل فتاة توافق على عدم استعمال مواد التجميل زمن خطوبتها.قال موشيه:  لي أخت تدرس في المعهد.
خُصصتْ المنحة بسبب ازدياد ظاهرة التبرج واستخدام مواد التجميل بين الطالبات الحريديات.
يضم المعهد ألفا وخمسمائة طالبة .]] يديعوت 3/9/2009
منشورات لكيفية التعامل مع النساء
                                           يتطلب مشروع صياغة المرأة اليهودية الوظيفية عدة إجراءات إضافية أخرى، غير فرض مواصفات على ملابس النساء، ومحاربة مواد التجميل، يشمل أيضا طريقة تعامل الأزواج مع زوجتاهم، واستعمال الخداع والكذب مع الزوجات ، واعتبار هذه الخدع تقنيات شرعية دينية، مطلوبٌ تنفيذها، لأنها فروض دينية!
[[وُزعت مطوية (بروشور) بعنوان دليل العرسان في القدس، وهي جزء من إصدارات المجلس الديني في القدس حول الزواج ، وقد أثارت المطوية عاصفة من الاحتجاج، وذلك لأنها مغرقة في التعصب.
ذكرت المطوية نصائح للأزواج من المتدينين والعلمانيين على حد سواء، وكان يبدو بأن المطوية  تشجع الأزواج على احترام الزوجات، وتساعدهم على أعباء الزوجية، إلا أنها فاجأت قارئيها بالنصائح التالية:
لا تدعْ يوما يمرُّ بدون أن تمدح زوجتك خمس مرات في اليوم، حتى وإن كان مدحُك كذبا، فالمرأة التي لا تُمدح مثل سمكة خرجتْ من الماء !!
  كن بعيدا عن والدي زوجتك، فحماتك  تتدخل في شؤون حياتك، لدرجة أنها تقوّض بيت الزوجية.
لا تستسلم لزوجتك، فالزوجة كقطعة الصلصال، يمكنك أن تشكلها كما تريد ، فهي مخلوقة لإسعاد الزوج.
على الرجل ألا يضعف أمامها، ويخضع لمهانتها، فلتعلن غضبك منها وتهجرها، حتى تعترف بخطئها.
قال أحد العرسان عن المطوية: "أنا لا أصدق بأن هذه المطوية ما تزال تُطبع وتوزع في هذه الأيام، فعلى الدولة أن تتأكد مما ينشر ليكون ما يُنشر ملائما للجميع. قال عضو الكنيست أوري أورباخ من حزب البيت اليهودي: " تلقينا عدة شكاوى من هذه المطوية، فمن وزعوها لا يدركون بأن ما يوزع في حي مائة شعاريم الأصولي لا يصلح أن يوزع على جميع العرسان، ممن يرغبون في أن يتزوجوا على الطريقة اليهودية، سأطلب من رئيس المجلس الديني في القدس أن يُعدل المطوية لتلائم الروح اليهودية ]]"يديعوت 22/5/2009 تحقيق تسفكا بروك"
                     
 
 
 
حظر عمل النساء سكرتيرات
فرض حاخامون آخرون مواصفاتٍ على العمل المسموح به للمرأة اليهودية، وأبرز عمل مسموحٌ به  هو التدريس، أو تربية الأبناء والعمل في حضانات الأطفال، وحرَّم آخرون عمل المرأة كسكرتيرة، واعتبروا السكرتارية عملا مُدنسا، لا يناسب المرأة كما أفتى حاخام مستوطنة ألون موريه إلياكيم ليفانون:
[[ حظر حاخام ألون موريه إلياكيم ليفانون على المرأة أن تعمل في وظيفة سكرتيرة، ولم يتقدم سوى الذكور لوظيفة سكرتير من سبعمائة وخمسين طلبا.وطلبت إحدى الفتيات من الحاخام فتوى لأنها كانت تنوي دخول المسابقة ، فرد في صحيفته قائلا: "النساء غير صالحات للوظيفة وفق تعاليم الحاخامي كوك، للأسباب التالية:
المرأة لا تملك صلاحية اتخاذ القرار لأنها امرأة.
الاختلاط بالرجال.
العمل في المساء وحضور الاجتماعات في الليل.
علقت رئيس مجلس كدوميم السابقة دانيلا واس:لقد كانت النساء نبيات ولهن دور بارز في المجتمع اليهودي
وقالت نوريت تسور رئيس التجمع النسائي: " إن فتوى الحاخام تعود إلى القرون الوسطى]]!يديعوت 26/5/2010  شمولك غروسمان
الفصل بين الرجال والنساء                         
هناك ممارسة قمعية أخرى ضد النساء، فقد أرغمتُ التياراتُ الحريدية شركة إيغد للمواصلات العامة على تسيير رحلات حافلات حلال ( كوشير) خاصة بالحارديم، وهذا يعني فصل الرجال عن النساء في الحافلات، أي حافلات خاصة بالرجال، وأخرى للنساء.
[[تظاهر أكثر من ألفي متظاهر حريدي في حي مائة شعاريم ضد شركة إيجد ، للمطالبة بزيادة حافلات الفصل بين الرجال والنساء، وكان عشرات من المتظاهرين العلمانيين يصيحون:" لا تحولوا إسرائيل إلى إيران"
 وألقى المتظاهرون الحارديم الحجارة على الحافلات وأشعلوا النار في حاويات القمامة]] ( يديعوت 24/4/2009)"
حافلات الفصل بين النساء والرجال
                    فرض الحارديم فصلا آخر بين النساء والرجال في المواصلات العامة، وأجبروا شركة إيغد الحكومية على تخصيص حافلات مقسومة إلى نصفين؛ الرجال يجلسون في المقدمة، أما النساء فيجلسن في مؤخرة الحافلة:
[[أرسل مثقفون وشخصيات إسرائيلية بارزة رسالة لوزير المواصلات إسرائيل كاتس يطالبونه فيها بإلغاء حافلات الفصل بين النساء والرجال، وهي حافلات (محادرين) التي تجلس فيها النساء في آخر الحافلات .
وقع الوثيقة أ .ب يهوشوع الحاصل على جائزة نوبل ، وحاييم غوري ونتان زاخ ، ووصفوا حافلات الفصل بأنها إذلال وإهانة للنساء والرجال في إسرائيل.ومما جاء في الرسالة:
" الفصل بين النساء والرجال هو نزعة تطرف لا يجب أن تكون في دولة كإسرائيل، إن هذا التمييز سيفتح الأبواب أمام أشكالٍ أخرى من التمييز العنصري، ونحن نحث وزير المواصلات أن ينهي هذه الظاهرة ويوقفها"
ومن المعروف بأن هناك قيودا أخرى على الراكبات في تلك الحافلات ، من حيث اللباس ، ومن تخالف التعليمات تتعرض للإهانة اللفظية والفعلية من المسافرين الآخرين.]] يدعوت 10/8/2009.
احتجت قاضية المحكمة العليا على القمع قائلة:إنَّ فصل النساء في الحافلات أباتهايد كما حدث في جنوب إفريقيا للسود والبيض، يجب عدم السكوت ومطالبة شركة إيغد برفض الفصل:
[[قالت القاضية المتقاعدة في المحكمة العليا دليلة دورنر في مؤتمر في جامعة تل أبيب: "على العلمانيين أن يركبوا الحافلات جماعات لمواجهة نظام الفصل بين الرجال والنساء، وعلى شركة إيغد أن تخير العلمانيين، مع الإيضاح بأنها ضد نظام الفصل، وهذا ليس ثورة على مؤسسات الحاريديم ، ولكنه لأجل الضغط على وزارة المواصلات وشركة إيغد  لكي تقوم بتسيير رحلات مريحة لغير المتدينين، يجب على الشباب أن يعارضوا ذلك، بغض النظر عما يتعرضون له من ضغوط.
إن الفصل بين الرجال والنساء هو امتهان للكرامة ، فهو كالفصل بين السود والبيض، فإذا لم تناضلوا أيها الشباب مطالبين بالمساواة، فلن تكون هناك مساواة، لأن المؤسسات الحريدية متسلطة في تطبيق قوانينها"]] يدعوت 29/5/2009
عنف لفظي وجسدي
                               تتعرض النساء في مناطق كثيرة للاضطهاد بالسباب والتهديد أو بالاعتداء عليهن، عندما لا يلتزمن بالفصل، وهاهو أحد الحارديم ينعت المجندة التي لم تلتزم بالجلوس في مقاعد النساء، بأنها غويمية ساقطة:
[[أطلق أحد المتزمتين الحارديم سبابا (شكسا) على مجندة علمانية ( دورون ماثلون)  رفضت ترك مكانها في المقاعد الأمامية في الحافلة ، وهو نعت من لغة الييدش للنساء المحتقرات غير اليهوديات]] يديعوت 28/12/2011.
حتى الجلوس إلى جوار امرأة محظور عند الحارديم، حتى إذا لم تجد مكانا في الحافلة ينبغي عليها ألا تجلس إلى جوار رجل حريدي متزمت كما قالت إيفلين عسل، ولا يجب أن يجلس الرجل مكان المرأة على الكرسي نفسه إلا بعد فترة من الوقت، حتى تزول حرارة جسد المرأة عن الكرسي قالت إحداهن:
[[رفض الشاب الحاريدي أن أجلس إلى جواره واستخدم ذراعه وبدا يدفعني ويشتمني، وطلب مني الجلوس في مكان آخر.وبعد تذمر الركاب من التأخير جاءت الشرطة ولم تتدخل لأنها لم تجد سببا جنائيا ، مما استدعى أن يترك مجندان مكانهما لجلوس المرأة . ]]يدعوت 5/12/2009  روث مارغولين.
فصل بين النساء والرجال في الشوارع العامة
                لم يكتفِ الحارديم بالفصل بين النساء والرجال في الحافلات، فقد عمدوا كذلك إلى فرض الفصل في الشوارع العامة  بين الرجال والنساء، في أحياء مائة شعاريم وغيئولا وبيت شيمش في القدس،وبني براك في تل أبيب ، بحيث يُخصص للنساء ممرٌ للمشاة على أحد جوانب الطريق ، وآخرُ للرجال على الجانب الآخر، كما ورد في الخبر التالي:
[[جالت مجموعة من أتباع حركة ناطوري كارتا الحريدية المتزمتة شوارع بعض أحياء القدس بمكبرات الصوت وهم يعلنون عن الفصل، بين النساء والرجال في ممرات المشاة في شوارع القدس ، بحيث يكون أحد الأرصفة مخصصا للرجال ، والرصيف الآخر للنساء .وساروا في حي غيئولا في القدس وطلبوا من سكان الحي الالتزام بالفصل]] يديعوت 12/8/2009 .
أشارت صحيفة يديعوت أيضا إلى الخبر:
[[جالت مجموعة من أتباع حركة ناطوري كارتا الحريدية المتزمتة شوارع بعض أحياء القدس بمكبرات الصوت وهم يعلنون عن الانفصال بين النساء والرجال في ممرات المشاة في شوارع القدس ، بحيث يكون أحد الأرصفة مخصصا للرجال ، والرصيف المقابل الآخر للنساء .وساروا في حي غيئولا في القدس وطلبوا من سكان الحي الالتزام بالفصل ]] يدعوت 12/8/2009.
حظر التجول على النساء                    
انتقل المتزمتون الحارديم إلى خطوة أكثر قمعا للنساء، عندما طالبوا بإغلاق بعض الشوارع في وجه النساء، أي منعهن من السير في شوارع الذكور حتى يظل الشارع كوشيرا(حلالا) في موسم الأعياد الدينية:
[[جرت في حي مائة شعاريم الأصولي في القدس مظاهرة نسائية احتجاجا على اعتزام إغلاق الشوارع الرئيسة في أيام الأعياد أمام النساء في الأحياء الأصولية.وجاءت المظاهرة عقب اجتماع لحركة عيدا حارادي الأصولية التي اقترحت إغلاق الشوارع أمام النساء ، بعد أن أحاطت بهم تجمعات مختلطة من الرجال والنساء، أثناء الاجتماع. وجاء في شعارات المسيرة:
كفى قمعا للنساء فهم يعتزمون اليوم منعهن من السير في الشوارع الكبرى،وهذا الطغيان يصاحبه  احتقار النساء المهاجرات الأثيوبيات والعربيات، وكل الأقليات.إن الدولة الديمقراطية الحرة لا يمكن أن تسمح لمجموعة متطرفة من الرجال أن تُرعب المجتمع]] يدعوت 25/9/2010
                     لم يكتفِ الحارديم بدعاية شفوية للفصل في الشوارع بين النساء والرجال، باستخدام مكبرات الصوت، بل إنهم قاموا بنصب سياج شائك في الشوارع للفصل بين الرجال والنساء،ونتيجة لظهور نساء يهوديات طالبانيات في القدس، نظمت النساءُ العلمانيات مظاهرة ضد الممارسات التي تجري في حي مائة شعاريم الحريدي في القدس، وأبرز الممارسات التي أثارت النساء الإسرائيليات وضعُ سور قماشي وسياج في الشوارع للفصل بين النساء والرجال:
[[جرت مسيرة نسائية احتجاجا على احتقار النساء على أبواب حي مائة شعارايم في القدس، وكانت الشرطة تحمي المسيرة، وكن يسرن وهن يضعن على رؤوسهن أوعية حديدية مثقوبة على العينين، إشارة إلى أن الخطوة الثانية للحارديم هي وضع قوالب حديدية على رؤوس النساء .
جرت المظاهرة احتجاجا على الفصل بين النساء والرجال في الشوارع الرئيسة، حين أقدمت حركة تولدوت أهارون على وضع سياج في الشارع لفصل النساء عن الرجال، وكانت حركة عيدا حارادي قد منعت النساء غير القاطنات في الحي من المرور في الشارع.قالت نساء حريديات من أعضاء جمعية كولش وعضوات المجلس البلدي مثل راحيل عزرا:
" إن الأمور قد خرجت عن السيطرة، ويجري احتقار النساء باسم الدين، في حي مائة شعاريم وحي غيئولا، أصبح الأمر خطيرا فيما يتعلق بألبسة النساء والالتزام بالسبت وكل ما يفعله السكركيم، يبثون الرعب في نفوس السكان" قال أحد السكركيم وهو ناطق باسمهم يتحدث مع وسائل الإعلام اسمه (كراوس) وعمره أربعون عاما وله 14 ولدا:" النساء مريضات عقليا، يلبسن ملابس خليعة بدون أكمام وتنورات قصيرة، وهذا محرم في التوراة، نحن نسعى لحماية أنفسنا.
قال أحد الحارديم أنا وزوجتي حارديم ، فالأب والجد حريدي، لا أرغب في أن يفرض هؤلاء السفاحون عليّ نظام العفاف والفصل في الحافلات.وقال أحدهم : سيأتي اليوم الذي نلقي فيه البنات المولودات في البحر، كما فعل فرعون.إن الحل يكمن في مغادرة حي مائة شعارايم، ففي استطلاع أجرته د. مايا شوشن أوضح الاستطلاع أن معظم تاركي حي مائة شعاريم هم من الحارديم، هناك آلاف يتركون القدس كل عام يصل عددهم ما بين 6200-6900 ، وأكثرهم من الإشكنازيم ويحل محلهم السفارديم.
تقول كراوي: المعركة بعيدة عن النهاية،ويبدو أن خطوة الحارديم التالية هي شراء بيوت في حي كريات هيوفل العلماني ، فهم يشترون الشقق لأن أسعارها رخيصة.]]تحقيق جورسلم بوست 8/10/2010
فصل في المصاعد الكهربية
أقدم الحارديم على الفصل بين النساء والرجال في المصاعد، ووضعوا يافطات تحذر من الاختلاط فيها:
[[ انتشرت في مستوطنة الحارديم الكبيرة ( مودعين عيليت) ملصقات  معلقة على المصاعد الكهربية  في العمارات السكنية ، تشير إلى أن هناك مصاعد خاصة للرجال، ومصاعد أخرى للنساء]] يديعوت 18/1/2012
فائدة:
(( تعتبر مستوطنة مودعين عيليت من أكبر مستوطنات الضفة بعد أرئيل ومعاليه أدوميم  وبيتار عيليت، وهي تقع بين القدس وتل أبيب ، المسافة بينها وبين تل أبيب إلى الشرق 25 كيلو متر، يسكنها 36000 ساكن، وهي ثالث مركز توراة بعد القدس وبني براك))
الفصل في معاهد التعليم
                             امتد الفصل ليصل المدارس في إسرائيل ولا سيما مدارس التيارات الدينية، فهناك فصل معتاد بين الطلاب والطالبات في مدارس الحارديم، وهناك فصلٌ  آخر يتخذ طابعا عنصريا، لأن معظم المدارس الدينية اليهودية لطائفة الإشكنازيم المنحدرين من أصول أوروبية، يرفضون استيعاب الطالبات المتدينات السفارديات المنحدرات من أصول شرقية، أما عن الإثيوبيات فإن التيارين السابقين يرفضان استيعاب الطالبات الإثيوبيات:
[[وفق إحصائية وزارة التعليم فإن 65% من مدارس الحارديم الابتدائية تمارس الفصل بين البنات والذكور، فهناك 140 مدرسة حريدية فقط لا تمارس الفصل.وقال ماتي داغان مدير التعليم الحريدي:كانت نسبة الفصل قبل عشر سنوات 25% فقط]] هارتس 5/12 /2011 تحقيق تاليلا نيشر.
                      لم يقتصر الفصل على التعليم الابتدائي الديني ، ولا على معاهد الحارديم ،بل وصل الفصلُ إلى الجامعات، فقد رفض الطلابُ الحارديم في كلية التخنيون الجامعية الجلوس مع الفتيات،فقد رفع الطلاب الحارديم التماسا إلى مجلس الطلاب في كلية التخنيون بحيفا، لتخصيص وقت للذكور وآخر للنساء، ووافق اتحاد الطلاب على تخصيص ساعة للطلاب المتدينين بدون وجود الفتيات. قال أحد الطلاب: بدأ الفصل في الحافلات ثم في الجيش وهو اليوم ينتقل إلى المؤسسات الأكاديمية.
 [[قال المتحدث الرسمى باسم كلية التخنيون:
نحن نوفر الفصل بين الرجال والنساء في حمام السباحة للطلاب المتدينين منذ سنوات، وهاهو الفصل يطبق اليوم على الجم الرياضي وقاعات المحاضرات .]] يديعوت 16/12/2011
الفصل في العمل
طال نظامُ الفصل بين النساء والرجال  بلدية القدس، في مجالات العمل وفي الاحتفالات، وقد وضعتْ الصحف الإسرائيلية تسمية خاصة لما يجري ، وهذه التسمية هي الأبلغ في وصف ما يحدث للنساء من قمع حريدي، والتسمية هي : ( استثناء النساء) أي تجاهلهن بالكامل في كل قطاعات الحياة، وكأنهن غير موجودات:
[[في أعقاب فصل النساء عن الرجال عند زيارة متحف السجن في بلدية القدس ، فإن مدينة القدس نظمت سهرة أندلسية خاصة بالرجال وأشعارهم،قال رئيس العاملين في البلدية زايون دهان:
" ما يحدث أمر مخجل لن أشارك فيه"وقال نائب نير بركات: " ما يحدث في عهد بركات لا يمكن القبول به، ولا التسامح معه فهو يدمر صورة المدينة]]  يدعوت 3/3/2010
                
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
قهر وإذلال على خلفية عرقية
سوف أنشر في نهاية  الكتاب ملفا عن قصة الفصل العنصري واضطهاد اليهوديات الحارديات أنفسهن، ليس بسبب عدم التزامهن بمواصفات اللباس أو مواصفات الحياة وفق الحريدية الدينية، بل لأنهن من سلالة (السفارديم) أي أنهن شرقيات، حتى وإن ولدن في إسرائيل، إلا أن آباءهن أو أجدادهن جاءوا من الدول العربية أو الإفريقية، فهن لسن إشكنازيات من سلالة اليهود الغربيين المولودين في أوروبا ،شرقها وغربها.
 ويتمثل هذا التمييز في قصة مدرسة بيت يعقوب في مستوطنة عمانويل القريبة من نابلس، وسأخصص ملفا لها في آخر الكتاب.
إن أبرز من شخَّص ظاهرة العنصرية ضد السفارديم هو الكاتب اليساري في صحيفة هارتس غدعون ليفي   يقول:
[[إن تمييز اليساريين العلمانيين بين السفارديم والإشكنازيم، وهو التمييز المستور، أسوأ بكثير من تمييز الحارديم ( المفضوح) بين الطائفتين.فقصة التمييز العرقي بين الإشكنازيم والسفارديم في مدرسة بيت يعقوب في الضفة الغربية في مستوطنة عمانويل هو أمر مخزٍ ولا شك ، فالمدرسة لا تقبل الطالبات السفارديات ، وهذا أمر مرعب ، ولكن ماذا عن التمييز العلماني في جائزة إسرائيل؟ إن معظم المكرمين والحاصلين على جوائز خلال السنوات الفائتة في الآداب كانوا من الإشكنازيم ، فقط هناك عشرة من أصول سفاردية من بين 158 ممن منحوا الجوائز من الإشكنازيم ، وهناك 600 متفوق مكرم من الإشكنازيم ليس بينهم سفاردي واحد.
نعم إن التمييز العرقي الذي ينفذه العلمانيون هو الأسوأ ، وهو لا يثير أي احتجاج ، فمنذ عام 1950 قيل لنا: لا يوجد أي تمييز ، فلم نكن نعرف السفاردي من الإشكنازي ، غير أن رجل الدولة أبا إيبان قال في السنة نفسها :" نحن نسعى لغرس الروح الغربية في نفوسهم أي ( السفارديم) ولن ندعهم يجرون الدولة نحو الشرق، وما يزال مستشار الملك المغربي اندريه أزولاي يؤكد بأن اليهود المغاربة جلبوا إلى إسرائيل ليخدموا في مجالات العمل القاسية وفي خطوط المواجهة، أما عن عمير بيرتس المغربي وهو السياسي المحنك ، الذي ظل مصدر سخرية في السر والعلن ، وبخاصة عندما تولى منصب وزير الدفاع، ويعود السبب بالطبع إلى أصوله المغربية .كل هذا ونحن نصيح قائلين : ليس هناك تمييز !!حتى لو كان كلُّ سياسيينا واقتصاديينا وأكاديميينا وقادة جيشنا كلهم من أصول إشكنازية !! بعد 26 سنة من تأسيس الدولة فإن رئيسين فقط كانا من أصول سفاردية ، ولكنهما ليسا من أصول مغربية ، وهي الجالية الأكبر في إسرائيل.لدينا اثنين أو ثلاثة من قادة الجيش من السفارديم ، ورئيس بنك أو اثنين، ولكن لا يمكن أن يكون رئيس الوزراء سفارديا مغربيا !ففي عام 1975 كان السفارديون يحصلون على 75% من راتب الإشكنازيم ، ثم انخفضت النسبة عام 1992 لتصبح 68% من راتب الإشكنازيم  وهذه الاستبانات لم تجدد بعد ذلك .
إن جسر الفجوة في التعليم بين السفارديم والإشكنازيم تحتاج إلى 75 سنة ، إن السجون مملوءة بالسفارديم ، هناك فقط 7% من الكليات تصنف بأنها سفاردية .وأخيرا كم سفاردي يظهر في التلفزيون كل يوم ؟!
دعونا نرَ التمييز الذي يمارسه العلمانيون أولا، قبل أن ننظر إلى التمييز في عمانويل ]] هارتس 2/5/2010  غدعون ليفي.
         لا مدارس للطالبات السفارديات في القدس، فمعظم المدارس مخصصة للإشكنازيات، كما أن السفارديم يفضلون دائما أن تتعلم بناتهم في مدارس الإشكنازيم، لأن هذه المدارس أكثر تجهيزا، وهي المفضلة دوما في سلك الوظيفة، بينما يُحجم الإشكنازيم من إدخال بناتهم في المدارس السفاردية، لأنهم يعتبرون هذه المدارس أحقر من منزلتهم العالية، حتى لو لم يكن في مناطق سكناهم مدارس خاصة بالإشكنازيم، فإنهم يقومون بإرسال بناتهم في سيارات خاصة إلى مدارس طائفتهم:
[[ما زال التمييز العنصري يطل برأسه في القدس ، هناك مائتا طالبة حريدية سفاردية لا يتمكنَّ من الحصول على مقاعد الدراسة في القدس، مع انتهاء فترة التسجيل لعام 2011-2012 ، وتبلغ نسبة السفارديات في المدارس العليا للبنات 7% .هناك عشرون طالبة سفاردية لم يستطعنَ في العام الماضي الحصول على مقاعد دراسية في القدس.]] يديعوت 18/5/2011  كوبي نحشوني
قمع النساء (الفلاشاه)الإثيوبيات
أما عن اليهوديات الإثيوبيات فإنهن الأكثر عرضة للقمع والاضطهاد، ويعود السبب تارة إلى بشرتهن السوداء، فيحتقرن بلفظ ( كوشيات)،  وتارة أخرى إلى موطن هجرتهن من البلد الإفريقي الفقير إثيوبيا، فهن إن تهودن لا يُعترف بتهويدهن، وإن لم يتهودن من جديد لا يحصلن على أية وظيفة من الوظائف، كما أن هناك وظائف خاصة بهن كجابيات ضرائب في مواقف السيارات العامة، وخادمات في المؤسسات والدوائر الحكومية.
قصة الإثيوبية وسائق الحافلة
هل كنت تركبين الحافلة في إثيوبيا؟
هل كنتِ تلبسين حذاءً في بلدك؟ فلتستخدمي قدميك، انزلي من الحافلة أنت لستِ يهودية:
[[حاولت فتاة أثيوبية مهاجرة جديدة إلى إسرائيل الصعود لحافلة إيغد رقم 5 في تل أبيب ، غير أن سائقها أغلق في وجهها الباب، وطرقتْ الفتاةُ الإثيوبية زجاجَ الباب غير أن السائق رفض أن يفتح لها باب الحافلة  وعندما قدمت فتاة أخرى فتح لها السائقُ الباب، قلت الفتاة الإثيوبية: التصقت بها ودخلتُ الحافلة .
قال لي السائق: ألا تفهمين؟ لا يسمح للكوشيين السود بالصعود إلى الحافلة، هل هناك حافلات في أثيوبيا؟ لماذا لا تسيرين على قدميك؟فأنت في أثيوبيا لم يكن لديك حذاء، وها قد صرت تملكين حذاء، فلماذا لا تمشين؟
رفض السائق قبول الأجرة منها وقال : حصلت على الهجرة وأصبحت متكبرة!فرددت عليه قائلة:
هل تقبل أن تعامل أمك بمثل هذه الأقوال؟فأمسك بثوبي وصاح : لا تذكري أمي، وكان يهمّ بضربي وقال :
ارجعي إلى أثيوبيا أنت لست يهودية، من أحضركم إلينا، أنتم تدمرون بلدنا أيها الأغبياء؟
تدخل الركاب وطلبوا من السائق أن يكف عن عنصريته،قالت: رجعتُ إلى نهاية الحافلة، وهبطتُ منها وأنا أبكي.طالب عضو الكنيست من كاديما  شلومو مولا المهاجر الإثيوبي من وزير المواصلات عقاب السائق، وأوعز وزير المواصلات بإجراء تحقيق حول الأمر.]] يدعوت 12/8/2009
 
 
 
 
قصة الإثيوبية التي دهسها طالب حريدي عمدا
                 هاجرت الفتاة الإثيوبية إلى إسرائيل، وحصلت على شهادة تهويد، وعملتْ موظفة في موقف لسيارات البلدية، كمراقبة أمن ومحاسبة للسيارات التي تدخل الموقف، أخيرا تلقت هذه  الإثيوبية رسالة من  سلطة التهويد في الحاخامية تبلغها فيها  بإلغاء شهادة تهويدها، فهي إثيوبية محتقرة ، تجرأتْ وقدَّمتْ شكوى ضد حريدي عالي المقام والرفعة!!  وإليكم قصتها:
[[رفض طالب حريدي يدرس في معهد ديني وهو مُقرب من كبار الحاخامين السفارديم! أن يدفع لها  المبلغ المستحق عن إيقاف سيارته في الموقف ، وحاول الخروج بسيارته بالقوة  مما جعلها تغلق الطريق أمام سيارته بجسدها، فداهمها وقذفها خمسة عشر مترا، قبل أن تسقط على الأرض وتفقد وعيها، وأنكر السائق فعلته ، غير أن كاميرات المراقبة صورت الحادث،
وطالب اليشيفا الحريدي مقربٌ عند الحاخام الأكبر شلومو عمار والحاخام عوفاديا يوسيف، وقد حصل منهما على توصية للقاضي بتخفيف العقوبة.وأشار القاضي (درور) بأن على الفاعل أن يعتذر من الأثيوبية، حتى لا يصدر عليه حكم مخلٌ بالأدب .
وحكم عليه القاضي بدفع عشرة آلاف شيكل تعويضا، وأعلن توبته عن فعلته ، ووافق أن يعمل متطوعا مدة مائة وخمسين ساعة في الخدمة العامة بحيث لا يتعارض الحكم مع دراسته في اليشيفا.
وهذا دفع الجالية الإثيوبية إلى الاحتجاج على الحكم الصادر من القاضي درور المرشح للمحكمة العليا وقالت الجالية اٌثيوبية: " إن عنصرية القاضي تحتاج إلى تدقيق قبل أن يصل إلى المحكمة العليا " .
وقال آفي مشفن المتحدث باسم الجالية: "  إننا نحتج على ما ورد في صيغة الحكم التي قالت:
كانت المدعية الإٌثيوبية مترددة في المثول أمام المحكمة لشعورها بأنها عوملت ككلب من قبل المتهم،
وأخيرا ما الرابط بين قضيتها ، وبين إبلاغها بقرار  إلغاء  تهودها، فربما هناك في الحاخامية من أراد أن ينتقم منها بإلغاء شهادة تهويدها ؟]]جورسلم 7/7/2009
إذال النساء في طقس التعري في حمام التطهير
 ما جرى للمرأة الإثيوبية من قمع وإذلال، هو ما يجرى لكل النساء المتهودات، أو من يرغبن في التهويد، لأن كل الراغبات في التهويد عليهن أن يفين بشرط شرعي للتهويد، وهو أن يتعرين بالكامل أمام ثلاث حاخامين من الرجال، كإثبات لأنهن جادات في اعتناق الدين اليهودي، وهذا ما شعرتْ به  المرأة اليهودية الإثيوبية المتهودة عندما طالبوها بالتعري الكامل في الحمام الطقسي( المكفا)، ثم اختلقوا لها مبررات لعدم قبول تهودها، بالرجوع إلى سلالة آبائها وأجدادها:
[[ظلت الأثيوبية التي تسكن جنوب البلاد، ترفض الخضوع لقرار الحاخامين لإثبات يهوديتها بالتعري في الحمام الطقسي (المكفا)، واضطرت لتأجيل زواجها أربع سنوات كاملة لأجل ذلك ، فقد كان مقررا لها أن تتزوج في أغسطس 2006 .فقد رفض حاخام إسدود الاعتراف بيهوديتها، لأن جديها اعتنقا المسيحية، وحوّل ملفها لحاخام الأثيوبيين في تل أبيب يوسيف هنادا، وهناك طلب منها يوسيف الخضوع لطقس الحمام المكفا، مما ألجأها للحاخام الأكبر حاخام السفارديم شلومو عمار، وأحضرتْ له شهودا بأنها تنحدر من أصول يهودية، غير أن الحاخام لم يحكم لها أيضا،واستعانت بمحامين من جمعية ( تبيكا) المختصة بشؤون الفلاشاه، إلى أن حكمت المحكمة في القدس بأنه يجب عليها الامتثال لطقوس الحمام الطقسي، على أن ينتظر الحاخامون خارج الحمام ليتأكدوا من آداء الطقس الديني، لكي  تحصل العروس الأثيوبية على شهادة تثبت يهوديتها، وليس شهادة جديدة بتهويدها من جديد! قالت: أخيرا انتهت مأساتي، فأختي لن تخضع لهذه الطقوس المُذلِّة، فأنا يهودية، من عائلة يهودية]] يدعوت 16/9/2010  تحقيق توفا دادون.   
فائدة:
((طقس المكفا هو حمام الطهارة الطقسي يستخدم عند الحارديم لتطهير جميع الأدوات، أدوات المطبخ والأدوات الأخرى، التي لم تصنعها المصانع المرخصة من الحاخامين، ويجب أن يكون ماء الحمام من نهر جار أو بئر، ويُستخدم الحمام نفسُهُ لتطهير النساء من العادة الشهرية ، كما أن المتهودات يجب أن يغطسن فيه عاريات أمام ثلاثة حاخامين رجال)).
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
مأسي المطلقات
إذا انتقلنا إلى نوعٍ آخر من أنواع  قمع المرأة اليهودية، فإننا يجب أن نشير في البداية إلى أسوأ أسلوب  قمعي يُضاف إلى الأساليب القمعية السابقة، وهو ملف تعذيب النساء المعلقات ( العاجونوت)، أي النساء المطلقات صوريا وشكليا، بدون أن يحصلن على ورقة الطلاق من الزوج نفسه، وهن يُسمين في إسرائيل عاجونوت أي مُعلَّقات، أي لسن على ذمة الزوج ، ولسن مطلقات، لأن أزواجهن لم يمنحوهن الطلاق رسميا، فالزوج في الشريعة اليهودية ، هو الوحيد الذي يمنح الزوجةَ الطلاق، وفق قواعد الطلاق الشرعية في الحاخامية الدينية!
  قضايا النساء المعلقات، هي القضايا الأكثر قمعا للنساء في إسرائيل، لأنها تشير إلى قهر النساء المطلقات اللاتي لا يمكنهن أن يبدأن حياة جديدة، لأنهن لا يتمكنَّ من الحصول على وثيقة الطلاق( غيت)، فأزواجهن السابقون إما أنهم يرغبون في معاقبتهن وإذلالهن، بعدم منحهن رخصة الطلاق، وإما أنهم يختفون في الحوادث، فتبقى النساءُ معلقاتٍ سنواتٍ طويلة.
  إنَّ النساء اليهوديات أيضا لا يتمكنَّ من عقد الزيجات المدنية، إلا بعد الحصول على شهادة الطلاق، فالزواج المدني يَحرِِم الأسرةََ من التسجيل في الهويات الإسرائيلية، مما يجعل وزارة الداخلية الإسرائيلية تُسجِّل  أطفالُهن (بلا دين) ويُسمَوْن في الوثائق الرسمية( أولاد زنا)، ويُحرمون من التأمين الاجتماعي، ومن التأمين الصحي والمنح وغيرها، لأن الزواج المعتمد في إسرائيل، هو الزواج الذي يتم وفق طقوس الحاخامية الدينية المختصة بالزواج والطلاق، وما أكثر القصص عن نساء قضين سنوات طويلة (معلقات) لم يستطعنَ بدء حياة جديدة!!
 هذه أحدث دراسة عن هذه الظاهرة القمعية:
[[ يعد مركز الدرسات اليهودية في جامعة مانشستر  خارطة طريق لحل مشاكل النساء اليهوديات(العاجونوت) ممن يرفض أزواجُهن منحَهن الطلاقَ، وهذه المشكلة تعاني منها آلافُ النساءِ اليهوديات في العالم .
فكلُ امرأة عاجوناه تصادق عشيقا جديدا أو زوجا،  يمكن لزوجها الأول الرافض طلاقها أن يتهمها بالزنا، لتُطبق عليها عقوبة الزنا، وإذا رغبت في إنجاب أطفال فإن أطفالها  يصبحون - وفق الشريعة- (مامزيريم) أي أولاد حرام ، وهؤلاء لا يحق لهم أن يتزوجوا أو يشاركوا كغيرهم في بناء المجتمع ]] جورسلم بوست 6/8/2009 .
أصدر مركز رخمان للأبحاث في جامعة بار إيلان استطلاعا مخيفا عن ابتزاز الأزواج للنساء الحريديات الراغبات في الطلاق، لأن قسيمة الطلاق لا تعطى للمرأة بدون موافقة الزوج:
[[شملت الدراسة 320 امرأة في حوالي الثلاثين من العمر فخلص الاستطلاع إلى أن امرأة من كل ثلاث نساء مطلقات تعرضت للابتزاز والإذلال والقمع من الزوج، مما يضطرهن للرضوخ لشروط الزوج في تقليل النفقة على طفلين من 1100 شيكل شهريا إلى 700 شيكل فقط.ووفق المركز فإن 70% ممن وقَّعْنَ اتفاقات طلاق تعرضن للتهديد والظلم والابتزاز.قالت مدير مركز رخمان  البرفسور روث هالبرين كاداري:
إن ما يحدث للنساء المطلقات في إسرائيل ينتهك مبادئ حقوق الإنسان.
ويتضح من نتائج البحث أن النساء الأكثر عرضة للابتزاز هن الحاصلات على نصيب صغير من التعليم وكذلك أزواجهن، عقد (اغودات) مؤتمرا لمناقشة أحوال النساء في جامعة نيويورك بحضور وزير العدل تسفي ليفني، ورئيس المحكمة العليا السابقة دوريت بنش.وفي إحصائية المركز أن سبعة وسبعين ألف امرأة يهودية تعرضن لتهديد مكشوف قبل الطلاق، وهناك عشرون ألف وثمانمائة ما يزلن ينتظرن أحكام الطلاق. مع العلم أن الحاخامية الدينية أصدرت تقريرها عام 2012 عن أعداد الأزواج الرافضين منح زوجاتهم الطلاق، فيبلغ العدد ثمانين رجلا فقط]] يديعوت 10/7/2013 تحقيق تالي فركش.
نظرا لاستفحال ظاهرة رفض الأزواج منح مطلقاتهم رخصة الطلاق، فقد أسست جمعيات نسائية لمعالجة الظاهرة، وتنافست كثير من مراكز الأبحاث لعلاج الظاهرة، حتى أن مراكز عديدة في العالم تقوم بدراسة الظاهرة الخطيرة ووضع خارطة طريق للمطلقات المعلَّقات، ولم تنشر الصحيفة عن الخارطة سوى الخبر التالي فقط:
[[يُعِد مركز الدرسات اليهودية في جامعة مانشستر  خارطة طريق لحل مشاكل النساء اليهوديات(العاجونوت) ممن يرفض أزواجهن منحهن الطلاق، وهذه المشكلة تعاني منها آلاف النساء اليهوديات في العالم .
فكل امرأة عاجوناه تصادق عشيقا جديدا يمكن لزوجها الرافض طلاقها أن يتهمها بالزنا، وإذا رغبت في إنجاب أطفال فإن أطفال المرأة يصبحون (مامزيريم) أي أولاد حرام ، وهؤلاء لا يحق لهم أن يتزوجوا أو يشاركوا كغيرهم في بناء المجتمع، وهم منبوذون في إسرائيل .وقد جرت في السابق محاولات لحل المشكلة مثل الطلاق المدني أو عقد زواج مدني ، غير أن هذه المحاولات قد فشلت في علاج الظاهرة .
وأعدت خارطة الطريق توصيات للأزواج الجدد حتى لا يقعوا في المشكلة كما أوضح البرفسور برنارد جاكسون مدير مركز الأبحاث]] جورسلم بوست 6/8/2009.
وردت في إحصائية لمجلس القضاء الحاخامي الشرعي نسبة القمع الكبيرة في قطاع المطلقات، فقد تجاوزت حالات الطلاق في المجتمع الأصولي عشرة آلاف حالة:
[[أصدر مجلس القضاء الحاخامي اليهودي الأعلى يوم أمس تقريرا يُظهر بأن حالات الطلاق قد ارتفعت بنسبة 5% بالمقارنة بالسنوات الماضية ، كما أن عدد حالات الطلاق التي أحصتها المحكمة الحاخامية تبلغ 10225 حالة ، وسجلت أعلى حالات الطلاق في هاشارون  حيث ارتفعت بنسبة 31% وفي مودعين بنسبة 24%  مقارنة بالعام الماضي.وفُتحت ملفات 8080 حالة طلاق في العام الماضي ، وفرضت عليها عقوبات مالية ، وتم رفض 73 حالة طلاق ، وأُلقي القبض على 20 معارض لقرار المحكمة ، ومنحتْ المحكمة 130 امرأة حق الطلاق على الرغم من رفض الأزواج .وأشار الحاخام إلياهو بن دهان مدير الحاخامية القضائية بأن هناك عشرين امرأة هجرهن أزواجُهن وهربوا إلى الخارج ]]يديعوت 27/1/2009 تحقيق كوبي نحشوني.
الكنيست يحاول إنقاذ النساء المعلقات
            بعد أن أصبحت قضية النساء (المعلقات) ظاهرة اجتماعية كبيرة تهدد المجتمع الإسرائيلي، لجأت الجمعيات النسائية ولجان التشريع في الكنيست إلى وضع مسودات قوانين تحكم عمليات الطلاق، على الرغم من أن هذه المشكلة ستظل من اختصاص المحاكم الحاخامية الدينية المستقلة عن النظام القضائي المدني:
[[قدم حزبا كاديما والبيت اليهودي مشروع قانون في قراءته الثانية والثالثة، ينص على إجبار قضاة المحكمة الدينية الحاخامية بتوقيع عقوبات على رافضي الطلاق، إذا صدر حكم المحكمة العليا (المدنية) عليهم، وهو يمنح فترة أولى مدتها 45 يوما لتنفيذ الطلاق، ثم 45 يوما أخرى لتوقيع العقوبات في الجلسة الثانية]] يديعوت 21/3/2012
                           ما أكثر قصص النساء اليهوديات اللاتي لا يتمكنَّ من الحصول على رخصة طلاق  (غيت) ويبقين معلقات(عاجوناه) سنوات طويلة. 
وكما أشرنا لا يمكن لليهودية أن تتزوج بدون الحصول على قسيمة الطلاق "غيت " وهناك مبررات شرعية للطلاق،  وهي رخص شرعية وُضعت بيد الزوج ، لا الزوجة، يتمكن بها الزوج من توقيع الطلاق بادعاء أحد أفعال المرأة ومنها:
 الزنا البيّن،اعتناق دين آخر، رفضها ممارسة الجنس مع زوجها، فالرافضة تعاقب بالطرد من بيتها، ولا يسمح لها بأن تأخذ منه شيئا- حتى حذاءها- أو لكونها عاقراً، أو أنها قبيحة ، أو فاشلة في إدارة شؤون أسرتها، أو عدم التزامها بقواعد الكوشير في الأكل، أو عدم تنفيذها طقوس الطهارة الشرعية، ويمكن للزوج أن يلفِّق لزوجته تهمةً من التُّهم السابقة.
                 وما أكثر الحالات التي تبقي فيها كثير من النساء معلقاتٍ لاختفاء أزواجهن، أو لعدم وجود جثة الزوج الميت ! مثلما ورد في هذه القصة:
لا قسيمة طلاق إلا بعد ظهور جثة الزوج
                        [[شرعت الجالية اليهودية في مدينة بولونيا الفرنسية في إعداد مراسم شرعية لتأبين فقيدها اليهودي، عضو الجالية [ شلومو أنغر] ، وذلك عقب وصول عدد من الجثث التي تم انتشالها من المحيط حيث تحطمت الطائرة الفرنسية القادمة من رويدي جانيرو إلى باريس .وفي هذه الأثناء ثار جدلٌ حول مصير زوجة المفقود.وقد عقد التأبين في الكنيس ألأكبر في باريس ، ودعوا إلى صلاة قاديش على روح الميت وعلى أيتامه.وهدد حاخامات فرنسا بمقاطعة مراسم الحداد، قبل اكتشاف جثة المفقود، وأعربوا عن خوفهم من أن مشاركتهم سوف تعتبر رخصة شرعية لإعلان أن زوجته تعتبر [أرملة] بينما هي في الواقع [عجوناه] أي معلقة .
وأعلن القضاة بأن إجراءات الحداد يجب ألا تتم إلا بعد أن يصل أمل الإنقاذ إلى درجة الصفر. وفي هذا الإطار فإن هناك فتوى للحاخام عوفاديا يوسيف حول حادثة مشابهة ، حادثة الطيار الذي أُسقطت طائرته بصاروخ وغرق في البحر، فقد اعتبر الحاخام يوسيف أن إصابة الطائرة وسقوطها  وغرقه سببان موجبان لاعتباره ميتا ولاعتبار زوجته [ أرملة] وليست عاجوناه . وهذه الفتوى أيضا  لا تمنحها حق الزواج مرة أخرى حتى تتم دراسة حالتها الشرعية من جديد]] يديعوت 9/6/2009 تحقيق كوبي نحشوني.
قصة امرأة معلقة منذ إحدى عشرة سنة
             يمكن للزوج أن يماطل في منح زوجته الطلاق سنواتٍ طويلة، وذلك لابتزازها، وجعلها تتنازل عن حقوقها، ولاسيما إذا كان لها أطفال، فإنها تُضطر للتنازل عن النفقة، أو أن تُخفِّض قيمتها ، فها هو زوج حريدي رفض أن يُطلق زوجته منذ إحدى عشرة سنة.
 تبدأ القصة حين تزوج شخص حريدي بفتاة حريدية في عرسٍ جماعي  عام 1997 ، وعاشا سويا ثلاثة أشهر فقط ، وغادرت المرأة بيت الزوجية بعد الأشهر الثلاثة بسبب ما تعرضت له من عنف ، ثم وضعت مولودها . وحصلت الزوجة على 25 حكما بالطلاق صدرت كلُّها من المحاكم الدينية ، غير أن الزوج رفض منحها الطلاق منذ إحدى عشرة سنة،  وهددها بمنع النفقة عن الطفل وشطب اسمها من التأمين ، إلا بعد أن تتخلى عن حضانة ابنها، حتى بعد أن لجأتْ للمحكمة المدنية، وهذا في العرف الديني انتهاكٌ للشريعة، فالمحكمة المختصة هي الحاخامية الدينية فقط، ومن المتوقع أن يرفض الزوج قرار المحكمة المدنية.
وأخيرا أصدرت القاضية في المحكمة الأسرية توفا سيفان قرارها النهائي الذي ينص:
 [[انتهك الزوج الرافض منحها الطلاق حريتها في الحياة منذ أحد عشر عاما ، وعليه أن يدفع لها تعويضا عن كل سنة بمقدار ستمائة ألف شيكل  ليصبح المبلغ الإجمالي سبعمائة ألف شيكل أي ما يعادل 187000 دولار .
وقالت المحامية سوزان واس رئيسة جمعية نسائية :
 " إن رفض منح الزوجة الطلاق هو انتهاك لحقوقها مما منعها من إقامة أسرة وحياة طبيعية ، وهو عنفٌ خطير في حق المرأة]] يديعوت 20/12/2008.
قصة إمرأة منحتها براغيث السجن شهادة الطلاق بعد إحدى عشرة سنة
أخيرا الصراصير والبراغيث هي التي منحتها الطلاق، هذه قصة أخرى عن قمع المطلقات، تشير بوضوح إلى مقدار الإذلال التي تتعرض له النساء اليهوديات في إسرائيل:
        [[أرسلت السيدة ( أوريت) رسالة لأمها، وهي في قاعة المحكمة الدينية في تل أبيب، تقول لها: "أحبك ، أنا فخورة بك" .فقد حصلت (أوريت) على شهادة الطلاق بعد إحدى عشرة سنة من عذابها وبقائها معلقة ، فقد انتهت سنوات العذاب، وكانت المحكمة الدينية في حالة فرح وهياج، عندما أُحضِِر زوجُها السابق الرافض منحها الطلاق، وهو مقيد اليدين والقدمين مصحوبا بالشرطة.
كانت الشرطة قد ألقت القبض على الزوج الهارب منذ سنوات، واعتقل، غير أن المحكمة أفرجت عنه، لأنه قال بأنه سيعود للبيت وسيعطي زوجته حق الطلاق بعد أسبوع عام 2004  ولكنه هرب مرة أخرى، أخيرا جرى اعتقاله فحكمت المحكمة عليه بأن يُسجن في المحكمة الحاخامية، وقالوا له: ستبقى مسجونا،لن نجبرك على منح زوجتك الطلاق .وأخيرا قامت الصراصير والبراغيث في السجن بدورها، مما أرغمه على منح زوجته حق الطلاق]] يديعوت 1/11/2010 تحقيق رفقة لبوفتش.
الكاتبة رفقة لبوفتش هي محامية نسائية أمام المحكمة الدينية، وهي نشيطة في مركز العدالة للنساء وكاتبة دائمة في يدعوت أحرونوت "
صعوبة الالتزام بالطقوس الدينية الخاصة بالنساء
هذه صورة أخرى من صور القهر الذي تتعرض له النساء المعلَّقات، عندما يُجبرها زوجها على الالتزام بالطقوس الدينية الشرعية، وهي طقوس معقدة للرجال، وهي الأكثر تعقيدا للنساء، وبخاصة طقس الطهارة وطقس حمَّام المكفا، وطقس طعام الكوشير، وطقوس السبت التي تنص على منع كل أنواع التكنولوجيا من البيت ، وعلى رأسها التلفزيونات والإنترنت، فها هي امرأة تطلب الطلاق لأنها لا تستطيع تنفيذ الطقوس الدينية:
 [[منذ خمس سنوات انفصل الزوجان ، وبقي الأبناء مع الأم ، وفي هذه الأثناء أصبح الأب متدينا ، وعادا إلى بعضهما  ، وحاولت الزوجة أن تقوم بطقوس حمام التطهر (الماكفا) وإشعال شموع السبت ، غير أنها لم تستطع  ورفضت أن تعيش معه، فطلبت الطلاق من زوجها فرفض ذلك .
لجأت الزوجة المعلقة إلى  محكمة إسدود الدينية ، فأصدرتْ حكما يقضي بتطليقها لأنها ليست متدينة وتعيش مع رجل متدين ، مع بقاء الأطفال معها ، ومُنح الزوج حق زيارة الأبناء ، فرفض الزوج أن يطلقها ، فألقي عليه القبض وسجن ، وجرت مباحثات مع الحاخام ، وفي النهاية رضخ الزوج لقرار المجلس القضائي الديني أخيرا وطلق زوجته ]]يديعوت 10/12/2008.
 
 
مسجون ينتقم من زوجته
 هناك طرقٌ كثيرة لتعذيب الزوجات المعلقات في انتظار الطلاق، عندما يُصر الزوج على عدم منح الطلاق للزوجة السابقة، ويُفضِّل السجن على منحها الطلاق.
أقدم أحد هؤلاء الأزواج، ممن سجنهم الحاخامون، بعد أن رفض منح الطلاق لزوجته ،أقدم على الإضراب عن الطعام، لدرجة أن حراس السجن قيدوه ليحقنوه بالغذاء، وكل ذلك ليتمكن من قهر زوجته السابقة، والانتقام برفض منحها قسيمة الطلاق الشرعية: 
[[تزوج الزوجان قبل عشر سنوات، وانفصلا بعد إنجاب طفلين ، ظل الزوج يبتزُّ زوجته خلال السنوات الثمانية، وظلَّ يرفض  توقيع وثيقة الطلاق، حتى لا يتيح لها الزواج مرة أخرى، وذلك لابتزازها، فتخلت له عن النفقة، ومنحته حق زيارة الأبناء، غير أنه واصل إصراره على عدم منحها الطلاق واستمرت مماطلته  ثماني سنوات.
وحكمت عليه المحكمة الدينية بالسجن خمس سنوات، وقضى منها سنتين ، وعندما واصل إصراره على عدم منحها الطلاق أمر قاضي المحكمة الدينية بنقله إلى سجن انفرادي، وأمر بمنع طعام الكوشير عنه، فقرر الإضراب عن الطعام، مما استدعى أن يحقن بالمغذيات في الوريد]] يديعوت 18/7/2009.
مطلقة معنفة جنسيا ثماني سنوات
أخيرا تمكنت المحكمة الحاخامية من إرغامه على طلاق زوجته بسبب إفراطه في العملية الجنسية، ولعل السبب الرئيس يعود ليس لفرط الشهوة الجنسية، بقدر عدم امتثاله للتعاليم الدينية التي تُحرِّم الممارسة الجنسية في الأعياد اليهودية المقدسة، وتفرض حظر ممارسة الجنس في العادة الشهرية، مما دعا زوجته لأن تطلب الطلاق:
[[أذعن الرجل الرافض أن يطلق زوجته منذ ثماني سنوات ، ومنحها الطلاق أخيرا، لتتمكن من الزواج مرة أخرى وتخرج من حالة امرأة معلقة.
وكانت محكمة رحوفوت  قد أمرته بتطليق زوجته نظرا لشهوته الجنسية المفرطة، فقد كان يجامع زوجته ثلاث إلى أربع مرات في اليوم، ويجامعها في يوم كيبور، وحتى أثناء العادة الشهرية ، وهو أمر محرم .
عاقبته المحكمة الدينية بمنعه من مغادرة إسرائيل، وسحبت رخصة قيادته، وأقفلت حسابه البنكي، وحيث أنه كان يعيش في الشارع، وليس له منزل، فشل مخبرو المحكمة من تتبع آثاره، ثم ألقي عليه القبض وسجن]] جورسلم بوست" 11/8/2009
الحصول على الطلاق مناسبة سعيدة
تحول الطلاق في إسرائيل لمناسبة سعيدة، والسبب يعود إلى التعقيدات الحريدية في قضايا الطلاق المحصور بيد الرجل، فإذا عصى الرجل ورفض الطلاق، تظل المرأة بلا زواج، وأكثر الرجال الذين يعاقبون زوجاتهم يهربون، أو يسافرون للخارج بأسماء مزورة لينتقموا من مطلقاتهم، وهذه قصة أخرى للمرأة السعيدة بالطلاق:
[[استغرب صاحب مخبز يبيع التورتات في حي بني براك بتل أبيب عندما قلت له إحداهن: اكتب على التورته (تهنئة خالصة بالطلاق)فقد اعتاد الناس أن يكتبوا على التورتات تهنئة بالزواج أو بالنجاح أو بالشفاء،
إن الطلاق أسطورة محلية يهودية، غير أن المجتمع الحريدي هذه الأيام أصبح أكثر قبولا للطلاق مما كان عليه  في السابق، ومن المعروف أن طائفة الإصلاحيين الدينية ، ومقرها في نيويورك وإسرائيل أكثر تقبلا للطلاق من غيرهم من الحارديم.]] يديعوت 5/3/2012 تحقيق تالي فركش.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
قصص المطلقات
سأسرد في الصفحات التالية قصصا وردت في الصحف الإسرائيلية، وهي قصص واقعية، ترجمتُ معظمَها من صحيفة يديعوت أحرونوت التي كانت تواصل نشر القصص عن قمع المرأة اليهودية، وكانت أكثر القصص التي سأوردها في صفحات الكتاب، من ملفات المحامية اليهودية رفقة لبوفتش، المتخصصة في ملفات النساء.
 منذ فترة طويلة احتجبتْ هذه القصص عن الظهور في الصحافة الإسرائيلية ولا أعلم سبب احتجابها، وما أخشاه هو أن هناك سياسة جديدة تقضي بإعادة ملف القمع النسائي للمرأة اليهودية في إسرائيل إلى الأدراج من جديد، أرجو ألا يتحقق هذا الأمر.
 قصة الكابوس:
[[قالت المحامية رفقة:
"اتصلت بي (ساريت) وقالت: تهودتُ منذ سنوات، ثم تزوجتُ وأنجبت ثلاثة أطفال من زوجي، ثم انفصلتُ عنه منذ ثلاث سنوات، وهو يُلح عليَّ أن أحصل على وثيقة الطلاق من الحاخامية القضائية الدينية، على الرغم من أنني طلبت منه ألا يرغمني على ذلك لصعوبة الأمر، وقلت له ماذا ستعمل بالوثيقة؟
وساريت مصابة بالاكتئاب حين علمت بأنها ستراجع الحاخامية القضائية، خشية أن يقوم الحاخامون بإلغاء تهويدها، مما يعني أن أولادها لن يسجلوا كيهود ، ولن يكون بإمكانهم أن يتزوجوا يهودا!
وليس أمامها سوى أن تكذب على الحاخامين وأن تقول إنها تلتزم بأوامر الشريعة، وهي في الحقيقة لم تعد تذهب للكنيس أو تلتقي بالحاخامين ،وهي أيضا لا تمنع أطفالها من مشاهدة التلفزيون واللعب على الكمبيوتر في عطلة السبت، وهذه الأفعال تعتبر خروجا عن الدين تكفي لإلغاء تهويدها.
وبعد حديث معي بالهاتف لأكثر من نصف ساعة، علمتُ بأنها لا تقود السيارة يوم السبت، وهي تشعل الشموع يوم السبت وتتلو الصلوات، وكانت تمارس طقوس الطهارة، وهي متزوجة قلتُ لها:
 لا يملك أحدٌ أن يُلغي تهويدك .
 وبضغط من الزوج الذي يريد وثيقة الطلاق، قررتْ في النهاية الذهاب للحاخامية، وهناك سألوها:
هل تلتزمين بأحكام الشريعة؟    نعم ...هل تأكلين كوشير؟    نعم...هل تلتزمن بطقوس الطهارة ؟   نعم
أخيرا انتهت القصة بنجاتها. وظلتْ كثيرات يعشن في رعب حتى الآن!!
 ولكن ينبغي إنهاء هذا الرعب من الحاخامية، رعب النبش في الحياة الخاصة، فالحاخامون يعيشون على نقود دافعي الضرائب! وأخيرا نجح الحاخامون في هزيمة الجمهور اثنين صفر ، فالنجاح الأول عندما يُهددون الجمهور بإلغاء التهويد، أما الثاني فعندما يُصاب المراجعون للحاخامية بالرعب في غرفة التحقيق ]]يديعوت أحرونوت 20/6/2009
 
 
 
قصة مطلقة الكاهن
نشرت رفقة لبوفتش قصة أخرى عن أحد أفراد طائفة الكوهانيم (الشريفة) المنحدرة من سلالة ليفي أو لاوي، أحد أبناء يعقوب، هذه السلالة ظلت خلال التاريخ خاضعة لمجموعة من الشرائع الخاصة بها، تمنعها من أن تفعل ما يفعله الأفراد العاديون، فمحظور على كل من ينتمي إلى الطائفة أن يتزوج من مطلقة، أو من سجينة سابقة، أو ممن تهودن على يد حاخامين من غير التيار الحريدي قالت رفقة:
[[تزوج الاثنان وفق الشريعة اليهودية في لندن، وبعد تسع سنوات مَثُلَ الزوجان أمام المحكمة الدينية للفصل في قضية طلاق.
طالب الزوج المحكمة بأن تصدر أمرا بطلاقه منها، لأنها كانت مطلقة عندما تزوجها ، وكان هو كوهين، ولم يكن زواجهما شرعيا. ولما سئل كيف تزوجها زواجا دينيا؟
أجاب: "تزوجنا على يد حاخام إصلاحي،ثم عُقد الزواج أمام حاخام حريدي".
مع العلم بأن الزوجة تعارض الطلاق، وردا على دعوى الزوج قامت الزوجة الرافضة للطلاق بعرض قضية أخرى ضد دعوى الزوج، فادعت بأن زوجها ليس كوهن، وإذا كان بالفعل كوهن فلماذا أخفى عليها الأمر؟ وقدمت المرأة دليلا على أن حماتها أم  زوجها، أقامت علاقات جنسية مع غوييمي، قبل أن تتزوج والده، وبناء على ذلك فهي (زانية) وأولادها ليسوا يهودا بمن فيهم زوجها، لذلك يجوز له أن يتزوج مطلقة.
 وأحضر الزوج شاهدا ليثبت بأن المرأة الزانية لم تكن أمه ، بل مربيته.
أما هو فقد قدم وثائق تثبت  أن والده وعائلته، لها تاريخ في الكوهانيم منذ خمسين عاما.
 وأخيرا قضت المحكمة ببطلان الزواج، ووجوب طلاق الزوجة]] يديعوت 31/5/2011 قصة رفقة لبوفتش
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
قصة زوجين، شرعي وعشيق
من قصص رفقة لبوفتش أيضا قصة هذه المرأة المقموعة قالت:
[[حدثتني امرأة بالهاتف عن فجيعتها المأساوية  قالت (أورلي) :
أنا امرأة مطلقة ، ولي ابنة من زوجي السابق ، وابن من رجل آخر عندما كنت في ذمة زوجي السابق، لأنني لم  أتمكن من الحصول على الطلاق إلا بعد سنتين ، حملت بالابن خلال تلك الفترة .
كان يبدو للوهلة الأولى بأن للقصة حلا ، ففي الشريعة يمكن نسبة الابن للزوج الشرعي، وليس للأب العشيق ، ويمكن أن تسجله الدولة في وثائقها باسم الزوج السابق لحمايته من أن يصبح ابن ( ممزروت) أي ابن حرام أو ابن زنا!وأكملت أورلي قصتها:
الناس المحيطون بي يعرفون بأن الولد ليس ابنا لزوجي السابق، فلم أخف علاقتي بالرجل الآخر، كما أن الناس ليسوا مغفلين، فعندما سيكبر ابني سيعرف الحقيقة من الشائعات حوله.
فكرتُ أن انتقل إلى مدينة أخرى لإخفاء الحقيقة عن ابني، حتى لا يصنف كابن حرام في الوثائق الرسمية، وفي هذه الحالة فلن يحصل على المعونة الاجتماعية، كما أنني لا أجرؤ على طلب نفقة له من زوجي السابق الذي يعرف الحقيقة، ولا أجرؤ أن أطلب نفقة من العشيق ( الأب الحقيقي) لأن الاعتراف سيجعل السلطات تسجل ابني (ابن حرام) أو ابن زنا.....يا لها من فاجعة !!!
إن الأب الحقيقي غني ويستطيع الإنفاق على الابن الثاني، وهو يعلم بأنه ليس ابنه،
أضافت: لم يقبل الزوج الأول أثناء الحمل بأن أقوم بعملية إجهاض ، غير أن للأب الحقيقي سجلا في السجن ، وقد قطعتُ العلاقة معه .
أورلي لا تعمل ، وهي تتلقى فقط نفقة من زوجها السابق، أقل من ألفي شيكل ومبلغا بسيطا من الحكومة .
إن المشكلة الأخرى هي أن الابن سيبقى بلا أب ، كما أن الأم تفضل أن يعيش الابن بلا أب، على أن يسجل (ابن حرام) !
أما المشكلة الأخرى فهي مصير السر الدفين بالنسبة للطفل، فسوف يتربى الطفل بلا هوية الأب ، ويبقى والدُ أخته ليس والدَه، بل هو رجل غريب، فزيارات هذا الأب لأخته تجعله يشعر بالاغتراب ، وإذا استمرت الكذبة سيعلم الحقيقة بأنه ( ابن زنا)، مما يجعل الدولة والشريعة تُسجِّله في الوثائق الرسمية كذلك! قليلون سيعرفون مصير هذا الطفل المعذب ، وكم سيدفع ثمنا من مستقبله!
هذه القصة تدفعنا أن نكف عن الأقوال غير الصحيحة عندما ندعي بأننا حللنا كل المشكلات، مشكلات النساء والأبناء ، يجب علينا أن نواجه الحقائق على الأرض لحل مثل هذه المعضلات.]] يديعوت أحرونوت 6/5/2010
 
 
 
 
 
قصة هروب الزوج لأفغانستان حتى لا يمنح زوجته الطلاق
إنها قصة بشعة، تشير إلى القمع المتواصل للنساء المطلقات، ممن يعاقبهن أزواجُهن بأن يهربوا حتى لا يوقعوا الطلاق على النساء المقهورات، وبالتالي يحرمونهن من حق البدء في حياة جديدة، وهذه قصة من المآسي التي تسردها المختصة بقضايا النساء المحامية رفقة لبوفتش:
[[ رفض آخر يهود أفغانستان(زفلون سيمان توف) أن يمنح زوجته المقيمة في إسرائيل الطلاق! ظلت زوجة زفلون خلال ثلاث عشرة، سنة تحاول الحصول على الطلاق من زوجها في أفغانستان، عبر وسطاء رسميين وغير رسميين، عبر وسطاء من الجاليات اليهودية، ووسطاء آخرين، ولكنها لم توفق حتى الآن في الحصول على الطلاق.
حتى أن الحاخامية رغبت في إرسال الحاخام غوردن المختص بقضايا الطلاق إلى أفغانستان، بزي أحد الشيوخ،حتى يتمكن من إرغام الزوج على توقيع وثيقة طلاق الزوجة، حتى بإغرائه بالمال! ويأتي هذا العمل في إطار المجهود لمساعدة النساء اللاتي يقعن ضحية عناد الأزواج ورفضهم منح الزوجات شهادة طلاق.
هذه القصة لا تُصدَّق بالنظر إلى نتائجها وعواقبها، فمعظمنا يقرأها وكأنها قصة غريبة،تستدر الدموع، وتثير العواطف.
هذه القصة هي قصة نساء كثيرات يتزوجن وفق الشريعة اليهودية، شريعة موسى، ويحدث لهن ما هو أبشع، وهي ليست قصة شاذة، فما أكثر النساء غير القادرات على التمرد والشكوى، ممن يتزوجن زواجا دينيا، ثم يقضين سنوات طويلة يحاولن فيها الحصول على الطلاق من أزواج عنيدين يرفضون منحهن الطلاق!
 فالقصة لا يمكن أن يلخصها حاخام بزي شيخ مسلم ، أو أن تقوم القوات الأمريكية في أفغانستان بالضغط على الزوج ليطلق زوجته، بل إن الحل يكمن في الحاخامية التي ينبغي لها أن توجد الحل، فهذا الزوج بعيد عن زوجته منذ ثلاث عشرة سنة، أليس هناك من يتمكن من إصدار حكم بالطلاق في الحاخامية من العلماء والحكماء لكل النساء المُعلَّقات؟!!]] يديعوت 26/9/2010
 
 
 
 
 
 
 
 
 
قصة العلمانية المطلقة المدنسة والزوج الحريدي
أنصفتْ المحكمةُ الأب، ولم تنصف الأم التي تحولت من صيغة المرأة اليهودية، إلى المرأة الإسرائيلية العلمانية، بعد أن عجزت عن تنفيذ متطلبات الشريعة الدينية، ولم تعد تلتزم بطقوس الطهارة الصعبة والكوشير وبرتوكولات دخول السبت، فانفصلت بابنها، وفضلت أن تعلمه في مدرسة علمانية ، لكن والده أصرَّ أن يتعلم في مدرسة دينية:
[[في نهاية معركة قضائية بين أبوين منفصلين على تعليم ابنهما، أصدرت المحكمة العليا قرارها بضرورة إرسال الابن إلى مدرسة دينية ، وليست علمانية.
عاش الأبوان في حي بني براك حياة دينية، وعلمانية في وقت واحد، إلى أن قررت المرأة أن تحيا حياة علمانية غير دينية، فانفصل الاثنان، بعد أن اختارت المرأة أن تحيا حياة علمانية خالصة، وحكمت لها المحكمة الابتدائية بحقها في أن تعلم ابنها تعليما علمانيا.
غير أن الوالد التمس من المحكمة المركزية تغيير الحكم حتى يدرس الابن في مدرسة دينية، والسبب حتى تظل علاقة الابن مع جديه الحريديين علاقة جيدة ، فلو تعلم الطفل في مدرسة علمانية، فإن الجدين سوف يتخليان عنه باعتباره نجسا غير طاهر، فحكمت المحكمة المركزية وفق التماس الأب، أي بأن يتعلم في مدرسة دينية.
والتمست الأم بطلبِ آخر للمحكمة العليا، غير أن المحكمة العليا أقرَّتْ بصواب قرار المحكمة المركزية!
 وهكذا يجب إدخال الابن في مدرسة دينية حسب رغبة الأب!]] يديعوت 8/9/2010 تحقيق تسفي سنغر
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
قصة حليب الأم العلمانية المُدنَّس
كان من نتائج القهر والاضطهاد الممارس ضد المرأة أن قامت نساءٌ كثيرات بخطف أبنائهن واللجوء إلى بلد آخر للهروب من ربقة الحاخامية الدينية، التي تضطهد النساء وتحرمهن من أبنائهن، حتى ولو كان الأمر يتطلب استئجار مختصين في التهريب:
[[حكتْ إيزابيلا قصتها ليديعوت أحرونوت وقالت:
استأجرتُ مهربا بثلاثين ألف دولار، ليرشدني إلى طريق التهريب من تل أبيب إلى شرم الشيخ ، يبلغ ابني نوعم السابعة من عمره، ونحمل الجنسية السويسرية. وصلتْ المرأةُ إلى شرم الشيخ، حيث ركبت الطائرة مع ابنها إلى جنيف. يعود سبب خطفها الابن  إلى تحوُّل الزوج إلى التطرف الديني فصار حريديا تابعا لحركة حباد الدينية.   بداية القصة:
هاجرت الأم وسكنت تل أبيب ، وعملتْ في شركة معلومات، وتعرفت على زوجها الذي كان يعمل مدرسا، وكان متزوجا ثم طلّق زوجته الأولى، ووقعا في الحب وتزوجا، وكان قبل انضمامه لحركة حباد متفتحا ومرحا، حتى أنهما سافرا سويا إلى سويسرا!
وقابل الاثنان حاخام حباد (دافيد عزيزة) المختص بشؤون جذب الشباب لحركة حباد الحسيدية ، وأثّرت دروس الحاخام في( شاي) قالت: بدأ  شاي يحتفل بالأعياد الدينية اليهودية على الطريقة الحريدية، ثم التزم بطقوس السبت، وترك وظيفته بحجة العناية بابننا، وصار زوجي يقف في الشوارع ينصح الناس ويقنعهم بلبس التفلين، وكان يصحب معه ابننا الصغير، ثم طالبني بالذهاب إلى الحمام الطقسي الديني ( المكفا) ووافقتُ، ثم أمرني الالتزام بالكوشير، ثم طلب مني تغطية رأسي وفعلت كل ما طلب، وصار يغيب في الليل وفي النهارلممارسة طقوس العبادة، وأحضر لي صابون خاص لكي أفرك يدي، قبل أن ألمس ابني، لأنني لستُ طاهرة من وجهة نظره!
 وكان يقول لي: إن حليبي مشكوك في طهارته، أي ليس (كوشير) لأنه لا يعرف ماذا أكلتُ خارج البيت، فأنا عنده مدنسة! قابلتُ الحاخام المسؤول عنه ورجوته أن يجعل زوجي يعود للعمل، فنظر الحاخام مباشرة في عيني وقال:أقترح أن تنضمي لنا ! وكانت تلك هي القشة التي قصمت ظهر البعير، بخاصة عندما طلب مني لبس التنورة الحريدية الطويلة، وبدأت أخطط للهرب بابني، بعد أن حصلت على الطلاق وحق حضانة ابني ،ورفعت عليه دعوى بالنفقة، كنت أخشى أن يخطف ابني لمصلحة حركة حباد في بروكلن بنيويورك!
وهكذا تحولت حياة إيزابيلا إلى كابوس، فقد رفض الزوج مغادرة البيت وهددني بالقتل، وشكوته إلى موظفي الخدمة الاجتماعية، ولكنه أنكر التهمة ، وادعى بأنني أسعى لإخراجه من الشقة.لقد تعرض شاي لغسل دماغ من قبل حركة حباد، ولو لم يحدث ذلك لعشنا حياة سعيدة في تل أبيب، وأصبح اليوم حاخاما يجوب البلاد بقبعته السوداء ومعطفه الطويل، وهو ينوي أن يتزوج زوجة ثالثة ، ويضيف إلى ابنيه السابقين ذرية أخرى.
قالت :سأظل أعيش في رعب من اختطاف ابني وإعادته إلى إسرائيل، حتى  يبلغ الثامنة عشرة ويصبح حرا يختار العيش هنا أو في إسرائيل، وسأكون سعيدة حتى ولو اختار أن يكون حاخاما في حباد، إن واجبي هو إبعاده عن الجو الحريدي المتزمت!
وعندما وصلت إلى سويسرا قدم زوجها دعوى قضائية ضدها ،فحكمتْ عليها المحكمة في سويسرا بالعودة إلى إسرائيل مع ابنها، وقدمتْ هي دعوى قضائية ثانية إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، فحكم لها القضاة السبعة عشر بالبقاء في سويسرا هي وابنها، خوفا عليها من السجن إذا عادت إلى إسرائيل ، والسبب في الحكم يعود إلى أن القضاء الإسرائيلي سيحكم عليها بالسجن عشرين عاما، بتهمة الخطف.
في كل عام تواجه المحكمة من 40-50 حالة اختطاف من وإلى إسرائيل ، وهناك أكثر من ثلاثمائة حالة خطف لم تُحل بعد]] يديعوت 2/8/2010
قصة إنصاف مطلّقة واحدة
إنها المرة الأولى التي تُنصَف فيها امرأة مطلقة من قبل المحكمة التي اعتادت أن تغض النظر عن حقوق المطلقات:
[[حكمت محكمة تل أبيب لصالح امرأة ظلت معلقة ، ولم يمنحها زوجها الطلاق منذ ستة عشر عاما، فقد تزوجت في سن الخامسة والعشرين ، ولم تمكث مع زوجها سوى شهور ، ثم تركته، وتعتبر مغادرتها لمنزل الزوجية الزوج، أنها أصبحت  معلقة (عاجوناه) ، ولا يسمح لها بالزواج مرة أخرى إلا بعد حصولها على الطلاق بموافقة الزوج، وإذا تزوجت يصبح أولادها أولاد حرام (ممزريم) ولا يسمح لهم إلا بالزواج من أولاد الحرام على شاكلتهم.
 وحكمت المحكمة لها بسبعمائة ألف شيكل تعويضا على الضرر الذي ألحقه بها زوجُها السابق، وجاء في قرار القاضي :"ظلت المرأة رهينة طوال ستة عشر عاما مما حرمها من تكوين أسرة وأطفال، مما ألحق بها ضررا فادحا، وهذا يتناقض مع القوانين والأخلاق والإنسانية". قالت رئيسة جمعية العدالة النسائية سوزان واس، وهي جمعية CWJ :" هذه هي المرة الأولى التي تحكم فيها المحكمة لمصلحة هذه المرأة. ]]جورسلم 4/2/2011 تحقيق روت إيغلش
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
الزواج والتهويد
يُعتبر الزواج الديني في إسرائيل قمعا آخر للمرأة اليهودية، لأن الدين اليهودي يعتبر المرأة- كما أسلفنا- هي مجرد آلةٍ لإنجاب اليهود، فاليهودي هو ابن المرأة اليهودية، وليس ابن الرجل اليهودي، وهذا هو التعريف المعتمد من قبل الحاخامية الكبرى التي تحدد مصائر النساء والأسر بكاملها! ولأجل ذلك قيَّدَ الحاخامون النساء بقيودٍ عديدة لضمان نقاء السلالة اليهودية.
الحب في عقيدة الحارديم إثمٌ وخطيئة، المهم في الزواج الشرعي، أن تكون سلالة العروس نقية، أي ليست مختلطة بأجناس وأعراقٍ غير يهودية معترفٍ بها من كبار الحاخامين، وإذا حامتْ الشكوك حول النسب، فقد تنتهي حفلة الزواج بمآساة، عندما يهرب العريس الحريدي من قاعة الاحتفالات، ويترك عروسه المشكوك في نسب آبائها وأجدادها وحدها مصدومة، ويُغادر المدعوون الاحتفال وهم في حالة ذهول، قبل أن يتناولوا طعام الفرح، كما روت الحادثة صحيفة يديعوت أحرونوت:
قصة هروب عريس يوم فرحه
[[هرب العريس الحريدي من حفل الفرح في حي مائة شعاريم من القاعة قبل دقائق من بدء حفل الزواج، حاول أقاربه إقناعه بالعودة، بينما كانت العروس تجلس في قاعة النساء، وجرى إبلاغ حاخام الزواج بالأمر، وحاول إقناع العريس، إلا أن الضجة التي أحدثها الانسحاب كادت تؤدي إلى مشاجرة، لجأت العروس إلى رفيقتها وأغلقت على نفسها الباب، وأُعلن عن وقت آخر للفرح هروبا من المأزق، قالت إحدى جارات العروس، لقد أخطأ الآباء في عقد الزواج بينهما، فهي لا تعرف الزوج، غير أن أحد المقربين من العريس من حركة بيرسلاف الحسيدية قال: أدرك العريس أن العروس ليست من مقامه، ولا تليق بنسبه العالي، فهي لا تلائمه، وكان قد طلب بتأجيل الفرح ولكنه لم يستطع، فقد قال له أقاربه: إنك تعاني من الخوف، وسيزول بعد العرس.]] يديعوت 6/8/2013 تحقيق موشيه هيلر.
كما أن الزواج الحريدي زواج تقليدي بحت، لا يتمكن العروسان فيه من معرفة بعضهما قبل الزواج، مما يدفع الشبان والشابات للشذوذ وفق ما يجري في طائفة الحاسيديم الحريدية:
هروب الحارديم إلى الشذوذ
[[وفقا لتقرير أذاعته محطة سي بي إس عن قصص الزواج بين أفراد هذه الطائفة ، فإن كثيرا من الأزواج يهربون من هذا النمط المفروض عليهم ، ففي هذه الطائفة  يتزوجون بتزكية من الحاخامات فهم يهربون إلى الشذوذ وممارسة الجنس عبر شبكة الإنترنت .وسردت المحطة قصة شاب وفتاة من الطائفة، قصة يوسي الشاب الذي يبلغ 36 عاما من بروكلين (مقر الطائفة) الرئيس  اعترف بأنه يعاشر عدة نساء عرفهن عبر شبكة الإنترنت ، وقال إنه تزوج وهو في فترة المراهقة من فتاة لا يشاطرها الحب .
أما الفتاة ليخ فقد تزوجت رجلا وهي في السابعة عشرة من عمرها ، ورأته للمرة الأولى يوم الزواج فقط ، وأنجبت منه ولدين ، ولجأت بعدئذ إلى شبكة الإنترنت وتحولت إلى مثلية الجنس .وطلق يوسي زوجته ، وانفصلت ليخ عن زوجها ، وهي تخوض اليوم معارك قضائية لتحظى بالوصاية على ابنيها ]] الجورسلم بوست 27/11/2008
كما أن معظم الحاخامين الحارديم يحرمون لقاء الزوجين قبل الزواج، وأجاز بعضهم اللقاء، ولكن بشروطٍ، كما جاء في هذا التحقيق:
[[أجاز الحاخام شلومو أفنير من رامات غان أن يلتقي الشباب المتدينون بالفتيات المتدينات في رحلات مختلطة لغرض الزواج فقط ، وليس للمتعة والتسلية .
أما الحاخام يعقوب آرييل فقد حظر هذه اللقاءات واعتبرها خارجة عن الدين ، واقترح على الراغبين في الزواج ممن يرغبون في معرفة السيرة الشخصية للزوج أو الزوجة قبل الزواج أن يسألوا عنهما الآخرين ، كأن يسألوا الجيران أو الأساتذة ، أو الأصدقاء فقط لا غير ]] جورسلم بوست 5/12/2008
فائدة :
 طائفة الحاسيديم اليهودية لا يقيمون وزنا للدراسة والفقه ، بل  يمارسون طقوس العبادة مع غناء وموسيقى ، ويعتبرون الصلاة أهم من دروس تعلم التوراة ، ومن مبادئهم أن الأدمور أو رئيس الطائفة مقدسٌ ، وإذا مات يحجون إلى قبره، وهم أغنياء ، وكانوا لا يعترفون بدولة إسرائيل ، ومات زعيم الطائفة ومؤسسها مناحم شونئيرسون عام 1994 ، وللطائفة فروعٌ كثيرة .كما أن طائفة الحاريديم اللتوانيين هم من ألد أعداء الحاسيديم لأنهم يعتبرونهم مشعوذين.
سفاح القربي في التيار الحريدي
[[قال الأب شلومو ( اسم مستعار): لقد صدمت من ابني البالغ من العمر ثماني سنوات وعاقبته بالامتناع عن مشاهدة التلفزيون أسبوعين لأنه كان يتصرف بشذوذ مع أخته، لقد جلست مع أولادي على مائدة العشاء وناقشتهم ، فأنا أب متفتح ، وبعد ثلاث سنوات وجد الأب نفسه في مركز الشرطة ليتبين بأن ابنه البالغ ثماني سنوات يتحرش بأخته فيغلق عليها الباب ويجبرها على الرذيلة ، واشتكت الأم للشرطة.
ليست هناك إحصائية بالتحرش الجنسي في الوسط الحريدي في إسرائيل، غير أن د. أفيد هاكوهن عميد كلية شعاريه مشبات، وهو ضمن طاقم منتدى تاكونا المختص بالإساءات الجنسية في الوسط الحريدي، قد درس الظاهرة وقال في عام 2007 :
إن نسبة95% ممن يمارسون التحرش الجنسي في القدس هم من الحارديم المتدينين، إنها ظاهرة واسعة الانتشار، كما أن معظم حالات سفاح القربى في القدس، تقع في التجمعات الدينية، ويعود ذلك للتلاصق والاكتظاظ وفرض قواعد العفة الصارمة، وإلى الصمت وعدم نشر الأحداث مما يولد توترات جنسية، بالإضافة إلى عدم وجود ثقافة جنسية، مما يُسهم في تفاقم الظاهرة، وقد ازدادت الحوادث في العقود الأخيرة ]] يدعوت 3/8/2010  تحقيق ميراف باتيتو
                             لا تظهر في هذا المجتمع الحريدي المتزمت أيضا قصصُ الشذوذ بسهولة، لأن المجتمع مغلق لا يتعاون مع الشرطة، ولا يسمح لأحد غير أبناء الطائفة من دخول بيوتهم، ولعل مستوطنة مودعين عيليت، وهي من أكبر مستوطنات الحارديم، فيها من قصص الشذوذ  ما لم يستطع الإعلام أن يوثقه، فقط بعض القصص ترشح من وقت إلى آخر، مثل هذه القصة:
[[تجري شرطة مودعين عيليت وهي مدينة المتزمتين (الحارديم) التحقيقات في اغتصاب طفلة من قبل حريدي في مخزن بجوار الكنيس، وهناك عصابات حريدية كثيرة في المكان، ويرفض السكان التعاون مع الشرطة، وأنكر ممرضو المستشفى أنهم عالجوا الطفلة المغتصبة، كما أن أهل الطفلة يرفضون الحديث حتى لا تصبح ابنتهم عانسا]] يديعوت 5/2/2013.
 
 
المرأة هي الضحية
           على كل امرأة ترغب في الاحتفاظ بحقوقها  كمواطنة في التأمين الاجتماعي والصحي، وفي الحصول على إعانات ومساعدات حكومية، أن تُثبتَ دائما أنها تنحدرُ من سلالة يهودية، فهي تخضع للاستجواب عن محفوظاتها الدينية والتزامها بطقوس الشريعة ، ولا سيما طقوس الطهارة بعد العادة الشهرية( نيداه) وبعد الولادة، وتُسأل عن حمام الطهارة(الماكفا) والحاخام المشرف عليه حتى يسألوه عنها ،كل ذلك إذا أرادت فتح ملف للزواج، أما إذا أرادت أن تدخل الدين اليهودي( تتهود) فالطريق شاقٌ، لأن هناك مؤسسات حاخامية كثيرة تقوم بعملية التهويد، غير أن الحاخامية الكبرى في إسرائيل لا تعترف إلا بتهويد حاخاميها الحارديم، فهم يرفضون شهادات التهويد الصادرة عن تيار الإصلاحيين والمحافظين، ومقرهم الرئيس أمريكا، وهما تياران يهوديان كبيران، وحاخامو إسرائيل الحارديم  يرفضون تهويد كثير من الحاخامين المنافسين لهم كذلك، وهم قادرون على تعطيل كل الإجراءات للمتهودين على يد هؤلاء، ولعل أبرز الضحايا لهذه المناكفات الدينية بين الطوائف، هي المرأة نفسها!! وليس كلُّ الحاخامين معتمدين في وثائق الزواج والطلاق في إسرائيل ، حتى مؤسسة (نعمان) الحاخامية التي تمنح الجنود العاملين في الوحدات العسكرية شهادات تهويد بإجراءات بسيطة، لا يقبلها الحاخامون الحارديم، فكل شهادات التهويد التي تمنحها الجهات غير المعترف بها من قبل الحاخامية الكبرى في إسرائيل، تعتبر خروجا على الشريعة، ولا يُعترف بها، ويقوم الحاخامون بإلغاء تهويد مَن يشاؤون ، بدون ضوابط أو إنذارات، ويمكنهم أن يلغوا التهويد بأثر رجعي يمتد لسنوات طويلة،هذه قصة ماكسيم وداليا تشير إلى هذه المأساة:
مخابرات الحاخامين ترفض عقد الزواج
[[اضطر ماكسيم وداليا لتأجيل زواجهما عشرة أسابيع للحصول على موافقة الحاخامية الكبرى في أشكلون على عقد زواجهما ، ولكنهما لم يتمكنا من الحصول على الموافقة  !وهناك عدد كبير يقدر بالمئات والآلاف على شاكلتهما ، وهم ضحايا المجلس الحاخامي !
 ويعود السبب إلى أن كثيرين تهودوا تهويدا جماعيا على يد مؤسسة نعمان ، التي تطبق تهويدا بإجراءات سهلة وفق الطريقة الحريدية المتبعة خلال خدمتهم العسكرية ، وهذه الطريقة يرفضها كثير من الحاخامين الحريديم ومنهم الحاخام الأكبر في أشكلون حاييم بلوي .
وفي عام 2008 ألغى الحاخام الأكبر إبراهام شيرمان عمليات تهويد آلاف المتهودين من الجنود وفق الطريقة السابقة .
وكان ماكسيم وداليا قد التقيا منذ 17 سنة في المدرسة الثانوية ، إلى أن قررا الزواج ، وبما أن والدة داليا ليست يهودية ، فقد خضعت داليا لعملية تهويد استمرت عاما كاملا وهي تدرس الشريعة أثناء خدمتها العسكرية ، إلى أن حصلت على شهادة التهويد .
وذهب الاثنان إلى الحاخامية الكبرى في أشكلون لفتح ملف الزواج ، وجاء قرار الحاخامية برفض زواجهما لأن الزوج ماكسيم يطبق بعض أحكام الشريعة في حياته فقط، وأن الاثنين حسب استقصاء جهاز(مخابرات) الحاخامية !! لا يلتزمان بالشريعة ، وطلب منهما الحاخام سحب ملفهما والتسجيل في مدينة أخرى !
 هناك عدد كبير واجه المشكلة نفسها في أشكلون وريشون لتسيون !قال مكسيم :
" كيف تعترف الدولة بالتهويد، وتدفع النقود للحاخامية ، بينما يسيء الحاخامون استخدام السلطة الممنوحة لهم  ؟ ! " رد الحاخام الأكبر:
أنا حاخام حريدي ، أتبع القوانين والشريعة الحريدية فتسعين في المائة ممن اعتنقوا اليهودية في جيش الدفاع وفي أماكن أخرى لا يتبعون الشريعة بعد أن يتهودوا  ]] يديعوت 8/11/2009
قصة حفيدة سوكولوف الهاربة من الزواج اليهودي
ما أكثر القصص المأساوية التي تمر بها النساء اليهوديات!
 معظم الأزواج يهربون إلى الزواج المدني في قبرص وإيطاليا وغيرها من الدول، لأنهم يعجزون عن إثبات نسبهم اليهودي في أوراق رسمية حتى الجد الخامس، وهذه قصة الفتاة هيلاري روبن تحكي هذه المأساة:
[[هاجرت الشابة اليهودية هيلاري روبن إلى إسرائيل عام 2006 ، وتقول إنها الآن مرغمة على ترك إسرائيل لكي تحقق حلمها في الحياة وتتزوج !تقول:
" الصهيونية تجري في عروق عائلتي ، فأنا من حفيدات القائد الصهيوني البارز ناحوم سوكولوف"!
عندما تقدمتُ بطلب فتح ملف زواج ، طلبت مني الحاخامية إثبات صلتي باليهودية أربعة أجيال كاملة، وقد ندمتُ على هجرتي، وعرفتُ سبب ترك كثيرين لهذا البلد.
 نشأت هيلاري في بيت محافظ في أمريكا، وحضرت ومعها وثائق من حاخامين يهود، ومنهم حاخام حركة حباد، غير أنهم طالبوها  في إسرائيل بوثائق زواج أصلية لوالديها، وشهادات وفاة لجدتها، وأم جدتها ، وأم أم جدتها ! وهي لا تملك وثائق زواج أبويها المطلقين بواسطة الحاخامية ، كما أن أمها تزوجت كاثوليكيا.
وحين عجزت عن إبراز الوثائق المطلوبة ، طالبوها بمراجعة المحكمة الحاخامية في منطقتها، في هرتسيليا، وهناك لم يقتنع المسؤولون في الحاخامية بوثائقها، فإذا أرادت أن تتزوج، فعليها الخروج من إسرائيل والزواج في الخارج.ومن المعلوم بأن الحاخامية العليا أصدرت دليلا من فترة قريبة يُجبر الراغبين في الزواج، ممن لم يتزوج آباؤهم في إسرائيل، أن يُراجعوا المحكمة الحاخامية في منطقة سكنهم.
وهيلاري تخشى أن تراجع هذه المحكمة ، لأنهم سيعتبرونها غير يهودية، وعليه فإنها لن تحظى بمباركة الحاخام. ويعيش خطيبها (غرج غلاسر) المولود في جنوب إفريقية في موشاف هاشارون، وهما يخططان الآن للسفر إلى قبرص لإتمام الزواج المدني.تقول: كأنني أحلم، فأنا في إسرائيل لست يهودية، بعد أن كنت في الخارج يهودية مكروهة من العالم ! إنه شعورٌ سيء عندما تصحو فتعرف بأن يهوديتك لم تعد صالحة وفق قانون الدولة، وتصبح منبوذا]] هارتس 30/7/2010
 
 
 
 
 
 
هروب للزواج المدني
أورد مكتب الإحصاء الحكومي في إسرائيل إحصائية تشير إلى أن إسرائيلي واحد ما بين كل خمسة إسرائيليين، يتزوج في الخارج زواجا مدنيا، بسبب إجراءات الحاخامية المعقدة وفق هذه القصة:
[[تزوج عميت 34 سنة من رفقة ملكيئور 26 عاما في قبرص بواسطة منظمة تسوهر للحاخامين المتحضرين، قالت رفقة:
أصبحت الحاخامية ديكتاتورية تقرر من يتزوج ومن لا يتزوج وفق قوانينها، فمن المستحيل على المتهودين أن يتزوجوا زواجا دينيا، والحاخامون كذلك يتقاضون مبالغ طائلة يوزعونها على المشاركين في عقد الزواج والاحتفالات.
وكذلك العروسان (غالي وروي) تزوجا في براغ، ويقولان: ولدنا في إسرائيل وخدمنا في الجيش ودفعنا الضرائب، ثم نجد أنفسنا في النهاية محرومين من الاحتفال بالزواج في الوطن بسبب قوانين الحاخامية!]] يديعوت 8/8/2012
يُندد الحاخامون دائما بالزواج المدني لأنه يسلبهم دخلهم المالي،ويؤثر على سلطتهم ونفوذهم في المجتمع، وكذلك الأمر بالنسبة لعمليات التهويد، فهم يتقاضون مبالغ طائلة من الراغبين في استخراج شهادات التهويد والزواج، كل ذلك على الرغم من مرتبات الحاخامين الباهظة التي تدفعها لهم الدولة بمئات آلاف الشواقل شهريا، فمرتبات الحاخام تزيد على عشرة آلاف دولار في الشهر الواحد، لذا فلا غرابة حين يشجب الحاخامون المنتفعون من إصدار شهادات الزواج والتهويد الزواج المدني في الخارج، وكذلك التهويد المجاني خارج إسرائيل:
[[قال المرشح لمنصب الحاخام الأكبر دافيد ستاف أمام جماهيره:
هناك فجوة كبيرة بين أنصار الشريعة والعلمانيين في إسرائيل، ولجسر الفجوة لا يجب الموافقة على الزواج المدني في إسرائيل أو خارجها، ولا التهويد والزواج من قبل الإصلاحيين والمحافظين في أمريكا، ولا أقبل الانتماء لليهودية من جهة الأب، فالشريعة ترفض ذلك]] جورسلم 13/6/2013 تحقيق بن سيلع
 
 
 
 
 
 
 
قصة المتهودة القذرة ملكة الجمال
ما يزال أرشيف الحاخام (عميرام بلاو) المخزي -عند الحارديم - وهو حاخام طائفة ناطوري كارتا مثارا للجدل، لتمرده على أنظمة وشرائع الحاخامين، فحاخام ناطوري كارتا أقدم على الزواج من ملكة جمال فرنسا السابقة، خريجة جامعة السوربون في فرنسا، بعد وفاة زوجته عام 1963 فتزوج ملكة الجمال السابقة عام 1965 بعد أن وقع في حبها، فضحَّى بمنصبه ولقبه، على الرغم من أنها  اعتنقت اليهودية بعد أن طلقت زوجها السابق،  فهي متهودة، وليست يهودية، والفرق كبير بينهما، فقد كانت على المذهب الكاثوليكي ، ووفق الحركة الحسيدية التي ينتمي إليها الحاخام وهي حركة (ساطمر) وجناحها الذي أسسه الحاخام نفسه (ناطوري كارتا) من تيار عيدا حارادي،  فلا يجوز للحاخام أن يتزوج المتهودات، مما دفع جماعة ناطوري كارتا، وعلى رأسهم المُحرَِّضون، أبناؤه العشرة من زوجته الأولى(هندا) الذين شنوا على الأب  حربا في حي مائة شعاريم في القدس، مما اضطره للهرب إلى حي بني براك في تل أبيب. كتب الصحفي شموئيل حايم سيرة الحاخام منذ 17 سنة، في كتاب بعنوان قصة حياة عميرام بلاو 1894-1974 قال:
[[ كيف أكتب عنه وعن زوجه وفضائحه في آخر حياته، فلم أتمكن من حل بعض القصص الشائكة في الكتاب بعد، فقد تزوج ملكة جمال فرنسا التي أصبح اسمها روت بن دافيد، وتجاهل قرار محكمة جماعته ( عيدا حارادي باداتس) بمنع الزواج ، على الرغم من إقصائه عن منصبه، مما اضطره للعيش في المنفى مع زوجته الجديدة ، وقد تزوجها وهي في الخامسة والأربعين ، وكان يبلغ السبعين من العمر.لقد كان الحاخام شديد العداء للصهيونية منذ عام 1930، وكان يرفض أن يلمس النقود الإسرائيلية، وقد وثّق الروابط مع أخيه موشيه، وكان موشيه زعيم أغودات يسرائيل، وكان لأغودات إسرائيل علاقة بالصهيونية.وكان عميرام على الرغم من ذلك يستضيف الجنود في بيته ، وكانت له علاقة مع العلمانيين والكيبوتسيين" .
كتبت روت قصة علاقتها مع عميرام، وقد ظهرت القصة في أرشيفه بعد 36 سنة من وفاته، أما زوجته فقد توفيت منذ عشر سنوات ، وأرشيفه في جامعة بار إيلان بحوزة الباحث كيمي كابلان.
اعتنقتْ (روت) اليهودية عام 1952 وعلى إثر ذلك طُلِّقتْ من زوجها المسيحي السابق ، وكان لها ابنٌ منه، قد تهّود أيضا، وعاشا في كيبوتس يافنه. واظبت روت على لقاء حاخامات الحارديم، في حي مائة شعاريم، وأسهمت في تهريب طفل يهودي من إسرائيل إلى الخارج، منتهكة قرار المحكمة بعدم خروجه من البلاد، بحجة أن أبويه علمانيان، وأراد جداه المتدينان أن يربياه بعيدا عن والديه في الخارج تربية دينية ، واسم الطفل يوسيل شوماخر، وعثر الموساد على الطفل، وأصبحت روت، بفضل هذه القصة بطلا في المجتمع الحريدي.
تعرفت على الحاخام عميرام عام 1963 عبر سمسار الزواج الديني، وارتبطا سرا، وأجّل الحاخام إعلان الزواج ليتمكن من إقناع أبنائه العشرة، وبعد وفاة زوجته السابقة باثني عشر شهرا، تقدم أبناؤه بطلب لمنع زواجه بروت، وأصدرت المحكمة الدينية لجماعة عيدا حارادي قرارا يحظر على عميرام الزواج بروت، غير أنه رفض الامتثال لقرار المحكمة قائلا:" إذا كان في الارتباط بروت انتهاكا للشريعة، فإن عدم الارتباط بها يؤدي إلى بلبلة تنتهك  قدسية الشريعة"لذلك فقد أصدر فتوى تقول:" روت متهودة صالحة بشهادة كل جيرانها"وكان أنصار ناطوري كارتا ينادونها " المتهودة القذرة" وعرض عليها حاخام جماعة ساطمر الحسيدية خمسة وعشرين ألف جنيه إسترليني لترفض الزواج بعميرام، غير أنها رفضت، وجرى الاتفاق على أن يتزوج الاثنان خارج القدس، وتم الزواج في 2/9/1965 في يشيفا بني براك، بحضور ثلاثين ضيفا.وعادا بعد عام إلى القدس وهناك واجه عميرام حربا من أولاده]] هارتس 27/7/2010 تحقيق يائير إتنغ
أيتها اليهودية أثبتي يهوديتك!
هذه القصة تُضاف إلى قصص القمع الممارس ضد المرأة اليهودية في كل أنحاء إسرائيل، لأن الزواج المدني يحرمها من حقوقها كمواطنة يهودية، على الرغم من أنها بالفعل من أبوين يهوديين كما ترويها المحامية رفقة لبوفتش:
 [[(ساغيت) اسم مستعار لفتاة يهودية تزوج والداها زواجا يهوديا، منذ سنوات طويلة، وعادت ساغيت مع والديها إلى إسرائيل وفق قانون حق العودة، وكان عمرها تسع سنوات ، وهي تعيش في إسرائيل منذ تسع عشرة سنة، قادمة من بلاروس مع عائلتها ، كما أن الجميع يعرفون بأنها يهودية.
ساغيت لم تفلح في الحصول على عقد زواج، بعد أن مثُلت أمام محققي المحكمة الدينية( الحاخامية) لأنها لم تنجح في إثبات يهوديتها ، كان المحقق الديني صارما عندما طلب منها إبراز وثائق يهوديتها، فأبرزت له وثائق ولادة أمها وجدتها، التي تثبت يهوديتها، وكانت الوثائق صورا، مثل كل الوثائق الروسية التي تعود لعام 1958 ، حينما كان عمر الأم 12 سنة.كما أن والديّ الأم قتلا في الغيتو، ولم يعترف حاخامو إسرائيل بوثائقها اليهودية من بلا روس.
وطلبت منها الحاخامية مراجعة جمعية شورشيم التابعة لتسوهر، ولم تُستقبل في الجمعية بود، وصاروا يتهكمون عليها قائلين: نأمل أنك قلت الحقيقة !
ووالدا ساغيت تزوجا زواجا يهوديا على يد الحاخام مردخاي شموئيل إشكنازي حاخام كفار حباد  فور عودتهما إلى إسرائيل، وهي تقول إنها لا تستطيع النوم من شدة الغضب، لأن الحاخامين اقترحوا عليها أن تتهود من جديد، أو تتزوج زواجا مدنيا خارج إسرائيل، فلن تمنحها الحاخامية عقد زواج .قالت : كيف أتهود من جديد، وأنا يهودية ؟!!كم يهودي ترك الدين اليهودي بسبب هؤلاء الحارديم! ليس هناك يهودي واحد قادر على إثبات هويته]] يديعوت 7/7/2010
حاخام مشهور بإلغاء تهويد النساء
أبطل الحاخام ابراهام شيرمان اجراءات تهويد امرأة تهودت منذ سنوات، وهو مسؤول عن إبطال تهويد آلاف ممن تهودن من النساء.ها هو اليوم يبطل تهويد امرأة، ويأمرها بترك زوجها فورا، وأفتى أيضا بأن أولادها لا يحق  لهم أن يتزوجوا يهودا، بعد أن اكتشف خطأ في عملية التهويد، فقد كانت المرأة قد دفعت ما قيمته ألفين وخمسمائة دولار للحاخام الذي هوَّدها، نظير الاستعجال في إتمام إجراءات التهويد، كما أنها لم تكن مخلصة للشريعة، فهي لا تتطهر بعد العادة الشهرية في الماكفا. قال نائب رئيس الحاخامين السابق موشيه كلين:
[[إن هذا الحكم هو آخر مسمار في نعش التهويد في إسرائيل.وطلب من الراغبين في اعتناق اليهودية أن ينتظروا لأنه ليست هناك ضمانة في الاعتراف بيهوديتهم!قال رئيس كلية شعار موسفات الدكتور دافيد كوهين
"إن هذا الحكم سوف يحول المحكمة الحاخامية إلى فرع صغير في يد المتطرفين ليصبح فصلا دراسيا في مدرسة اللتوانيين.وعلى الدولة أن تقرر: هل قوانين الزواج يجب أن تكون وفق هذه الطريقة ، أم أن الزواج يجب أن يتم وفق طقوس الشريعة السمحة ؟]]يديعوت 23/6/2009 تحقيق كوبي نحشوني
 
 
 
إلغاء حفل زفاف لأن العريس كان طفلا متبنى
العريس رومان والعروس شارون كانا ينتظران يوم الزفاف بفرح غامر، غير أن الفرح تحوَّل إلى ترح بعد أن رفض الحاخامون عقد الزواج ليس بسبب نسب المرأة كما هي الذريعة المعتادة، ولكن بسبب العريس، فقد اكتشفوا أنه كان طفلا مُتبنَّى، أي أنه ابن حرام!:
[[كان المفروض أن يكون  يوم الزفاف هو أسعد أيام حياة  رومان  والعروس شارون، لكن رئيس الحاخامية أبلغهما بأنه لن يوقع عقد الزواج لأن رومان كان طفلا مُتبنى، ويهوديته مشكوك فيها.
وأنكر رومان ذلك وقال : أحضرت كل الوثائق المطلوبة.
فمنذ أسبوعين زار العروسان الحاخامية وطلبا إذنا بالاحتفال وفق التقاليد اليهودية، وقالت شارون :
" إننا كنا متأكدين من يهوديتنا لذلك فقد حددنا موعدا للاحتفال "
 ثم أبرز رومان وثائق ميلاده  ووثائق ميلاد والده، وأبرز شهادة دبلوم من حركة حباد ، وأبرز لهم شهادة ميلاد الأم اليهودية.وعندما حضرا ليدفعا رسوم عقد الزواج  صُدما عندما قال لهما الحاخام  يهودا لانداو:
 إن العريس( رومان) مُتبنى، وقال حاخام آخر إن شهادة ميلاد رومان مزورة ،  أما العروس فإنها يهودية ، فألغي موعد الاحتفال.
وقرر الاثنان أن يتزوجا زواجا مدنيا في براغ .وأفادت الحاخامية :
وفقا لمعلوماتنا  فإن الابن ليس هو الابن الحقيقي للأب ، لذا فإن هناك شكا في يهوديته ]] يدعوت 7/7/2009  تحقيق نيسان شتاركيولر
رفض الزواج لأن ام العروس مسيحية
ظل مقياس التهويد يُقاس بمنزلة الحاخام الذي منح الشهادة، فاسم الحاخام دلالة على مصداقية الشهادة، وغالبا فإن محتكري الحاخامية الكبرى في إسرائيل هم أصحاب المصداقية، أما غيرهم فمشكوكٌ في شهاداتهم، حتى ولو كان الحاخامون الذين يمنحون شهادات التهويد هم من المؤسسة العسكرية في جيش الدفاع، فهم متهمون بأنهم يسهلون إجراءات تهويد الجنود، ولا يشترطون عليهم أن يلتزموا بالطقوس الشرعية، التي يفرضها حاخامو المحكمة الدينية العليا، أو حاخام بيت الدين المسؤول عن القضاء الديني، وهذه إحدى القصص التي تؤيد ما سبق:
[[أقدم العروسان، إلينا رويز، وعريسها ماكسيم سارديكوف ، على تقديم دعوى قضائية ضد رؤساء حاخامين في أربع مدن، لأنهم رفضوا فتح ملف زواج ديني للعروسين، بحجة أن والد العروس يهودي ، وأمها مسيحية، على الرغم من أن العروس تحمل شهادة تهويد من حاخامية الجيش، حصلتْ عليها عندما كانت تمضي خدمتها العسكرية. قال العريس: نحن يهود من الدرجة الثانية!
وأخيرا قرر العروسان الذهاب إلى حاخام خامس في بير توفيا بجوار عسقلان، ونجحا في فتح ملف زواج ديني لهما وتزوجا، لذلك قررا مقاضاة الحاخامين الأربعة الذين رفضوا فتح ملف زواج لهما، وهم: حاخام إسدود ورحوفوت وريشون لتسيون وأشكلون!
وفي رد لحاخام أشكلون الأكبر حايم بلاو، وهو من التيار اللتواني الحريدي الذي رفض فتح ملف زواج لهما قال: لم تلتزم الفتاة بأوامر الشريعة بإخلاص.بدأ الشقاق حول قضية (التهويد في الجيش) بعد أن أفتى حاخام السفارديم عوفاديا يوسيف بصحة التهويد في الجيش.
وأسست حاخامية التهويد في الجيش عام 1950 على يد الحاخام شلومو غورين، وظل التهويد مستمرا حتى عام 1990 عندما هاجر يهود الاتحاد السوفيتي السابق ، فتوسع التهويد في الجيش، وفي عام 2004 أسس شارون حاخامية تهويد تتبع رئيس مكتب الوزراء، واستحدث حاخامية تهويد في الجيش برئاسة اللواء إليعزر شتيرن.
قال الحاخام مدير معهد التهويد سيث فاربي: من المعروف أن 30% من مهاجري الاتحاد السوفيتي السابق ليسوا يهودا وفق الشريعة الدينية، لأن آباءهم فقط هم يهود، وهجّرتهم الوكالة اليهودية لأسباب ديموغرافية، لكي يزيدوا عدد اليهود في إسرائيل، ولم ينتبه هؤلاء بأنهم سيواجهون مشكلة الزواج، لأنهم يهود من جهة الأب! ويخشى كثيرٌ ممن تهودوا من الاتحاد السوفيتي السابق من سطوة الحاخامين في أشكلون، قال أحدهم :
" الختان عملية مؤلمة جسديا ونفسيا"وقال آخر :
" كيف نجعل شهادة التهويد كرخصة القيادة ، يمكن أن تُسحب من حاملها ؟!!
ويعارض الحارديم نظام التهويد في الجيش، بسبب آراء الحاخام المتطرف إبراهام شيرمان، رئيس المحكمة الدينية، الذي أفتى عام 2008 بعدم قبول المتهودين في الجيش، لأن تهويد الجيش يتم بسرعة وسطحية!
وردّ حاخام أشكلون على سؤال:
 لماذا لم يعترضوا على تهويد العلمانيين؟
" إن من وقف على جبل سيناء يعتبر ملتزما بتعاليم التوراة"!!
مدة التهويد في الجيش ثلاثة شهور، هناك من يرسبون في التهويد لأنهم لا يقبلون الختان، فينسحبون، ويتهود حوالي 900 شخص كل عام من قبل حاخامية التهويد في الجيش ، منهم 30% من يهود الاتحاد السوفيتي ، والباقي أثيوبيون وجنسيات أخرى، وكلهم يواجهون مشكلات الزواج بعد ذلك ]] هارتس 5/2/2011  تحقيق تامار روتم
قصة راحيل ضحية صراع الحاخامين على الهوية
[[اعتنقت راحيل إيمانويلا الديانة اليهودية في مدينة (تورين) الإيطالية ، وتبلغ اليوم السادسة والثلاثين من عمرها، وتزوجت من يهودي يعمل مراقبا للكوشير، وهي حامل، تعيش في القدس.
لقد تحولت رحلتها الروحية من المسيحية إلى اليهودية إلى مأساة !!
فقد أعلنت المحكمة الدينية اليهودية في روما بأن راحيل قد اعتنقت اليهودية في 11/7/2006 ، وصادقت المحكمة الدينية الأرثوذكسية اليهودية على ذلك في إسرائيل، ثم تزوجت من يهودي متدين منذ ستة شهور، إلا أن وزارة الداخلية رفضت الاعتراف براحيل كمواطنة يهودية!!
شكرا للمحكمة العليا التي سمحت لها أن تبقى في إسرائيل مع زوجها، حتى يتم الحكم في قضيتها المعلقة.
لكنها لا تملك أية حقوق ، فلا تملك حق الانتفاع بالتأمين الاجتماعي والتأمين الصحي، وإذا رغبت في زيارة أهلها في إيطاليا، فلن يُسمح لها بالعودة مرة أخرى.
قالت في الهاتف: " إن وضعي أسوأ من الذين يعيشون هنا ولم يعتنقوا اليهودية، وأسوأ ممن تزوجن من غير اليهود، فلهم حقوقٌ على الأقل !"
تحظى راحيل بمعونة جمعيةITIM المختصة بمتابعة هذه الحالات ، وتعمل ضد النظام البيروقراطي، تقول مستشارة الجمعية شولاميت توباز:
"إن المبدأ الرئيس هو منح الهوية اليهودية لكل من يعتنق اليهودية سواء كان محافظا أم إصلاحيا، إلا إذا ارتكبوا جرائم أو أساءوا لأمن إسرائيل، وفي حالة راحيل فإن وزارة الداخلية تدعي بأن راحيل حضرتُ مباشرة بعد أن تهوَّدت، وهذا يعني أنها تهودت فقط لتحصل على الجنسية الإسرائيلية !
قالت راحيل:
" أنا محبطة، فأنا لا أعمل ، وادفع تكاليف العلاج من جيبي، كما أنني أرغب في زيارة أهلي قبل أن أضع مولودي، وما يزعجني أكثر هو: ما مصير ابني، فهل سيُعتبر يهوديا أم لا ؟]] جورسلم 6/4/2009
لا حرية للزوجة والزوج أيضا
التقى الاثنان عبر شبكة الإنترنت ، ثم تعارفا وقررا الزواج ، وأمضيا 18 شهرا في انتظار موافقة السلطات على عقد قرانهما في إسرائيل ، غير أنهما لم يوفقا لأن إيلينا ليست يهودية حسب الشرع ، فأبوها هو اليهودي، أما أمها فليست يهودية، واليهودي الحقيقي وفق الشريعة هو من يولد لأم يهودية وليس لأب يهودي!
إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم الديموقراطي التي لم تفصل الدين عن الدولة، وليس فيها زواج مدني معترفٌ به من الدولة ، ولا يُسمح فيها بالزواج المختلط بين اليهود وغيرهم من الأجناس الأخرى مسلمين ومسيحيين .
لهذا السبب فإن 150- 200 زوج يهاجرون في كل شهر من إسرائيل ويطيرون إلى قبرص التي تسمى اليوم ( لاس فيغاس إسرائيل) ليتزوجوا هناك ويحصلوا على عقد زواج!
ففي كل صباح يسافر 5-10 أزواج إلى قبرص لإتمام الزواج هناك  حيث يكلف عقد الزواج 282 يورو ، لأن إسرائيل لا تسمح بالزواج المدني .
غادرت العروس إيلينا أوكرانيا وهي في السادسة من عمرها بصفتها يهودية لأنها منحت حق العودة الذي يمنح لليهود ثم احتفلت بعيد البلوغ (بات متزفا) ثم دخلت الجيش ، وعلى الرغم من ذلك فهي لا تستطيع الزواج في إسرائيل !! وهناك قصة أخرى للعروسين العلمانيين عوديد ونوا، اللذين رفضا الزواج الديني لإجراءاته الصعبة ، فالمهر مطلوب في الزواج الديني، مما يجعل العريس يُحس بأنه اشترى عروسه، ولم يرتبط بها:
العروسان يهوديان ، ويمكنهما عقد الزواج في إسرائيل على الطريقة الشرعية ، غير أنهما لا يرغبان في إتمام الزواج وفق الشرع ، لأنهما علمانيان متحرران، ويعود السبب في نظرهما إلى أن عقد الزواج الأصولي يجبر العريس على دفع مبلغ لأهل العروس (المهر) وعوديد لا يرغب في شراء نوا .
لذا قررا السفر إلى قبرص واستبدال عقد الزواج الشرعي بميثاق شرف بين العروسين]] 22/11/2009 تحقيق سارة ستركر
 
 
كل اليهود ليسوا يهودا
صرخت المحامية  رفقة لبوفتش مرة أخرى احتجاجا على ممارسات الحاخامين: كل اليهود ليسوا يهودا عند الحاخامية، فهي تطارد اليهود في كل مكان لإثبات يهوديتهم فهناك استجوابات وأسئلة مخابراتية من الحاخامين للنساء عندما يدخلن حمام التطهير، لإثبات أنهن حريديات قالت:
[[ها قد جاء الزمن الذي أصبحنا نطارد فيه معتنقي اليهودية لنتأكد بأنهم يهود حقا، نفتش في قلوبهم عن يهوديتهم! فعندما تدخل إحدى اليهوديات  في الحمام الطقسي، فإنها تُسأل عن محفوظاتها اليهودية، وهل ما تزال يهودية، بعد أن أتمت التهود؟وهل هناك خلل في تهودها؟
ففي نشرة للحاخام الأكبر وافقت عليها الحاخامية، يظهر الوجه الأسود لليهودية، ليس فقط لإلكسندر وسلفانا ، ولكن لي أنا وأنت يا إسحق وإبراهام، لنا جميعنا.
هل أنت يهودي؟ من الآن فصاعدا فإن مسجلي الزواج يمكنهم إرسال أي شخص إلى الجهات المختلفة للتأكد من يهوديته، وهل هو من أبوين تزوجا في الخارج، حتى لو تزوج الأبوان على يد حاخام مرخص من الحاخامية. وهذا السؤال ينطبق أيضا على اليهود المولودين لأم يهودية، ويملكون شهادة من الحاخامية تثبت أنهم يهود ، فإن المحكمة الحاخامية يمكنها أن تستدعيك لسماع أقوالك لتثبت يهوديتك.فقد أصبح الشعار في إسرائيل اليوم هو " كل اليهود ليسوا يهودا، حتى يثبتوا يهوديتهم ]] يديعوت 1/6/2010 تحقيق رفقة لبوفتش
ثورة صحفية في وجه وزير العدل بسبب قمع النساء
قالت رفقة لبوفتش في مقالٍ تُعقِّب فيه على تصريحات وزير العدل التي قال فيها ، بأنه سيطبق أحكام الشريعة اليهودية إرضاء لناخبيه الحارديم، فهي تعلم أن تطبيق الشريعة عند المتزمتين الحارديم، سيُضاعف اضطهاد النساء وقمعهن واستثناءهن من الحياة العامة قالت:
[[على خلفية قول وزير العدل يعقوب نئمان بأنه يتمنى أن يطبق قانون التوراة في دولة إسرائيل، فإنني أرى بأن تصريحات الوزير لم تثر حفيظة العلمانيين فقط ، بل أثارت حفيظة المتدينين من التيار الوطني الديني أيضا .
كثيرون يعتقدون بأن تطبيق القانون الديني  أمر ممكن ، بعد تعديله ، كما أن المتدينين يدعون لعودة المجد القديم للأجداد، ويدعون لعودة عصر الحكماء، وهذا لا يعني بالضرورة أننا سنطبق الشريعة كما هي ، وإنما قد يعني تعديلها لتناسب الألفية الثالثة .
فهل يتفضل سيادة الوزير بالإجابة على سؤالي التالي :
هل سيسمح قانونه الديني للمرأة بحق الشهادة أمام القضاء ؟
وهل سيسمح القانون بشهادة العلمانيين  ؟
وهل يمكن أن تكون المرأة قاضيا ؟
 وهل ستكون هناك مساواة بين الرجال والنساء؟
وهل سيكون هناك مساواة بين اليهود وغير اليهود؟
وهل سيقسم الميراث بالتساوي بين الرجال والنساء؟
وهل يمكن للمرأة الحصول على نصف ميراث الزوج إن كانت غير مطيعة؟
أم هل عليها أن تغادر بيت الزوجية بلباسها الذي تلبسه فقط حسب الشريعة؟
وهل ترث الزوجات من الأزواج ؟
 وهل ترث البنات من الآباء؟
 أم أن الميراث فقط للذكور ؟
إن الوزير قد عبر عن رأيه ، وهو يدعم توسيع سلطات القضاء الديني على الرغم من معاناة النساء، ممن يظهرن في القضاء الديني وهن باكيات منتحبات !
الوزير نئمان مشغول بحضور المؤتمرات التي ينظمها منكرو حقوق النساء!
 ففي السنوات الماضية قامت منظمات ومراكز لحقوق المرأة بعقد ندوات لتوعية الجمهور حول ما يجري في القضاء الديني ، لكي يلتفت الإعلام إلى مآسي النساء، ولكننا لم نلق آذانا صاغية من الوزير]]يديعوت 22/12/2009 مقال لرفقة لبوفتش
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
مطاردة اليهوديات المعتنقات دينا آخر
قد يسألُ قارئُ الكتاب:  إذا كانت المرأة اليهودية محتقرة ومقموعة، فما منزلة المرأة غير اليهودية في الدين اليهودي؟
( المرأة الغوييمية، أي غير اليهودية عند أتباع الشريعة التلموديين الحارديم في منزلة البهيمة.)
            ظهرتْ في إسرائيل جمعياتٌ ومؤسسات كثيرة تهدف لاستعادة اليهوديات المعتنقات دينا آخر،قبل أن يُطبق عليهن أقسى الأحكام، وهو القتل لارتدادهن عن الدين اليهودي، وهذه العقوبة شُرِّعتْ حفاظا على نقاء السلالة اليهودية من جهة، أما السبب الرئيس فهو خوف الحاخامين من هروب النساء اليهوديات من القمع الديني باعتناق دين غير الدين اليهودي،بسبب صعوبة تطبيق النساء لأحكام الشريعة، وهم يكثفون متابعتهم للنساء حتى لا يصبح هروب النساء اليهوديات من اليهودية بسبب التعقيدات الشرعية ظاهرة في المجتمع اليهودي، وهناك عدة حالات تمردتُ فيها النساء على مظاهر القمع والاضطهاد الذي تعاني منه اليهوديات، بسبب الطقوس الدينية المُذلَّة والقمع الشرعي لهن، مما أدى إلى اعتناقهن الإسلام والمسيحية، وأعرف شخصيا امرأة يهودية تعيش اليوم في قطاع غزة منذ سنوات طويلة مع زوجها الفلسطيني حياة سعيدة، وقد حكتْ لي قصتها، وقصة مُطارديها من أهلها الميسورين أصحاب الملايين، ومن الحاخامين مدة طويلة من الوقت، وكلهم كانوا يسعون لإعادتها مع أبنائها لليهودية، لكنها ظلتْ ترفض ترك زوجها وأسرتها، على الرغم من أن هذه المرأة كانت تعيش في عصر الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة، وهي ما تزال حتى الآن متمسكة بعائلتها الغزية.
 هذه قصة استعادة امرأة يهودية اعتنقت الإسلام:
[[(س) فتاة يهودية ولدت لأبوين يهوديين  ثم اعتنقت الإسلام ، ثم عادت لتعلن أمام المحكمة الدينية اليهودية في القدس توبتها وعودتها لليهودية قالت :
" كان اعتناق الإسلام سهلا وهو يتم بلفظ الشهادتين، غير أن حياتي كانت قاسية ، لم أستطع التأقلم، وقد رفضت التحدث مع الصحافة  خوفا من تطبيق عقوبة المرتدين ، وهي القتل.
قال متحدث باسم الحاخامية :
بدأت (س) تشك في الدين اليهودي ، وهذا قادها إلى الإسلام ، فبحثت في الإنترنت عن الإسلام لجمع المعلومات، وتعلمت الصلاة، وظلت تعيش مع والديها حياة مختلفة عن حياتهما .
ثم التقت بشاب مسلم في محطة الباصات المركزية في القدس ، وهربت معه وسكنت مع والديه في صور باهر لتتمكن من تعلم الإسلام . ثم طلبت منها العائلة مغادرة المنزل فعادت إلى بيت والديها .
ثم التقت مع مسلم آخر من راهط عبر الإنترنت ، وطلب منها الهرب والعيش معه في راهط في النقب .
وتزوج الاثنان واعتنقت هي الإسلام ، وهناك وجدت فرقا بين حياتها كمسلمة، وحياتها السابقة كيهودية .
اتصلت والدتها بمؤسسة يهودية  حريدية هي (أولاد لاخيم)، وتمكنت المنظمة من إحضارها حين كان زوجها في العمل ، وتمكن محامي المؤسسة من الحصول على قسيمة طلاق من القاضي  في بئر السبع.
قضت الفتاة ثلاث سنوات في قراءة التوراة، ووصلت إلى الحاخامية الكبرى في القدس ، وأعلنت من جديد اعتناقها الدين اليهودي .ومن المعروف بأن الدين اليهودي لا يقبل الذين اعتنقوا دينا آخر ، غير أن الفتاة ولدت لأبوين يهوديين !وهي ترغب في نشر قصتها لتكون عظة للفتيات ممن يفكرن في اعتناق الدين الإسلامي ]] جورسلم بوست 28/10/2009
اختطاف يهودية من رفح في قطاع غزة
تقوم جمعية ياد لاخيم بمطاردة اليهوديات اللاتي تزوجن غير اليهود، وهذه قصة اليهودية التي تزوجت مواطنا غزيا وكيف تمكنت بمساعدة الجمعية من الهروب إلى إسرائيل ومعها أطفالها الأربعة، وهم سيخضعون لعملية تهويد  ومن ثم يُجهزون لقمع أقاربهم وأهلهم، لذا فإن الحاخامية تتسامح معها لأنها جلبت معها أطفالها، مما يُعفيها من  عقوبة المرتدين (القتل)، كما أنها ستتهود من جديد:
[[تمكنت إسرائيلية متزوجة من فلسطيني في رفح (قطاع غزة) من الهروب مع أطفالها الأربعة يوم أمس الثلاثاء ، وعمرها 27 سنة وكانت تعيش في أسدود ، وكانت قد قابلت الفلسطيني منذ بضعة سنوات ثم تزوجته ، وعاشا في مصر .
وعادت بعد أن ولدت مولودها الخامس إلى رفح ، وشرعت تشكو  لإختها عنف زوجها معها واعتدائه عليها جسديا .
تقدم أهلها لمؤسسة ياد لاخيم المختصة بمتابعة اليهوديات المتزوجات بفلسطينيين في إسرائيل ومناطق السلطة ، وهي تقدم سكنا آمنا لهن ليبدأن حياة يهودية جديدة .واستغلت عدم وجود زوجها في البيت واستأجرت سيارة إلى معبر إيرز، واتصل بها زوجها وهي في الطريق وهددها بالقتل إذا لم تعد .
وكان في انتظارها عند حاجز إيرز أختها وأخوها ، وتم استجوابها في مركز شرطة سديروت ثم ذهبت لمكان آمن ]]يديعوت 13/1/2010
عصابات لتوعية اليهوديات بمخاطر مصادقة الشبان العرب
                      لم يقتصر عمل الجمعيات على استعادة اليهوديات اللاتي تزوجن بغير اليهود ، بل امتد الأمر إلى تأسيس جماعات مختصة في مطاردة الفتيات اليهوديات اللاتي يصادقن الشبان العرب، أو يعملن معهم في المناطق التي يعيش فيها الفلسطينيون مع الإسرائيليين:
[[في كل ليلة يتجمع عشرات الشبان في شارع بسغات زئيف في القدس ، إنهم ضمن مجموعة من الشباب  يبلغ عددهم 35  باسم جماعة (عيش اليهوديات) هدفهم منع جيرانهم العرب من الخروج مع الفتيات اليهوديات،  ممن يسكنون في شمال القدس في  قرية عناتا ومخيم شعفاط .
تتكون جماعة عيش اليهوديات من علمانيين ومتدينين  من سكان بسغات زئيف ، وهم يجوبون الشوارع في الليل ، للبحث عن الفتيات اليهوديات اللاتي يتسكعن مع الشبان العرب.يقول  موشيه أحد أعضاء المجموعة الذي يبلغ 31 عاما:
" لا نستعمل العنف ، مهمتنا الاتصال بالفتيات وتعريفهن بمخاطر العلاقة ، ففي العشر سنوات الماضية  انتقلت ستين فتاة يهودية ليعشن في الضفة الغربية ، ولا أحد يعلم عنهن شيئا منذ ذلك الوقت، ونتصل أيضا بالشبان العرب لإقناعهم بأن العلاقة مع اليهوديات ليست في مصلحتهم .وللجماعة صلات بسبع عشرة فتاة يدرسن في المدارس العليا،  لهدف إقناعهن بترك العلاقة مع الشبان العرب.
وأبلغ السكان العرب الصحيفة بأن جماعة عيش اليهوديات تصطدم مع الشبان العرب، كما قال عماد الذي يعمل في مركز التسوق.قال موشيه:
هناك شبان عرب يضربون الفتيات في الشارع، وتدخلنا وتمكنا من منعهم .
لسنا ضد العرب، ولكننا نهدف لحماية المرأة اليهودية لأن البوليس لا يتدخل في الأمر .]]  جورسلم 19/9/2009
احذرن الشبان العرب على الشاطئ
جمعية لهافا أي اللهب هي جمعية أخرى متخصصة في مطاردة الشبان العرب ممن يصادقون يهوديات، والغلاف الخارجي الذي تدعيه الجمعية، ليس مطاردة الشبان العرب وضربهم وتهديدهم، بل توعية اليهوديات بمخاطر التماثل وكوارث الاندماج في الأديان الأخرى، وفق تصريحات الجمعية:
[[بدأتْ جمعية (لهفا) الحريدية المختصة في منع اندماج اليهود بغيرهم، في تأسيس فرقة من المتطوعين لمحاربة ظاهرة تحرش الشبان العرب بالفتيات اليهوديات على الشواطئ، وسموا الفرقة(حراس الشواطئ) تشمل شواطئ بيت يام وإسدود وعسقلان وقيساريا وإيلات.
تضم الفرقة عددا من المتطوعين يسكنون في الشواطئ التي يرتادها اليساريون، وهي المعرضة لغزو الشبان العرب، وهم يقومون بتوعية اليهوديات بالمطبوعات والأحاديث الشفوية، ولهم نشاط على الفيس بوك، وهم كما يقول الناشط في الجمعية بنزي غوبشتاين:
" في العام الماضي اكتشفنا كثيرا من الأغيار على الشواطئ، لا يبحثون عن الهواء والماء، بل عن الفتيات اليهوديات الجميلات، ونقول للفتيات اليهوديات ، ليس شرطا أن تكنَّ متدينات حتى تتزوجن يهودا، ويجب أن تحافظن على نقاء نسل أولادكن اليهود، وكانت زوجات الحاخامين قد أصدرن في العام الماضي تحذيرا لليهوديات من مواعدة الشبان العرب]] يديعوت 18/7/2011  تحقيق يائير ألتمان
قصة انتحار الأب، لأن ابنته على علاقة مع شاب عربي
[[عُثر على جثة متحللة في (بيت دجن) يوم الجمعة الماضية لرجل حريدي  كان قد أُعلِن عن فقدان آثاره منذ شهر اسمه (رفائيل زوهر مرشفيلي) ينتمي إلى طائفة حباد الحسيدية .وكان قد شوهد يسير مع أخته في يوليو الماضي ، وأُشيع بأنه سافر للالتحاق بعمل جديد ، وجرى البحثُ عنه في الأيام الأولى لاختفائه.
وسار مئات من الحاريديم في جنازة مرشفيلي في اللد.وكان مرشفيلي قد سمع في إحدى إذاعات الحاريديم بأن ابنته التي تبلغ من العمر أقل من 18 سنة على علاقة غير شرعية بمراهق عربي، وكان الاثنان يتوقعان مولودا .وقام مرشفيلي ومعه صديقان باقتحام منزل المراهق العربي في اللد،  بادعاء أنه شرطي ووضعاه في سيارة بعد أن أبلغاه بأنه مطلوب للشرطة، وانتبه الشاب العربي بأن السيارة تسير في طريق آخر، فقفز منها وهي تسير بسرعة عالية ، وأصيب بجروح بسيطة، واستدعى الشرطة التي اعتقلت مرشفيلي، وحكمت عليه المحكمة  بارتكاب جريمتين ، الخطف  والتخطيط لعمل إجرامي ، وحكمت عليه بالسجن الفعلي سنة ونصف السنة، ثم خُفِّضت المدة إلى سنة لحسن سلوكه، وأطلق سراحه منذ عام مضى. فهل يكون موته جريمة؟
تحقق الشرطة في كل الاتجاهات ، غير أن الجثة المتحللة لا يبدو عليها آثار التعذيب أو إطلاق الرصاص .
وتمكنت الشرطة من أخذ إذن من حركة حباد لتشريح الجثة لمعرفة السبب، لأن تشريح الجثث محرمٌ عند الحاريديم ]] جورسلم بوست 19/8/2009
قصة عقاب اليهودية المتزوجة بفلسطيني
[[إنها(س) امرأة مولودة في اللد ، جريمتها أنها تزوجت فلسطينيا !!وهذه الجريمة كانت تكفي هيئة التأمين الوطني أن تلغي مخصصاتها وتهين كرامتها،
(س) حامل في الشهر الثامن ولها ابنتان في روضة الأطفال في اللد، وهي عاملة في المدينة، وتملك شقة في مدينة اللد، وتدفع الضرائب أولا بأول، وهي ناشطة في المنظمة الصحية لرعاية الأطفال.
على الرغم من كل تلك الحقائق إلا أن هيئة التأمين أكدت بأنها لا تعيش في اللد ، بل تعيش في مناطق (الإرهاب) في السلطة الفلسطينية مع زوجها الذي لا يسمح له بدخول إسرائيل. وهذا أدى إلى مصادرة حقوقها:علاوة الأولاد وفاتورة العلاج والولادة. وكانت آخر زيارة مفتشي هيئة التأمين لها منذ أربعة عشر شهرا، ثم طالبتها الهيئة في رسالة وإنذار أن تتقدم باعتراض لمحكمة الهيئة قبل القرار النهائي بإيقاف مخصصاتها.
أفادت (س) بأنها ذهبت لتقديم الأوراق غير أن الموظف لم يستلمها وأهانها، مما جعلها تستعين بمستشار جمعية قانونية، فذهب معها لتقديم الطلب، ومعها ملف كبير من الأوراق الثبوتية، التي رفضها الموظف في اليوم الأول. يقول (غيفون فاديدا )مسؤول الجمعية الاستشارية في اللد: كثيرون من مراجعي التأمين يُذلون ويحتقرون، وهذا يتعارض مع المبدأ الرئيس وهو :" كل الناس أبرياء ما لم تثبت إدانتهم "
وأكد موظف هيئة التأمين بأن (س) ليست مواطنة مقيمة في اللد، ويمكنها استئناف الحكم في محكمة العمل، وأنكر أنه أهان المرأة ]] هارتس 22/6/2009 تحقيق  دانا ولتر بولاك
قصة يهودية أحبت بدويا
إنهما عشيقان في مدينة صفد، يسكنان معا في شقة ، يدرسان سويا، والغريب أنهما عشيقان في البلدة التي ظهرت فيها فتوى الحاخام شموئيل إلياهو، والتي تدعو جميع اليهود في إسرائيل إلى عدم تأجير وبيع بيوت اليهود للعرب، وهذه الفتوى أثارت حفيظة مؤيدين ورافضين ، وانضم للحاخام ستون حاخاما يؤيدون فتواه!
[[نما حبهما بعيدا عن العيون، ومراقبة الأسرتين، إن أم الفتاة تعرف الحقيقة فقط، وهي منزعجة من هذا الحب.(رفيق) اسم مستعار 23 سنة يعيش في قرية بدوية في الجليل، وأمه لاجئة من مخيم جنين تملك ذكريات أليمة عن أفعال الجيش في المخيم!
والعشيقة (دانا) 24 سنة كانت قبل الحب تعتقد بأن العربي هو فقط من يقود الجمال، كما أن العشيق  يقول: إن أكثر الناس يؤمنون بأن العلاقة بين العربي وأية يهودية غرضه الجنس فقط! سيحتفل الاثنان بمرور عام على ارتباطهما .قالت دانا: " لا أحد يعلم متى يقع في الحب، وليس مكتوبا على جبيننا أنني يهودية، وهو مسلم، نحن نحب بعضنا، وهذا هو الأهم "لا يمكن تمييز رفيق عن اليهود، إلا إذا تحدث طويلا بالعبرية، لتظهر لكنته العربية.قالت : كانت عندي أفكار مسبقة عن العرب، وأدركت في الكلية بأن هناك عربا لا يعيشون في خيمة بدوية ليس فيها كهرباء، إن أفضل أصدقاء رفيق هم يهود، وعلى الرغم من ذلك فإن أحد أصدقاء دانا قد قاطعها لأنها تعشق عربيا، كما أن زميلاتها غير راضيات عن العلاقة . أما أصدقاء رفيق فقد رحبوا بالعلاقة ، وقال رفيق:" في قريتنا هناك يهودية متزوجة من بدوي" ولم يدعْ الاثنان الدينَ يُفرق بينهما، فدانا تقول عن فتوى حاخام صفد:" من هو شموئيل إلياهو؟
 فأنا لا أسمح له بتحديد نمط حياتي، فالرجل هو الرجل، كما أن الحب لا دين له، نحن نعيش اللحظة ساعة بساعة، ولا يعنينا الانتماء العرقي، نحترم عادات بعضنا وأعيادنا ، أنا متأكدة بأن أمه عندما تعرفني سوف تحبني"قال رفيق:
" اعتاد الشبان العرب أن يغيروا أسماءهم العربية ليظهروا كيهود في هوياتهم الشخصية، وأنا أيضا غيرت اسمي ، عندما كان عمري 17 سنة]] يدعوت 10/1/2011
جريمة الزواج بغير اليهود
الامتزاج يعني الفناء
 الامتزاج أو الزواج بغير اليهود وامتزاجهم بغيرهم، مظهرٌ آخر من مظاهر قمع النساء اليهوديات، وكذلك اعتبار النساء فقط هنَّ المسؤولاتٍ عن ظاهرة الامتزاج بغير اليهود  أي الأغيار، وعليهن أن يرفضن هذه الامتزاج، محافظة على نقاء العرق اليهودي، فلا مكان لعاطفة الحب في شريعة الحارديم، فالحب عندهم بين الأجناس المختلفة خيانة دينية، لأجل ذلك أسست جمعيات غريبة في المجتمع اليهودي، لم تحظَ بالدراسة بعد، على شاكلة جمعية أولاد لاخيم، وجمعية لهافا،التي أشرنا إليهما سابقا، وهما تختصان بتحذير اليهوديات من الزواج بغير اليهود ، وتقومان باستعادة اليهوديات المتزوجات من غير اليهود، وقد نفذت جمعية أولاد لاخيم بالفعل كما سبق عمليات اختطاف يهوديات تزوجن بفلسطينيين، يعيشون في النقب أو في عكا وغيرها من المدن، بلا اعتبار لرغباتهن أو لأطفالهن،  وقام كثير من المتطرفين بتحذير اليهوديات من الزواج بغير اليهود، لأن أبناءهن سيصبحون يهودا، وفق تعاليم الهلاخاه، التي تنص على أن اليهودي، هو مَن يولد لأمٍ يهودية، فالمرأة هي الركن الرئيس في التماثل، لذا فإنها هي التي تتعرض للقمع، يشير الحاخام ليفي براكمان وهو صحفي في صحيفة يديعوت أحرونوت إلى نظرة الحارديم لليهود الذين يتزوجون من غير اليهود، وفق الشعارات والمطويات التي تُوزَّع في الشوارع، فمن يتزوجون غير يهود، هم مفقودون من سجلات إسرائيل، وغير محسوبين ضمن الشعب اليهودي، ولم يكتف الحاخامون بالتحذير من زواج اليهود بالآخرين ، بل إنهم أصدروا فتوى تحرم زراعة نطف غير اليهود في أرحام اليهوديات، لأن نطف غير اليهود تورث البربرية والقسوة والجرائم والأحقاد قال الصحفي في تحقيقه الصحفي:
[[ أجابت كثيرٌ من المطويات التي توزع في المجتمع الحريدي على سؤال:من هو اليهودي المفقود؟
هو كل من يتزوج بالآخرين،أيتها اليهوديات احذرن نطف غير اليهود.
قال حاخام التيار الديني الصهيوني الأكبر دوف ليئور، في مؤتمر نظمه معهد بورغ للإخصاب وزراعة الأجنة :
 "حرامٌ زراعة نطف غير اليهود في رحم المرأة اليهودية ،حتى لو كان الحل النهائي للعقم يكمن في زراعة نطف أحد الأغيار من غير اليهود في رحم إمراة يهودية، لأن نطف الأغيار تورّث المواليد القسوة والبربرية، وهي مسؤولة عن الجرائم والحقد ، وتمنع الأطفال من وراثة صفات اليهود ]] يدعوت 13/1/2010 تحقيق كوبي نحشوني
              يشارك أيضا أعضاء الكنيست والوزراء، في الحملة ضد امتزاج اليهود بغير اليهود، ها هو نتان شارانسكي رئيس الوكالة اليهودية، يغير مفهوم اليهودي الممتزج بالغير من مفقود إلى ميت:
[[قال رئيس الوكالة اليهودية  نتان شارانسكي وهو ليكودي مهاجر روسي:" إن امتزاج يهود الدياسبورا بغيرهم يُميتهم " وقد جعل هذا الموضوع أهم أولويات الوكالة  وقال في مقابلة له مع صحيفة هارتس:
" إن الحل الوحيد لمنع الاختلاط هو تقوية أواصر يهود الدياسبورا مع إسرائيل ، وأن أفضل الطرق لمنع الاختلاط والتماثل مع الأغيار هو جلب اليهود لإسرائيل "
 وهو يتوافق مع الإعلان الذي أصدرته وكالة (ماسا ) اليهودية منذ شهر في الصحف والإعلان يقول :
" اليهودي المفقود" ويقصد الإعلان كل اليهود الذين يعيشون في أمريكا ويتماثلون مع من حولهم  أو يتزوجون غير يهوديات ]]هارتس 8/11/2009
خطر الامتزاج  في أمريكا
لم تقتصر الحملة ضد الامتزاج على اليهوديات في إسرائيل، بل امتدت لتشمل كل اليهود، وبخاصة يهود أمريكا، فهناك حملات وإعلانات في الصحف لمنع الامتزاج، بين اليهود وغيرهم من الأجناس والديانات الأخرى:
[[حذر عالم الاجتماع مارشال شلير من مخاطر الزواج المختلط في التجمعات اليهودية في أمريكا، فقد أظهر الإحصاء الذي قام به المعهد الوطني اليهودي 1990 بأن نسبة الزواج المختلط بين اليهود، ممن تزوجوا من عام 1985- 1990 بلغت 52% اختاروا أزواجا غير يهود.
والغريب بأن الجاليات اليهودية تنفق مئات ملايين الدولارات على التعليم اليهودي، وعلى البرامج الثقافية والرحلات والمخيمات الصيفية للطلاب اليهود، كل ذلك من أجل المحافظة على النقاء اليهودي .
وتخشى طائفة الإصلاحيين من منع الزواج المختلط مما سيفقد الحركة نفوذها .
تتفق الطوائف الحريدية الثلاثة وهم الأرثوذكس والإصلاحيون والمحافظون على اعتبار ظاهرة الزواج المختلط من أخطر المشكلات التي تعترضهم ]] جورسلم بوست 16/3/2010
قصة عضو كنيست تتزوج غوييمي
[[شنَّ الحاخام يسرائيل روزين، رئيس حركة تسومت هجوما على عضو الكنيست السيدة عنات وولف، والتي ستُعين مسؤولة لجنة التعليم في الكنيست، لأنها ستتزوج غير يهودي، من ألمانيا ولا يملك زوجها حتى الإقامة في إسرائيل.ورد الشجبُ في مطبوعة (السبت).
 وقال نشجب الزواج على الرغم من وجود مسلمين ودروز في الكنيست]]يدعوت 4/2/2011
تحذير عارضة الأزياء بار رفائيلي من الامتزاج
حذَر المتطرف اليميني عضو الكنيست باروخ مارزيل بتعليمات من حاخامي التيار الحريدي المتطرف، حذر عارضة الأزياء الإسرائيلية (بار رفائيلي) من مغبة زواجها بغوييمي في رسالة بعنوان : لا تخوني يهوديتك، فالزواج بغير اليهود خيانة:
[[أرسل المتطرف باروخ مارزيل من حركة كاخ السابقة، رسالة إلى عارضة الأزياء الإسرائيلية بار رفائيلي، يطالبها بألا تتزوج عشيقها الإيطالي ليوناردو دي كابريو.وكتب الرسالة بالنيابة عن جمعية (لهفا) وهي جمعية مناهضة للزواج المختلط بين اليهود وغيرهم  ومما جاء في رسالته:
ليس صدفة أنك ولدتِ يهودية ، ولم يفكر جدّاك بأنك سوف تغيرين صيغة مستقبل العائلة، وتحولينها من عائلة يهودية نقية، إلى عائلة مختلطة تشابه أعداء الشعب اليهودي، فلا تؤذي يا رافائيلي جيل المستقبل.وقال في تصريح له للجورسلم بوست: هناك مشاكل عويصة في الزواج المختلط، ونحن نحارب هذه الظاهرة، إن نجمة مشهورة مثل بار رفائيلي يجب عليها أن تخجل من خيانتها ليهوديتها، إن أفضل الطرق لمنع هذا الزواج هو إرسال رسائل لها، وسأجرب هذه الطريقة بعد أن أغلقت هاتفها، فقد نجحتُ مع كثيرين وفكوا ارتباطهم الزوجي مع غير اليهوديات، واختاروا يهوديات صالحات ]] ( جورسلم بوست 16/3/2010)"
قمع النساء بالخرافات
 إمعانا في التطرف فقد أقدم المتزمتون الحارديم على ترهات وخرافات  غريبة، فمنهم من رغب في أن يظل طاهرا، أثناء رحلته بالطائرة التي فيها نساءٌ غير محتشمات، وتمرّ فوق المقابر المدنسة، فحشا نفسه في كيسٍ بلاستيكي داخل الطائرة، وهم بارعون أيضا في قمع النساء واستثنائهن من الحياة العامة، فأقدمتْ الجماعات الحريدية على (إبداع)بعض الاختراعات الغريبة، التي يمكنهم بها تجنب رؤية النساء، ومن هذه الخرافات اختراع  نظارات لحجب رؤية النساء، وهذه التخريفات تلقى رواجا كبيرا في الوسط الحريدي، بالإضافة إلى أنها مشروعٌ تجاريٌ مربح لهم:
خرافة نظارات لحجب صورة النساء
[[تبيع جماعة العفة الحريدية، غير المرخصة نظارات خاصة تسمح لمرتديها من الحارديم أن يروا أمامهم بضعة أمتار فقط، لكي يتجنبوا رؤية  النساء المدنسات غير المحتشمات، ويوضع على عدسات النظارات أوراق شفافة لحجب رؤية النساء.ومَن يُضطرون من الحارديم للذهاب لمناطق أخرى، بها نساء غير محتشمات ، فلهم دروع خاصة وأغطية يغطون بها وجوههم ، حتى لا يروا النساء]] يديعوت9/8/2012
خرافة باروكة شعر تمنع الحمل
أما الخرافة الأخرى فهى تقع ضمن تُرهات الحارديم، وتخاريفهم ، وتتمثل في اكتشاف دواء حريدي لعقم النساء ، والدواء هو فقط  إزالة باروكة الشعر غير الكوشير(الحلال)، واستبدالها بباروكة شعر كوشير، تابعة لختم الحاخام صاحب الفتوى، وظهرت الفتوى في صحف الحارديم، وأوردتها صحيفة يديعوت أحرونوت:
[[منذ ثلاث سنوات لم يرزق الزوجان المتدينان بأطفال، إلى أن قدم لهما الحاخام دانيال زار النصيحة والحل حتى يرزقا بالأطفال، ويتمثل الحل في أن تُزيل الزوجة باروكة شعرها غير الحلال وتغطي رأسها!
 حبلت الزوجة بعد شهرين من إزالة الباروكة.قال الزوج في البداية لم أكن مقتنعا ، فقد سمعتُ عن أشياء مماثلة في الماضي، لقد كلفتنا الباروكة ثلاثة آلاف دولار، وسنعطيها لمريضة مصابة بالسرطان.وقررت أخت المرأة أيضا أن تحذو حذوها، وتزيل باروكتها.وقال مصدرٌ حريدي:
كثيرون يُرزقون بالأطفال بعد الاستماع إلى توجيهات الحاخام حايم كينفسكي، فيطبقون تعاليمه، إما باستخدام المولدات الكهربية الكوشير يوم السبت، أو أن ينفذوا أمره لهم بإنبات لحاهم!!]] يدعوت 7/10/2010  آري غلهار.
فائدة:
استعملت الباروكات لتغطية الشعر بشرط أن تكون حلالا(كاشير) أي ليست من شعر النساء الهنديات اللاتي يحلقن رؤوسهن في المعابد البوذية.كما أن السفارديات لا يلبسن  الباروكة ، فالباروكات فقط للإشكنازيات المتزوجات ، أما العازبات فلا يضعن باروكة.
يعود تقليد قص شعر المرأة المتزوجة إلى الأسطورة القديمة، إذ  أن الشعر كان رمزا للقوة، لذلك كان النساء والرجال يحلقون شعورهم، وهم يتعبدون كرمز للتذلل للآلهة، وعندما خرج موسى من مصر حلق شعره، ليدلل على خضوعه لله. وكانت اليهوديات يخرجن وهن يضعن على شعرهن الأردية ، ويغطين وجوههن ، ولا يُظهرن غير عين واحد ، ويجوز وضع الكحل في العين الأخرى،فالمرأة في اليهودية تشبه المتاع الموروث فهي تصير للأخ الحي إذا توفي أخوه ولم يكن له أولاد، كما سبق في بداية هذا الكتاب، وهي كالسلعة، لا تثبت يهوديتها إلا إذا تعرت أمام ثلاث حاخامات، وللزوج الحق في أن يستمتع بها أنى شاء.
المرأة المقتولة هي السبب
      ومن الخرافات أيضا ما يتناقله الحاخامون وأتباعهم من الحارديم أن سبب احتباس الأمطار يعودُ إلى الشرور والخطايا والجرائم التي تتفشى في المجتمع، وأشار الحاخام إلى الجريمة التي قُتلت فيها امرأة في شرفة المنزل في مستوطنة غيلو، فهي السبب في احتباس المطر عام 2011، ويعود سبب الجريمة إلى المرأة المقتولة التي جاورت الأشرار:
[[قال حاخام على قبر المرأة التي قتلها عشيقها وخبأ جثتها في شرفة المنزل خمسة أيام في مستوطنة غيلو( زكري بنتس) ، وهو يؤبنها:
أيها الناس من سكان غيلو أتعرفون سبب تفشي الشرور في إسرائيل؟ أتعرفون سبب احتباس الأمطار؟
إن السبب يعود إلى سلوكنا، فأنتم مخطئون في حق الله، والحل هو أن تصبحوا متدينين ، إن  جريمة القتل تقع على عاتق القتيلة، هذه المرأة قتلت بسبب مجاورتها للأشرار]] يدعوت 13/1/2011  تحقيق رونين سوفير
الإجهاض يؤخر عودة الماشيح
ظل مسلسل الخرافات متواليا عن الحارديم،  فها هما أكبر حاخامين في إسرائيل لأكبر طائفتين، يونا متزغر حاخام الإشكنازيم، وشلومو عمار حاخام السفارديم يعتبران الإجهاض  هو العقبة في وجه ظهور الماشيح، فهو يعرقل عودته من جديد:
[[شن الحاخامان يونا متزغر وهو رئيس الحاخامين الإشكنازيم ،والحاخام شلومو عمار رئيس الحاخامين السفارديم هجوما على الإجهاض واعتبرا الإجهاض أحد معوقات عودة الخلاص النهائي لليهود ، وقال يونا متزغر في مؤتمر للحاخامية الدينية :
إن قتل الأجنة في أرحام الأمهات محظور ، كما أن أكثر عمليات الإجهاض لا مبرر لها، فهي محرمة في الشريعة ، إن الحاخامية تسعى للحد منها .ووفق إحصائية الحاخامية العليا فإن هناك خمسين ألف حالة إجهاض تنفذ كل سنة في إسرائيل ، عشرين ألف حالة منها تعتبر شرعية ، أما الحالات الباقية فهي ليست شرعية ]] يدعوت 30/12/2009
 
 
 
 
 
ملف المرأة الطالبانية وملك الماشيح
ظهرتْ في طائفة الحارديم المتزمتين نظرياتٌ دينية خطيرة، تعتبر جرائم في حق البشرية، ولعل أبرزها محاولة بعض الحاخامين اختلاق تشريعات دينية جديدة في تربية الأبناء، ليس وفق الأصول المتبعة خلقيا ودينيا ووطنيا، بل بتربيتهم وفق نظريات إجرامية شاذة، تقوم على أساس الضرب والحرق والتعذيب منذ اليوم الأول لولادة الأطفال، لتخلصهم من الشرور والمفاسد .!
 نشرتْ صحيفتا هارتس ويديعوت أحرونوت يوم 7/4/2008 أكثر القصص رعبا، ليس في إسرائيل فقط، بل في العالم أجمع، على الرغم من أن الإعلام العربي والعالمي، والمواقع الصحفية المختصة بالترجمات عن الصحف العبرية، لم تنشرْ تفاصيلَ هذه القصة المرعبة، وهي القصة التي أسماها الإسرائيليون، قصة المرأة الطالبانية الولود ، وهي أمٌ لاثني عشر طفلا،  وهي ليست قصة فردية، بل إنها قصة تشير إلى أفعال طائفة حريدية شاذة، يقودها حاخام من التيار الديني الحريدي اسمه (إليور شن) ينتمي إلى طائفة دينية كثيرة العدد ،كما روتها صحيفة يديعوت أحرونوت وصحيفة هارتس:
[[اعتادت الأم أن تعذب أبناءها الثمانية بطرق شتى منها:
ضربهم بالمطارق الحديدية والسكاكين، وإرغامهم على أكل برازهم، وكانت تغلي الحجارة في الماء ثم تضعها فوق جلودهم،  وكانت تحرق جلودهم بالسخانات الكهربية ثم تصب الكحول على الحروق والجروح وتضع عليها أيضا زيت الترابنتين الحار ، وكانت تحشو أفواههم بنبات لاذع، ثم تغلق أفواههم بشريط لاصق وتحشوهم في حقائب ثلاثة أيام متواصلة ، وكانت أيضا تغطسهم في الماء الساخن، ثم الماء البارد ، وتكسر عظامهم ، وما يزال أصغر أطفالها يعاني من إصابة خطيرة في الدماغ .
كل ذلك لتخلصهم من الشرور كما تنص تعاليم الحاخام إليور شن ، ونشرت يديعوت صورا للمطارق والسكاكين والسخانات الكهربية. وتمكن الحاخام إليور شن البالغ من العمر 38 سنة من الهرب عقب نشر القصة، ويُعتَقد بأنه لجأ إلى كندا، وطالب مسؤولون إسرائيليون بتسليمه وإعادته إلى إسرائيل بتهمة المُحرِّض والموجه للمرأة ولاثنتين أخريين، اتهمتا بتعذيب الأبناء، وكان الحاخام  يطلب من أتباعه أن ينادوه ( ملك الماشيح) .
وكان يواظب على إعطاء دروس للعائلة، بعد أن طرد الأب من البيت  منذ أشهر عديدة.
وهناك عدد من أتباعه في إسرائيل  يعيشون في المجتمع الحريدي.]] يديعوت أحرونوت 7/4/2008 وهارتس يوم 8/4 /2008
القبض على الأم الطالبانية
ألقت الشرطة القبض على الأم الطالبانية  وأودعتها السجن، غير أنها ظلت صامته لا ترد على الأسئلة الموجهة لها أكثر من عام، لدرجة أن جيرانها المحيطين من أتباع الطائفة، أقنعوا أبناءها بأن يرسلوا رسالة للصليب الأحمر يطالبونهم بالسعي للإفراج عنها:
[[ناشد أطفال المرأة الطالبانية الصليب الأحمر للتدخل في تسهيل حياة أمهم المسجونة.وهم أطفالها الإثنا عشر سكان بيت شيمش ، وهي المتهمة بتعذيب ستة منهم ، وهي محتجزة في سجن النساء ( نيف تيرزا) .تقدمت الأم الطالبانية  بالتماس للمحكمة تشكو من ظروف سجنها ، وأنها تعيش في زنزانة ضيقة لا يدخلها الهواء تفوح منها رائحة العفونة، وهي مرغمة على غسل ملابسها.وهي ترفض أن يفحصها طبيب نفسي لخوفها من انتهاك الحشمة]] يدعوت 28/10/2009
إلقاء القبض على الحاخام المُحرّض
 أما المجرم الرئيس، وهو الحاخام إليور شن فقد أُلقي عليه القبض هاربا في البرازيل، وأعيد إلى إسرائيل، لا لأنه المُحرِّض الرئيس على هذه الجريمة فقط، بل لأنه قام بالتعذيب أيضا وضرب طفلا بالمطرقة على رأسه، وما يزال الطفل معاقا، فهو الذي غسل عقل هذه المرأة الحريدية، ونقلها من صورة الإنسان إلى صورة الحيوان المفترس.
[[الحاخام المزعوم (إليور نوعام شن)  الهارب إلى البرازيل سيُسلَّم إلى إسرائيل يوم 27 أكتوبر الحالي 2008 بطلب من القضاء ووزارة الخارجية،وهو متهم بتعذيب وإحراق الأطفال الصغار  لغرض تطهيرهم من الذنوب،هو وأتباعه متهمون باستخدام السكاكين والمطارق ومعدات أخرى لتعذيب الأطفال الذين يبلغون من العمر من ثلاث سنوات إلى خمس سنوات  في مستوطنات الضفة الغربية ، وهو متهم بالإساءة إلى ثمانية أطفال .وجرت عمليات تعذيب أخرى في مستوطنة بيتار عيليت أيضا، وقد ضرب الحاخام المزعوم طفلا بالمطرقة على رأسه وحرق يديه، وما يزال أحد الأطفال يعاني  من إعاقة عقلية.وستوجه له تهمة الإساءة للأطفال واستخدام القوة ضد قاصرين.واعتقل إليور شن في ساو باولو في البرازيل في يونيو 2008 بعد مطاردة دامت خمسة وأربعين يوما .ومن المتوقع أن يصادق الرئيس البرازيلي لويز دو سلفا على صفقة التسليم ]]هارتس 18/10/2009
وصول المجرم إليور شن إلى إسرائيل
[[وصل إليور شن مكبلا على متن طائرة إلى إسرائيل قادما من البرازيل ، وهو متهم بالإيعاز لأتباعه بتعذيب أبنائهم لتطهير أرواحهم ، وكان قد هرب في مارس 2008 إلى كندا، ثم البرازيل حيث اعتقل هناك، وُجهتْ إليه تهمة، إغراء الآباء بتعذيب الأبناء القاصرين وإساءة معاملتهم ، وحثهم على ارتكاب الجرائم]] يدعوت 29/10/2009
الحكم بسجن المرأة الطالبانية
[[حكمت المحكمة في القدس بسجن المرأة الطالبانية أربع سنوات، وكانت تخفي وجهها بثوبها ، وهي أم لاثني عشر طفلا ، ويشمل سجلها الإجرامي ممارسة 25 فعلا عدائيا ضد أطفالها ، وحكم على زوجها بالسجن ستة شهور،  بتهمة ممارسة عشرة أعمال عنف ضد الأطفال .وأعرب ابنها الأكبر عن عدم رغبته في الانتقام منهما ، وهو لا يرغب في رؤيتهما وهما يتعذبان ، فهو يشعر بأنه يتيم .وكانت الأم تضربهم بأسلاك الكهرباء وتعاقب ابنتها بقص شعرها، وتضرب ابنها بالحذاء الرياضي المحرم شرعا، وكانت تحبسهم فترات طويلة في المنزل القذر ، وتوقظهم بصب الماء عليهم ،واستمرت في تعذيبهم بهذه الطريقة سنوات عديدة.وقد غادر تسعة من أبنائها المنزل، ويعيش القاصرون مع أختهم الكبرى]] جورسلم 4/11/2009
اعتراف الطالبانية المجرمة
[[انهارت الأم المتهمة بتعذيب أطفالها واعترفت قائلة:
لقد ضللني سيء الصيت والسمعة إليور شن  وقال لي :أطفالي مرضى، ليست هناك كلمات تكفي لتبرير فداحة الألم، لسوء حظي قابلت هذا الشرير، الذي فعل كل تلك الأشياء لأطفالي، وهي لن تزول مدى الحياة، فأطفالي يعدون الأيام لعودتي، وطفلي الصغير الذي يرقد في المستشفى يحتاجني.وكانت المحكمة قد اتفقت مع محامي المرأة على صفقة تقضي المتهمة بموجبها خمس سنوات في السجن، إذا اعترفت بما فعله المحرض معذب الأطفال إليور شن ]]يدعوت 13/4/2010
قصة المرأة اليهودية التي جوَّعت طفلها لدرجة خطر الموت
هي أيضا قصةٌ أخرى ، اكتشفت بالصدفة.
 دخلت إحدى الأمهات لتراجع أحدَ مكاتب الشؤون الاجتماعية في القدس، وهي تحمل طفلا عمره ثلاث سنوات، وقد لاحظت إحدى الموظفات الطفلَ، كان في حالة مزرية، فاستدعت في السر الشرطة، وحين حضرتْ الشرطةُ النسائية المخصصة لهذه الحالات، اقتادت الأمَ ونقلت ابنها المصابَ بأنيميا التجويع إلى مستشفى هداسا عين كارم، بعد أن فُُصل عن أمه، وهنا انتفضتُ حركة عيدا حارديم الأصولية التي تنتمي إليها المرأة، وخرجوا إلى الشارع في مسيرات ومظاهرات لإطلاق سرح الأم المعتقلة، وهاجموا مكتب الشؤون الاجتماعية الذي أبلغ عن الحادثة،وها هو الكاتب في هارتس عكيفا إلدار يصف المشهد قائلا:
[[إن صمت معلمي التوراة ليس جديدا ، فمنذ عام مضي ، في قصة إسرائيل والتز ، قصة الرجل الحريدي الذي أدين بقتل طفله، ظل الزعماء صامتين، واتهموا العلمانيين ، لأن الأمهات اللاتي يجوّعن أطفالهن هن دائما – في أعراف الحاريديم- علمانيات.
وزير الداخلية إيلي يشاي من حزب شاس ، والحاخام الأكبر شلومو عمار مشغولان عن حادثة الأم التي تجوع طفلها، هما مشغولان هذه الأيام بتبرئة طالب المعهد الديني الذي أدين بالاعتداء ومحاولة قتل (المرأة الإثيوبية) التي تعمل محاسبة في موقف السيارات في القدس، لأنها طالبته بدفع أجرة الوقوف، فصدمها وهرب ، وهم  يقولون : إن هذا الطالب مرشح ليصبح قاضيا دينيا !
لقد تحول حاخامو الحاريديم إلى وسطاء بين السلطات المحلية ومكتب الشؤون الاجتماعية وأطباء مستشفى هداسا  !إن خسارة النظام الأخلاقي للسلطة ، وتآكل سلطة الحاخامين في مجتمعاتهم  تهدد الدولة.إن التسامح يُلغى حينما يصبح الأطفال في خطر]] هارتس 27/7/2009 من مقال لعكيفا إلدار
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
قصة اضطهاد الفتيات في مدرسة بيت يعقوب في عمانويل
سنغرس الروح الغربية(لا الشرقية) في نفوس السفارديم، ولن نتركهم يجرون الدولة للشرق . أبا إيبان
من المعلوم أن  هناك تمييزا صارخا بين أكبر طائفتين عرقيتين في المجتمع الإسرائيلي،وهما تشكلان النسبة المرتفعة من فُسيفساء المجتمع،فنسبة السفارديم تبلغ 35% من مجموع سكان إسرائيل، غير أن هذه العنصرية والعرقية قد وصلت إلى جذر البناء في إسرائيل ، إلى المدارس الابتدائية، حيث تختلط  الطالبات السفارديات بالإشكنازيات.
لم أكن أتصوَّر بأن العنصرية يمكن أن تؤدي إلى تقسيم مدرسةٍ ابتدائية إلى مدرستين، لا لأن المدرستين قد توسعتا، بل لأن المدرستين قد افترقتا عنصريا بسلك شائك يفصل بين التلميذات الشرقيات(السفارديات)، وبين الطالبات من أصول غربية( الإشكنازيات) في المدرسة نفسها، إلا بعد أن تابعتُ أحداث هذه القصة!
تقع مستوطنة عمانويل بالقرب من نابلس وسلفيت ، بالقرب من بلدة دير إستيا وهي مستوطنة تسكنها غالبية سفاردية فقيرة من أصول عربية، وهم من مؤيدي حركة شاس، وفيها أقلية إشكنازية حسيدية.
وقد لا حظ الإشكنازيم بأن اختلاط بناتهم مع زميلاتهن السفارديات، يؤدي إلى مشكلات دينية وأخلاقية، لذا قاموا بوضع سور داخل المدرسة وتقسيمها إلى مدرستين، واحدة للإشكنازيات، والأخرى للسفارديات.
أربع وسبعون طالبة من أصول إشكنازية، قرر أباؤهن الانفصال، ووضع سور شائك بينهن وبين بقية السفارديات حتى لا يختلطن بهن ، بالطبع فإن الطالبات الصغيرات لا يملكن آليات الفصل، فقد جرى الفصل بتخطيط مُسبَق من آباء الطالبات الإشكنازيات، وثارت ثائرة السفارديم وصحفييهم وحاخاميهم.
 فتح هذا الجرحَ النازف الكاتبُ في هارتس (غدعون ليفي) الذي غاص في لُب المشكلة، وشخَّص الواقع المرير الذي راحتْ ضحيته طالبات مدرسة بيت يعقوب في مستوطنة عمانويل قال:
[[إن قصة التمييز العرقي بين الإشكنازيم والسفارديم في مدرسة بيت يعقوب في الضفة الغربية في مستوطنة عمانويل هو أمر مخزٍٍٍ ولا شك ، فالمدرسة لا تقبل الطالبات السفارديات ، وهذا أمر مرعب]] هارتس 2/5/2010  من مقال غدعون ليفي.
                                       اغتاظ حاخامو السفارديم في المستوطنة ومنهم ابن الحاخام الأكبر السفاردي عوفاديا يوسيف  وهو الحاخام يعقوب يوسيف الذي قاد الحملة ضد هذا التمييز العنصري في مدرسة بيت يعقوب ، وعندما وصلت العنصرية إلى رقابهم صرخوا : إنها نازية في إسرائيل.
[[ قال الحاخام السفاردي في المستوطنة (غارشي):
"عندما بدأت النازية في ألمانيا 1933 كان الطلاب اليهود يجلسون في نهاية الفصول، وقلتُ لحاخام عمانويل الإشكنازي؛ انتم فعلتم أكثر، لأنكم طلبتم من الطالبات الإشكنازيات ألا يطرحن السلام على السفارديات، إن لابنتي صديقتين توأم إشكنازيتين من عائلة بورشتين،  اعتادتا زيارة بيتنا وأكل الشوربة والحلبة معنا، وكانتا تقضيان ساعات في منزلنا، وتستقبلان بحرارة وحب.وبعد أن وُضِعَ السور في المدرسة ليفصل بين السفارديات والإشكنازيات في المدرسة، أرادت ابنتي أن تحيي صديقتيها عبر السور، ولكنهما أشاحتا بوجهيهما عنها]] !يديعوت 26/6/2010  تحقيق آري غلهار
عندما ثار السفارديم أقدمت وزارة التعليم على إغلاق المدرسة كإجراء وقائي:
[[أغلقت مديرية التعليم مدرسة مؤقتة للطالبات الإشكنازيات ، بعد أن رفضت المدرسة إلحاق طالبات سفارديات فيها وقامت بالفصل .تقع المدرسة في مستوطنة عمانويل في الضفة الغربية ، وكانت المدرسة قد فصلت بين الطالبات الإشكنازيات البلغ عددهن 74 وبين الطالبات السفارديات بسور. أصدرت المحكمة العليا قرارا بإجبار المدرسة على دمج السفارديات فيها . وأخيرا فرضت الشرطة أمر الإغلاق على المدرسة]] يدعوت 15/3/2010
ونتيجة للثورة السفاردية، فقد أصدرت المحكمة العليا قرارا بالغرامة أيضا على المدرسة:
[[قررت المحكمة العليا تغريم مدرسة بيت يعقوب في مستوطنة عمانويل في الضفة الغربية بخمسة آلاف شيكل، عن كل يوم رفضت فيه المدرسة إدماج الطالبات السفارديات مع الإشكنازيات.
وكانت وزارة التربية قد أمرت المدرسة بإغلاق أبوابها، فقامت الطالبات الإشكنازيات وعددهن أربع وسبعون طالبة بمغادرة فصول المدرسة والدراسة في مدرسة أخرى مجاورة.
وقررت المحكمة استدعاء آباء الطالبات الإشكنازيات لسؤالهم عن موقفهم من قرار المحكمة ، ثم عن كيفية حصولهم على الأثاث وكيفية تعيين المدرسين الجدد للمدرسة الجديدة المقصورة على الإشكنازيات فقط.ورفضت المدرسة إقحام آباء الطالبات في الأمر]]هارتس 7/4/2010
مظاهرة الإشكنازيم ضد المحكمة
انتفض الإشكنازيم ضد المحكمة العليا، وقرروا خوض مظاهرة ضد قرارها في ساحة المحكمة نفسها، لمنعها من إصدار حكم على  الآباء الإشكنازيم العنصريين:
[[تجمع عدد كبير من الإشكنازيم في المحكمة العليا، وشرعوا في الصراخ والاحتجاج على قرار المحكمة التي منعتْ التمييز في فصول مدرسة عمانويل بين الإشكنازيات والسفارديات، وكان القرار القضائي يلزم أولياء أمور السفارديات بإعادة بناتهم للمدرسة، وإلا سيتعرضون للسجن.وقال بعض الحارديم المحتجين في المحكمة: إن القرار يجب أن يكون من اختصاص المحكمة الحاخامية]] هارتس 16/6/2010
فرضت المحكمة أخير حكمها بسجن آباء الطالبات الإشكنازيات الرافضين لأن تجلس بناتُهم مع السفارديات في مدرسة بيت يعقوب:
[[طالب وزيرُ الشؤون الدينية يعقوب مارغي من حزب شاس جماهيرَ السفارديم ألا يشاركوا في المظاهرات التي ينوي الإشكنازيم تنظيمها هذا اليوم، احتجاجا على قرار المحكمة بحبس أولياء أمور الطالبات اللاتي رفضن الدراسة مع السفارديات في مدرسة بيت يعقوب في مستوطنة عمانويل في الضفة الغربية.
وسيرافق المتظاهرون الآباءَ المحكوم عليهم بالسجن.وكانت المحكمة قد طالبت أولياء الأمور بكتابة تعهد بإرجاع بناتهم الرافضات للدراسة مع السفارديات وإلا فإنهم سوف يتعرضون للسجن مدة أسبوعين.
وكانت الشكوى قد قدمت للمحكمة من يوآف لاليوم من مؤسسة نوعر ، ومن عميد مدرسة شعاري شفاتا عوفيد هاكوهن .ضاعفت الشرطة حمايتها للقضاة، وحذرت من انتشار المظاهرات.
التقى رئيس شاس السابق أريه درعي الحاخام بيرزوفسكي، وهو حاخام الآباء المحكوم عليهم بالسجن ، وللحاخام ابنة تدرس في المدرسة نفسها، من أجل التوسط لحل النزاع]] يدعوت 17/6/2010
وأخيرا من المنتصر؟
[[قالت جمعية نوعار غير الربحية:
إن قرار الحكومة بالموافقة على إنشاء مدرسة حريدية للطالبات الإشكنازيات في عمانويل، يعتبر ترسيخا للغيتو الديني، الذي يعفي المدرسة من الالتزام بشروط الوزارة، كما أن التماس أولياء الأمور لا يتلاءم مع شروط وزارة التعليم، فعدد الطالبات قليل، كما أن قرار الوزارة يُبطل قرار المحكمة بشأن مدرسة عمانويل، مما يعزز الفصل العنصري، ويُديم كره الآباء للنظام القضائي]]يدعوت 6/9/2010
تلخيص صحيفة هارتس لنتائج هذه المعركة
[[بعد الاتفاق بين حاخام شاس عوفاديا يوسيف وحاخام طائفة سلومن الحسيدية بإطلاق صراح آباء طالبات مدرسة بيت يعقوب في مستوطنة عمانويل ليدرسن ثلاثة أيام سويا قبل الإجازة ، ماذا عن بقية العام؟
إن ما حدث هو انتصار للحاخامين على المحكمة العليا، وانتصار للقانون الديني على قانون دولة إسرائيل]] هارتس 30/6/2010  رأي الصحيفة
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المستعربون وقمع الفلسطينيات
ظهر ملفٌ خطيرٌ آخر في الصحافة الإسرائيلية ثم اختفى، وهو لا يشير إلى موضوع الكتاب حول قمع وامتهان المرأة اليهودية، ولكنه يشير إلى قمع المرأة الفلسطينية والتغرير بها، لأن كل النساء غير اليهوديات، وفق تعبير التلمود هن [ في منزلة البهائم].
إنها قضية الجواسيس اليهود المستعربين، ممن زرعتهم إسرائيل في خمسينيات القرن الماضي في المناطق الفلسطينية، لكي يقوموا بعملية تسهيل دخول الجيش الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية، بعد تدريبهم سنوات طويلة، فغيروا أسماءهم وبطاقات هوياتهم ، وأسكنوهم وسط الفلسطينيين، ليقوموا بدور الجواسيس، ووُظفوهم لإرسال المعلومات والتقارير.
هذه الوحدة التي كشف النقاب عنها الصحفي عمير ربابورت في صحيفة الجيش، ستظل لغزا محيرا في عدد المستعربين وآليات عملهم، ظاهرة المستعربين تستحق التكثيف،  لأنها تضاف إلى ملف الانتهاكات، التي قامت بها إسرائيل في حق النظام الأسري الفلسطيني، وفي هذا الملف الخطير انتهاك صريح لحقوق الإنسان، حيث ينتحل الجواسيس الإسرائيليون شخصيات فلسطينية مسلمة ومسيحية، ليتزوجوا من فتياتٍِ فلسطينيات يجهلن حقيقتهم، إن هذا التغرير ليس تغريرا فرديا ،قام به أشخاصٌ أو حتى جماعاتٌ، بل كان ضمن سياسة الدولة، وهو ملفٌ استخباري خطير.
 هذا الملف أيضا، يُكذَب ادعاءات إسرائيل بأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، ومما جاء في التحقيق الذي أعده الصحفي في يديعوت، عكيفا نوفك:
 [[نشر الصحفي عمير ربابورت في صحيفةٍ للجيش قصة عملاء الشين بيت من وحدة ( المستعربين)الذين زُرعوا في القرى والمدن الفلسطينية، منذ الخمسينيات في القرن الماضي، ثم تزوجوا نساء عربيات وأنجبوا أطفالا!
 شُكلت وحدة المستعربين عام 1952 لهدف مساعدة الجيش الإسرائيلي في وقت الحرب داخل القرى والمدن الفلسطينية، وكان رئيس المجموعة (شموئيل موريه) وهو يهودي عراقي، يملك خبرة في تهريب اليهود إلى إسرائيل.
جَنَّد موريه عشرة من يهود العراق، وبعد أن تفككتْ الوحدة بعد سنوات، تزوجوا بعربيات من المدن العربية التي يعيشون فيها.
وكان هؤلاء المستعربون يقضون عاما كاملا في التدُّرب على حياة الفلسطينيين، وتعلُّم القرآن والأساليب التكنولوجية للجوسسة في قاعدة سرية بالقرب من الرملة، بأسماء وهويات جديدة، وبعد انتهاء التدريب أُرسلوا إلى المدن والقرى الفلسطينية كلاجئين فلسطينيين بعد حرب 1948 ، مع إبقاء أسمائهم الأصلية وعائلاتهم الحقيقية طي الكتمان، وحرموا من متابعة أخبار أسرهم الحقيقية .
 وعندما تزوجوا من فلسطينيات، ظنَّ مسؤول الشين بيت بأن هدفهم من الزواج كان إنجاح مهمتهم.
 قال موريه: " كان من الصعب إبقاؤهم بلا زواج"قال أخو أحدهم مائير كوهن وهو اسم مستعار:
" كان يحضر مندوبٌ من الشين بيت في آخر الشهر ليسلمهم أجورهم، بدون أن يعطيهم معلومات عن أسرهم الحقيقية، صدمتُ عندما كشف لي أخي مائير هذا الأمر"!
قصة المستعرب مائير
أُُرسِل مائير لمدينة يافا وعمل فيها مدرسا، وهناك التقى بشابة فلسطينية مسيحية جميلة ، فوقع في حبها ، وكانت تدرس في مدرسة دينية لتصبح راهبة ، وقدَّم نفسه لها كمسلم، وتزوجها وأنجب منها أطفالا.
 وبمرور الوقت بعد تفكيك وحدة المستعربين في الشين بيت، كان لا بد من إرجاعهم لبيوتهم الحقيقية، عندئذٍ واجه مائير الصدمة المأساوية . فلم يكن أمام المستعرب(مائير) سوى أن يبلغ زوجته بالحقيقة في سفارة إسرائيل في  باريس، ويطلب منها اعتناق اليهودية، ويُربِّي الأولاد كيهود، وأن تعيش في الوسط اليهودي.
وأدركت ليلى( اسم مستعار) بأنها خُدعت ، وخضعت لعلاج نفسي بضعة شهور، وبعد شفائها، خيَّرها زوجها بين قبوله كزوج ، أو تركه لتعيش في أية دولة عربية ترغب فيها، وجرى إحضار ثلاثة حاخامين ، منهم كبير الحاخامين شلومو غورين لتهويد المرأة باعتبار ما مرَّت به من ظروف، وأفتى الحاخامون بأن أطفالهم يهودٌ، بدون أن يخضعوا لإجراءات التهويد المعتادة.وبدأت المشكلات في البروز بعد عودتهما.قال بألم:
" حاولنا ترميم ما جرى، ولكننا لم ننجح نجاحا كاملا، فقد عانى الأطفال من صدمة في طفولتهم، وحاولوا الشفاء من الماضي الأليم ، ولكنهم لم يُفلحوا، فقلة منهم نجحوا في حياتهم، أما الباقون فظلوا أسرى الصدمة ، وهم يعانون منها إلى اليوم]] يديعوت 21/2/2011  تحقيق عكيفا نوفك
فائدة:
" سامي المعلم، أو سامي موريه، أو سامي إبراهيم، أو باسمه العبري الحقيقي شموئيل موريه ، مسؤول وحدة المستعربين السابقة، هو اليوم رئيس قسم اللغة العربية في الجامعة العبرية، ولد عام 1932 في العراق، وهو حاصل على الدكتوراه من لندن في الأدب العربي، وهو شاعر وباحث في المسرح أيضا، وكل ملفاته بأسمائه الأربعة السابقة  تخلو بالطبع من القصة الخطيرة السابقة، وهي قصة تأسيسه لوحدة المستعربين، في خمسينيات القرن الماضي في مدينة الرملة، مع العلم أن دارسي اللغة العربية أيضا ممن لم يطلعوا على ملفه الخاص بالمستعربين يعتبرونه من أعظم شعراء العراق اليهود في العالم، ويقدرون جهوده الأدبية والإبداعية."
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
ملخص سيرة ذاتية  للكاتب توفيق أبو شومر

 
ولد في فلسطين عام 1947
هُجّر إلى غزة عام 1948 ، ودرس في مدارس غزة .
التحق بجامعة القاهرة قسم اللغة العربية بكلية الآداب 1963.
حصل على شهادة الليسانس في الآداب في دورة يونيو 1967 ، ولم يتمكن من العودة إلى غزة حيث يعيش الأهل.
عمل في الجزائر وليبيا والسعودية  صحفيا ومدرسا وموجها تربويا
تولى في الجزائر الإشراف على تطوير المناهج التربوية لتدريس مادة اللغة العربية من عام 1968- إلى عام 1973 .
كتب في الصحف الجزائرية  الشعب وآمال الأدبية والمجاهد ، بشكل دائم ، وعمل محررا أدبيا في صحيفة الشعب وآمال الجزائريتين
كتب في صحيفة اليمامة والجزيرة السعودية زوايا تربوية متعددة .
عاد إلى غزة في إطار جمع شمل العائلات عام 1990 .
عمل منسقا لطاقم الثقافة والفنون عن قطاع  غزة وكان يتبع بيت الشرق بالقدس برئاسة د. فيصل الحسيني عام 1993 .
عمل سكرتير تحرير جريدة الشروق الغزية عام 1992 ، وكان كاتبا دائما في مجلة البيادر السياسي ومجلة البيارق والمنار والقدس. 
عمل في وزارة الإعلام الفلسطينية منذ تأسيسها مسؤولا عن المطبوعات والنشر، وشارك في إعداد اللوائح والقوانين ، ومواثيق الشرف الصحفية  .
عمل مستشارا إعلاميا وثقافيا للتوجيه السياسي والوطني .
باحث متخصص في الشؤون الإسرائيلية.
كتب في كل الصحف الفلسطينية الصادرة : الأيام والحياة الجديدة والقدس.
شارك في دورات إعلامية عديدة أبرزها دورة متقدمة في الإدارة الصحفية في إذاعة دوتشي فيلا في كولن بألمانيا ، ودورة إعلامية في الهيئة المصرية العامة للاستعلامات .
له العديد من الدراسات غير المنشورة عن التربية والإعلام.
عضو مؤسس في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، ومستشار لمراكز صحفية وإعلامية.
عمل محاضرا في جامعة فلسطين قسم الإعلام .
أصدر الكتب المطبوعة التالية :
(هدير وعناكب ) رواية  1990.
 (التخريب المنظم للتعليم) دراسة تربوية  تحليلية عملية لواقع التعليم في ظل الاحتلال الإسرائيلي  1992.
 (أنابيش) سلسلة مقالات ساخرة  1994 الجزء الأول  .
(مختارات من مختاراتي)  الجزء الأول ، وهو مختارات ثقافية من أكثر من مائة كتاب   " طُبع ثلاث طبعات. الأولى 1996.
الصحافة في وكالات الأنباء لجون كورد واين .. مراجعة الترجمة والتدقيق 2001
( الصراع في إسرائيل) دراسة في فسيفساء المجتمع الإسرائيلي  ، الطبقية والحزبية والعرقية . طُبع ثلاث طبعات ، الأولى 2006
رواية (الصبي والبحر)  الجزء الأول من ثلاثية جنون الجذور 2007.
رواية (بشير وعاموس) الجزء الثاني من ثلاثية جنون الجذور  2009 .
متزوج وله ابنان ( ريم وهاني)
انتهى الكتاب
 



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة