لا قيود وضوابط للتحرشات الجنسيه تجاه النساء

سناء بدري

2015 / 2 / 19

مما لا شك فيه انه لا ضوابط ولا قيود على الرجال لابتعادهم عن التحرش بالمرأه اينما كان.
فالنساء تتعرض للتحرشات الجنسيه حتى في بيوتها الامانه واكثر ما يقوم بهذه التحرشات والمضيقات هم من الاقرباء والمعارف.
فكم من امرأه او فتاه تعرضت الى التحرش وصولا الى الاغتصاب داخل الاسره وكم من النساء الذين قتلوا بسب ذلك فمجتمعاتنا تحاسب الضحيه لا الجلاد.
ان معظم مرتكبي جرائم الشرف او غسل العار هكذا تسمى يقوم بها المتحرشين والمغتصبين انفسهم درئ واخفاء لجرائمهم التي هم انفسهم اقترفوها.
ان ظاهرة ازدياد التحرشات الجنسيه بالنساء والاطفال اخذة بالارتفاع وهناك زياده ملحوظه على هذه الظاهره في المناطق الاكثر فقرا بالاضافه الى مناطق التوترات والنزاعات والتي يغيب عنها الامن..
فاذا اخذنا على سبييل المثال المجتمع المصري فان الزياده في نسبة التحرشات لها عدة اسباب .منها غياب الامن والامان نتيجة الاوضاع السياسيه والثورات و الصراع بين القوى....ونتيجة ذلك كانت المرأه حاضره بقوه وهي الحلقه الاضعف فالتحرشات والاغتصاب جاءت لكسر شوكتها وارهابها واذلالها حتى لا تستطيع المشاركه في التحول والتغير السياسي.
كما وان البطاله والتهميش والغلاء والحرمان كانت من اسباب الزياده في نسبة التحرشات فغلاء المهور وعدم القدره على الزواج واعالة اسره كانت ايضا من الاسباب.
يجب ان لا ننسى التربيه والاخلاق والكبت وعدم الاختلاط والنظره الدونيه للمرأه و الاهم الشهوه والغرائز المكبوته لدى الرجال .
و اذا انتقلنا الى المغرب فان هناك ايضا زياده بالتحرشات ليس فقط بالمرأه لا بل بالاطفال من كلا الطرفين ذكورا واناثا.فنتيجة الفقر هناك الاف من الفتيات الذين يعملون خدم في البيوت يتعرضون للتحرشات والاغتصاب وهذا ناتج عن فقر العائلات
وجهل وشجع الكثير من الاباء .
ان تقرير الامم المتحده تشير بقلق الى ارتفاع وتيرة الانتهاكات والتحرشات للاطفال خاصة في المغرب وتدهور قيم الاخلاق والتربيه ومع ذلك لا حلول من قبل الحكومه.
لكن عند الحديث عن التحرش الجنسي بشكل عام فهو موجود في كل المجتمعات ولا يمكن الادعاء بان الغرب يعاني اكثر من مجتمعاتنا لان الحقائق والنسب على ارض الواقع تشير ان مجتمعاتنا تعاني اكثر من ذلك.كما وان الادعاء بان المجتمعات المحافظه مثل السعوديه مثلا لا تعاني منه فهذا مجرد هراء وكذب اذا ان الاحصائيات تشير ايضا الى ارتفاع النسب.فرغم سماح الحكومه والدين للرجال بالزواج باربع نساء ومع ذلك لم يؤدي الى الاقلال من ظاهرة التحرش التي انعكست في الكثير من الحالات على ازدياد الطلاق هناك.
فالرجال رغم ان الكثيرين منهم مزواجين الا ان التحرش من طباعهم والذي من نتائجه ارتفاع حالات الطلاق والهجر والخلع.
ان ما تتعرض له اليوم المرأه السوريه اللاجئه والنازحه في لبنان والاردن وتركيا ومصر والعراق نتيجة غياب رب الاسره الاب او الزوج او الاخ من مضايقات وتحرشات واغتصاب يحتاج الى كتابة مقاله خاصه اكثر تفصيلا والتي حتى ان كتبت لن تخفف المعاناه والام والاذلال والمهانه للنساء ولن تقدم جديد .
فلا تسليط الضوء ولا الاسهاب بالشرح ولا الوقائع سوف تحل مشاكل العجز والتخاذل والاهمال والتهميش لهؤلاء النساء.
فلا السعوديه ولا قطر ولا تركيا وهم من مشعلي حرائق الثوره السوريه قدموا المعونات والدعم والاموال لهؤلاء النساء لدرء اخطار الفقر والجوع والتحرش والاغتصاب.
في تركيا هناك تنديد واستنكار من لجان المرأه والمجتمع لحرق وقتل طالبه جامعيه هذا الاسبوع من قبل سائق حافله استفرد بالشابه عندما بقيت اخر الركاب فتحرش بها واغتصبها ومن ثم قتلها وحرقها بمساعدة والده وصديقه.
في اسرائيل جمدت وظيفة قائد شرطه برتبة جينرال للتحقيق بتهم تحرش بزميلات شرطيات. والمعطيات تشير انه سوف يحاكم ويسجن فلا مناص.
ان التحرش الجنسي ليس مقتصرا على دول ومجتمعات لكن الفرق هو بين من يعلن ويفضح اكبر مسؤول في الدوله وبين من يتستر ولا يجرء على محاسبة مسؤول او احد اقاربه او او.
الفرق بين امرأه شجاعه ولا تخاف وبين من تخاف من الفضيحه.
الفرق بين دوله فيها قوانين رادعه بحق المتحرشين وبين دوله تتستر ولا قوانين رادعه.
الفرق بين مجتمع واعي ومتحضر ويعلم بأن المرأه هي الضحيه ويناصرها ويحكم لصالحهاوبين مجتمع متخلف ومغيب ويعتبر ان المرأه هي السبب ولا يناصرها او يساوي بينها وبين جلادها او ينصفه.
الفرق بين دوله تطبق قوانين حقوق الانسان والمرأه وبين دوله تطبق شرائع الدين والعادات والتي تنصف الرجل على المرأه في اغلب الحالات.
بعيدا عن السياسه واقرب الى حقوق المرأه رئيس سابق لدولة اسرائيل يقضي عقوبة سجن 7 سنوات بسب التحرش.
وملك السعوديه الابن الخامس والعشرين من ابناء الملك السبعين متزوج من عشرات النساء وعشرات الابناء وعشرات التحرشات, ومع ذلك متى كانت اخر مره سمعنا عن محاكمة ملك او رئيس دوله او وزير او مسؤول مهم او مش مهم بسب تورطه في تحرش جنسي.
اريد فقط مثال من اي دولة عربيه حكمت على مسؤول بشكل رادع على تحرشه.
اتفهم ان عدم تبليغ المرأه عن المتحرشين بسب الخجل والعيب والفضيحه وعلمها بعدم محاسبة الجناه بسب غياب القوانين لكن هذا لن يحل المشكله بل يفاقم حالات التحرش فالاجدر ان تدافع المرأه عن انتهاك انوثتها وكينونتها ووجودها.لذا وجود جمعيات واطر ولجان نسائيه تتصدر واجب الدفاع عن الضحايا يكون له وقع وصدى اكبر.
ختاما ان التحرش هو اي لفظ او لمس او عنف جسدي تجاه النساء والاطفال وهو ممارسات اصبحت شبه يوميه في مجتمعاتنا و مثل هذه التصرفات في العالم المتحضر تعتبر جرائم يحاسب عليها القانون. لذا يجب ان نسعى في اوطاننا للحث على ايجاد مثل هذه القوانين



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة