إبنتي ليست أسيرة.. إنّها أميرة

مريم ياغي
mariam_yaghi@hotmail.com

2015 / 7 / 4

سأخبر ابنتي أنها خُلقت لتكون أميرة... وسأحذّرها من التسليم بقدرٍ فُرضَ عليها إستبداداً، وسوف أُعلِّمها كيف تفصل بين الواجب والعرف، وأُعلِمها أنّ حقّها فوق أي إعتبار. لا تكوني يا أميرتي لغير الحق أسيرة:
عرفٌ يا ابنتي أن تكوني صامتة ليُعجب الكبار، وواجبٌ أن تنصتي، وحقٌّ أن تتكلمي وتخالفي وتحسني الحوار.
عرفٌ يا ابنتي أن تقولي "حاضر"، وحقٌ أن لا توافقي على ما لا يخالف قناعاتك فتضطري لمخالفته. الصدق يا أميرتي هو الأصل، فدعكِ من ترقيع وتجميل الفعل.
عرفٌ يا مدلّلتي "قطع رأس القطّة" وكسرُ الجناح، فكوني منِّي وامتطي الموقف بقوّة واجعلي التمرّد سلاح...
عرفٌ يا "أنا في أنتِ" نعتكِ بالضلع القاصر، وواجبٌ أن تذكّر نجاحاتك بكلّ ما أنجزنه القاصرات من قبلك وقبلهم...
العرف ظالمٌ يا طفلتي، سيجبرونك على التسليم بأن التنظيف والتوضيب من واجبك لأنك أنثى، وسأعلّمك أن تنهضي لتقولي أنّ زمن العبودية قد إنتهى...
عرفٌ أن يا ابنتي أن تحتكري مفهوم العيب، والواجب أن تحتكمي لمفهوم الحلال والحرام الذي لا يعرف الإحتكار الجنسي.
عرفٌ يا أملي أن تفقد الأنثى الأمل بين أمة الجهل، وواجبٌ أن تنثري بإيمانك بذور الأمل بالإرادة والعمل...
غايةُ المستسلِمات يا طفلتي، بحسب العرف، "كسر الشر"، والوسيلة الغبيّة هي الخنوع. وأنا لا أريدك أن تؤمني بمبدأ "الغاية تبرر الوسيلة"، ستحددي الغاية الأسمى وترسمي الوسيلة الأنسب، والأهم من هذا كله أنك ستتعلّمي كيف تقطعي سبيل يدٍ تبيّت لكِ الشّر.

محظوظة أنتِ يا صندوق آمالي، سأعلّمك أشياءَ تمنّيتُ لو تتجرّأ أمّي على الإطلاع عليها أو حتى الإعتراف بجهلها، ولو تمتمةً مع ضميرها القابع في سراديب العرف البائد...



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة