التكسي والجريمة

ايمان محمد
batol.ahmed15@gmail.com

2016 / 2 / 20

التكسي والجريمة
انا عبد الله عملت سائق تكسي لخمس وعشرين عاما من حياتي ومرت بي الكثير من المواقف في هذه المهنة و لكن الموقف الذي سأرويه لكم مؤلما جدا ...
ذات يوم استئجرني شابين ومعهما امرأة مسنة كانوا يريدون زيارة مرقد احد الاولياء وفي الطريق علمت ان السيدة هي ام هذين الرجلين وانهما يريدان ان يتركا والدتهما عند المزار لساعة يقضيان بها مصلحة لهما قريبة على المزار ثم يعودان الى والدتهم ..وكان بعد المزار عن المكان الذي استئجراني قرابة مسافة ساعتين او اكثر بقليل ..بعد ان وصلنا المزار دخلوا الثلاثة الى هناك وبقيت انتظرهم خارجا وبعد دقائق خرج الرجلان وصعدا في سيارتي مرة اخرى ..فسألتهما اين تريدان ان تذهبا الآن ففاجئني احدهما قائلا عد بنا من حيث انطلقنا فإندهشت وسألته عن فوري وماذا عن الحجية فأجاب الآخر لا شأن لك هيا انطلق فإنطلقت والشك والريبة يملآن فكري وخاطري حتى اعدتهما من حيث اتينا واخذت اجرتي وقررت العودة لبيتي ولكن خاطري لم يهدأ من الشك في امر الرجلين فقد تركا امهما في المزار والدنيا اوشكت على الغروب و و ظلت الافكار تصول وتجول حتى استدرت وعددت ادراجي الى المزار وحين وصلت دخلت فوجدت السيدة جالسة في احد زوايا الفناء فأخبرتها ان ولديها لن يعودا على ما يبدو فقد طلبا مني اعادتهم الى حيث استئجراني اول مرة لكن المرأة لم تصدقني فلم ازل الح عليها حتى غضبت مني ورفعت نعلها علي قائلة اذا لم تذهب فساصرخ واقول انك تريد اختطافي فتركتها وقلت في نفسي انني فعلت ما علي ولست مسؤولا بعد ذلك، عدت متأخرا لبيتي وقصصت ما جرى لزوجتي وبقيت لوقت متأخر من الليل افكر في الامر حتى غلبني النعاس وحين اصبح الصباح اسرعت بسيارتي وذهبت الى المزار فوجدت اناس هناك يتحدثون عن امرأة عجوز على ما يبدو ضالة قد وجدوا جثتها مهمشة من الكلاب المسعورة في المنطقة وان الشرطة قد اخذوا جثتها للطب العدلي وهذه الحادثة لا انساها ما حييت رغم مضي عشرون عاما عليها.
النهاية



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة