يظل القيد ارجواني -الطاعة اولا

شذى احمد
schataly@gmail.com

2016 / 9 / 6

لم يمضي وقت طويل حتى وصلت الشرطة انقضت على غرفتها في بيت اللاجئين كانها تبحث عن زعيم مافيا خطير.. صعق الاطفال. تجمدت الدماء في عروقهم جميعا.. لم يفهموا كلمة واحدة من الاوامر ..الوعيد والتهديد من تلك الملامح القاسية التي راحت ترتعد بسببها كل فرائضهم

لم تعرف ما تفعل . لا احد يترجم وهم لا يجيدون الحديث بلغة البلد .في جعبتهم جمل من عدة دول اوربية مروا بها . مكثوا في كل منها وقتا كافيا فتعلموا بعض العبارات تمكنهم من التفاهم بها. لكن لا لغة منها تنفع الان. حتى الانكليزية التي اضاعوها بين كومة اللغات المتعددة كانت شبه غائبة عن الحدث

لذا ظلوا في المشهد كمن سقط في كمين محكم. لا يعرفون شيء. لا يقوون على ايتان اي حركة. فارتأى ضابط الشرطة انهاء هذا الكابوس المرعب باخذ الزوج . سار كالحمل الوديع معهم. كانه لم يكن قبل ساعات بركان يستشيط حمما من الغضب!!!. اما هي فظلت على حالها تمثال من شمع بعينين تجولان فيما حولها بصمت

من يومها صار كل موظفي النزل معارفها. فهي لا تترك دعوة احد الا وسارع الاخر في طلبها. هذا يسلمها التالي ليتم فصلا جديدا من الطلبات بل التحقيقات

صارت تباشير الصباح. تخنقها . فهي لا تعني الا المزيد من الألم. الوساوس .الكوابيس. .. كل ما يمكنها التفكير به من المصائب

لا تعرف اين ذهبوا به. لا تعرف اين تسأل عنه.. ما العمل؟ . لكنها عرفت انهم قرروا ابعاده عنهم تماما. هنا للجهات الحكومية الحق في الفصل بين الازواج وابنائهم اذا ما وجدوا ضرورة لذلك

سمعت من المترجمة التي انتدبت لقضيتها مؤخرا. تفاصيل الاجراءات التي ستتخذ ضد زوجها. ولان المترجمة تعاطفت معها فقد مررت لها بعض النصائح والتحذيرات عما عليها قوله وما عليها تجنب قوله حتى لا يكلفها الكثير، في مقدمة ذلك ستكون خسارتها لأولادها

جاء للتحقيق معها اناس بعناوين ومسميات مختلفة. استمرت بعض جلسات التحقيق بعض المرات ساعات. كانوا يرقبون كل حركة وسكنة منها
لكنهم جميعا جاءوا لسبب واحد .. هل تريد العودة لزوجها بعد النزاع وتهديده لها بالسلاح؟
قالت : لا . بارتياب اذعنوا لأقوالها. لكن الامور لم تنته عند هذا الحد. اخذوها والصغار الى نزل اخر خارج المدينة كي لا يتمكن بدوره من اللحاق بها ومعرفة طريقها. كم مرة تساءلت فيها. لما يعاملوهم كانهم من مفجري برجي نيويورك!!؟. لما كل هذه الاجراءات المشددة . عديد الموظفين . اوراق . اجتماعات . لقاءات . مواعيد. جلسات. .. لما كل هذا؟

لكنها لم تصل الى نتيجة، قيل لها القانون هنا هكذا .. الاولاد لا يعودون للاسرة بل للمجتمع . واذا ما تبين للدولة ان حياتهم بخطر فيعني ذلك حمايتهم من اسرهم.واخذهم بعيدا عنهم على اعتبار الاهل عندها هم مصدر الخطر

اولادكم ليسوا لكم. هم ملك الدولة. يأخذونهم من احضان الأم حتى لو كانوا بسن صغيرة. لم تكن لتستوعب كل هذا دفعة واحدة. فلطالما تشاجر زوجان من اهلها واقاربها في صغرها وصباها بل حتى وقت قريب ،،ثم عادا وتصالحا وانتهى الامر

ربما تبعد الدولة الابوين او احدهما عندما يتم اثبات عدم اهليتهم العقلية والبدنية لرعاية الاطفال . لكنها الان معرضة لفقدانهم بسبب ثورة غضب من زوجها لم تؤتي هي اي فعل يسيء لأي من اطفالها
لكن القانون والتعليمات جاءت حازمة

وهي في اطراف مدينة اخرى وحيدة ..منزوعة السلاح من كل حماية وسند.مهددة بخسارة صغارها ورأسها يعبئ كل يوم بحكايات عن اطفال تم انتزاعهم من ذويهم .واعطائهم لاخرين كي يتم تنشئتهم كما تريد الدولة ووفق قوانينها

لكنها لا تملك من هذه الدولة حتى ورقة اثبات اقامتها. لم تعطى حتى حق اللجوء. لا وظيفة بيدها. لا سكن . لا مساعد. جاءت مع صغارها، لكنها مهددة بخسارة كل شيء دفعة واحدة

معقول. هل هذا ضرب من الجنون. ضرب من العبودية ربما

تتعدد وجوهها لكنها تبقى قيودا ارجوانية اما بنزيف الدم الراعش من ضحاياها. ام بنزيف القلوب التي ادمتها قهرا وامتهانا

ولم تنتهي الى هنا الحكاية
بالضبط لم تنتهي الى هذا الحد

طابت اوقات حريتكم ، دعوها تزهو بين احداقكم. كل الوقت وبالاخص حتى نلتقي



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة