النسوية والتعري ..

منال حميد غانم
MANAL.HAMEED95@GMAIL.COM

2017 / 7 / 24

النسوية هي مجموع كل الحركات في العالم التي أخذت على عاتقها المطالبة بحقوق النساء على اختلافهن مذهبيا أو عرقيا أو دينيا وتبني تلك الحقوق أما التعري لغة فهو تجريد الجسد عن كل ما يستره . الشابة خلود السعودية التي أثارت الرأي العام السعودي خاصة والإسلامي عامة هي ما حدا بالمغردات على موقع التواصل الاجتماعي( تويتر ) الأكثر استعمالا في السعودية على إطلاق حملة لتعرية السيقان ردا ضمنيا على تصرفات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السيئة الصيت عندما قامت باعتقال خلود لا لشيء فقط لأنها ظهرت بفديو لها على الحساب الخاص بها وهي تتجول في شوارع جدة القديمة مرتدية تنورة قصيرة . هذه الحالة أثارت الرأي العام داخل المجتمع السعودي وداخل المجتمع الإسلامي ومنه العراق فالبعض احتج على سلوك التعري كطريق ليس لنصرة تلك الفتاة وإنما فقط لغرض التعري وإظهار الجسد المكبوت ليس إلا أما البعض الآخر فيرى فيها طريقة من طرق التعبير عن الرأي التي كفلتها المواثيق الدولية . الحقيقة أن التعري كوسيلة للرفض ليست جديدة بالمطلق حيث استخدمت اول مرة في نهاية القرن ال 19 في روسيا من قبل طائفة ال Doukhoborالمسيحية للمطالبة بحقوقها وكذلك استخدمت ومن قبل عدة شعوب ومن قبل عدة منظمات كتعبير عن الرفض مثالها ماحدث في امريكا عندما أرادت شن الحرب على العراق وكانت مسيرة تحوي نساءا ورجال عراة أما في أفريقيا فمعروف ومشروع هذا الطريق لأنهم يرون بالمرأة هي الكائن الذي يبث الحياة وبأمكانه أن يسلبها ولذلك برأيهم إذا تعرت المرأة يعني سوف تحل اللعنة والنساء في أوغندا تستخدمها كثيرا واستخدمتها عام 2012 و2015 احتجاجا على الحكومة التي أرادت تحويل أراضيهم إلى مزارع لقصب السكر وكذلك يعتبر هذا الطريق هو الطريق الرسمي بالرفض لمنظمة فيمن الاوكرانية عند سن قوانين فيها تمييز ضد النساء أو مصادرة لحقوقهن وكذلك الطريق الرسمي بالرفض للمنظمات الداعمة لحقوق الحيوان حيث تظهر النسوة عاريات الصدور ومكتوب عليهن "أفضل أن أبقى عارية بدل من لبس الفراء". قد يتصور البعض بأنه طريق لا أخلاقي ولا يتناسب مع قيم المجتمع لكن الحقيقية هي عدم وجود طريقة ممكنة من طرق التعبير المعروفة لمدافعة النساء عن حقوقها وبنفس الوقت قادرة تلك الطريقة ان تلفت انتباه الحكومة وتسمعها هي مادفعت تلك النسوة لسلوك ذلك الطريق من الرفض مع تحفظي على استعمال ذاك الطريق في البلدان التي تعطي مجال واسع ورحب للتعبير بطرق آخرى وأكثر وصولا لمسامع صناع القرار أن الرسالة التي اردن توصيلها للمجتمع والحكومة السعوديةخصوصا والمجتمع الإسلامي عموما مفادها أن الدين لا يفرض فرضا على الناس ولا يحتاج لهيئة تراقب مدى التزامهم به بدليل أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السيئة الصيت لم تنه عن المنكر بل زاد ووصل لآلاف الحالات بدل من خلود وحدها .



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة