المرأة في ال 8 من مارس بين الانعتاق والتحرر

ابتسام مانع
abtsammane@yahoo.com

2019 / 3 / 13

((النسوية عندما تحقق اهدافها حقا ستقوم بإحداث صدوع في اكثر البنى رسوخا في المجتمع)) شولميت فايرستون.
يحتفل العالم في 8 مارس-اذار من كل عام باليوم العالمي للمرأة حيث تذكر الانجازات على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي لدور المرأة في المجتمع احتفالا بهذه المناسبة العظيمة على صعيد العالم .
كان عام 1856 قد شهد خروج آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها.
وتكرر هذا المشهد في 8 مارس-اذار 1908 حيث عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع نيويورك، وهذه المرة تظاهرن وهن يحملن الخبز اليابس وباقات الورد، في إطار رمزي لحركتهن الاحتجاجية؛ وكانت تلك المسيرة قد طالبت بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع.
واليوم تمر علينا احداث متكررة مؤلمة تذهب ضحيتها اعداد كبيرة من النساء من قتل وحرق وذبح واغتصاب ومتاجرة في صمت ساكن من قبل فئات المجتمع اجمع، وذلك لتبقى المرأة حبيسة المنزل لا دور لها سوى انها ملكية خاصة واداة للإنجاب والمتعة لإدامة ذكورية المجتمع.
هل اعتقت المرأة "العبدة" في الازمان البعيدة من عبودية كان الرجل يفرضها عليها ابان الحروب والغزوات؟ ام هل تحررت المرأة في عصرنا من القيود التي يسلسلها بها الرجل؟ انها حقيقة واحدة تبرز في كل العصور، هي ان لا هذه ولا تلك قد حصلت عليها المرأة، الا اذا اخذنا ببعض الانجازات التي استحقتها بجدارة من هنا وهناك، فاذا كانت التقارير الحديثة تشير الى ان هناك 6 دول فقط هي من حققت المساواة "التامة"، ونحن نقارب على نهاية الربع الاول من القرن والواحد والعشرين، فأن المشكلة عويصة، والافق غير واضح تماما، "مع ان الكثير الآراء تنتقد هذه الدول الست وترى ان هناك فجوة في الاجور بين المرأة والرجل".
نعم لم نعتق ولم نتحرر من عبودية فرضها علينا الفكر والممارسة الذكورية، الى الان نرى انفسنا في المطبخ او نقف بجوار غسالة الملابس او حاملين الاطفال، وكأن هذه المهن قد ولدت معنا ولنا، الى الان اعضائنا الجسدية ملك غيرنا "الاخر"، الى الان نتعرض للتحرش والاغتصاب والسبي والقتل، الى الان ونظرة المجتمع لنا على اننا كائنات ادنى، الى الان واعيادنا وتجمعاتنا ومظاهراتنا ومطالبنا ينظر اليها على انها غريبة ومقيتة و منحرفة وشاذة، الى الان وهم يتحينون الفرص لسن القوانين والتشريعات التي تحط من شأننا، الى الان يتاجر بنا وكأننا سلع، بل نحن في مفاهيمهم سلع، الى الان يعززون ويقوون رؤية المجتمع بدونيتنا، وحتى في الغرب الذي يقال عنه متقدم او متطور فأن هناك حنين ينبعث الى الذكورية –ترامب اصفى نموذجا-، نعم لم نعتق ولم نتحرر من اغلال السنين وقيود الفحولة والذكورة التي تفتك بنا، يهرب الغربي الى الشرق ليجد امرأة خانعة ومستسلمة، ترجع به ذكورة ورجولة حدتها القوانين في بلاده، ويهرب الشرقي الى الغرب ليجد امرأة سهلة في نظره، لأنه لا يحتاج الا الجنس، وبين هذا وذاك تزداد غربة المرأة، لأنها تصبح موضوع وليس ذات حقيقية، هي الموضوع الجنسي الاول والاخير للرجل، ومن هذه الممارسات تبقى رهينة تصورات ذكورية فجة، تتركز في شخصيتها.
ومن هنا يبدأ دورنا في منظمة حرية المرأة بالوقوف بوجه العادات والتقاليد البالية مطالبات بالحقوق والحريات، لأننا اصحاب مبدا وقضية نستمر بتوجيه رسالة الى كل امرأة ان انتفضي ولا تتردي تجاه ما يحدث لكِ وللأخريات، يجب ان نرفض كل القوانين التي تحط من شأن المرأة، ويجب علينا دعم كل المبادرات بوقف العنف بكل اشكاله الموجه للمرأة، من القتل بحجة "الشرف" الى "الختان" الى التحرش بكل اشكاله، والمطالبة وبكل قوة بسن قوانين تعاقب من يمارس هذه الاعمال.



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة