أرق- فارق السن- في الزواج

السيد الزرقاني
zrkany.sa@gmail.com

2019 / 11 / 12


-أخبرتني إحداهن ذات مساء بأنها ما أحبت في حياتها سوي مدرسها في المرحلة الثانوية و كم تمنت في الحياة أن يتوج هذا الحب بالزواج.
علي الرغم من أنها تزوجت بغيره وأنجبت البنين والبنات إلا أنها لم تعش أي سعادة مع غيره وأنها ندمت كثيراً على الإستجابة للآخرين في الزواج بغيره رغم أنها كانت تعلم أنه متزوج أيضاً، وأخبرتني أخري بأنها أحبت أستاذها في الجامعه وكانت تتمني فقط أن ترى الفرحة في عينيه عند اللقاء بها ولم تنسَ قبلته لها حين تفوقت على نفسها في أحد الأبحاث العلمية وكانت قبلة عفوية، اعتذر عنها وكانت حزينة لصمته الدائم. وأخرى قالت بأنه أحبها حباً كبيراً وطرق بابها رغم أنه يكبرها بفارق كبير في السن ، كان يأسرها بنبرات صوته ومشاعره المرهفة.
أخبرته أن المجتمع يرفض هذا الحب، ولاتدري ما العبرة في هذا الرفض المطلق لتلك الزيجات ، رغم أن الرسول تزوج من السيدة عائشة وهي تصغره بفارق كبير جدا، وكانت حياتهما مثالاً للسعادة والوفاق، ومن قبلها تزوج ممن تكبره بخمسة عشر عاماً، وعاشا سعادة متناهية، لم يحيل المجتمع هذه الزيجات إلى مادة للثرثرة الكاذبة!؟ ويرحب بعنوسة قاتله للعمر والمشاعر تحت مسميات كل منهم يرفضها داخليا ويزكيها في العلانية!؟
سألت أحد الشباب عن الزواج فقال أولا تحديد الهدف من الزواج، هل هو لإنجاب الأولاد فقط؟؟
هل للإستمتاع بالحياة ؟؟
هل للحب والمتعه؟؟
هل للاستقرار في شكل إجتماعي مقبول!؟

بالدراسة لكل تلك الأهداف الرامية إلى الزواج، لم نجد أن السن مؤثر في إحداها علي الإطلاق، ولكن تلك الثقافة الاجتماعية تضع مجموعة من الأعراف الجائرة على كلا الطرفين، الرجل والمرأة في كثير من الأحيان تولد أمراضاً وانحرافات مجتمعية ربما الضرر منها يفوق تداركها مبكرا في مراحل زمنية مبكرة، ورغم أن علماء النفس والاجتماع لم يتفقا علي بتر تلك الزيجات، إلا أنهم اتفقوا على مبدأ التوافق الثقافي والاجتماعي، وأعتقد أن كثير من تلك الزيجات التي تمت بين طرفين نجحت نحاجا باهراً للإيمان الراسخ داخل كل منهما بأهمية النجاح الإجتماعي لهما.

من هنا أنا مع تلك الزيجات، طالما يجمعهما الحب والإخلاص والتقدير كل منهما للآخر، والتعامل مع الكيان الإنساني بما يحمله من ثقافات مجتمعية ناضجة سواء للرجل أو للمرأة.
******
كاتب مصري



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة