أسئلة الحياة الكبيرة 3-2

خسرو حميد عثمان
khasrowothman@gmail.com

2020 / 6 / 18

نشرت مدونة THE CONVERSATION بتأريخ 13شباط2020 مقالًا علمياً بقلم Parashkev Nachev بروفيسور في علم الأعصاب تحت عنوان :
Love: is it just a fleeting high fuelled by brain chemicals?
هل الحب مجرد لحظة عابرة نتيجة التغذية العالية للدماغ بالمواد الكيميائية؟
هذا المقال جزء من: أسئلة الحياة الكبيرة؟
(تسعى سلسلة Conversation الجديدة، التي تم نشرها بالاشتراك مع بي بي سي -المستقبل BBC Future، إلى الإجابة على أسئلة قرائنا المزعجة-العنيدة حول الحياة والحب والموت والكون. نحن نعمل مع الباحثين المحترفين الذين كرسوا حياتهم للكشف عن وجهات نظر جديدة حول الأسئلة التي تُشكل حياتنا.)
(السؤال)
رأسي على عقبي(متهور) في الحب لكن المتهكمون من أصدقائي يستمرون في إقناعي بأن الحب ليس سوى كوكتيل (خليط) من الفيرومونات pheromones والدوبامين dopamine والأوكسيتوسين oxytocin، وهذا الخليط يختفي بعد عدد من السنين. هذه الفكرة تخيفني، وتجعل الأمر كله يبدو لي بلا معنى. هل الحب هو حقا كيمياء الدماغ؟ (السائل):Jo ، لندن.
فيما يلي ترجمة القسم الثاني من المقال، الهوامش المؤشرة بعلامات النجمة* أسفل المقال أُضيفت بعد الترجمة:-
صندوق رسائل الحب ?Love’s letterbox
بالطبع، حتى لو تمكنا من تحديد مثل هذه المادة(الأوكسيتوسين)، فإن أية رسالة - كيميائية أو غيرها- تحتاج إلى مستلم recipient. إذاً أين يقع صندوق الحب في الدماغ؟ وكيف يتم نقل هوية "الشخص المختار"، حيث لا يمكن لجزيء واحد أن يرمزها أو يشفرها؟ عند فحص حالة حب رومانسي بتصوير الدماغ*، تتداخل المنطقين اللتين"تضيئان": المنطقة التي تدعم السعي للحصول على مكافأة reward system، ومنطقة السلوك الموجه نحو الهدف. لكن تلك المنطقتين من أدمغتنا تتقدان بشيء واحد ولا تخبرنا كثيراً فيم إذا كانتا متحمستان لشيء آخر، مختلف تمامًا.
والأنماط الملحوظة للحب الرومانسي لا تختلف كثيراً عن روابط الأمومة، أوحتى عن حب المرء لفريق كرة القدم المفضل لديه**. لذا يمكننا أن نستنتج، فقط، بأن علم الأعصاب لم يشرح بعد هذه العاطفة "رأسا على عقب-التهور، إشارة الى ما ورد في رسالة القارئ Jo من لندن) من الناحية العصبية.
ببساطة، هل نحن بحاجة إلى المزيد من التجارب؟ الجواب المألوف عند العالِم: نعم. يُفترض بأن الحب فيه ماتكفي من البساطة ليتم التقاطه بوصف ميكانيكي. وهذا أمر مستبعد للغاية لأن الطبيعة ستقاومه.
يتعلق الحب، في النهاية، بالإنجاب، من الناحية التطورية. ضع في اعتبارك ما سيحدث لكائن حي يعمل جاذبيته الجنسية من خلال آلية بسيطة للغاية تشتمل على سلسلة من الجزيئات الحرجة، أو دزينة من العُقَد العصبية الحية أو أكثر.
(يتبع)
هوامش مضافة الى المقال بعد الترجمة:
*نبذة مختصرة عن دراسة بعنوان: الارتباطات العصبية للحب الأمومي والرومانسي"The neural correlates of maternal and romantic love":
الحب الرومانسي والأمومي تجربتين واعدتين للغاية. كلاهما مرتبطان بإدامة الأنواع perpetuation، وبالتالي لهما علاقة بيولوجية وثيقة الصلة وذات أهمية تطورية evolutionary حاسمة. ومع ذلك، لا يُعرف أي شيء تقريبا عن ارتباطاتها العصبية neural correlates عند الإنسان.
لذلك أُستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفيfMRI لقياس نشاط الدماغ لدى الأمهات أثناء مشاهدتهن لصور أطفالهن وأطفالهن المقربين لهن، ولأصدقائهن المقربين والمعارف البالغين كعناصر تَحَكُم إضافية. قورن النشاط الخاص بالتعلق الأمومي بالنشاط المرتبط بالحب الرومانسي الموصوف في دراسة سابقة وتوزيع الهرمونات العصبية الوسيطة mediating neurohormones ورَد ذكرها في دراسات أخرى. كلا النوعين من الصور( المتعلق بالترابط الأمومي، والحب الرومانسي) نشّطا المناطق الخاصة بكل منهما، بالإضافة إلى المناطق المتداخلة في نظام المكافأة في الدماغ التي تتزامن مع المناطق الغنية بمستقبلات الأوكسيتوسين وفازوبريسين oxytocin and vasopressin . كلاهما(الأمومي والرومانسي) أبطلا مجموعة مشتركة من المناطق المرتبطة بالعواطف السلبية، الحكم الاجتماعي، "التفكير" و تقييم نوايا وعواطف الآخرين.
نستنتج أن الارتباط البشري يستخدم آلية دفع وجذب push–pull mechanism تتغلب على المسافة الاجتماعية عن طريق إلغاء تنشيط الشبكات المستخدمة للتقييم الاجتماعي النقدي والعواطف السلبية، في حين أنها تربط بين الأفراد من خلال إشراك دائرة المكافأة، موضحة قوة الحب في التحفيز والبهجة.
رابط الدراسة https://www.science--dir--ect.com/science/article/abs/pii/S1053811903007237
**أشار كاتب المقال الى دراسة منشورة بعنوان:- الحُب القَبَلَي: الارتباط العصبي للانخراط العاطفي عند مشجعي كرة القدم
‏(Tribal love: the neural correlates of passionate engagement in football fans). رابط الدراسة:
https://academic.oup.com/scan/article/12/5/718/3051628
نبذة مختصرة عن البحث:
الطابع القبلي للصلة العاطفية بين مشجعي كرة القدم وفرقهم ظاهرة معروفة جيدًا. سبق وأن دُرِس أشكال أخرى من الحب مثل الارتباط الرومانسي أو الأمومي (المتعلق بالأمومة) من وجهة نظر تصوير الأعصاب.
تهدف الدراسة إلى التحقيق في الأساس العصبي لهذا الشكل القبلي للحب، والذي يتضمن ضمنيًا شعور الانتماء والتنافس ضد الفرق المتعارضة.
تم إخضاع مجموعة من 56 من مشجعي كرة القدم إلى تجربة للتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي fMRI. تتضمن التجربة عرض لحظات الفوز والخسارة لفرقهم المحبوبة أو المنافسة أو المحايدة.
وجِدَ تجنيد مناطق اللوزة amygdala ومناطق المكافأة reward regions، بما في ذلك المنطقة القطنية البطنية (VTA) والمادة السوداء (SN)، بالإضافة إلى المناطق الحوفيّة1 الأخرى المشاركة في الإدراك العاطفي، في حالتا "إيجابي مقابل محايد" و "إيجابي مقابل سلبي". ارتبط التباين الأخير مع علامات عصبية-نفسية neuropsychological والتَعَصب fanaticism في اللوزة amygdala ومناطق داخل نظام المكافأة reward system، مثل المنطقة القطنية البطنية VTA و المادة السوداء SN.
توحي ملاحظة أنماط الاستجابة المتزايدة للمكونات الأساسية لنظام المكافأة، لا سيما بالنسبة للمحتوى الإيجابي المتعلق بفوز الفريق المحبوب، إلى أن هذا النوع من الحب غير الرومانسي يعكس حالة محددة بالاثارة والتحفيز arousal and motiv، وهي متحيزة للتعلم العاطفي للنتائج الإيجابية.
1،(الجهاز الحافيأو الجهاز النطاقيأو الجهاز الحُوفِيّ الجهاز الطرفي (Limbic System)‏ اسمه مشتق من الكلمة اللاتينية (Limbus) ومعناها (دائرة). ولأهميته الوظيفية شبه المستقلة، يعتبر علماء التشريح هذه المنطقة بمثابة فص خامس قائم بذاته في المخ، ويُسمونه الفص الحوفي (Limbic Lobe)، وهو يقع في مركز كل من النصفين الكرويين، ويكون ظاهراً على السطح الداخلي لهما. وهو المسؤول عن الوظائف الانفعالية في جسم الإنسان، لذلك ينظر إليه باعتباره المخ الانفعالي - Emotional brain فهو الذي يتحكم فينا حين تسيطر علينا الانفعالات، كالشهوة والغضب والوله في الحب والتراجع خوفاً والإحباط والحسد والغيرة. ويمكن إجمال وظائف الجهاز الحوفي في مسؤوليته عن سبعة أمور:
الانفعالات - المشاعر- الدوافع - السلوك - العدوانية- الذاكرة - التعلَُم) من الوكيبيديا



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة