خرافة ضعف القوة الجسدية للمراة

هالة الرضا
hq98226@gmail.com

2020 / 7 / 15

خرافة ضعف القوة الجسدية للمرأة : دائما عندما يتم طرح موضوع المساواة بين الرجل و المرأة تكون هناك اصوات معارضة للمساواة بحجة الضعف الجسدي للمرأة و انها غير قادرة على القيام ببعض الأعمال التي تتطلب جهد بدني عالي و قوة عضيلة التي يتميز الرجل بها حيث ان كتلته العضلية اكبر مقارنة مع المرأة.

لكن حسب الدراسات الأحفورية ان التطور لعب دورا واضحا في هذا الأمر حيث لم يلاحظ اي فوارق جسدية بين الجنسين في بادئ الأمر الا ان مع تطور الأنسان و تحول الى النظام الأبوي الذي تكون فيه االمرأة اقل منزلة من الرجل حيث كان يعطي الطعام الذي كان غنيا بالبروتين للذكور مثل اللحوم و غيرها التي كما نعلم جيدا بأنها تزيد الكتلة العضلية بالأضافة الى القيام بالأعمال التي تعمل على تحفيز عمل العضلات
اما المرأة فكانت تغذيتها تعمتد على النشويات و الكاربوهيدرات و بذلك ادى الى تقلص الكتلة العضلية مقابل زيادة في الكتل الدهنية و كذلك اقتصار عملها على الأعمال المنزلية و تربية الأطفال مما ادى الى عدم تنشيط الجهاز العضلي بشكل كافي.

لكن هذا الشيء لا يعني انها كانت لم تمتلك قوة بدنية حيث كانت تشارك في أعمال الصيد و البناء و تخوض المعارك الحربية و تتبوء على عروش الممالك و مثال على ذلك اياح حتب الأولى و هي ملكة مصرية قديمة قادت عدة معارك للدفاع عن طيبة في وجه الهكسوس و غيرها الكثير.

و مع انطلاق الحركات النسوية و اتجاه اغلب المجتمعات نحو التمدن و توفر الدراسات الحديثة التي دحضت خرافة ضعف القوة الجسدية لدى المرأة و ان هذه الأعتقاد جاء نتيجة التربية الخاطئة للمرأة و ايهامها انها ضعيفة جسديا و انها ناعمة و ضعيفة و أي قوة جسدية تظهرها أو عمل شاق يتنافى مع مفاهيم الأنوثة.

ان هذا الوهم جعلها تصدق انها غير قادرة حتى الدفاع عن نفسها فالتأثير النفسي كبير جدا و الذي يجعلك تعتقد بأشياء ليس لها اساس من الصحة كما هو الحال في تأثير العلاج الوهمي (بلاسيبو) و بالأضافة انها لم تتعلم الدفاع نفسها و لم تقوم بأي اعمال تتطلب جهد عالي منذ الصغر كما هو الحال مع الذكور

لكن هذا الشيء لايمنع ان اغلب النساء قادرات على العمل بتلك الأعمال التي توصف انها لذكور حصرا حيث كلنا نعلم ان المرأة في الريف العراقي تعمل في شتى المهن التي تتطلب قوة جسدية، فمثلا تروي لنا أم علي التي تعيش في ريف كربلاء انها تعمل في الزراعة و حرث الأراضي و تربية الحيوانات بالأضافة الى الواجبات المنزلية والأهتمام بدراسة الأطفال كما أنها قامت مع بناتها الخمسة ببناء بيتهم بالكامل من دون مساعدة أحد.

أما نور البالغة من العمر 23 سنة من بغداد و التي تعمل في مجال حمل و شد الأثاث ( غرف الأنام) تقول انها في بداية الأمر واجهت سخرية من العاملين معها و انها غير قادرة على مواصلة العمل لكنني أثبتت جدارتي.

هناك بعض من الأراء التي تقول لن تلك المهن لا تليق بالمرأة لكن السؤال الذي يتبادر في الذهن لماذا لا تليق بها أليس هي انسان كمثل الرجل أما أن الرجل اقل منزلة منها؟ بحيث هو يعمل بتلك الأعمال و هي لا، و هناك البعض من يتحجج ان هذه الأعمال تؤثر بمشاكل صحية لديها حيث ان العلم الحديث أكد العكس حيث ان هرمون الأستروجين و التستوستيرون يقلل من ألم العضلات بنسب أكبر و هذا ما يفسر سبب تحمل النساء لجلسات التمارين أكثر من الرجال ( للمعلومات أكثر قراء مؤلفات الطبيبة كوليت داولينج) كما إن خرافة نزول الرحم و عدم القدرة على الأنجاب فندها الطب.

أن عدم منع المرأة حق المساواة بحجة ضعف قوتها الجسدية ما هي إلا أعذار ليس لها صحة حيث إن المرأة اثبت جدراتها في جميع المجالات و الأعمال سواء القيادية و الرياضية و الأعمال الشاقة و ما هي الإ مبرر لأستغلال بعض النساء اللواتي هن بحاجة العمل و إقناعهن أن هناك أعمال لا تناسبهن و تتعارض مع مفاهيم الأنوثة المزيفة التي حاولوا ترسيخها في أذهان النساء في المقابل تشغيلهن بأعمال اخرى و بأجور مالية زهيدة لا تتناسب و حجم العمل المقدم.

يجب أن تحصل المرأة العراقية على المساواة في كافة المجالات من حيث الحقوق و الواجبات إذا أردنا بناء بلد حقيقي فلا يمكن بناء بلد بالأعتماد على جنس دون الآخر.



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة