حول جريمة مليشيا قوات الحفاظ على النظام

جلال الصباغ
a.marzouq@yahoo.com

2020 / 8 / 2

ان بشاعة المشهد الذي يصور طفلا وهو عارٍ تماما بينما تقوم مجموعة من مليشيا قوات حفظ النظام بحلاقة شعره والاعتداء عليه جسديا ولفظيا، فيما يستمتع اخرون بتصوير المشهد والضحك عليه. انه تعبير عن نذالة وسفالة واجرام منقطع النظير، يعجز اي كلام عن ايفاءه حقه، فمجموعة المجرمين هؤلاء انما يمثلون نظاما سياسيا يمارس هذه الأفعال ويؤمن بها ويتبناها مع كل المختلفين معه.

ممارسات كهذه تنتشر في كل سجون سلطة الاسلام السياسي الفاشي وشركاؤه كما أن مليشياته وعصاباته واجهزته بمسمياتها المختلفة، تقوم به بشكل ممنهج ويومي، فهم مجموعة من المجرمين الخارجين من كهوف التعفن والرجعية والانحطاط. وهي تذكرنا بممارسات النظام السابق الذي كان يمارس حلاقة الرأس وقطع الاذن وغيرها من الأفعال بحق الهاربين من الخدمة العسكرية.

يصعب الحديث عن ما يفعله هؤلاء القذرين، انهم تعبير حقيقي وواضح عن الحفاظ على النظام؛ نظام النهب والقتل والخطف والتغييب والتعذيب، نظام العصابات والمليشيات والمرتزقه، نظام الطائفية والقومية والرجعية، نظام التبعية والذيلية والعمالة. هؤلاء المعبرين صراحة عن كل إجرام واستغلال. المتاجرين بأرواح الناس، الممثلين لتجار الحروب الكبار الذين يعتاشون على التهجير والتطهير والقتل ويسيطرون عبر الحروب الأهلية.

انهم ينتهكون حقوق الاطفال ويستغلونهم ويغتصبونهم ويتاجرون بهم، كما يستعبدون النساء ويتجارون بهن ويتخذوهن جواري. لما لا....ولديهم المرجعيات ورجال الدين الذين يبررون كل هذه الأعمال ويشرعننونها.

ان هذه الجريمة البشعة بحق الطفولة والإنسان أينما كان، تتطلب من الجماهير أن تواصل انتفاضتها، وأن تطور اساليبها وتنظيمها من أجل اقتلاع هذه المنظومة المتعفنة القذرة من جذورها ومحاكمة رموزها من المجرمين والقتلة وكل من تلطخت ايديه بدماء المنتفضين والمظلومين في كل مكان.

تعبر هذه الممارسات عن سياسة معدة مسبقا ومنهج متعمد وليست تصرفا شخصيا يعبر عن مجموعة صغيرة، وكل لجان تحقيقية او القبض على شخص او شخصين انما هو ضحك على الذقون من أجل القفز على الجريمة التي يرتكبها نظام بأكمله، فلا خلاص من هذه الجرائم الا بالخلاص من بُركة التفعن والطفيليات والامراض المتمثلة بسلطة الاسلام السياسي وشركاؤه.



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة