المرأة ومعضلة ظل الرجل

مريم القمص
fivestars697@gmail.com

2020 / 9 / 5

ذات يوم منحت لنفسي بعض الوقت لكى أستمتع ببعض التفاهات فهذا مفيد لصفاء النفس أحيانا ، لذا يجب على المرئ أن يكون ساذجاً لبعض الوقت حتى يستطيع إستكمال دورة الحياة المملة هذه، فذهبت قليلا لليوتيوب ومررت ببعض القنوات لبعض ربات البيوت فشاهدت كمية هائلة من العقول البشرية التى تقدم أفكار" متنوعه كلا" بطريقتة وبأمكانتة المادية والمعنوية، ولكن أستوقفنى فئة من السيدات ممن يقدمون محتوى يشتمل على روتينهم اليومي ونصائح للتوفير وفقرة أساسية محببه لدى جمهورهم العريض ألا وهى كيف تسعدين زوجك، كيف تتجملين لأجله ، كيف تفوزى برضاه ، المهم كانت كلها تشتمل على مضامين إستهلاكية فى معانيها لم أجد ما يساعد أى منهم فى التعرف على هاويتها ثم مررت بالتعليقات فحدث ولا حرج سيدة "تدعى حبيبة زوجي" توكد ما تنادى به اليوتيوبر من أن الزوج له كل الحقوق فمثلا اذا غضب من عمل زوجته لا تناقشة فهو راب سعادتها له منها كل الحقوق ثم نجد أخرى تدعى "جوزى وبيتى كل حياتي "تعقب فتؤكد أن طموح المرأه ما هو إلا سعادة أسرتها دون كلل دون طموح فبهذه الطريقة السحرية تسير القافله، ناهيكم عن المضامين الأخرى والتى تعرض فى قنوات مماثله تسير على نفس النهج ،ورجعت بفكرى للخلف فترحمت على الأستاذ فطين عبد الوهاب فى تحفته الخالدة مراتى مدير عام ثم أستفقت مره أخرى أمام صدمتى لهذا التدنى الفكرى لهؤلاء السيدات الائى اختزلن قيمتهن فى مضمون الزوج وأذابوا كاينونتهن فى الرجل أتخيل لو كان قاسم أمين وسطنا الآن ورأى ما تتفنن فيه النساء اليوم فى هدم ما قد بنوه لقتل نفسه رميا"بالرصاص كيف تبيع المرأة إستقلالها الفكرى والعقلي لأى شخص مهما بلغ درجة حبها له، كيف أن تتخلى عن كل شئ وتتوارى بعيداً ثم تنوح لشعورها بالغربة أنا لا أشجعهن على إحتقار أزواجهن ولكن أشجع السيدة حبيبة زوجها تلك كى تحب زوجها فى صمت وتخلع عبائتة من عليها لتحب نفسها بعض الوقت حتى يستطيع زوجها أن يحبها عن إقتناع عن شوق ،عن موضوعية، فزوجها هذا سعيد بعبوديتها له لكنه مع الوقت ستذوب وتتقلص وستختفى تلك الشمعة المحترقة. تأكدى سيدتى أنه سيبحث عن أمرأه عصامية لا تسعى لظل رجل أو حتى ظل حائط ويلهث خلفها ويتركك تذوبين دون تعزية، لأنك انت من أشعلتى الفتيل سيدتى إذا كنتى تسعى إلى حب زوجك فأبحثى إذا عن ذاتك فالحب لا يمنع الإستقلالية وبناء الذات لا يفرق بين الزوج والزوجة ، بلا ، فهو يقوى علاقتهم بالنضج معاً. فالقطار لا يستطيع أن يسير على قضيب واحد، وأنما قضبين متوازيين متساويين ،تلك هى سر العلاقة ، أن تكون المرأة معيناً نظيراً لزوجها .لدى يقين أن بعض العلاقات الزوجية التى تبدو ناجحة تدوم ليست لأنها مثالية بل لأن هناك طرف رضى أن يسامح ويضحى حتى تسير الحياة .هناك علاقة زوجية تبدو من الخارج براقة ولكن الثمن يتكبده الطرف الصامد والصامت دائماً ، وهذا الطرف هو المرأة فى أغلب أوطاننا العربية" فيتأكل هذا الطرف من الداخل ويموت كل شئ فيه. فمثلاً تجد امرأة تضحى بإستكمال تعليمها وأخرى تضحى بالعمل حتى تتفرغ لزوجها وبيتها ولكى تربي أولادها . وفى بلادنا عندما يستشعر الرجل إن الزوجة قد تميزت عنه فأن ذلك يشعره بالتهديد، فربما هذا يجعله يتنازل عن عرشه لزوجته. عندها نيقن أن ما بينهم ليس حباً وأخيراً عزيزتى السيدة العربية والمصرية أحبي ذاتك حتى يحبك زوجك وصادقيها، أبحثى عنها دلليها قليلاً ،أنتى لأعب أساسى فى الحياة لا تستبدلى حبك لذاتك بحبك لزوجك أعشقية سيدتى لكن علميه أولا أن يحب ذاتك.



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة