نحو ضمان طفولة متحررة من الديدان الطفيلية الشائعة بين ألأطفال وفق منظور منظمة الصحة العالمية

سوسن شاكر مجيد
qualityassuranc53@yahoo.com

2021 / 2 / 19

تعد السيطرة على انتشار الديدان الطفيلية والأصابة بها من أكبر المشاكل التي تواجه المجتمع لما تسببه من أمراض ومخاطر متعددة فهناك حوالي 150 نوع يصيب ألأنسان ويسبب أمراض عديدة للأطفال والبالغين على حد سواء وينتج عنه مخاطر أجتماعية وأقتصادية في العديد من دول العالم وحتى المتطورة منها.
وغالبا ماتكون ألأصابة بدون اعراض ويترابط مع الحكة الشرجية والتي تعد العرض الرئيسي للأصابة بالدودة التي تحصل بسبب هجرة الديدان البالغة الى منطقة المخرج لوضع بيوضها هناك.
وتلعب عناصر الزنك والنحاس والمغنيسيوم دورا مهما في نمو ألأطفال وتطورهم والتي يسبب نقصانها حالات مرضية مثل سوء التغذية واعراض سوء الأمتصاص المعوي والأصابات الطفيلية المعوية . وان التحري عنها ومعالجتها وقائيا سوف يوفر ظروف مثالية للنمو وتحسين الأستجابة المناعية لمختلف الأمراض.
وحدد تعريف الديدان الطفيلية:
بانها مجموعة من الطفيليات التي عادة ما يشار إليها بمسمى الديدان وتشمل البلهارسية والديدان الطفيلية المنقولة بالتربة. وتعد حالات العدوى بالبلهارسية وبالديدان الطفيلية المنقولة بالتربة أكثر أنواع العدوى انتشارا في البلدان النامية وفي إمكانها أن تضر بالحالة التغذوية من خلال تسببها بما يلي:
• النزيف الداخلي الذي يؤدي إلى فقدان الحديد والإصابة بفقر الدم.
• سوء امتصاص المغذيات.
• الإسهال.
• فقدان الشهية الذي قد يؤدي إلى خفض مدخول الطاقة.
• وقد تؤدي حالات العدوى إلى ضعف الإدراك وتلف الأنسجة .
وقد ثبت أن الخلل التغذوي الناجم عن العدوى بالبلهارسية وبالديدان الطفيلية المنقولة بالتربة التي تحدث أثناء الطفولة تؤثر تأثيرا كبيرا على نمو الطفل ونمائه. ولابد من علاج الأطفال دوريا (طرد الديدان) وتحسين خدمات المياه والإصحاح والتوعية الصحية، جميعها، التي يمكن ان تحد من سريان العدوى بالبلهارسية والديدان الطفيلية المنقولة بالتربة.
وصدر عن منظمة الأغذية والزراعة الدولية (FAO) ومنظمة الصحة العالمية ( WHO)
التقرير المعنون ( تدرج مستند إلى تعددية المعايير في إدارة أخطار الطفيليات المحمولة في الغذاء) ، إلى تقدير مدى عبء الطفيليات بالنسبة للصحة البشرية وغير ذلك من العوامل، مع تضمين معلومات حول الحاضنات ومواقع العثور عليها.
وحددت الطفليليات العشرة الأول وهي:
1- الشريطية الوحيدة (Taenia solium): يعثر عليها في لحم الخنازير
2- المشوكة الحبيبية (الدودة الشريطية العدارية أو الكلبية) : (granulosus Echinococcus): يعثر عليها في المنتجات الطازجة
3- المشوكة أو شريطية الكيسات العدارية (نوع من الديدان الشريطية) (Echinococcus multilocularis): يعثر عليها في المنتجات الطازجة
4- التوكسوبلازما أو دودة داء المقوسات (البروتوزوا) (Toxoplasma gondii): يعثر عليها في لحوم المجترات الصغيرة، ولحم الخنزير، ولحم البقر، ولحوم الصيد (اللحوم الحمراء والأعضاء)
5- الكريبتوسبوريديوم (البروتوزوا أو الوحيدة الخلية) (Cryptosporidium spp): يعثر عليها في المنتجات الطازجة وعصير الفواكه والحليب
6- نسج المتحولة (البروتوزوا أو الوحيدة الخلية) (Entamoeba histolytica): يعثر عليها في المنتجات الطازجة
7- الحلزونية الخيطية (دودة في لحم الخنزير) (Trichinella spiralis): يعثر عليها في لحم الخنازير
8- عائلة الديدان المفلطحة (Opisthorchiidae): يعثر عليها في أسماك المياه العذبة
9- الديدان المعوية الصغيرة (Ascaris spp): يعثر عليها في المنتجات الطازجة
10- المثقبية الكروزية (البروتوزوا أو الوحيدة الخلية) (Trypanosoma cruzi): يعثر عليها في عصائر الفاكهة
ووضعت هذه القائمة بناء على طلب من لجنة المعايير الغذائية العالمية أو هيئة الدستور الغذائي(Codex)، لكي تستعرض منظمة ( فاو) ومنظمة الصحة العالمية الحالة الراهنة للمعارف المتاحة حول الطفيليات في الغذاء، والآثار الصحية العامة المترتبة عليها، وتأثيرها على التجارة.

وحذرت منظمة الصحة العالمية واليونيسف في تقرير آخر تتبع القدرة على الوصول لمياه الشرب والصرف الصحي ومقارنتها بالأهداف الإنمائية للألفية من أن عدم كفاية التقدم في مجال الصرف الصحي يهدد بتقويض بقاء الأطفال والفوائد الصحية المتأتية عن المكاسب التي تحققت في القدرة على الوصول لمياه الشرب المأمونة.
واشار التقرير بأنه لا يزال هناك شخص واحد من كل ثلاثة أشخاص، أو 2,4 مليار شخص، في العالم يفتقرون لمرافق الصرف الصحي ، منهم 946 مليون شخص يتغوطون في العراء.
وانه يموت أقل من 1000 طفل دون الخامسة كل يوم بسبب الإسهال الناتج عن عدم كفاية مرافق المياه، والصرف الصحي والنظافة العامة
وتعد القدرة الكافية على الوصول للمياه، والصرف الصحي والنظافة العامة ضرورية جدا للوقاية من 16 مرض من أصل 17 من (الأمراض الاستوائية المهملة) وتوفير الرعاية منها، بما فيها التراخوما، والديدان الطفيلية التي تنتقل عبر التربة (الديدان المعوية)، والبلهارسيا. وتؤثر الأمراض الاستوائية المهملة على أكثر من 1.5 مليار شخص في 149 دولة، وتتسبب في فقدان البصر، والتشوه، والإعاقة الدائمة والموت.


ويعيش اليوم 7 أشخاص من كل 10 لا يستطيعون الوصول لمرافق الصرف الصحي المحسنة في الأرياف، وينطبق الأمر ذاته على 9 من كل 10 أشخاص يتغوطون في العراء.
ومن المخطط أن تتضمن أهداف التنمية المستدامة التي ستحددها الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول 2015 هدفا للقضاء على التغوط في العراء بحلول 2030.
ونص الهدف الإنمائي للألفية المتعلق بمياه الشرب على تمكين 88% من الناس من الوصول لمصادر المياه المحسنة بحلول سنة 2015.
وتعمل اليونيسف في جميع نشاطاتها على تعزيز ونشر حقوق الأطفال ورفاههم. وتعمل مع شركائها في أكثر من 190 دولة ومنطقة لترجمة هذا الالتزام إلى نشاطات عملية، وتوجه جهودها بشكل خاص نحو الوصول إلى الأطفال الأكثر هشاشة وتهميشا، لتحقيق صالح جميع الأطفال في كل مكان.
وتمتد فوائد تحسين الإصحاح لتتجاوز الحد من مخاطر الإسهال. وتتضمن هذه الفوائد ما يلي:
1- الحد من انتشار الديدان المعوية والبلهارسية والتراخوما، وهي من أمراض المناطق المدارية المهملة التي تتسبب في معاناة الملايين؛
2- الحد من وخامة سوء التغذية واثره
3- تعزيز الكرامة الإنسانية وتحسين المأمونية، ولاسيما بالنسبة إلى النساء والفتيات؛
4- تعزيز الحضور المدرسي، حيث يتحسن الحضور المدرسي للفتيات بصفة خاصة عند توفير مرافق الإصحاح المنفصلة؛
5- إمكانية استرجاع المياه والطاقة المتجددة والمغذيات من المخلفات البرازية.
وتعمل منظمة الصحة العالمية أيضا مع اليونيسيف على خطة عمل عالمية تستهدف وضع حد لوفيات الأطفال التي يمكن تلافيها الناجمة عن الالتهاب الرئوي والإسهال، بحلول عام 2025. ويهدف ذلك إلى بلوغ عدة غايات وقائية وعلاجية، بما في ذلك تعزيز الإتاحة الشاملة لمياه الشرب وخدمات الإصحاح والنظافة في مرافق الرعاية الصحية والمنازل، بحلول عام 2030.
كما يتوقف مدى تواتر العلاج على مدى انتشار العدوى في صفوف الأطفال في سن الدراسة. وفي المناطق التي تشهد ارتفاع معدلات سريان المرض، قد يلزم تكرار العلاج سنويا على مدى عدة سنوات. ويعد الرصد ضروريا من أجل الوقوف على أثر التدخلات الرامية إلى مكافحة المرض.
وتتولى منظمة الصحة العالمية تنسيق استراتيجية المعالجة الكيمائية الوقائية بالتشاور مع المراكز المتعاونة معها وشركائها من المؤسسات الأكاديمية والبحثية والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والوكالات الدولية وسائر منظمات الأمم المتحدة. كما تقوم المنظمة بوضع دلائل إرشادية وأدوات تقنية كي تستخدمها برامج المكافحة الوطنية.
فالإسهالات تقتل 1.5 مليون طفل سنويا وهناك ارتباط قوي بين الإسهالات وسوء التغذية.
فعندما يبلغ الطفل نحو السادسة من عمره عليه الذهاب إلى المدرسة. ولكن البنات مطالبات في أوقات كثيرة بالقيام بالأعمال المنزلية، بما فيها جلب الماء.
في نصف الأسر في العالم يتم جلب الماء إلى المنزل، وفي 72% من الأسر النساء والبنات هن من يقمن بجلبها بشكل أساسي. إن احتمال أن تحمل البنات الماء هو ضعف احتمال أن يقوم الصبيان بذلك. وتتعرض الأناث لعبء متزايد من الأمراض المعدية عندما تواجه العالم خارج بيتها، فتصيب الديدان المعوية 400 مليون طفل في عمر المدرسة، أي نحو ثلثهم، وتؤثر العدوى بالديدان الشصية (الأنكلوستوما) سلبيا على النمو البدني وتخل بالتطور الفكري. وان الأغذية غير المأمونة والتي تحتوي على جراثيم ضارة أو فيروسات أو طفيليات أو مواد كيميائية تتسبب في الإصابة بأكثر من 200 مرض، تراوح بين الإسهال والسرطان.
ومن الضروري استعمال مضادات الميكروبات، مثل المضادات الحيوية، لعلاج حالات العدوى التي تتسبب فيها الجراثيم.

اما حجم المشكلة في العراق فمن خلال تقويم الباحثة لأداء المحافظين والأطلاع على الدراسات والأبحاث المنجزة في كل محافظة وقع نظرها على عدد من الدراسات التي اشير فيها الى تفاقم وجود الديدان الطفيلية عند الأطفال والحيوانات وان الأطفال يعانون من الأصابات بمختلف انواع من الطفيليات المعوية والتي سببت لهم اعراض الأسهال الدموي والحاد وسوء التغذية والأصابة بفقر الدم كما ان المشكلة تفاقمت اليوم بسبب نزوح اكثر من ثلاثة ملايين عراقي وسكنهم في الخيام وعدم توفر مياه الشرب الصالحة والمرافق الصحية لهم ولا يستبعد الأمر في تغوط غالبيتهم في العراء
المقترحات:
1- اعداد أستراتيجية وطنية من قبل وزارة الصحة للقضاء على الطفيليات المعوية بمختلف انواعها عند الأطفال بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية واليونيسيف .
2- اعداد برامج توعية وتثقيف للأسرة العراقية حول مخاطر ألأصابات الديدان المعوية وتأثيرها على الصحة بشكل عام.
3- توفير ألأدوية والمضادات الخاصة بالطفيليات المعوية في المراكز الصحية والمستشفيات وتوزيعها مجانا
4- اجراء مسح وطني للأطفال المصابين بالديدان المعوية وللأعمار مابين ( شهر- 18) سنة للتعرف على نسبة الأصابة بالأمراض نتيجة وجود الطفيليات.
5- تثقيف العوائل الريفية والأسر المربية للحيوانات بضرورة تربية الأبقار والأغنام والدجاج والطيور في حقول خاصة بها.
6- ابعاد الأطفال عن اللعب في التربة وضرورة غسل الفواكه والخضر وتعقيمها قبل أكلها
7- توفير مرافق الصرف الصحي ومياه الشرب النظيفة والآمنة في المناطق المحرومة منها ولمخيمات النازحين والقضاء على ظاهرة التغوط في العراء.
8- اعداد دليل ارشادي تثقيفي حول مخاطر الديدان الطفيلية وطرق العلاج من قبل وزارة الصحة وتوزيعه على الأسر العراقية في المناطق الحضرية والريفية من خلال الفرق الصحية.
9- العمل على فحص الأغذية المستوردة وخاصة لحوم ألأبقار والدجاج والحليب والأجبان من قبل الجهات المتخصصة للتأكد من سلامتها وخلوها من الطفيليات المعوية.
10- انشاء مرافق صحية منفصلة خاصة للنساء والفتيات في المدارس المختلطة والجامعات لتفادي نقل الأصابات.
11- تشجيع طلاب الدراسات العليا والباحثين في الجامعات ووزارة الصحة في اجراء المزيد من الدراسات حول الديدان الطفيلية الأكثر انتشارا وتأثيرا على صحة الأنسان ووضع المعالجات .



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة