من تجارب النّساء -2-

نادية خلوف
nadia_khaloof@yahoo.com

2021 / 2 / 25

لا . لن أحتفل بالعيد -أعني عيد المرأة -.
أمارس عزلتي ، أقول قصيدة ، لا أستمع إلى التّهديد .
خدعني بوردة حمراء ، مشيت خلفه ، أدخلني بيت العبيد
قال لي: إنّي الرجل العتيد.
من أنتِ يا هذه؟
ألم تري النسوة تصفق لي لأنّني نسوي؟
يصفق الثوار لي، لأنني ثوري،
سوف أرغمك على التّصفيق .
. ..
أتحدّث عن الرجال الذين يدّعون النّسوية ، ومع أنّه ليس مطلوباً منهم ذلك ، فقط المطلوب أن يكونوا رجالاً حقيقيين، هؤلاء الرّجال ، كلما دخلوا مجموعة أفسدوها ، وقد دخلوا بعض المجموعات النّسوية التي طلبت مني الانضمام لها، فلو كتبت تعليقاً لا يتطرق إلى القومية يجب أن يعلّق نفس الشّخص النسوي ليفهمني أنّني أنتمي لقومية أخرى، و أن النسوية هذه تخصّه، وهو لم يحبط عزيمتي طبعاً. هو ليس نسوي بالطّبع حتى لو انضم للمجموعة .
تقول دينا-اسم مستعار- : جميعهم يكذبون، حتى أمّي و أبي. هم ليسوا نسويون ، ولا ذكوريون . هم حالة يندى له الجبين .
دينا اغتصبها زوج أختها وهي في العاشرة ، من يومها أصبحت تخاف الرّجال. كانت أمها مشغولة بأزمة منتصف العمر، وهاربة من الواقع، وكان أبوها منسحب من الحياة، وكان إخوتها يعيشون عزّهم وبيتهم يغصّ بالزّعران تحت اسم النّضال. هناك أكثر من دينا، و لنفترض أن جميع بطلات الاغتصاب اسمهن دينا. كانت دينا في العاشرة ، وكانت أختها مخطوبة لأحد الثوريين ، كان يدخل بيتهم باستمرار ، وكانت العائلتان على صداقة، وفي مرّة كانت دينا تلعب مع ابنة أخ الخطيب سحبها من يدها و اغتصبها ، وعندما عادت إلى المنزل شعرت أختها بأمر ما ، فتحدثت لها. يبدو أن الأخت هي نفسها تعرضت للاغتصاب، ولا ترغب في افتعال المشاكل لأنها غير مستعدة للقتل، تريد الزواج منه ولو ليوم.
دينا الثانية مختلفة ، فقد رفضت أمّها العيش مع والدها لأنه يضربها ، وبحكم القانون كانت الحضانة للأم ، لكن الأمّ تزوجت من شخص نسوي ، يؤمن بحقوق المرأة ، سقطت حضانتها بالزواج، بدأت التّحديات في المحكمة، و نالت الجدّة حضانة الأطفال في الظاهر، لكن زوج الأم قبل أن تربيهم الأم، وينفق هو عليهم ، كان الثمن هو اغتصاب ديما من قبل زوج أمّها وهي في العاشرة . ديما الأولى وديما الثانية تعلقت كل منهما برجل معتد جنسياً فيما بعد ، لكنّه أغرب عن تحرّره ، تمّ اغتصابهن تحت اسم الحبّ، وبعد الاغتصاب أصبحن في حكم العبيد. لا بد من الزّواج لتفادي الفضيحة ، أصبح الاغتصاب عادة طبيعية من الزّوج .
الجرائم هنا مشتركة بين الرجال و النساء، فلا أخت ديما تركت زوجها مع أنها عرفت الحقيقة ولا أم ديما تركت زوجها الثاني مع أنها عرفت الحقيقة، وتمت فضيحة الفتاة في المحكمة ، انتقلت حضانتها إلى والدها، و أصبحت تستغلها زوجة والدها ، تعيّرها دائماً بأنّها نجسة.
هاتان القصتان حقيقيتان ، ولو كان الأمر سهلاً لذكرت المكان، و الزمان و أسماء الأشخاص ، لكنّني أعرف تماماً كيف عاشت ديما الأولى محاولة تجاوز الموضوع، وكيف عاشت ديما الثانية تحت تأثير الضغوط، أصبحت تبدو كمختلة، تزوجت برجل مسن ، ولم تنجب الأطفال.
أنت مغتصبة من قبل فرد يقربك، أو صديق للعائلة عليك أن تتصرفي بشكل طبيعي، فتقدمين الشّاي لمغتصبك، و تبتسمين له أمام العائلة، وهو ينظر برضى إلى الموضوع . معالجة موضوع الاغتصاب ليس بقول لا. فلا هذه تقال على وسائل التّواصل . بل إنّ العلاج يبدأ من العائلة حيث يمكن للضحية اللجوء إلى أمّها، أو أبيها ، كي يعالجوا الأمر، لكن أغلب الأسر منتهكّة، وما يجري يكون تحت أغطية اجتماعية متعددة، وما يجري أكثر مما نتصوره بكثير حيث يتم الاعتداء على الأطفال من الجنسين .كيف يمكن أن تحمي ابنتك ، أو ابنك من الاغتصاب ؟ هذا هو السّؤال.



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة