مساهمة المرأة في صنع المجتمع الذّكوري

نادية خلوف
nadia_khaloof@yahoo.com

2021 / 4 / 23

قد يكون ما أكتبه اليوم هو اتهام صريح للنساء في صناعة ذكورية المجتمع . يمكن لأية نسوية من الشّرق أن تراجع نفسها وعلاقتها مع زوجها وسوف ترى أنّها مجرد عبد لن يطالب بحريته ، لكنّه ينظّر ويعطي الأفكار النسوية الثورية لباقي النساء ، وهنا لن نكتب عن نساء الشرق ، بل هذه المرة عن القيم الغربية ، وقد فوجئت في أحد القراءات أن الفرنسيين مثلاً يعتبرون الشّخص الدون جوان -متعدد العلاقات-شخصية محبّبة ، فما هو حال المرأة الغربية ، وهل تختلف كثيراً عن المرأة العربية؟
سوف أستعرض مثلاً واحداً ، يمكن القياس عليه هو : دومينيك شتراوس كان
تم تبجيل دومينيك شتراوس كان بسبب فطنته الاقتصادية وحنكته السياسي وقدرته على الإقناع ، وقد صنع لنفسه اسماً في أروع صالونات التمويل الدولي، وكان منافساً للرئيس ساركوزي في أن يصبح رئيس فرنسا . بعد هذا التبجيل للرجل سوف نرحل إلى التّعرف على زوجاته ودورهن في حياته.
تزوج دومينيك عام 1967 هيلين دوماس ، وقد كانت تعمل ، وهو يدرس ، وعندما انتهت مهمتها أنهى علاقته بها وطلقها.
وتزوج مرة أخرى عام 1986 من بريجيت غيلميت، وهي الرئيسة المديرة العامة لمجموعة كورول بي أر وهي مؤسسة فرعية عن شركة ماتيل.
طلق دومينيك مرة أخرى عام 1989، وتزوج مرة ثالثة في 26 نوفمبر 1991 من آن سنكلير، الصحافية في قناة تي إف 1 ومقدمة البرنامج السياسي 7 على 7
وقد وقفت إلى جانبه عندما كان متهماً بالتحرش الجنسي ودفعت نفقات كبيرة ، وعندما أصبح حراً طلّقها أيضاً .
لن نستبعد أن يكون رئيس أي منظمة إنسانية، أو دولية نموذجاً عنه ، فها هو ترامب " المتهم البريء" في كلّ الأمور طالما يملك المال ويدفع ثمن التسويات.
لم تكشف أمور شتراوس الجانبية غير تعدد الزوجات إلا في مايو 2011 ، ألقي القبض على شتراوس كان في مدينة نيويورك بتهمة الاعتداء الجنسي على خادمة في أحد فنادق مانهاتن، وهنا نتحدّث عن أمريكا حيث " القانون ونقيضه أحياناً" حيث أبلغت الخادمة المسؤول عن الاستقبال و أبلغ الشرطة ، وطلب منها عدم الاستحمام حتى يتم التّأكد من الموضوع ، وفعلاً كان هو الفاعل، وقد انبرت الكثير من النسويات للدّفاع عنه رغم أن تلك القضية كانت من ضمن الأسباب التي نشأت من ضمنها حركة مي تو . وجهت إلى الرّجل فيما بعد تهم متعددة بالاعتداء الجنسي ، بما في ذلك محاولة الاغتصاب ، والعمل الجنسي الإجرامي ، واللمس القسري .في 18 مايو ، استقال شتراوس كان من منصبه لدى صندوق النقد الدولي. في اليوم التالي أُعلن أنه قد وُجهت إليه سبع تهم. تم إطلاق سراح شتراوس كان من السجن في مايو في ظل شروط صارمة للإقامة الجبرية بعد دفع مليون دولار كضمان وسند تأمين بقيمة 5 ملايين دولار ، دفعتها زوجته الثالثة التي طلّقها فيما بعد ، وبمجرد حصوله على البراءة ، وهو أمر طبيعي أن يبرأ الرجل، فالقاضي الأول في أمريكا رغم شهادة إحدى الأستاذات الجامعيات أنه اغتصبها، لكن مجلس الشيوخ برأة و أصبح هو القاضي، وندمت هي على شهادتها .
نحن العرب مولعون بنظرية المؤامرة ، وقد امتلأت الصحف العربية بأن إسرائيل وراء التبرئة غير مبالين بأن الرجال النجوم لا يحكم عليهم، فلا كلينتون ، ولا ترامب ، ولا شتراوس تم إدانتهم، كما أن نساءهم قبلن بهم .
إذا كانت المرأة العربية غارقة في ثقافة الذكورة التي تجعل منها مجرد شيئاً في حياة الرجل، فما الذي يدفع نساء غربيات إلى القبول؟
هل يمكننا القول أن المرأة هي مساهم أساسي في صنع المجتمع الذكوري لأنّها حتى اليوم في الشّرق و الغرب هي التي تقوم بتربية الأطفال؟
كما أن هناك سؤال مهم بالنسبة للنساء العربيات اللواتي ينفقن على عوائهلن ، ويسمحن للزوج بالسيطرة على المال: هل أنتِ مموّل؟ إن كنت تعتبرين نفسك ممولاً، فعندما يفلس البنك يذهب العميل ، وهذا ماعليك انتظاره من زوجك، فلا تشكي حتى لو تسوّلت فيما بعد.
قد يسأل أحدكم وقد امتلآ رغبة أن يعرف تتمة حياة الرجل " المثال" ماهو مصيره ؟
أطمئنكم ، مع أنّه في السبعين لكنه تزوج من سيدة تملك علاقات عامة، ولا أظن أنه سوف يطلّقها لأن العمر لن يسمح له بذلك.



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة