عزيزتي الأم

نادية خلوف
nadia_khaloof@yahoo.com

2021 / 5 / 2

قساوة الحياة يجب أن لا تنسينا واجباتنا نحن الآباء ، فنحن نحتفظ بتلك الصفة حتى لو أصبح أبناؤنا في السّتين من عمرهم . واجباتنا تجاه أبناءنا ليست في تربيتهم، فليس نحن من يربيهم فقط ، بل هناك عدة جهات مسؤولة عن تربيتهم و أهمها العادات الاجتماعية التي ترسخت في عقلنا الباطن ، و التي تسيّرنا .
لا فرق بين التعامل بين الفتى و الفتاة من حيث المبدأ ،، وقد لا تفرّق بعض العائلات بالمعاملة ، لكننا نتحدّث عن المجتمع المهمّش الذي ينتمي له أغلبنا ، و الذي يأخذ فيه الذكر دوراً هاماً في الأسرة ، فقد يعيل عائلته لأنّ والده سلم أموره للحياة ، وقد يكون متنمّراً على عائلته يصرف كل ما تملكه ويبقى عالة عليها، ويبقى الأب و الأم يجدان المبرر له في سلوكه ، ويعفيانه من المسؤولية .
ماهو دور الأنثى في العائلة ؟
الأنثى من أدوات العائلة ، مثلها مثل الحصان ، و الكنبة ، مطلوب منها أن تلتزم بالتعليمات ، و أن تحافظ على عذريتها ، و أن تخدم في بيت عائلتها ، و أن تدفع من دخلها إن كان لها دخل، وقد درجت العادة في بعد المناطق في سورية الاشتراط على من يطلب يد الفتاة "العاملة" أن يكون مرتّبها لعائلتها لمدة عام بعد الزواج . طبعاً بعد العام يصبح مرتبها لزوجها!
سوف أتحدّث هنا عن الأمّ ، و التي من المفترض أن تأخذ بيد أبنتها في جميع مراحل الحياة ، ورغم أن تلك الأمّ قد تكون قد عانت في حياتها إلا أن موقفها من بناتها يدعونا للنظر في موضوع الأمومة ، ففي لحظة تنسى معاناتها ، وربما تحارب ابنتها بعد الزواج وتحاسبها عن تصرفات زوجها ، كما أن الفتاة تصبح غير مرغوب بها كضيف حيث تجلب أولادها معها ، وقد تكون لها تكلفة مادية .
الفتيات يصبحن ضعيفات بعد الزواج ، يحاولن إرضاء الزّوج و الأهل ، حتى لو كان موقف الأهل غير مرحب بهن، وحتى لو كانت الفتاة تعرف ذلك فهي تزورهم لأنّه لا مكان لها في العالم سواهم رغم أنها لا تنتمي إليه.
قد تتستر الفتاة على وضعها الاجتماعي وحياتها مع زوجها فهي تعلم أنّه لا حماية لها ، وربما تعاني من عائلتها أكثر مما تعانيه مع عائلة زوجها .
ما هو المطلوب من الأمّ في هذه الحالة؟
المطلوب منها أن تكون أمّاً ، فإن رأت ابنتها تسقط تمد لها يد العون ، و إن زارتها مع أولادها تضع لهم الطّعام، قد يكونون جائعين . نعم ابنتك جائعة ، و أنت تحاولين مع المجتمع إذلالها. ألا تدرين أنّك إن طردتيها مثلاً من بيتك سوف يتنمّر عليها الجميع ؟ الضحية دائماً تدفع الثمن ، و ثقافة المجتمع العامة هي مع الجاني وضد الضحية. لا تكوني متطلبة منها فهي لن تستطيع تقديم أكثر مما قدّمت .

عندما تتزوج الفتاة ليس معناها أنّها لم تعد تعني لنا شيئاً ، و أننا خلصنا من همها ، بالعكس تماماً ، فهي مثلك قد بدأ همها الآن. لا ترفعي سقف التوقعات من ابنتك ، فلن تستطيع فعل شيء لك، لكن كوني عوناً لها، وقولي الحقيقة حول جميع الأشياء.
عزيزتي الأم : لا تنسي أن تطعمي ابنتك عندما تزرك . ألا يمكن أن تكون جائعة.



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة