النساء لا يعشن أنوثتهن في الدول المتخلفة

كمال آيت بن يوبا
kamalaitbenyuba@yahoo.com

2021 / 5 / 31

من أجل ثقافة عقلانية تنتمي لعصرنا

من إصدارت مجموعة الربوبيين العرب و الناطقين بالعربية لشمال افريقيا والشرق الاوسط

من الثابت في البيولوجيا أنه إبتداء من البلوغ في الأحوال العادية يكون دور الهرمونات الجنسية عند النساء التي تطرحها المراكز العليا الموجودة في الدماغ أي تحت سرير المخ Hypothalamus الذي يطرح ال Gn rh و الغدة النخامية Hypophyse التي تطرح ال – LH- و الFSH لإرسالهما للغدد الجنسية السفلى و هما المبيضان عند الإناث ، هو حث هذه الغدد السفلى على إنتاج الخلايا الجنسية الأنثوية و الهرمونات الجنسية الأنثوية كالأستروجينات Oestrogènes (أوسترييول – أوستراديول – أوسترون) و الجسفرون Progesterone...

من بين وظائف الهرمونات الجنسية عند الإناث بالإضافة لإنضاج الخلايا الجنسية الحث على البحث عن الشريك الجنسي .....

و البحث عن الشريك الجنسي عند النساء يقتضي مجموعة أخرى من السلوكات الضرورية كالإعتناء بالنظافة و الملبس و التزين و غير ذلك من السلوكات المرتبطة بالاقتناع بالهوية الجنسية للسيدات التي تسمى الإنتماء للأنوثة ...

هذه السلوكات تصبح أتوماتيكية ، تشبه أحدا يسوق الدراجة الهوائية دون الإمساك بالمقود بعد ما تدرب عليه، كتحصيل حاصل لعمل تلك الهرمونات الجنسية الأنثوية التي تحدثنا عنها أعلاه ...

و إذن فظهور النساء بمظاهر مثيرة للشهوة الجنسية الذكورية لجذب الذكور أو ما يسمى الإغراء هو نتيجة لعمل تلك الهرمونات الجنسية و ليست عملا إراديا ...و بالتالي فهو عمل عادي و منطقي بالنظر إلى عمل الهرمونات ...

و يمكن ملاحظة سلوكات مشابهة لذلك عند بعض الحيوانات الثديية الأدنى من الإنسان في سلم التطور البيولوجي مع حلول الربيع أو غيره مثل الأسود و النمور و غير ذلك .

و إذن إذا سلمنا بأن الله هو المسؤول عن تكوين جسم الإنسان بالطريقة التي هي عليه فيكون عمل تلك الهرمونات الجنسية و ما ينتج عنه هي سلوكات سوية و إرادة إلهية من أجل إستمرار النوع البشري...

هذه المعلومات البيولوجية لم تكن متوفرة في زمن الفكر الديني للقرن 7 الميلادي و ما قبله الذي يتبناه اليوم للأسف أولئك الذكور و الإناث الذين يتحدثون عن التبرج و عن الإثارة و عن خدش الحياء و غير ذلك من المصطلحات التي تنهل من الجهل القديم المسمى ظلما مقدسا و ظهر في عصر طفولة البشرية ..و لذلك نراهم يتدخلون في ملابس المرأة و في سلوكها و في حياتها عموما كأنثى يرون من الضروري أنه يجب كبح جماحها مثلما يتصورون كبح جماع الخيول باللجام كنوع من القمع يؤدي في بعض الحالات لكوارث إجتماعية و فضائح .لأنهم غير عالمين بعمل الهرمونات الجنسية السري الذي لا يرونه في أجساد السيدات و الذي يؤدي لظهور تلك السلوكات المرتبطة بالمظهر الخارجي و السلوك الجسدي عموما و الذي قلنا أنه ناتج عن إرادة إلهية كما بيننا ...

و حينما ينتقد هؤلاء المجتمعات المتقدمة فأول شيء يتحدثون فيه هي الحرية الجنسية والحرية عموما و التبرج و قنوات البورنوغرافيا. و لا يتحدثون عن المجال العلمي و التكنولوجي و العسكري و السياسي و الفلسفي ..

يبدون في بؤس فكري يدعو للشفقة كتلك الطيور كما يقولون التي تعودت على الحياة في الأقفاص و ترى الطيران خارج الأقفاص جريمة...

و لذلك لا تعيش النساء عموما كما يحلو لهن ما دامت هي حياتهن و لا يتمتعن بأنوثتهن في ظل الحرية حينما يكون أمثال أولئك الذين يتصدرون المجالس التي تفتي بذلك الجهل القديم ليضعوه على شكل قوانين تؤثر في سلوك المجتمعات التي لا تزال تبحث عن تلمس طريق الخروج من التخلف و الذي آن الأوان لزواله بقرارات سياسية شجاعة إستنارة بمعلومات البيولوجيا البسيطة المشار إليها أعلاه ما دامت تلك إرادة الله العلمي الموجود و ليس إله الجهل المتخيَّل الذي لا وجود له إلا في أدمغة من يتبنونه...
...



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة