لن أصمت

آلاء الغرياني
ellaghariani146@gmail.com

2021 / 9 / 9

تستفزني الأم التي تلح على ابنها الخروج معها ليلا لشراء الحليب بإسم الأمن ، تثير غضبي تلك الجدة التي تطيل التخاريف عن تصرفات بنات الأصول والحسب والنسب باسم حسن التربية ، أشمئز من ذلك الأخ الذي يصرخ في وجه أخته باسم الأخوة ، أستنفر من تلك الخالة التي تمنع ابنتها عن الضحك بصوت مرتفع وتجبرها عن وضع يدها على فمها عند فعل ذلك باسم رقة الأنوثة ، أكره العمة التي تستيقظ وتنام على صفعات زوجها وتبقى صامتة الدهر كله باسم التضحية والصبر ،لا أطيق تفاخر الآباء في المقاهي بإنجاب الذكور باسم الذكورية ،لا أتحمل معاملة الأجداد الجدات الجافة التي يفرض فيها اتقان فنون المنزل من طبيخ وغسيل و نشير باسم الزواج ، لا أفتخر بزواج نساء جعلهن صامتات أسيرات ضعيفات عاجزات يجبر عليهن ارتداء الحجاب باسم الطاعة ، أستنكر ذلك الخال الذي يضع رجلا على رجل ويستخف بقدرات المرأة باسم الرجولة ، أعجب من جهل الأمهات عندما يربين أولادهن على أنهم السلطة الأولى والأخيرة والتقليل من احترام المرأة باسم الرجولة مرة أخرى ، أشمئز من ذلك المعلم الذي يهين الفتيات أمام الجميع ليثبت أن صوته لم يجف بعد باسم السلطة ، أرغب بشدة الاشتكاء بذلك الأستاذ المتحرش و فضحه أمام الجميع ، أتمنى العمى لذلك الجار الذي ينتظر خروج الفتيات الى الشارع ليتمتع بإزعاجها بنظراته المقززة باسم الاستفزاز ، أتمنى العذاب لكل زوج يمس روح وجسد زوجته سوءا باسمه ‘’زوجها’’ ، أضحك وأبكي عندما أستمع لأولائك الشيوخ المزيفين الذين سخروا وقتهم لللإفتاء نظريات خاطئة فينا باسم الدين ، أحقد على هذا المجتمع الذي يمثل سندا قويا للرجل باسم الذكورية
أكره تصرفاتكم هذه ولا أتشرف بعادتكم التي ستفعل بي كل هذا فلا تسألوني بغباء لماذا تغيرت ولا تحاولون اقناعي بتخاريفكم الحمقاء ولا تتعرضوا في طريقي إن حاربت من أجل حريتي فقد جعلتموني أقتلع قلبي و أتركه في سريري لأستطيع الثبات و محاربة هذا الفكر لتروني الآن قوية جريئة شرسة مع كل شخص ظلمني و إلتمس روحي ظلما و قهرا فقد وسوست لي شياطيني بالنهوض واعلان الحرب على هذه الأفكار ، تريدون وضعي في قالب بلاستكي حسب ذوقكم و تحرمونني من حقوقي و الآن تسألون ما هي اللعنة التي حلت بي ؟ ♀️ 💫



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة