المرأة المتواضعة

محمد عبد الكريم يوسف
levantheartland@gmail.com

2021 / 10 / 3

عندما نراقب السلوك العام في هذا الكون على مستوى الأفراد والجماعات والدول والأمم فإننا لا نرى الكثير من التواضع هذه الأيام. واينما نظرنا نجد انتشارا ملحوظا للتطرف والكبرياء و التحامل و الصلف و العجرفة وكأن هذه السمات من سمات القرن الحادي والعشرين.

تظهر الأبحاث أن التواضع يرتبط ارتباطا وثيقا بالشجاعة والنزاهة والقيادة القوية وضبط النفس والتعلم والعلاقات الأفضل.

والمرأة التي تشكل نصف المجتمع وتربي نصفه الأخر ليست في منأى عن عدوى الكبرياء و التحامل والتطرف المنتشر في أصقاع المعمورة هنا وهناك.

المرأة بفطرتها مفطورة على التواضع حتى لو تبوأت أعلى الدرج والمراتب والمناصب ، وهذه الفطرة تساعدها على تقبل أخطاء زوجها والمغفرة حتى في أحلك الظروف. ليس هناك مقياس للتواضع ولكن تشير الدراسات الاكاديمية إلى وجود سمات مشتركة في المرأة المتواضعة منها:

المرأة المتواضعة قابلة للتعليم إذ يمكنها من تعليم وتعلم واستنتاج العبر من تجارب الغير.وهي قادرة على التطور والنمو بسرعة وتستطيع طرح الأسئلة والبحث عن الأجوبة بطرق مختلفة.

المرأة المتواضعة تعيش في سلام داخلي مع نفسها ومع الأخرين و تواضعها يساعدها على الشعور بالرضا والعيش ببساطة جميلة بعيدة عن التعقيد.

المرأة المتواضعة لا تسعر بالحاجة لأن تكون أجمل أو أن تكون الأفضل.في الحقيقة يضع التواضع العلاقات قبل الحاجة إلى أن يكون الإنسان على حق. كما يساعد التواضع في الشعور بالامتنان الذي يحقق التوازن والانسجام في الحياة الشخصية والاجتماعية. التواضع ليس له حق إذ تعتقد المرأة المتواضعة أنها لا تستحق شيئا رتقا وهي ممتنة للعديد من النعم التي نالتها في الحياة.

المرأة المتواضعة تفكر مليا قبل الإساءة إلى أي شخص وهي في ذات الوقت سريعة التسامح ، وتراعي المرأة المتواضعة النعمة التي نالتها، وتسارع إلى نشرها للٱخرين.

المرأة المتواضعة تطلب المساعدة حين تحتاج إليها بحق لأنها تعرف من هي وما إمكاناتها وبالتالي لا تخجل من طلب المساعدة في أي وقت. ويساعد التواضع المرأة على ممارسة الحياة الأصيلة على حقيقتها من دون أن تفريط في حقوقها أو مساس في شخصيتها ، وبالتالي يعد التواضع علامة قوة لا علامة ضعف.

المرأة المتواضعة تعامل الجميع باحترام لأنها تعلمت عن يقين راسخ أنها ليست أفضل أو أسوأ من أي شخص ٱخر.وتعتقد المرأة المتواضعة أن جميع الناس سواسية ويستحقون المعاملة الحسنة وهي تعامل الجميع على هذا النحو.

المرأة المتواضعة تتحلى بالصبر والجلد وتمتلك روح التحدي ويندر أن تصاب بالاحباط بسبب عيوب وأخطاء سببها الٱخرون لأنها تعلم علم اليقين أن الأخطاء والعيوب جزء من الحياة وبالتالي تتسامح مع نفسها ومع الأخرين عند وجود علامات للقصور والفشل.

المرأة المتواضعة تعلم حدودها الشخصية وترعاها و هي لا تنظر إلى نفسها بسلبية إذ أن للتواضع رؤيته الخاصة الدقيقة للذات. يقودها التواضع إلى المكانة القوية لتعيش شغفها في الحياة.

المرأة المتواضعة تحتفل بإنجازات الآخرين. فالتواضع يرى الآخرين على أنهم حجاج متعاونون وليسوا منافسين. و تفرح المرأة المتواضعة يفرح بصدق عندما يزدهر الآخرون وينتصرون.

المرأة المتواضعة منفتحة على علاقة عميقة مع الله. وتعرف المرأة المتواضعة أن الله هو خالق العالم وأن الناس هم مخلوقون.

الكبرياء يغلب الذات على الله ويحقر قلب الإنسان وإيمانه وأخلاقه. يقودنا الكبرياء إلى عبادة أصنام السيطرة والجنس والمال والسلطة. يقودنا التواضع إلى الحياة المثالية ومعرفة الذات والسعادة والسمو وبسببه تعيش سمعتنا عمرا أطول من عمرنا.

المراجع
Humble Women, Eric Flier, 2021



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة