خواطر من وحي الحضارة

سلوى فاروق رمضان
salwa.faroukramadan@yahoo.com

2021 / 12 / 6

يقولون لنا هذا ما أمر به الله على أخلاق البداوة ، يقولون على الوحل جمال وبتعالمهم ملئت الدنيا إنارة ! بتعالمهم جعلوا الذكور في الصدارة والنساء تحت الإشارة ، يقنعوننا أن كلما خضعنا يرضي عنا الله وفي جناته نرى الراحة، وما جنتهم إلا نساء بلا كرامة ، يأخذون دورهم في النكاح منزوعات الإباء والغيرة ، وما كان هذا إلا شيطان يتنصل ويضع علي الله الملامة .
يصبغون الحياة قذارة وحقارة ، ليس في الدنيا أبدآ ولا أخرة سعادة ، جعلوا المرأة ناقصة حقت عليها للممات القوامة ، طول عمرها لابد أن تعامل كطفلة حضانة !
كنت أشتم فيهم رائحة الشيطان ولا يوم وضعت علي الله الملامة ، كان في نور للإله يضيئ ويشع بداخلي مهما كان قوة الشيطان وسلطانه ، حتي تعرفت علي مجدي السابق وفتنت بجمال ورقي الحضارة ، فهذه جدتي تناجي الإله وليست عورة مهانه ، وجدي واقف بجانبها ليبنوا أعظم حضارة .

أضئ أكثر نور الإله في قلبي ، أهذه الماعت التي تحدثني عنها روحي ؟ وقبل أن أعرفها يتمتم بها نبضي ! أؤمن بالماعت بكل كياني فبها لم نعد تحت الإشارة ، فهذه هي الروحانيات هذه هي العدالة هذه الماعت معبودتي ، أشرقت معها أنوار روحي وتعالت ضحكاتي ، فلا خوف من إله يلوي أذرعي ويجعلني أذدري أنفاسي ، فلا طمع في جنات بها خضوع كما الدنيا ولا تسمع آهاتي ، فلا خضوع ولا خنوع ولاتكفين ولا إعتبار أحلامي كعوراتي ، تخبأ وتدفن مع أيامي وسعادتي وطموحاتي ، الآن الماعت صحت قلبي وأشرقت أضوائي ، فالتذهب البداوة للجحيم وتأتي حضارتي ، فهذه هي معبودتي هذه من بدونها شكوت سابق أيامي .

أفكلما نقول حقوق يقولون الله يرفضها ، فما حاجة لنا بربهم ، فليصن الكرامة لو كان بارئها ، فلو كان ربهم الحق فليحمي أرواحنا ويصنها ، فلم نر إلا رب يسارع في هواهم ويقهرنا ، فلهم هو ولنا نحن الروح القديرة تؤمنا .
فلا تلوي أذرعنا بإستنطاق السماء ، فإليكم الإهانة التي إخترتموها لنا ولنا الإباء ، فلو تبعناكم لأصبحت البهائم علينا كرماء ، فخذوا بضاعتكم فلا نريد منكم تكريم يجعلنا إماء ، ولا تستقوا علينا بالسماء ، فنحن الأولى بها وليس فقه الصحراء .



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة